«البرنس» و«صبحي كابر» يشعلان حرب المشاوي والطواجن على ضفاف النيل.. أيهما يحوز لقب «أفضل مطعم شعبي» في القاهرة؟

«البرنس» أم «صبحي كابر»؟ هذا السؤال المحير لمحبي تناول الأطباق المفضلة لديهم في المطاعم الشعبية في القاهرة.

عربي بوست
تم النشر: 2018/10/13 الساعة 11:49 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/10/26 الساعة 09:49 بتوقيت غرينتش

"البرنس" أم "صبحي كابر"؟ هذا السؤال المحير لمحبي تناول الأطباق المفضلة لديهم في المطاعم الشعبية في القاهرة.

ولأن إجابة السؤال صعبة في ظل تمتع المطعمين بشعبية كبيرة، قرَّر فريق "عربي بوست" الحصول على إجابة السؤال بنفسه، بتجربة المطعمين والمقارنة بينهما.

"البرنس".. ملك الكبدة غير المتوج

بمجرد الوصول لكورنيش النيل في منطقة إمبابة في شمالي القاهرة، لن تحتاج أن تسأل عن عنوان مطعم البرنس، فرائحة الملوخية والطواجن الشهية ستكون دليلاً يصحبك إلى المحل المكتظ بالزبائن.

لو كان حظك جيداً قد تحظى بطاولة في غضون 30 دقيقة.

بعد يوم عمل طويل، توجَّه مراسل "عربي بوست" في القاهرة بصحبة صديقه من منطقة المهندسين قاصداً مطعم "البرنس" لتناول وجبة الغداء متأخراً، ووصل في غضون 15 دقيقة.

يستطيع من يريد الذهاب أن يأخذ أكثر من طريق للوصول إلى المطعم، سواء الكورنيش أو الدائري أو من مناطق الجيزة والدقي والمهندسين، ولكن سيواجه مشكلة في ركن سيارته بسبب ضيق الشارع نسبياً وامتلائها بالسيارات الحديثة المتراصّة حول المكان، رغم طبيعة المكان البسيطة نوعاً ما.

إذ لا يقتصر زبائن البرنس على المصريين، فيمكن بسهولة ملاحظة وجود زبائن عرب وسياح أجانب بين رواد المطعم الشهير.

يشغل المطعم الطابق الأرضي بأكمله، من منزل يملكه ناصر البرنس صاحب المطعم على مساحة تقدر بنحو 250 متراً، على 3 صالات كبرى لتناول الطعام. بالإضافة إلى الطاولات المتراصّة أمام واجهة المطعم، وتشغل نصف مساحة الشارع تقريباً.

تضمّ الصالة الواحدة ما بين 10 إلى 12 طاولة متوسطة الحجم، يجلس عليها 4 أو 5 أفراد، أما الطاولات الكبيرة في الشارع فهي مخصصة للمجموعات الكبيرة التي لا تقل عن 12 فرداً، سواء أكانوا عائلة أو زملاء عمل أو أصدقاء.

بعد جلوسك على الطاولة، يأتي أحد العاملين ويعطيك قائمة الطعام المطبوعة على ورقة واحدة كبيرة، ويستخدم كذلك مفرشاً على الطاولة يوضع فوقه الطعام.

بالإضافة إلى ثلاثة أنواع من السلطات (خضراء، طحينة، بابا غنوج) وطبق كبير من الخبز الطازج المخبوز عند البرنس وزجاجات من المياه المعدنية المثلجة.

تحتوي قائمة الطعام التي تتوسطها صورة لمالك المطعم ناصر البرنس مصحوبة بلقبه الشهير "ملك الكبدة"، أصناف الكبدة واللحمة والسجق والطواجن، بأسعار تبدأ من 35 جنيهاً (حوالي 2 دولار) وتصل إلى 260 جنيهاً (حوالي 15 دولاراً).

البرنس حكايه أكل كبيرهلازم تعشها بنفسك#مطعم_البرنس_بامبابه

Gepostet von ‎كبدة البرنس‎ am Samstag, 13. Oktober 2018

اخترنا أطباقاً من ربع الكبدة مقابل 65 جنيهاً (حوالي 3,6 دولار) والسجق على الجريل مقابل 65 جنيهاً (حوالي 3,6 دولار) إضافة إلى طاجن ملوخية مقابل 35 جنيهاً (نحو 2 دولار)، وأخبرنا العامل أن السجق سيتأخر قليلاً حتى ينضج جيداً على الجريل.

