الكثير منهم يحسبهن دُمى معلقة من رؤوسها، تتفاخر كل منهن باعوجاج خصرها وطول شعرها ولون عيونها.. كل يدفع ثمنه مقابل تسليته.. وإن رفضت أن تكون معلقة بخيط كغيرها هي إذاً خط أحمر "danger" يجب أخذ الحذر منها؛ لأنها ملعونة في نظر المجتمع.
أتكلم عن رجال تجمعني بهم ثرثرات عشوائية، ربما على متن القطار، أو في محيط عملي، وفي الكثير من الأحيان أكون المنصت لا المعلق، وغالباً ما آخذ دور التشخيص المرضي لأجد مرضاً متكرراً ينخر أدمغتهم، مرض المجتمع الذكوري الذي يهاب المرأة الواعية، تلك التي تناقشك العلوم والسياسة، وقد لا تعرف الطبخ؛ لأنها تؤمن أن لا أحد يموت جوعاً.
محيط غريب إن تكلم عن الحياة الزوجية رأى فيها المرأة المطيعة والرجل المسيطر سلطان البيت أساس النجاح، وغير ذلك فهي متسلطة تخرج عن دورها الذي خُلقت من أجله "طبخ – جلي وآلة للإنجاب".
وباء استوطن عقول أغلبيتهم لدرجة إن ناقشتهم الواقع حذروك من الهلاك، وكأن الوعي يقتل!
في كل مرة أريد أن أغامر وأطرح سؤالي أتراجع؛ لأني لست في حاجة إلى جواب بقدر ما هم في حاجة إلى تأمل فراغات سؤالي.
إن كانت خُلقت لطاعتك "لماذا لم يخلق الله لك جيب الكنغر لتحملها معك أينما ذهبت؟!".
من أجل أن تصل الفتاة إلى مبتغاها هي ليست في حاجة إلى ما يسمى بحقوق المرأة أو الحرية هي فقط في حاجة إلى تعريف لها يحفظ من طرف غير جنسها عن ظهر قلب "المرأة كائن بشري دوره في الحياة لا يقل عنك.. له عقل مدبر، ولا تحكمه غرائز؛ كي يقوم بثلاث مهام".
بعد كثرة جلساتي ودمج واقع مجتمعي معاً آفات سياسية وصلت إلى نقطة تشارك.. مثلما الحكومة تفضل شعباً جاهلاً لا يقوى على قطف عطاء شجرته، وتحارب كل من تسوّل له نفسه طلب حقه، يفضل الرجل تلك المرأة "البلهاء"، ويهاب تلك الذكية التي لها القدرة على استخدام مادتها الرمادية مثله وربما أفضل منه.
الحياة الزوجية تشارك وليس حاكماً وعبد مأمور، وإن كان كذلك لخُلقت المرأة بجسم بشري وشهوة حيوانية خاضعة، ودون عقل.
لست متزوجة الآن، لكنني قد أكون مقبلة على هذا الشطر من الحياة؛ لذلك يا عزيزي.. زوجي المستقبلي:
إن طبخت لك، سأطبخ لأنك تحب المكرونة الإيطالية.. وستطبخ لي لأني أحب كروكيت البطاطس.
وإن كتب الله لي مولوداً سيكون؛ لأنني حلمت بصغير يشبه تفاصيلك، وليس من أجل الحفاظ عن السلالة، كما يظن بعض الجهلة.
وإن جليت طبقك، فبالتأكيد لأنني أحب النظافة وليس لأنني مجبرة؛ لذلك تأكد أن ما أقوم به ستقوم به أنت أيضاً؛ لأنك لست من ذوي الاحتياجات الخاصة.. فالحياة الزوجية أكبر بكثير من Fiche de poste وجب التقيد بها.
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.