السفر باستخدام مصعد فضائي.. علماء اليابان قرروا خوض هذه التجربة المجنونة!

عربي بوست
تم النشر: 2018/10/04 الساعة 15:17 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/10/04 الساعة 18:30 بتوقيت غرينتش
modern city skyline and futuristic elevator. space elevator concept.

مصعد فضائي.. تبدو عبارةً  أقرب إلى الخيال العلمي، ينطلق بنا إلى السماء، لكن ربما يكون هذا الاحتمال وارداً جداً وقريباً، أكثر مما تتصور. إذ يختبر العلماء في جامعة شيزوكا باليابان المصعد الفضائي، كحل محتمل لإخراج الخامات والأدوات أو الأقمار الاصطناعية من الأرض إلى الفضاء، حسبما ورد في تقرير لمجلة Newsweek الأميركية.

وأطلق الفريق في 11 سبتمبر/أيلول 2018، نموذجاً مصغراً لصندوق أو مربع ميكانيكي إلى مدار الأرض.

وأُطلقت أجزاء هذا المصعد الفضائي على متن صاروخ H-IIB من وكالة تانيغاشيما الفضائية التابعة لمركز استكشاف الفضاء الياباني، إلى محطة الفضاء الدولية ISS.

ويتكون المصعد من اثنين من الأقمار الاصطناعية مكعبة الحجم، يصل طول كل ضلع منها إلى 4 بوصات فقط. وسيتم التوصيل بين القمرين الاصطناعيين بواسطة سلك فولاذي يبلغ طوله 33 قدماً.

وسافر المصعد الصغير على طول الكابل من حاوية في أحد الأقمار الاصطناعية إلى الآخر.

وتم إطلاق القمرين من محطة الفضاء الدولية إلى الفضاء، على أن تتحرك حاوية على السلك الذي يربط الأقمار الاصطناعية باستخدام محرك آليّ. وستكون هناك كاميرا متصلة بالأقمار الاصطناعية لتسجيل حركة الحاوية في أثناء العمل.

إذا سارت أمور المصعد الفضائي على ما يرام، فسوف توفر دليلاً على إمكانية تطبيق الفكرة من خلال التحرك على كابل طوله 10 أمتار معلَّق في الفضاء بين قمرين صغيرين يُبقيان الكابل مشدوداً.

كانت هناك محاولة سابقة!

في الماضي، قام رواد الفضاء بمدّ سلكٍ في الفضاء، لكن هذه هي المرة الأولى التي ستتحرك فيها حاوية على طول سلك بالفضاء.

كافح العلماء في الماضي من أجل إنشاء مصعد فضائي؛ لذا إذا نجحت هذه التجربة؛ فستكون هذه الخطوة إلى الأمام في العملية جديرة بالترحيب.

يمكن أن يوفر المصعد الفضائي حلاً منخفض التكلفة لإرسال الخامات والأدوات – أو حتى الأشخاص – إلى المحطة. يمثل العثور على المادة المناسبة للسلك أحد الأجزاء الصعبة في عملية إنشاء المصعد الفضائي.

هل يمكن أن ينقطع السلك؟

حالياً لا توجد مادة ذات قدرة شد عالية بما فيه الكفاية وكثافة منخفضة بما فيه الكفاية، يمكننا تصميم السلك بواسطتها، حسبما يقول كيث هنسون، وهو مهندس وتقنيّ، لموقع Gizmodo.

كما لا يوجد شيء قوي وحالياً يكفي للقيام بذلك؛ ولا حتى الأنابيب النانوية الكربونية. (مادة مصنوعة من الكربون وذات قُطر صغير جداً يقاس بوحدة النانومتر أو واحد إلى 10000 من سمك شعرة الإنسان، وتتميز بقوتها؛ نظراً إلى ترابط ذرات الكربون بشكل سداسي بها).

وإذا حدث الكثير من الضغط، فهناك خوف من أن السلك قد ينقطع. وسينبغي للمصعد أيضاً تجنب النفايات الفضائية والأقمار الاصطناعية، وتحمُّل الرياح القوية، وأن يكون قادراً على مقاومة الجاذبية من الشمس والقمر والأرض.

ورغم كل المعوقات، يعتقد الفريق الياباني أن المصعد يمكن أن يعمل.

عالِم روسي حلم بهذا المصعد قبل 100 عام!

برج إيفل ألهم العلماء بفكرة المصعد الفضائي
برج إيفل ألهم العلماء بفكرة المصعد الفضائي
 

وفي حين لا يزال الأمر بعيداً عن الأهداف النهائية للمشروع، التي تعتمد على تاريخ طويل من أحلام "مصعد الفضاء".

وتم اقتراح الفكرة لأول مرة في عام 1895 من قِبل العالم الروسي كونستانتين تسيولكوفسكي بعد أن شاهد برج إيفل في باريس، وتمت إعادة النظر فيه بعد نحو قرن في رواية من آرثر سي. كلارك.

لكن الحواجز الفنية كانت دائماً تُبقي الخطط عالقة في مرحلة الأفكار والمفاهيم.

ولدى الشركة اليابانية خطة ثانية بوسيلة أخرى

كما تستكشف شركة البناء اليابانية Obayashi، التي تتعاون مع مشروع جامعة Shizuoka، طرقاً أخرى لبناء مصعد فضاء خاص بها لوضع السياح بالفضاء في العام 2050.

وقالت الشركة إنها تستطيع استخدام تكنولوجيا الأنابيب النانوية الكربونية، التي هي أقوى من الصلب بـ 20 مرة، لبناء عمود الرفع على بُعد 96 ألف كيلومتر (نحو 60 ألف ميل) فوق الأرض.

ومصعد شركة Obayashi Corp يمكنه حمل 6 سيارات مصنوعة بشكلٍ بيضاويّ، والتي يمكن لكلٍّ منها استيعاب 30 شخصاً.

وقال يوجي إيشيكاوا، الذي يقود فريق أبحاث شركة أوباياشي Obayashi، لصحيفة The Mainichi اليابانية، "من الناحية النظرية، فإن فكرة المصعد الفضائي مقبولة للغاية. وقد يصبح السفر إلى الفضاء شيئاً شائعاً في المستقبل".

تحميل المزيد