بعد نحو 20 دقيقة، جاء العامل يحمل صينية تحوي أطباقنا، وبدأ في إنزالها على الطاولة. كان الأكل ساخناً والبخار يتصاعد منه، فيما يبدو أنه أخرج من على النار في الحال، بدأنا في تناول الكبدة التي كانت جيدة التسوية والتتبيلة، أما عن السجق فكان يحتاج إلى التسوية قليلاً على الجريل ليصبح أفضل.

كانت الملوخية هي سحر الطاولة، فرائحتها الشهية التي تخرج من الطاجن الذي يحافظ عليها ساخنة تجبرك على تناولها سواء بالخبز أو بالمعلقة.

sdr

 كان ملاحظاً وجود طاجن ملوخية وطبق أو أكثر من الكبدة على كل طاولة. فلا يمكن تفويت تناول الملوخية والكبدة وورقة اللحمة التي تقدم ساخنة في ورق سلوفان، ممزوجة بالبهارات الحارة، في أي زيارة للبرنس.

ويقول دبلوماسي مصري، طلب عدم ذكر اسمه "حين أصل لمصر بعد فترة غياب أذهب لمنزل العائلة للاطمئنان على أمي، ثم مطعم البرنس للاطمئنان على معدتي".

أسعار مطعم البرنس ليست رخيصة، ورغم ذلك من الصعب أن تجد طاولة خاوية في المطعم الذي ذهبنا إليه في يوم بمنتصف الأسبوع.

أما في أيام الخميس والجمعة والسبت فتصل فترات الانتظار إلى نحو 40 دقيقة أو ساعة، بحسب ما أخبرنا أحد العاملين.

توسَّع نشاط ناصر البرنس، الذي بدأ العمل في المنطقة ذاتها قبل سنوات عديدة بعربة صغيرة للكبدة، ووصل الأمر الآن إلى مطعم كبير تقصده الطبقة الراقية في مصر ونجوم الرياضة والفن والمجتمع.

ويحرص ناصر، وهو من كبار مشجعي النادي الأهلي على التقاط صور مع زبائنه المشاهير، ليعود ويعلقها على حائط الصالة الوسطى في المطعم، الذي تقول دعابة في إمبابة إن من يزوره مرة يعود إليه 10 مرات.

الفنان / احمد سعد اثناء تصوير احدث افلامه بمطعم البرنس بامبابهالبرنس اسم له تاريخ#مطعم_البرنس_بامبابه

Gepostet von ‎كبدة البرنس‎ am Dienstag, 25. Juli 2017

لكن ينقص المطعم تقديم المشاوي مثل الكفتة والكباب والريش الضاني التي تجتذب الزبائن من الضفة الأخرى للنيل في مطعم "صبحي كابر".

"صبحي كابر".. المشاوي أولاً

 على بعد خطوات من كورنيش النيل في منطقة روض الفرج بشبرا، كان المشهد غير طبيعي، حيث يقف أكثر من 400 شخص أمام باب مطعم يحملون قطعاً صغيرة من الورق، مدون عليها أرقام متسلسلة ينتظرون الدخول.

من عشر طاولات تقريباً في حارة شديدة الضيق بروض الفرج إلى مطعم بطابقين. تطوَّرت عربية صبحي لبيع ساندويتشات اللحوم بجنيهات قليلة إلى مطعم في مبنى منفرد يتوسط مدخله نجف غالي الثمن.

مبنى فخم حديث الإنشاء مكون من نحو ثلاثة طوابق تتصدَّره الأضواء الباهرة، ولافتة تحمل اسم "كبابجي كابر صبحي".  

يضم المطعم  ثلاثة مقاهٍ ومحلاً للحلويات وآخر لبيع لعب الأطفال، وأسفله جراج لانتظار السيارات بقيمة 10 جنيهات للساعة (حوالي 60 سنتاً).

يجلس رجل على طاولة صغيرة إلى جوار مدخل المطعم يسأل الزبائن عن عدد الحضور، ويدوّن على الورقة الصغيرة رقماً، ومعها اسم عامل آخر مسؤول عن دخول الزبائن.

وصلنا مساء يوم في منتصف الأسبوع، في حوالي الساعة العاشرة مساء، وأخذنا ورقة من العامل، وكان مدوناً عليها "59- خالد 2".

وبالاستفسار عرفنا أنه يعني أننا سنكون مع العامل الثاني الذي سيبدأ بالمناداة على الزبائن، بعد أن يفرغ زميله من قائمته التي تحوي 100 رقم.

كوبون الطاولات في مطعم صبحي كابر

كان العامل الآخر ينادي على الزبون رقم 45، وبحسبة بسيطة، إذا كانت كل ورقة تشمل 5 أفراد في المتوسط، فمعنى ذلك أنَّ أمامنا حوالي 500 فرد تقريباً، ينتظرون دخول المطعم.

