ذكور تلد وثدييات تبيض وإناث تلد صغارها تحت جلدها.. إليك 9 من أغرب طقوس التكاثر في الطبيعة!

عربي بوست
تم النشر: 2019/02/27 الساعة 06:15 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/02/26 الساعة 17:26 بتوقيت غرينتش
Red-eyed tree frog sitting on the branch and smiling

كل ما على كوكب الأرض يتكاثر، بدءاً من البكتيريا البالغة الصغر حتى أكبر أنواع النباتات والحيوانات. لكن هناك أموراً غريبة في التكاثر عند الحيوانات تخالف كل ما نعرفه عن دورة الحياة الطبيعية.

هل سمعت مثلاً عن ذكر يلد أو ثدييات تبيض أو أنثى لها قضيب أو أسماك تغير جنسها في اليوم 20 مرة؟

والحقيقة العلمية أن وجود أي كائن حي على سطح الأرض هو دليل على نجاح أسلافه في عملية التكاثر، فالتكاثر هو الوظيفة التي تضمن بقاء الأنواع وتمنعها من الانقراض.

اللافت في الأمر أن التكاثر في عالم الحيوان مليء بالغرائب التي ربما لم تسمع عنها من قبل.. نستعرض في هذا التقرير 9 من أغرب دورات الحياة في الطبيعة.

أسماك تغير جنسها لدواعٍ تناسلية

لضمان الاستمرارية والمحافظة على التنوّع البيولوجي في الحيوانات، تلجأ بعض الأنواع في عالم الأسماك إلى تغيير جنسها، خصوصاً إذا كان عدد الذكور في جنس معيّن أقل من عدد الإناث والعكس كذلك.

ويوضح الباحث ريتشارد بيكوك في ورقته على دورية Evolution أنه لا يحدث أي تغيير في الشكل الخارجي للسمكة من حيث الحجم او اللون، بل إن الجنس هو الذي يتغير بسبب تغيّر ما تنتجه الأعضاء التناسلية للسمكة فقد تحوّل ما تنتجه من بيوض إلى نطف والعكس صحيح.

أجرى العلماء دراسة على سمكة الرأس المنظفة التي تعيش في مجموعات صغيرة تتضمن كل منها ذكراً واحداً وعدة إناث وحين عزل العلماء الذكر عن المجموعة، لاحظوا أن الانثى الأكبر قامت بتغيير جنسها!

هناك أيضاً سمكة المهرج التي وجد العلماء أن الذكر فيها يحول جنسه إلى أنثى عندما تموت أنثاه، وبالتالي يتمكن من ايجاد ذكر له كي لا يبقى ذكراً يصعب عليه إيجاد أنثى.

وبالنسبة لأسماك الطباشير المتواجدة في الشعاب المرجانية في البحر الكاريبي، فبإمكانها التبديل بين الجنسين 20 مرة يومياً.

إذ يساهم كلا الشريكين في وضع البيض، وبذلك تتمكن هذه الأسماك من البقاء في علاقة مع شريك واحد مدى الحياة.

 وعندما لا ينتج أحد الشريكين ما يكفي من البيض، يمكن للآخر أن يتحول وينتج أعداداً كبيرة منه.

فيديو يظهر رقصة زواج أسماك الطباشير:

يقضي الشريكان نحو نصف ساعة من المداعبة والدوران حول بعضهما البعض، ويقرران أي منهما سيلعب دور الأنثى ثم يطلقان الحيوانات المنوية والبويضات.

يتحركان ذهاباً وإياباً ويغيران أدوارهما الجنسية مع نفس الشريك.

هناك أنواع أخرى من الأسماك تقوم بتغيير جنسها ومنها سمكة نابليون، وهي من الأسماك الضخمة (يزيد طولها عن مترين) التي تعيش بين الشعاب المرجانية في المحيطين الهندي والهادي، وتوجد أيضاً في البحر الأحمر.

جنين سمكة قرش النمر يفترس أشقاءه داخل الرحم

قد تجمع سمكة قرش النمر الرملي بداخلها ما يصل إلى 12 بيضة مخصبة، ولكن عادةً ما تظهر اثنتان فقط.

بمجرد أن يفقس البيض، تقتل أكبر أسماك القرش المولودة إخوتها وأخواتها وتأكلهم. وهذا ما يسمى أكل لحوم بني جنسه داخل الرحم.

ولأن سمكة القرش تتميز بوجود رحمين فإن سمكتين فقط يمكنهما الانتصار، ويسمح لهما أكل أخواتهما أن يزداد طولهما إلى ما يقرب من متر واحد (3.3 قدم).

