مضت سنة 2016 حاملة في طياتها الكثير من الأحداث تباينت بين لحظات فرح عارمة، وخيبات أمل موجعة.
سيناريو تداخلت فيه المجريات بين تجارب هامة وإنجازات مستحقة، سواء كانت كبرى أم صغرى، ولكن الأهم أنها دروس قدمها القدر واستفدنا منها بدل المرة ألفاً.
البعض بلغ جزءاً من أهدافه، والبعض الآخر حالت العوائق بينه وبين تطلعاته، غير أن الاستسلام لم يكن يوماً سبيلاً للخلاص من الضغوط المتراكمة أو تجارب الفشل العارمة.
فلطالما كان التحدي سر النجاح والعمل الدؤوب وسيلة للتكفير عن كل الأخطاء، بل نعلم تماماً أن الإرادة الصلبة والروح الإيجابية باتت منهجاً متبعاً لتحقيق الذات وبلوغ كل الأهداف.
لم يتسنّ للعالم أن ينعم بالهناء، فالحروب طغت وسادت في كل مكان، فلم يسلم منها حتى الأطفال، وعمران كان ولا يزال خير دليل على أفجع ما تولّد من رحم 2016، سنة دامية جعلها الإرهاب قاتمة، راح ضحيتها الكثير من الشهداء، ومن سلموا هم الآن لاجئون في المخيمات تحت وطأة البرد القارس، ينسجون أحلامهم ليلاً لتندثر صباحاً وتتلاشى كما تتلاشى السحب في السماء عالياً.
اشتاق العالم لذرة حب تزرع فتعم الأرجاء، للحظة سلام لا تهتز على وطأتها مدينة ولا يروح ضحيتها الأنام.
اشتاق العالم إلى سماع ضحكات الأطفال وهم يمرحون هنا وهناك، وأصواتهم البريئة في كل مكان، اشتاق العالم للإصغاء لأغنية عذبة الكلمات، تتغنى بالجمال والسلام، وتعيد للحياة بهجتها، بل تلون ثناياها القاتمة من شدة السواد.
2017 سنة يترقبها الكل بلهفة وشوق، آملين أن تكون سنة إنصاف، تكف فيها الدماء عن النزيف في كل البلدان، فيعاد فيها لمّ شمل كل بعيد مغترب، سواء كان مهاجراً أو لاجئاً ليلاقي باقي الأحباب.
أمنيات تباينت فيما بينها إلا أنها تحمل طابعاً إنسانياً متناغماً، فالبعض يسعى لتحقيق النجاح وبلوغ غاية لطالما حلم بها ليل نهار، وآخرون تمنوا وعيونهم تملؤها دموع الأمل أن ينعم عليهم الإله برداء الصحة والعافية، فيقومون من فراش العلة، ويسعدون بكل لحظة، أما البعض فسعى إلى أن يبلغ القمة، ويتطور إلى أن يكون قدوة، في حين اكتفى البعض بطلب وظيفة بسيطة تسد حاجاته رفقة أسرته.. إلخ.
أما الأمنية التي رغبها الجميع باختلاف دياناتهم، ولغاتهم وألوانهم فهي السلام، وأن يعم الأمن والتسامح العالم من أقصاه إلى أدناه، فقد سئمنا القتال وسفك الدماء ومظاهر التمييز التي تتناقض مع خصائص الإنسانية وقيمها النبيلة.
إن الاختلاف ليس سبباً للتفرقة والضياع في بحور الغلو والضلال، أو الخوض في غمار تشكيلات إرهابية مقيتة تهدد سلامة الأبرياء، فهذا منافٍ لأصول المنطق من الأساس.
الإنسانية توحدنا على مبدأ التسامح، الأخوّة والتعاون، فقد وجدت لتحتوينا رغم اختلافاتنا الثانوية، فالأهم أن جوهرنا واحد.
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.