أسر كاملة، وأصدقاء وزملاء عمل، وشباب صغير في السن، وسائحون أجانب وعرب وقفوا في الطابور ينتظرون الدخول. منهم من رفع هاتفه يوثق المشهد، ومنهم من يلتقط السيلفي مع الزحام، وآخرون تذمَّروا غضباً وقرَّروا الرحيل.

مرَّت ساعة من الزمن في "صبحي كابر" إلى أن وصل العامل خالد إلى رقمنا، في إشارة إلى دخولنا المطعم، بعد أن شاهدنا مَن قرَّر أن يجلس على الأرض من التعب انتظاراً لرقمه.

مع دخول المبنى وفي الدور الأرضي، يمكن رؤية الطاولات الجاهزة لاستقبال الزبائن أيا كان عددهم من أربعة رواد إلى طاولات تسع أكثر من 15 زبوناً.

وفي الدور الثاني تتوفر جلسات عربية كبيرة مفروشة بسجاد يدوي شديد الجمال يميزه اللون الأحمر.

مطعم صبحى كابر مش مجرد مطعم وكالعادة وزى كل سنة

مطعم صبحى كابر مش مجرد مطعم وكالعادة وزى كل سنة لازم نعييش عملائنا الأجواء الرمضانية و أداره مطعم صبحي كابر بتعتذر لحضرتكم عن الزحمه وانها خارجه عن إرادتنا ومنتظرين تشريفكم لينا ونتشرف بخدمتكم دائماً ❤

Gepostet von ‎مطعم صبحى كابر‎ am Freitag, 8. Juni 2018

وعلى غرار مطعم "البرنس"، لا يقتصر رواد مطعم "صبحي كابر" على المصريين. فالطاولات تعجّ بالرواد العرب، الذين يلقَوْن ترحيباً حاراً، خصوصاً السعوديين والكويتيين.

في المقابل يمتاز مطعم "صبحي كابر" بأن أسعاره أقل بنسبة بسيطة عن "البرنس"، وأنواع الطعام المتاحة أكثر من "البرنس"، وهو ما يجعله يجتذب زبائن أكثر تنوعاً حتى ساعات الصباح الأولى.

ولا تخلو معظم الطاولات من طلب الكفتة، حيث يمكن طلب ربع كيلو زهاء 36 جنيهاً (2 دولار)، أو ربع ريش ضاني مقابل 69 جنيهاً (حوالي 4 دولارات) أو الملوخية مقابل 20 جنيهاً (نحو 1,2 دولار).

ولكفتة "صبحي كابر" خصوصاً سمعة طيبة جداً لدى زبائنه. ويقول زبون هندي جاء رفقة زملاء عمل مصريين "هذه أفضل كفتة أكلتها في مصر منذ زمن طويل".

ويقدم "صبحي كابر" سلطات مجانية تشمل الطحينة والبابا غنوج والجبنة القديمة وسلطة الزبادي والخيار المخلل واللفت.

ويحرص "صبحي كابر" منذ فترة طويلة على أن تكون لحومه من مزارعه، وهو يقول لـ "عربي بوست" إن ذلك "يضمن تقديم أفضل جودة ممكنة".

صبحي كابر

علشان راحه عملائنا هي الأهم صبحي كابر مش بس بيوفر لك أجود أنواع اللحوم لا كمان الجزاره ولو عجبك أي صنف من أصناف الأكل تقدر تأخدها متبله وجاهزه من الجزاره 👌#يابركة_دعائك_يا_امى#اللمه_أحلى_عندنا #أكلتك_عندنا_النهاردة #صبحي_كابر

Gepostet von ‎مطعم صبحى كابر‎ am Dienstag, 9. Oktober 2018

كما يعرض اللحوم المستخدمة في صنع الوجبات في فترينات أمام الزبائن ما يعطي طمأنينة حول جودتها.

وإلى الطاولات يصل الخبز الساخن في سلات بلاستيكية صغيرة مباشرة من مخبزه الخاص المجاور للمطعم. وكثيراً ما تزيد رائحة الخبز الطازج من جوع الزبائن الذين ينتظرون الطعام على أحرّ من الجمر.

وتنتهي التجربة المليئة بالدهون عند "صبحي كابر" مع رشفات من شاي سخن بالنعناع أو عصير ليمون مثلج بالنعناع.

الآن، وحسب تجربة مراسلنا، وتفضيلاتك للأطباق المقدمة وطريقة الاستقبال، يُمكنك الاختيار بين المطعمين، وتحديد أي منهما هو صاحب لقب "أفضل مطعم شعبي".

علامات:
تحميل المزيد