22 حقيقة مذهلة عن أول رحلة إلى القمر يتضمنها فيلم First Man

عربي بوست
تم النشر: 2018/10/16 الساعة 15:07 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/10/19 الساعة 14:11 بتوقيت غرينتش
أول رحلة إلى القمر

كانت أول رحلة إلى القمر، في 20 يوليو/تموز 1969، وجّه قرابة 530 مليون شخص بجميع أنحاء العالم أنظارهم نحو رائد الفضاء الأميركي الذي كان يعمل لصالح وكالة "ناسا" الفضائية، نيل آرمسترونغ، حين قام بـ"قفزة هائلة لصالح البشرية".

رسّخ آرمسترونغ دوره بالتاريخ في ذلك اليوم، ليصبح أول شخص تطأ قدماه سطح القمر، وهو شرف يتشاركه مع 11 شخصاً فقط حتى اليوم، حسب موقع Business Insider الأميركي.

لكن، بقيت القصة الكامنة وراء اختيار هذا الرائد بالذات ليقوم بهذه المهمة، ورحلته الصاخبة إلى القمر غير معروفة بشكل واسع.

في فيلم "First Man"، يلعب الممثل رايان غوسلينغ دور آرمسترونغ، الذي جسَّد فيه المسار الطموح والمأساوي في بعض الأحيان الذي اتبعه رائد الفضاء الشاب والذي قاده إلى رحلته غير المتوقعة إلى القمر.

يستمد الفيلم قصته من الكتاب الواقعي الذي يحمل عنوان "First Man"، والذي نشره كاتب السيرة الرسمية لآرمسترونغ، جيمس هانسن، منذ 13 عاماً. وكل شيء تقريباً في الفيلم حقيقي (ما عدا مستحضرات تجميل هوليوود، ربما). وقد تضمنت هذه الوقائع التدريبات على مواجهة الموت التي قام بها آرمسترونغ قبل انطلاق رحلته إلى القمر، فضلاً عن حادثة موت صديق مقرب منه كان قد تم اختياره لأول مهمة يقوم بها "أبولو".

قضى كاتب السيناريو، جوش سينغر، 4 أعوام في البحث وكتابة الفيلم. وقد لاقى هذا الفيلم بعض الانتقاد، في حين رأى بعض المعجبين إمكانية ترشيحه للأوسكار.

وقد أخبر سينغر، مؤخراً، موقع Business Insider، قائلاً: "لقد صُدمت بحجم المعلومات التي لا نعرفها عن نيل آرمسترونغ".

فيما يلي، 22 حقيقة عن حياة آرمسترونغ وسباق الفضاء والتي يرويها  فيلم "First Man":

مثلما أورد الفيلم، بشكل صحيح، كان رواد الفضاء الروس يتقدمون على الولايات المتحدة في كل جولة من سباق الفضاء خلال الحرب الباردة تقريباً، حتى جاءت رحلة الهبوط على سطح القمر.

أطلق الروس "سبوتنيك"، وهو أول قمر اصطناعي، في عام 1957. ثم قاموا بإرسال بيلكا وستريلكا، وهما كلبان، إلى الفضاء في عام 1960. كما كانت روسيا أول دولة ترسل أشخاصاً إلى الفضاء على غرار يوري جاجارين في عام 1961، وفالنتينا تيريشكوفا في عام 1963. كما كان أليكسي لينوف أول من سار بالفضاء في عام 1965.

من الواضح أن الولايات المتحدة كانت في الصفوف الخلفية.

عمل نيل آرمسترونغ طيار اختبار لصالح وكالة ناسا لسنوات قبل رحلته إلى القمر. وقد كان أول رائد فضاء مدني يسافر إلى الفضاء.

كان كل طياري اختبار "X-15″، الذين عملوا قبل آرمسترونغ، أعضاء بالجيش. وقد خدم العديد منهم في القوات الجوية أو البحرية. كان آرمسترونغ في الدرجة الثانية للطيارين التابعين لوكالة ناسا.

عاش آرمسترونغ أحداثاً مأساوية في حياته. فقد توفيت ابنته في سن الثانية جراء إصابتها بالتهاب رئوي، في حين عانى هو ورماً خبيثاً بالدماغ.

