يقاس تحضّر المجتمعات بمدى فاعلية المرأة وحضورها فيها، هنّ نصف المجتمع، والنصف الآخر يتربى في أحضانهن، المرأة هي الحضارة في أرقى تجلّياتها؛ بل هي الوطن نفسه كما قال الشاعر نزار قباني.
لا تتكوّن الأسرة بدون المرأة، هن الأمهات والزوجات والشقيقات والجدّات والخالات والعمّات والزميلات والصديقات، هنّ عبق الحياة وريحها ورونقها وعبيرها، هنّ شقائق الرجال كما وصفهن الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلّم.
في المغرب طبعت النساء حياة هذه الأرض الطيبة وأبين إلاّ أن يكنّ في الصدارة.. حالفني الحظ أن تلقيت دعوة لترجمة وإعداد مقالات لموقع إعلاني للمهندس المعماري مهدي حجي خليفة الذي بدوره ألهمني أن أكتب عن عمله في هذا المقال، أخذت هذه التجربة، وأنا أقول يا لَه من عمل ممل أن أبدأ بتدوين بعض الأسطر حول بعض من النساء؛ إذ ما سمَّيتهن أنا بنخبة المجتمع؛ نظراً لوجوههن المألوفة، وأنا أبحث في هذا العمل، وأقول لنفسي هناك نساء من العالم المنسي يستحققن أكثر أن نشيد بهن وبأعمالهن حتى وإن لم يفعلن شيئاً.
لكن لماذا نحن أنانيون لهذه الدرجة، فهؤلاء نساء رغم تمدنهن وثقافتهن وشواهدهن كنَّ من الأوائل رغم عيشهن بعيداً عن المغرب، لكن يبقين مغربيات، وأسماؤهن تدل على ذلك؛ لهذا فهن يستحققن أن نكرمهن أكثر من مرة.
هؤلاء النسوة قررن أن يخرجن من كنفهن المعتاد إلى ما وراء نضال وكفاح ونضج، ثلاثون مقالة أو بلغة أخرى ثلاثون وجهاً نسائياً تقام لهن الدنيا وتقعد بإنجازاتهن العظيمة، واللافت للانتباه هؤلاء المغربيات المتوّجات يعملن في مجالات مختلفة، تتوزع بين عوالم السياسة والمال والأعمال والنشاط السياسي والجمعيات، في إشارة إلى مجال المبادرة الواسع والمفتوح أمام المرأة المغربية، خصوصاً أن المغرب يعد من أوائل الدول العربية التي أقرت مبدأ تحرير المرأة، وتساوي الفرص بينها وبين الرجل.
ومن خلال هذه القائمة أظهرت مجلة وجوه من المغرب الرائدة في مجال الإعلام النسائي، الدور القيادي للنساء المغربيات، وأكدت قدرتهن على القيام بأدوار قيادية على كافة الصعد، وبأنهن يمتلكن مزايا ومؤهلات وصلاحيات وثقافة علمية ومجتمعية تمكنهن من النهوض بمجتمعاتهن تماماً كالرجال.
فأقول لباقي نساء المغرب أو بالأحرى فتيات المغرب الجميل: تجردن من شوائب هذه النفس المتعالية والأنانية التي تدفعكن لأشياء لا تحمد عقباها، تشبثن بإحدى هؤلاء النسوة كقدوة، وارسمن طريق النجاح بعيداً عن ذريعة الإمكانيات وخذن من وقتكن وتصفحَّن إنجازات كل واحدة من وجوه المغرب هؤلاء.
آخر قولي: أنا أيضاً سأصبح من هذه الوجوه عما قريب، أفتخر وأنا أسرد قصتي؛ لأنني بدأت الكتابة على أرضية غرفة متواضعة، وعلى جهاز حاسوب متهالك بعض من لوحة حروفه مفقودة؛ لأنني لن أقبل أن أرحل عن هذا العالم ولم أقدم له شيئاً.
الإنجاز والنجاح والثقافة لا تحتاج إلى كرسي حديث وغرفة فاخرة ومدرسة خصوصية، كل ما ترغب في إنجازه وتحقيقه يتطلب أمراً واحداً فقط أن تبدأ الآن.
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.