يرجح العلماء أن هذا الأسلوب يعطي القرش النمر الرمل أفضل فرصة للحصول على ذرية قوية، وذلك لأن سمكة القرش الأنثى تتزاوج مع عدد من الذكور، وبالتالي يتواجد داخل رحمها أكثر من جين واحد، ومن هنا تظهر فقط جينات الأب المهيمن.

يرى بعض العلماء أن هذه الأجنة لها استراتيجية تنافسية تحث الذكور على ضمان أبوتهم.

 أنثى ضفدع سورينام تلد صغارها تحت جلدها

سورينام ضفدع مائي بامتياز، لذلك يحظى بفرص التمتع بما يدعوه ديفيد كاناتيلا (عالم زواحف وبرمائيات من جامعة تكساس)، عمليات تزاوج بهلوانية.

عندما يقرر الصفدعان التزاوج، يمسك الذكر بالأنثى في وضعية تُعرف بالزواج التراكبي.

يذكر كاناتيلا: "يمسك بها فيما تتنقل في الماء. فتقوم بشقلبات ولا تكتفي بالجلوس في القاع. هذا غريب بالتأكيد بالنسبة إلى ضفدع، بما أن معظم الضفادع لا تتمتع بالمهارات المائية هذه".

يضيف كاناتيلا: "قبل ذلك، يزداد جلد ظهر الأنثى سماكة بسبب التأثيرات الهرمونية".

وخلال التشقلب، تقذف الأنثى البيض الواحدة تلو الأخرى، فيخصبها الذكر. يحط البيض على ظهر الأنثى، حيث يزداد الجلد سماكة ويحيط بالبيض. وهكذا يصبح الأخير مغروزاً في جلدها.

تستمر هذه المناورات البهلوانية أكثر من 24 ساعة. وتحمل الأنثى في النهاية نحو 100 بيضة في ظهرها.

https://www.youtube.com/watch?v=o9S8ZoxOjOQ

حصان البحر.. ذكر يلد

الحمل والولادة مسؤولية تختص بها الأنثى لدى البشر والحيوانات على السواء، هذا ما هو متعارف عليه.

لكن لا تتعجّب إن علمت أن ثمة ذكوراً في مملكة الحيوان هي من تقوم بالأمر مثل حصان البحر.

في البداية، تقوم الأنثى بوضع بيضها داخل كيس بالقرب من بطن الذكر (عدد البيض يتراوح من بضع عشرات إلى عدة مئات)، ليتم إخصاب البيض بالحيوانات المنوية داخل جسم الذكر.

بعد فترة حمل تتراوح ما بين 10 إلى 45 يوماً ينمو فيها الصغار ويفقس البيض، لتخرج الآلاف من بطن الذكر دفعة واحدة.

إن علامات الحمل المعهودة كبروز البطن والانتفاخ تظهر على ذكور فرس البحر بوضوح كبير.

وتعتبر عملية إخراج الصغار من كيس البيض عملية مجهدة، ويعاني الذكر من آلام الوضع أثناء خروج اليرقات إلى ماء البحر.

يبدأ الذكر بعمل انثناءات عضلية ودفعات قوية حتى  تخرج اليرقات من الكيس، وبخروج آخر يرقة من الكيس يرجع الأخير إلى حالته الطبيعية مرة أخرى وتستغرق العملية ما يقرب من الساعة.

 قضيب زائف عند أنثى الضباع

تمتلك أنثى الضبع جهازاً تناسلياً أنثوياً يشبه القضيب الذكري، وهو يبرز من جسمها قرابة 7 بوصة، وتمر فيه قناة الولادة بقطر بوصة واحدة، وهو أكبر حجماً من ذلك الذي يمتلكه ذكر الضبع.

تستخدمه الأنثى للتبول وللتزاوج والولادة لكنه لا يقدم الحيوانات المنوية. كل ما في الأمر أنه بظر مطول  يمكنه الانتصاب تماماً كالقضيب الذكري!

إن عملية الجماع شاقة بالنسبة للذكر الذي يحتاج للتدريب ليتمكن من الانحناء والجثو وراء ظهر الأنثى في وضعية مناسبة تسمح له بالاقتران.

يكون وزن الجرو عند الولادة حوالي 2 باوند، ويسبب خروجه ضغطاً شديداً على القناة الأنثوية.

