ربما الحياة ليست للجميع

أليس من حقك أن تسعدي عينَيك بتغيير قصَّة شَعرك أم بتغيير في طريقة المكياج وغيرها بدلاً من أن تقفي منتظرة لأحدهم ليأذن لك كأنك مِلك له أو لا حياة لك بدونه؟! لا تربطي سعادتك وجمالك بوجوده، نعم فهو إضافة جميلة إلى نقاط جميلة.

عربي بوست
تم النشر: 2017/01/19 الساعة 02:03 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/01/19 الساعة 02:03 بتوقيت غرينتش

تصحو صباحاً فتشعر بانسياب النور في أرجاء هذا الكون الواسع الجميل، هذا النور الذي ما فتئ يغرينا بالاستمرار والبدء من جديد من خلال ثنائية الانقباض والانبساط؛ إذ ينبسط صباحاً لينبلج الفجر ويندحر الظلام، وينقبض مساء ليئد الضياء ويتنفس الظلام.

على وقع هذه الثنائية نعيش الأيام والأحداث وتداعياتها، فتختلج المشاعر وتتبدل الأحاسيس، وتتفاوت الأمزجة والصور، في مثل هذه الحالة كم نحن بحاجة ماسَّة لرفع المعنويات وإعادة الشحن ربما.

إليك أرسل كلماتي التي صُغتها بعد أن رأيت زوايا حياتنا وتكرار ذلك الحلم في كل زاوية؛ بل وتوقف النبض فيها بانتظار شيء ما، أنا ذات الأربعة وعشرين ربيعاً سأتحدث عن حقيقة تؤلمنا يقيناً وتسعدنا ظناً.

كلنا ذوات الأنوثة مخرجات وبامتياز لأفلام الرومانسية وترف المشاعر بين الجنس الآخر، المشكلة لا تكمن في رغبتنا في الزواج والعيش بسعادة مع شريك الحياة، وإنما حين نكبل طاقاتنا وإيجابياتنا ونركنها في صندوق مفتاحه بيد ذلك الزوج، لا ضير يا حبيبتي في أن نحلم ونرسم لحياتنا خطة معينة تعيننا على اجتياز الصعاب بتوفيق من الله، لكن لعلي أطرح تساؤلاً لطيفاً: هل إن رسمنا حلمنا في ذلك الزوج هل نرسم بعض الصور بغير أمانة أو بلون غير ملائم؟

نحن غمرنا عقولنا بأحلام وهمية، سنتبادل القبلات صباح مساء، سيمطرني بحنانه، وسأبادله بطوفان من الحرص لحظة وبعض التمايل لحظة أخرى.

نسينا أن الحياة مد وجزر وهي لم تدُم لأحد، هي أبكت النبي -عليه الصلاة والسلام- لوفاة جدِّه وعمِّه وزوجته خديجة -رضي الله عنها- وابنَيه، هي آلمته وشجَّت رأسه، وكسرت رَباعيته، هذا لمَن؟ لحبيب الله، وخير من وطئت قدماه الأرض.

أليس من حقك أن تسعدي عينَيك بتغيير قصَّة شَعرك أم بتغيير في طريقة المكياج وغيرها بدلاً من أن تقفي منتظرة لأحدهم ليأذن لك كأنك مِلك له أو لا حياة لك بدونه؟! لا تربطي سعادتك وجمالك بوجوده، نعم فهو إضافة جميلة إلى نقاط جميلة.

والرجال لا يحبون الفتاة التي تكون بصورة باهتة، ولا تحيا إلا بهم، يفضلونها متفاعلة، وإن فارقوها يريدونها قائمة بنفسها ودائمة؛ لتحسين كل ما يجب تحسينه في تغيير دائب، نشيطة تدب الحياة في كل عروقها، فأنت تنظر في كل فترة ترى شكلاً جديداً فيها لا يمل الناظر من أن يمتع عينيه بها.

فها أنا قد فشلت في علاقة ما، ونجحت صديقتي، حينها صديقتي الآن أم لأربعة أطفال، بينما أنا مع مالي الخاص أتسكع من مكتبة إلى أخرى.

ومن باب المزحة ربما إن نجحت أنا مستقبلاً في علاقة ما سأكتب على منزلي: "عفواً العروسان عانَيا ليظلّا برفقة بعض، وغير قابلين لأي زيارات.. نحن بخير".

ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد