السفر إلى الفضاء قد “يُوسِّع” عقلك.. لكنه – للأسف – يُقلِّص حجم الدماغ!

عربي بوست
تم النشر: 2018/10/26 الساعة 15:13 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/10/26 الساعة 16:01 بتوقيت غرينتش
الفضاء يغير دماغك

الذهاب إلى الفضاء يُغيِّر ما هو أكثر من نظرتك للعالم؛ الفضاء يغير دماغك ومخك !

كشفت دراسةٍ جديدة نُشِرَت الأربعاء 24 أكتوبر/تشرين الأول 2018، حدوث تغيُّرات "هائلة" في المادة البيضاء والرمادية للدماغ، إذ استطاع فريقٌ من الباحثين من ألمانيا وبلجيكا وروسيا تحديد بعض التغيُّرات التي حدثت في مخ 10 رواد فضاء قبل وبعد رحلاتهم الطويلة إلى الفضاء، حسب موقع Live Science الأميركي، ومجلة The New England Journal of Medicine

الفضاء يغير دماغك ، لكن كيف؟

لم تُحسَم بعد الإجابة عمَّا يعنيه هذا بالنسبة إلى رواد الفضاء. قال الدكتور بيتر زو أويلنبورغ، أحد المؤلفين المشاركين في الدراسة، وهو طبيب أعصاب وأستاذ تصوير الأعصاب في جامعة لودفيغ ماكسيميليانز يونيفيستات ميونيخ الألمانية، في بيان له: "مع ذلك، لم يتضح بعد إن كانت هذه التحوُّلات الكبيرة في المادتين البيضاء والرمادية قد تؤدي إلى أيِّ تغيُّرات في الإدراك أم لا".

والأكثر من ذلك هو أن الباحثين توصَّلوا إلى أن دورة السائل النخاعي –السائل الذي يبطن المخ والحبل الشوكي- ظلَّت متغيرة بعد الرحلات الفضائية طويلة المدى.

وأضاف أويلنبورغ: "بوضع النتائج معاً، سنجدها تشير إلى تغيُّراتٍ ممتدة في نمط دورة السائل النخاعي على مدار ما لا يقل عن سبعة أشهر بعد الرجوع إلى الأرض".

المخ قبل وبعد السفر للفضاء

ولدراسة تغيُّرات المخ، فحص الباحثون صور الرنين المغناطيسي لأمخاخ رواد الفضاء التي التُقِطَت قبل الذهاب إلى رحلاتهم الفضائية، وبعد عودتهم بمدة قصيرة (تسعة أيام في المتوسط)، وبعد سبعة أشهر من عودتهم. شارك الرواد العشرة جميعهم في الاختبارين الأوليَّين، بينما شارك سبعة فقط في المسح الأخير.

كان الرواد الذين سافروا إلى محطة الفضاء الدولية جميعهم من الرجال، بمتوسط عمري 44 عاماً، قضوا 189 يوماً كمتوسط، أو ما يقرب من ستة أشهر، في الفضاء.

ثلاثة تغيرات جوهرية

ركَّزَ الباحثون على ثلاثة متغيرات أثناء فحصم لصور المخ، وهي: حجم المادة الرمادية، وحجم المادة البيضاء، وحجم السائل النخاعي. تحتوي المادة الرمادية، التي تكون السطح الخارجي للمخ، على أجسام خلايا عصبية و خلايا دعم أخرى، بينما تحتوي المادة البيضاء على المحاور العصبية، والفروع الطويلة التي تربط بين الخلايا العصبية.

وبمقارنة حجم المادة الرمادية بعد الرحلة بحجمها قبلها، وجد الباحثون "تقلُّصاً" شديداً في حجم المادة الرمادية بعد فحص رواد الفضاء عقب عودتهم.

والمادة الرمادية هى العنصر الرئيسي في الجهاز العصبي المركزي، وتحتوي على أجسام الخلايا العصبية التي تقوم بالعمليات الذهنية.

بينما تتكون المادة البيضاء من خلايا دبقية ومحاور عصبية، والسائل النخاعي أو السائل الدماغي الشوكي هو سائل عديم اللون يوجد في الدماغ والحبل الشوكي ويقوم بأدوار الحماية والمناعة للدماغ داخل الجمجمة، ويساهم كذلك في تنظيم تدفق الدم للمخ.

لكن التغيرات غير دائمة

ومع ذلك، بالمتابعة على المدى الطويل بعد العودة من الرحلة، ذكرت تقارير الباحثين أن معظم التقلُّص في حجم المادة الرمادية قد عاد إلى ما كان عليه قبل الرحلة. بعبارةٍ أخرى، لم تكن هناك تغيُّرات دائمة.

ولكن للمادة البيضاء شأن آخر. بالمقارنة بقياسات ما قبل الرحلة، تقلَّصت المادة البيضاء في جزءٍ واحدٍ من المخ. ولكن، بعد عودة سبعة رواد فضاء لمتابعة الفحص بعد سبعة أشهر، وُجِدَ أن المادة البيضاء قد تقلَّصت أكثر.

تغيَّر أيضاً حجم السائل الشوكي بعد مهمة رواد الفضاء. أظهرت نتائج المسح الأول بعد الرحلة تقلُّص حجم السائل الشوكي في بعض المناطق، وزيادته في مناطق أخرى مقارنةً بمستوياته قبل الرحلة. ومع ذلك، بعد آخر مسح، وُجِدَ أن السائل الشوكي في مركز المخ قد عاد إلى مستويات ما قبل الرحلة، بينما ازداد حجم السائل الموجود بين المخ والجمجمة أكثر.

علامات:
تحميل المزيد