هل تذكرون النعجة دوللي؟ انضم إليها الآن أول قردين مستنسخين باستخدام نفس التقنية.. شاهد

عربي بوست
تم النشر: 2019/01/25 الساعة 19:01 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/02/14 الساعة 13:50 بتوقيت غرينتش

نجح علماء صينيون في استنساخ قرود من فئة الرئيسيات القريبة للإنسان، عبر استخدام تقنية الاستنساخ العلاجي؛ التقنية نفسها التي قدمت للعالم عام 1996، النعجة دوللي.

الوافدان الجديدان هما زوجان من القرود الآسيوية التي تتميَّز بذيلها الطويل، وهما متطابقان من حيث الجينات الوراثية.

وُلدا في معهد العلوم العصبية بأكاديمية العلوم الصينية في شانغهاي، وفق ما نُشر بمجلة Cell Press.

وحصل القردان على اسمي زونغ زونغ وهوا هوا، ووُلِدا منذ 8 أسابيع و6 أسابيع على التوالي.

تيترا أول قرد مستنسخ بطريقة انشطار الأجنة

وجدير بالذكر أنهما ليسا أول حيوانين مُستنسخين، إذ يُعزى الشرف إلى تيترا أو Tetra، وهو قردٌ من فصيلة ريسوسي استُنسِخ عام 1999 في ولاية أوريغون الأمريكية باستخدام طريقة انشطار الأجنة.

وتقنية النسخ بالانشطار أسهل من حيث التنفيذ، بيد أن بها تحديات تستعصي على تكنولوجيا الاستنساخ العلاجي. وهي تتمحور حول نقل نواة الخلية الجسدية (SCNT) أو somatic cell nucleus transfer.

لكن الفريق الصيني استطاع تطويع تقنية الاستنساخ العلاجي المتطورة، لتنجح أخيراً مع الحيوانات من فصيلة الرئيسيات، لكن الرحلة كانت مليئة بالتحديات.

قال كبير معدي البحث تشيانغ صن: "جربنا عدة طرق مختلفة، لكن واحدة فقط هي التي نجحت. مررنا بالكثير من المحاولات الفاشلة قبل أن نصل إلى طريقة نتمكن من خلالها من استنساخ قرد بنجاح".

ماذا تعني عملية انشطار الأجنة؟

إن عملية انشطار الأجنة تعني بالضبط ما توحي به الكلمة، فهي العملية ذاتها التي تنتج عنها توائم متماثلة في الرحم، حسبما جاء في مجلة sciencealert.

الفرق فقط أنها تجرى بشكل اصطناعي فحسب. إنها تقنية غالباً ما تُستخدم في المساعدة على الإنجاب في حيوانات المزارع.

ومع ذلك، لا يمكن أن تنتج سوى 4 توائم متطابقة من الناحية الجينية على الأكثر.

في المقابل، لإجراء استنساخ باستخدام تكنولوجيا الاستنساخ العلاجي، يجب أن تستبدل نواة خلية البويضة بنواة خلية جسدية تحتوي على حمض نووي فرد آخر.

استنساخ القرود كان يؤدي إلى موتها

منذ استنساخ النعجة دوللي، صارت التكنولوجيا متاحة للغاية، حتى إن الباحثين الصينيين لديهم روبوتات تساعد في استنساخ الخنازير، وفق صحيفة China Daily.

وصحيحٌ أن هذه التقنية من شأنها إنتاج مجموعة من الحيوانات المتطابقة وراثياً أكثر مما ينتجه انشطار الأجنة، فإن المحاولات السابقة لاستنساخ القرود الهندية من فصيلة ريسوس، باستخدام التقنية، خلصت إلى أن الأجنة لا تحرز تقدماً في مرحلة الحويصلة الجنينية.

اتجه الفريق الصيني إلى دراسات سابقة وجدت أنّ منع حدوث تغيرات وراثية في الحمض النووي، وهي التعديلات الكيميائية التي تؤثر في كيفية ظهور متواليات وراثية محددة، قد عزز فرص بقاء الأجنة المستنسخة الأخرى.

صحيحٌ أن ذلك كان بمثابة تقدم، لكن هناك شيء كان ما يزال مفقوداً.

في حين تمكن الباحثون من جلب الأجنة إلى الحياة باستخدام الخلايا الممنوحة من بويضات البالغين، فإن القرود الصغيرة لم تعش سوى فترة قصيرة بعد ولادتها.

لذا كان الحل في أنسجة الأجنة

وأخيراً، تمكن العلماء من دعم نجاحهم باستخدام الخلايا المأخوذة من أنسجة الجنين.

جرى استنساخ زونغ زونغ وهوا هوا باستخدام الخلايا الليفية الجنينية ذاتها، وهي الخلايا المأخوذة من النسيج الضام من جنين قرد المكاك.

ويمكن القول إن قطاع القرود المتطابقة الوراثية قد يغدو بمثابة أصول قيّمة للأبحاث.

وبدل دراسة التوائم يمكن تجربة الأدوية على القرود المستنسخة

ربما قد سمعت عن دراسات التوائم، حيث تستخدم مجموعات التوائم لتحديد آثار نشاط أو دواء ما بطريقة أكثر دقة.

وأشهر مثال على ذلك رائد الفضاء سكوت كيلي، إذ استخدم توءمه المتطابق للمساعدة في معرفة التغيرات التي حدثت داخل جسم كيلي خلال عام قضاه في الفضاء على سفينة محطة الفضاء الدولية.

ويؤول ذلك إلى أن استجابة أجسام الناس مع الأشياء يمكن أن تختلف من شخص لآخر، وأن الأفراد المتطابقة وراثياً تجنح أكثر إلى توفير ملاحظة أدق.

وقال صن: "ثمة تساؤلات جمة عن بيولوجيا الرئيسيات التي يمكن دراستها بفضل وجود هذا النموذج الإضافي".

وإضاف: "بإمكانك إنتاج قرود مستنسخة بالخلفية الوراثية ذاتها باستثناء الجين الذي تلاعبت به. وهذا من شأنه أن يولد نماذج حقيقية لديها أمراض دماغية تستند إلى العوامل الوراثية، بل تعاني أيضاً أمراض السرطان أو المناعة أو الاضطرابات الأيضية، وهو ما يسمح لنا باختبار فاعلية الأدوية على مثل هذه الحالات قبل الاستخدام السريري".

بحوث مثيرة للجدل لكنها تهدف إلى إنقاذ البشر

إن الاستخدام التجريبي للرئيسيات مثير للجدل في مناطق كثيرة من العالم. وتدخّل الاتحاد الأوروبي EU لتنظيمها، حيث يُسمح به فقط في حال عدم توافر أي طرق أخرى.

ومع ذلك، نظراً إلى قربها الوراثي من البشر، وذكائها وديناميتها الاجتماعية، تُعد الرئيسيات غير البشرية ذات أهمية حيوية للبحوث الطبية الحيوية.

وضعت المعاهد الوطنية الأمريكية للصحة المبادئ التوجيهية الدولية لبحوث الحيوانات، التي تصرح الأكاديمية الصينية للعلوم بأنها تلتزمها.

وتشهد التجربة الصينية حتى الآن نجاحاً من حيث تطور زونغ زونغ وهوا هوا ونموهما بمعدل صحي.

وسيواصل العلماء مراقبتهما من كثب من حيث نموهما العقلي والبدني.

وفي هذه الأثناء، يعمل الباحثون أيضاً على تحسين التقنية نفسها. وتتوقع الأكاديمية ولادة مزيد من قرود ماكاك المستنسخة، في الأشهر المقبلة.

علامات:
تحميل المزيد