كان آرمسترونغ يشعر بحزن شديد، وأراد أن "يستثمر طاقاته في شيء إيجابي جداً"، وفقاً لما صرحت به شقيقته جون لجيمس هانسن آنذاك. وأضافت شقيقته قائلة: "عندها، شرع في العمل ببرنامج الفضاء".

لم يكن الجميع متحمسين لاستكشاف الفضاء مثلما كان آرمسترونغ. وكان العديد من الأميركيين في ذلك الوقت يرون أن مبلغ 24.5 مليار دولار المخصص لتمويل مهمات "أبولو" مرتفعٌ للغاية. وقد وصل الأمر بالشاعر الأميركي، غيل سكوت هيرون، إلى أن يكتب أغنية عن هذا الموضوع، أطلق عليها اسم "Whitey On The Moon".

وتتساءل كلمات الأغنية: "هل كل المال الذي جنيته العام الماضي سيُنفَق على رحلة ويتي إلى سطح القمر؟"، "لماذا لا يوجد مال هنا؟ لأن ويتي على سطح القمر".

احتج بعض الأشخاص على الجهود التي بذلتها وكالة ناسا، والتي استمرت 8 أعوام للوصول إلى سطح القمر.

قبل رحلته إلى القمر، شارك آرمسترونغ في بعثة "جيميني 8". وكانت هذه أول مهمة تلتحم فيها سفينة فضاء بأخرى في مدار واحد، وكان هذا هو الشرط الأساسي الذي سبق نجاح مهمة الهبوط على سطح القمر.

لكن هذه الرحلة كادت تتسبب في موت وشيك للرائد آرمسترونغ. وقد تم إدراج هذه الحادثة في الفيلم.

عندما حدث عطل في جهاز دفع المركبة الفضائية، بدأ آرمسترونغ ومساعِده ديفيد سكوت في الدوران. وكان الاثنان ضائعين تقريباً في الفضاء، حيث ظلا يدوران بمعدل دورة في الثانية.

وجاء في التسجيل الذي قام به طاقم المركبة: "لدينا مشاكل خطيرة هنا. نحن، نحن نسقط وسينتهي أمرنا هنا".

تمكن الاثنان من استعادة السيطرة على سفينة الفضاء عن طريق ضبط أجهزة التحكم في مقدمة كبسولة الفضاء. وقد هبطا في المحيط الهادئ بعد 11 ساعة فقط من الإقلاع.

أسهم هذا الأمر في إيقاف المهمة المزمع تنفيذها في غضون 3 أيام فقط. وقد تعرض كل من آرمسترونغ وسكوت لاصطدامات عنيفة، لكنهما ظلا على قيد الحياة.

بعد عام، وفي 1967، انتهت مهمة "أبولو" الأولى بمأساة. فقد اندلع حريق على منصة إطلاق الصاروخ خلال الاختبار الذي سبق مرحلة إطلاقه؛ ما أسفر عن مقتل رواد الفضاء الثلاثة. وقد كان إد وايت جارَ آرمسترونغ.

أوشك آرمسترونغ أن يلقى حتفه قبل أكثر من عام من موعد رحلته إلى القمر. فحين كان يقود مسباراً في هيوستن، بدأ الوقود الدافع يتسرب من المركبة، ما جعل أدوات التحكم في المركبة عديمة الجدوى. وكان على آرمسترونغ أن يهرب بسرعة في حين كان على ارتفاع 200 قدم عن الأرض.

أظهر تحقيق أجرته وكالة ناسا في وقت لاحق أن نظام الإنذار الموجود بالمسبار فشل في تحذير آرمسترونغ بشكل صحيح من فقدان المركبة الضغط.

لحسن الحظ، تمكنت وكالة ناسا من تجديد هذه المركبة المتهالكة قبل أن ينطلق آرمسترونغ في رحلته نحو القمر. وقد نجح في تجربة المركبة مرة أخرى في يونيو/حزيران 1969، أي قبل شهر من الانطلاق.

