مخلوقات عظيمة لخالق أعظم

فإذا نظرت إلى الناموس أو البعوض، أو كما أراها أنا وأسمّيها إبرة الدم المتنقلة، فقد خلقها الله لتتغذَّى على الدم لتعيش، وتنجذب إلى فصيلة الدم "o" أكثر من غيرها، وتصطاد هدفها عن طريق شمّ رائحته أيضاً، وإذا رأيت ما هوَ أكبر من البعوض قليلاً وهو النحل، وطبيعة حياته، وكيف جعلهُ الله يفرز عسلاً لذيذ الطعم، وفيه شفاءٌ وفوائد كبيرة للبشرة وغيرها

عربي بوست
تم النشر: 2017/01/23 الساعة 04:49 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/01/23 الساعة 04:49 بتوقيت غرينتش

كثير من الناس يجهل الكثير مما خلق الله من مخلوقاته، فتجده يستنكر بعض مخلوقاتِ الله قائلاً: لماذا خلقَ الله هذا المخلوق وليس فيه أي فوائد؟ ولكن لا يقول هذا القول إلّا ضعيف إيمانٍ، أو مَن غلب على علمهِ القليل جهلهُ الأكبر، ولذلك إن أردت الحقيقةَ التي يغفل ويجهل عنها الكثيرون، وهي أنّ كل ما خلقه الله له فوائده وله عمله في الدنيا ومميزاته التي يتفرد بها عن غيره.

فتعالَ معي لنعيش قليلاً مع بعض مخلوقاتِ الله، فإذا نظرت إلى الناموس أو البعوض، أو كما أراها أنا وأسمّيها إبرة الدم المتنقلة، فقد خلقها الله لتتغذَّى على الدم لتعيش، وتنجذب إلى فصيلة الدم "o" أكثر من غيرها، وتصطاد هدفها عن طريق شمّ رائحته أيضاً، وإذا رأيت ما هوَ أكبر من البعوض قليلاً وهو النحل، وطبيعة حياته، وكيف جعلهُ الله يفرز عسلاً لذيذ الطعم، وفيه شفاءٌ وفوائد كبيرة للبشرة وغيرها، وإذا ذهبت من عالم الحشرات الطائرة وجئت إلى العنكبوت لتعجبت من طريقة صنعها للخيوط، وتكوين الشبكة التي تحتمي بها، وكيف تُغلف أنثى العنكبوت بيضها بالخيوط لتحميه، ومن العنكبوت إلى الحرباء التي تغيّر لونها مع لون الشيء الذي تلامسه لتحمي نفسها من العدو.

وتلك الأفعى التي تقوم بتغيير جلدها كلما ازداد حجمها أو أصيب جلدها بشيء، وكيف تُخزن السمّ لتقتلَ به مَن يتعرض لها، وتعالَ معي إلى البقرة التي يأخذ منها الإنسان لبناً وسمناً وجبناً، ومن اليابسةِ إلى عالم البحار، تجد قنديل البحر وقدرته على اللسع، وهنالك أيضاً الدلفين الذي يعتبر من أذكى المخلوقات، وقدرته على تحديد المواقع بالصدى، ومن الدلفين إلى الحوت، الذي يحتوي على الزيوت المفيدة، التي يستخدمها الإنسان للصناعة وغيرها.

وعندما ننتقل إلى المخلوقات التي تملك عقلاً لتفكر به نجد الإنسان، وهو الكائن العظيم، الذي وضع الله فيه الكثير من المميزات والتفاصيل الدقيقة، فإذا بدأنا بالرأس نجد العقل الذي يُفكّر به الإنسان، وأيضاً ماء العين الذي يحافظ على نقاء العينين من الجراثيم التي قد تأتي من الهواء، وباقي جسد الإنسان من يدينِ يحركهما كيفما يشاء، ورجلين تجعلانه واقفاً ويمشي عليهما.

ولنتجه إلى المخلوقات الأعظم التي بيَّن الله فيها مدى عظمته وقوته، كالشّمس والقمر وألوانهما، وكيف لكل واحد منهما وقته الخاص الذي يظهر فيه، وفوائد كل منهما عظيمة، فإذا جئنا للشمس ستجد أشعتها تصنع لجسد الإنسان فيتامين (د)، وعدم التعرض لأشعة الشمس يزيد من ارتفاع ضغط الدم، وللقمر نصيبٌ أيضاً من الفوائد، فهوَ ينير الأرض ليلاً، حينما لا يكون هناك شمس، واعتماد بعض الحيوانات على ضوء القمر في التنقل، كالخنفساء التي تسيرُ معتمدةً على ضوء القمر، ولا ننسَ ظاهرة المد والجزر.

وتأتي السماء التي رفعها الله بلا عمدٍ، والأرض التي سطحها ومدّها، فقد خلق الله الأرض لتعيش فيها مخلوقاته، وتأكل وتتكاثر مما أنعم عليهم بها من شجرٍ يحمل ثمراً، ومن بحرٍ منه يصطادون، وقد خلق الله السماء وفيها سحبٌ ينزل منها مطرٌ يسقي منه الأرض، ويجعلها خضراء، وأيضاً قد زيّن الله -سبحانه- السماء بالنجوم، وجعلها رُجوماً للشياطين؛ لقوله: "وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُوماً لِلشَّيَاطِين".

فمن أنت يا ابن آدم حتى تأتي وتقول عن مخلوقٍ ليس بهِ فائدة وقد علمت بالقليل مما خلق الله؟! وتذكّر قوله سبحانه وتعالى: "وَمَا أوتِيتُم مِّنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلاً"، وهذا يدلّ على أنّنا نحن البشر مهما ظننّا بأننا نعلم كل شيء سنظل لا نعلم إلّا القليل جداً، ومَن يقول عن نفسه أنا عالم بكل شيء فيُعتبر من الجاهلين.

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

علامات:
تحميل المزيد