وفي الوقت الذي يموت فيه 60% من صغار الضبع خنقاً داخل القضيب أثناء الولادة؛ قد يؤدي تمزق القضيب الزائف عند الأنثى غالباً إلى الموت أيضاً (معدل وفاة الأمهات من 9 إلى 18%).

أنثى الكنغر لديها 3 مهابل

يتم استخدام المهبلين الجانبيين في الكنغر لقبول الحيوانات المنوية أثناء التزاوج، ويستخدم المهبل المركزي للولادة.

الكناغر الذكور لديهم القضيب ذو الشقين لتخصيب المهبلين الجانبيين، وبالرغم من وجود قناتين مهبليتين على الأطراف في الأنثى، إلا أن الحمل يحدث في رحم واحد فقط؛ وهو الرحم الذي توجد به البويضة.

والكنغر من الثدييات غير المشيمية، بمعنى إن الجنين لا ينمو داخل الرحم ولا يتغذى عن طريق المشيمة.

في الثدييات غير المشيمية يتكون الجنين داخل الرحم، لكنه يخرج منه في مرحلة مبكرة جداً (بعد 33 يوماً فقط) وهو في حجم بذرة الفول تقريباً، ليكمل بقية الفترة داخل كيس موجود عند بطن الأم.

يلتصق بإحدى الحلمات كي يرضع من أمه ويكمل نموه ويخرج للحياة الطبيعية بعد حوالي 235 يوماً.  

والعجيب أن أنثى الكنغر يمكن أن تصبح حاملاً في جنين جديد في نفس الوقت الذي يكون لديها جنين آخر بداخل الكيس الخاص بها.

ذكر هذه السمكة يحافظ على صغاره في فمه

يقوم الذكر في أسماك الرأس الأصفر بتخصيب البيض ثم يضعها في فمه لحماية سلالته من الخطر.

يحتفظ بصغاره في فمه لمدة تقارب الأسبوع قبل أن تنضج وتنفقس.

يعاني الذكر من نقص الوزن في الوقت الذي يفقس فيه البيض لأنه لا يأكل طوال هذه الفترة.

بمجرد أن يفقس البيض، يقضي الأب فترة من الوقت في التغذية والاستجمام بهدف تعويض ما فقده من وزنه.

التكاثر عند الحيوانات قد يعني أن تبيض الثدييات!

على الرغم من أن الثدييات في العالم تلد، إلا أن خلد الماء يخالف هذه القاعدة.

تقوم إناث خلد الماء بحفر حفرة داخل الأرض على ضفاف النهر، وتضع بيضة أو اثنتين على الأكثر، وترقد على البيض الذي يتميز بقشرته الجلدية لإبقائه دافئاً، وبعد حوالي 10 أيام يفقس البيض.

يظل صغار خلد الماء مع والدتهم لمدة تتراوح بين ثلاثة إلى أربعة أشهر، كي تغذيهم بلبنها وتحميهم من المفترسين.

ترضع الأنثى صغارها عن طريق غدد تفرز الحليب وتعمل عمل الحلمات.

كل مرة تخرج الأنثى للبحث عن طعام تسد مدخل النفق بالتراب كي تخفيه عن أعدائها، وبعد فترة الفطام يتمكن صغير خلد الماء من الاعتماد على نفسه والسباحة بمفرده.

https://www.youtube.com/watch?v=K5Y2h5zjpWU

الأفاعي الذكور تنجذب لإناثها من رائحتها

لا تحتاج الأفاعي للأطراف للقيام بالعملية الجنسية. عندما تصبح أنثى الأفعى جاهزة للتزاوج تفرز رائحة خاصة من غدد جلدية على ظهرها.

تثير هذه الرائحة عدداً كبيراً من الذكور، ما يدفعهم للسير في دوائر يطلق عليها كرة التزاوج.

تتبع الذكور الأنثى وتشتد المنافسة فيما بينهم، ففي فصل الربيع تبدأ الأفاعي في الخروج من جحورها وتكون جاهزة للتزاوج مع نهاية سباتها الشتوي.

عندما يفوز أحدهم ويلتف حولها ويقذف حيواناته المنوية بداخلها، تكون فرص النجاح أكبر للذكور الضخمة التي تعتمد على المخزون الذي احتفظت به في أجسامها من العام السابق.

تتكاثر إناث الأفاعي مرتين في السنة وتختلف طرق الإنجاب باختلاف الأنواع، فبعضها يلد من (1 إلى 150) في كل مرة؛ وأنواع أخرى تبيض (1-100) بيضة، وبعض الأنواع تجمع بين الطريقتين وتحتفظ بالبيض بداخلها حتى يفقس.

تحميل المزيد