كما قام آرمسترونغ بتدريبات على طريقة التحرك على سطح القمر قبل انطلاق رحلته، من أجل محاولة أقل خطورة.

استعد آرمسترونغ لكل خطوة في رحلته، ومن ضمنها التخطيط لطريقة صعوده ونزوله سُلَّم المركبة عند وصوله إلى سطح القمر.

في النهاية، حلَّ اليوم المصيري. ففي 16 يوليو/تموز 1969، وفي تمام الساعة 9:32 صباحاً بالتوقيت الشرقي، انطلق آرمسترونغ وطاقمه في مهمتهم التي تستغرق 8 أيام إلى القمر.

لم تكن الإقامة داخل السفينة الفضائية من فئة 5 نجوم. ونظراً إلى خلوّها من مرحاض، كان رواد الفضاء يتبولون في أكياس.

بعد مرور 4 أيام، استخدم رواد الفضاء مسباراً يحمل اسم Eagle للهبوط أخيراً على سطح القمر.

كان هناك 3 رجال شاركوا في هذه المهمة، لكن اثنين فقط صعدا على متن المسبار. ولم تكن رحلة سهلة، حيث صرح آرمسترونغ لاحقاً، بأن قيادة المسبار مثّلت الجزء الأصعب من المهمة، لكنها، في المقابل، جعلته يشعر بـ "الإثارة".

حبس المشرفون على هذه البعثة أنفاسهم إلى حين إعلان آرمسترونغ أخيراً أن "المسبار Eagle حط على سطح القمر".

أما على سطح الأرض في مدينة هيوستن، فقد تنفس تشارلي ديوك، وهو المسؤول عن الاتصالات مع المركبة، الصعداء. وقد أخبر ديوك آرمسترونغ قائلاً: "لديك مجموعة من الشباب الذين كانوا على وشك الاختناق"، مضيفاً: "نحن الآن نتنفس مجدداً".

بعد كل ذلك، كان المشي على سطح القمر مهمة آمنة ومتوقعة بالنسبة لآرمسترونغ، الذي قال إن سطح القمر "ناعم ودقيق، بحيث يمكنني أن التقط غباره بأصابع قدمي بسهولة".

لم يكن الفضل كله في تحقيق ذلك يرجع لآرمسترونغ. وفي وقت لاحق، صرح آرمسترونغ قائلاً: "عندما يكون لديك مئات الآلاف من الأشخاص الذين يقومون جميعهم بعملهم بشكل أفضل بقليل، مقارنة بما يجب عليهم فعله، فإن أداءك بالضرورة سيتحسن. وهذا هو السبب الوحيد الذي جعلنا نحقق هذا الإنجاز".

بمجرد عودتهم إلى الأرض، لم يتمكن رواد الفضاء من ملاقاة عائلاتهم على الفور. فقد تم وضعهم في حجر صحي 21 يوماً كإجراء وقائي من إمكانية نقلهم أي عدوى من على سطح القمر.

تحدث نيل مع ابنه مارك باستخدام الإنترفون.

وقد احتفل آرمسترونغ بعيد ميلاده الـ39 في الحجر الصحي، في 5 أغسطس/آب 1969.

في نهاية الأمر، تم السماح لأفراد الطاقم بالخروج يوم 11 أغسطس/آب، حين ثبت أنهم لا يحملون أي أمراض معدية.

لذلك، إذا كان فيلم "First Man" قد صوّر الأمر وكأن وضع عَلم أو آثار أقدام على سطح القمر ليس سوى جزء بسيط من الحكاية، فالسبب في ذلك يعود إلى أن ذلك هو ما حصل بالفعل مع آرمسترونغ.

عندما تم إطلاق الفيلم في إطار مهرجان البندقية السينمائي، صرح رايان غوسلينغ قائلاً:

"كان نيل متواضعاً للغاية، مثلما كان العديد من رواد الفضاء هؤلاء".

وكما وصف آرمسترونغ نفسه ذات مرة: "أنا، وكما سأكون دائماً وأبداً، ذلك المهندس المهووس الذي يرتدي بذلة بيضاء".

 

علامات:
تحميل المزيد