«تبريد الأرض» هو الحل للتغلب على الاحتباس الحراري، والسر في البراكين.. لكن المشكلة في الآثار الجانبية

تبريد الأرض بما يكفي للتخلص من نصف الاحتباس الحراري، لن يزيد من شدة الأعاصير المدارية، أو يزيد مشكلة نقص المياه أو مشكلة درجات الحرارة أو الأمطار الشديدة

عربي بوست
تم النشر: 2019/03/13 الساعة 10:05 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/03/13 الساعة 10:22 بتوقيت غرينتش
Polar bear on a wide surface of ice in the russian arctic close to Franz Josef Land.The light a

تناقض دراسة جديدة التخوفات المثارة حول أن استخدام الهندسة المناخية (الهندسة الجيولوجية) في مكافحة التغيرات المناخية، قد يعيق سقوط الأمطار وأنماط الرياح في بعض بقاع الأرض على نحو خطر.

تبريد الأرض ليس خطراً

وجد التحليل المنشور في مجلة Nature Climate Change، أن تبريد الأرض بما يكفي للتخلص من نصف الاحتباس الحراري، وليس كله، لن يزيد من شدة الأعاصير المدارية، أو يزيد مشكلة نقص المياه، أو مشكلة درجات الحرارة القصوى، أو الأمطار الشديدة. تقول الدراسة إن  نسبة قليلة فقط من الأماكن  0.4% قد تشهد تغيرات مناخية للأسوأ.

وذكرت صحيفة The Guardian البريطانية أن الكثير من خبراء المناخ حذروا من أن تبريد الأرض مع الاحتفاظ بضعف كمية ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي قبل عصر التصنيع، قد يعرض بعض المناطق للخطر.

قال أحد العلماء ممن قرأوا الورقة البحثية التي نُشرت الإثنين 11 مارس/آذار 2019، إن البحث لم يكن شاملاً بما يكفي ليستنتج أن الهندسة المناخية ستكون آمنة، والتي تتضمن على الأغلب نشر ثاني أكسيد الكبريت في الغلاف الجوي، وبالتالي محاكاة غازات البراكين التي تعكس حرارة الشمس.

تقنية الهندسة المناخية غير مثبتة

قالت بعض الجماعات المهتمة بقضايا المناخ إن الاعتماد على تقنية غير مثبتة بعد قد يقطع الطريق على الجهود المبذولة للتقليل من ثاني أكسيد الكربون الذي ما زالت محطات توليد الطاقة السيارات تلقيه في الهواء.

لكن مؤلف الدراسة المساعد ديفيد كيث، الأستاذ بجامعة هارفارد والذي يعمل في الهندسة والسياسة العامة، قال إن الباحثون ليس عليهم استبعاد الهندسة المناخية بعد.

وقال: "أنا لا أقول بالطبع إننا نعرف أنها ستنجح ويجب تنفيذها الآن". وأضاف: "بالطبع سأكون معارضاً لنشر الجزيئات حالياً. ما زالت مجموعة قليلة فقط هي من تنظر لهذا، ما زال هناك الكثير من الشك".

قال كيث إن الرسالة الأساسية كانت "هناك احتمالية أن الهندسة المناخية قد تقلل فعلياً مخاطر المناخ بالنسبة لمعظم الأماكن المهددة".

ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي

جاءت الاكتشافات بالتزامن مع استضافة مدينة نيروبي الكينية اجتماعاً لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة حول الحد من تغير المناخ. قال تقرير الأمم المتحدة للعام الماضي إن استخدام الهندسة المناخية عن طريق حقن ثاني أكسد الكبريت في الغلاف الجوي قد يكون ضرورياً، لكنه سيأتي بالكثير من الأحداث الكبيرة غير الموثوق بنتائجها.

يأمل كيث في تبديد ما يراه مخاوف لا أساس لها. لكن هناك عالم آخر قال إنه يبالغ في اكتشافات الدراسة.

استخدم التحليل نموذج للمناخ لاستعراض ما يمكن أن يحدث إذا قللنا حرارة الشمس. قال آلان روبوك، أستاذ في علم فيزياء الأرض والباحث في جامعة روتجرز بولاية  نيوجيرسي، إن الدراسة لم تختبر الآثار الممكنة لفعل هذا بأكثر طريقة ممكنة وهي نشر الرذاذ في الغلاف الجوي.

وأضاف روبوك: "إنهم يركزون في هذا البحث على درجة الحرارة وتوافر المياه في المناطق المختلفة". وأضاف: "هذان عاملان فقط قد يتغيرا مع وجود الرذاذ في طبقة المتكور الطبقي (الستراتوسفير) من الغلاف الجوي". وأضاف أن الدراسات السابقة توصلت لاستنتاجات مشابهة.

تبريد الأرض فكرة سيئة

قال روبوك إن إحدى دراساته تحتوي على 27 سبب لكون فكرة تبريد الأرض بالجسيمات المحمولة في الهواء فكرة سيئة. وأضاف أن هذه التقنية ستكلف مئات المليارات من الدولارات سنوياً، وقد تطرح لنا أسئلة أخلاقية معقدة مثل هل من حق الناس رؤية سماء زرقاء.

وقال أيضاً: "ليس بمقدورنا الآن اتخاذ قرار بشأن إطلاق هذه المادة في طبقة المتكور الطبقي (الستراتوسفير) من الغلاف الجوي إذا استمر الاحتباس الحراري". وأضاف: "هل التحكم في الانبعاثات الشمسية عن طريق الهندسة المناخية تزيد من الخطر أم تقلله؟"

وأضاف: "هذا مازال تساؤل بلا إجابة، وليس لدينا المعلومات الكافية عنه".

تحميل المزيد