هل نقول وداعا للعقم؟.. علماء يحولون خلايا الدم والشعر والجلد إلى بويضات وحيوانات منوية

عربي بوست
تم النشر: 2018/10/01 الساعة 18:08 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/10/01 الساعة 18:08 بتوقيت غرينتش
وداعا للعقم.. أمل قد تحققه الاكتشافات اليابانية في المجال

هل نقول وداعا للعقم؟ الإجابة عن السؤال تكمن في عمل فريق من الباحثين اليابانيين الذي نجحوا في إنشاء سلائف بدائية للبويضات البشرية – والتي تعرف باسم الأووغونيا  Oogonia – من خلايا الدم، مما يمثل علامة بارزة في السباق نحو تصنيع البويضات والحيوانات المنوية في المختبر.

وتستند نتائج العلماء، التي تم تفصيلها مؤخراً في دورية "ساينس Science" العلمية، إلى الأبحاث السابقة التي أجراها عالم الأحياء في جامعة كيوتو ميتينوري سايتو Mitinori Saitou، والذي نجح في تربية الفئران باستخدام البويضات والحيوانات المنوية المنشأة من الخلايا الجذعية في عام 2012.

وكما جاء في تقرير لأنطونيو ريغالادو نشر في "المراجعة التقنية لمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا MIT Technology Review"، فقد تم إنجاز تلك الخطوة بمساعدة المبيض المحاكي المبني من نسيج الفأر الجنيني، وأنه من الصعب للغاية استرجاع أنسجة الجنين البشرية اللازمة لإنشاء مبيض مؤقت مماثل، لذلك اضطر سايتو وزملاؤه لاستكشاف خيارات أخرى حين حولوا التركيز من الفئران إلى البشر.

العلماء حولوا جهودهم في النهاية إلى خلايا الدم البشرية، حسبما كتب دانيال أوبيرهاوس، على موقع فايس ماذربورد Vice Motherboard. تلك الخلايا التي استُخدِمت لخلق خلايا جذعية متعددة القدرات (iPS) والتي تعرف بخلايا المستضدات الجذعية الجنينية، والتي يصفها ريغالادو في تقريره سالف الذكر بأنها أشبه بضحية "فقدان الذاكرة الجزيئي"، مشيراً إلى أنها لا يكون لديها هوية خلوية ثابتة، ولكنها قادرة بدلاً من ذلك على أن تتحول إلى أي نوع من الخلايا، من خلايا الدم إلى الكبد أو العظام.

وداعا للعقم بإنتاج بويضات

فقد عمل الفريق على تحويل هذه الخلايا البيضاء الفارغة إلى خلايا إنجابية "بدائية" حسب الباحثة كارولين ي. جونسون في صحيفة الواشنطن بوست. وقد استضاف الباحثون الخلايا في حضَّانات من مبايض اصطناعية خلقت باستخدام خلايا فأرية جنينية على مدى أربعة أشهر، وبحلول نهاية فترة الاختبار، تطورت الخلايا إلى أزواج من خلايا الأووجونيا (oogonia) ـ لا تزال غير ناضجة للتخصيب، ولكنها خطوة أقرب للمأمول من أي وقت مضى.

وينقل روب شتاين على موقع "إن بي آر NPR" عن "أماندر كلارك Amander Clark" عالم الأحياء التنموي في جامعة كاليفورنيا، لوس أنجلوس، الذي لم يشارك في البحث قوله "للمرة الأولى، استطاع العلماء أن يثبتوا بشكل مقنع أننا قادرون على صنع بويضات – بويضات غير ناضجة للغاية".

 نجح فريق من اليابانيين الذي في إنشاء سلائف بدائية للبويضات البشرية / Istock
نجح فريق من اليابانيين الذي في إنشاء سلائف بدائية للبويضات البشرية / Istock

التكنولوجيا التي تبشر بها هذه الأبحاث الجديدة تحت اسم "وداعا للعقم" – بالإضافة إلى الجهود التجريبية المماثلة التي تجري في جميع أنحاء العالم – لديها القدرة على إعادة تشكيل تصوراتنا لعملية التكاثر البشري بشكل جذري.

وعلى الرغم من أن الدراسة اليابانية أنتجت بويضات غير ناضجة وغير صالحة للتخصيب، ناهيك عن أنها تتطور بشكل نهائي إلى جنين كامل، فإن الأمر كما كتبت كارولين جونسون أن العلماء يعتقدون "أنها مسألة وقت فقط، وليست مسألة احتمالية إذا ما كان" الباحثون سيصنعون بويضة ناضجة بالكامل في المختبر أم لا. وبمجرد حدوث ذلك، فإن الأفراد الذين يواجهون مشاكل العقم قد يكونون قادرين على الحصول على ذرية تتشارك معهم في الحمض النووي.

أطفال من خلايا الدم أو الشعر

وإذا كانت الخلايا البشرية الموجودة هي المفتاح لإنتاج البويضات المزروعة في المختبر، فمن الممكن نظرياً للعلماء أن يصنعوا الأطفال من خلايا الدم أو الشعر أو الجلد الخاصة بشخص آخر مما يشكل فعليا وداعا للعقم. وغني عن القول أنه "قد تظهر هناك بعض الاحتمالات الغريبة جداً"، كما يصرح رونالد غرين اختصاصي الأخلاقيات الحيوية في دارتموث، لروب شتاين على موقع NPR.

فعلى الطرف البعيد من الطيف، يشير غرين إلى أنه يمكن إنتاج البويضات باستخدام خلايا مسروقة أو مكتسبة بشكل مشكوك فيه، فـ"قد ترغب امرأة – مثلاً – في الحصول على طفل من جورج كلوني"، ومن ثم "يمكن أن يبدأ مصفف شعره في بيع بصيلات شعره على الإنترنت. لذا، يمكننا أن نرى فجأة العديد من ذرية جورج كلوني دون موافقته".

من الممكن نظرياً للعلماء أن يصنعوا الأطفال من خلايا الدم أو الشعر
من الممكن نظرياً للعلماء أن يصنعوا الأطفال من خلايا الدم أو الشعر

من الاعتبارات الإضافية المرتبطة بهذا المجال الناشئ، اعتبار نقص الفهم الذي يمكن أن يؤدي إلى ولادة الأطفال المصابين بأمراض وراثية خطيرة، فضلاً عن المعضلات الأخلاقية مثل السماح بتحليل الحمض النووي للأجنة – وهي ممارسة يقول أستاذ الأخلاقيات الحيوية في جامعة ستانفورد هانك جريلي Hank Greely، مؤلف كتاب "نهاية الجنس ومستقبل التكاثر The End of Sex and the Future of Reproduction" في حديثه إلى روب شتاين، أنها قد تؤدي بـ"الآباء والأمهات وربما الحكومات" إلى التقاط واختيار الأجنة التي يسمح لها بالنمو إلى مرحلة النضج الكامل.

وعن مستقبل هذا المشروع الطموح، وكما يشير تقرير أوبرهاوس على موقع ماذربورد، فإن الفريق البحثي الياباني يأمل في إنتاج الحيوانات المنوية البشرية من خلال عملية خلية جذعية مماثلة، وكذلك إنشاء خلايا بويضات ناضجة بما يكفي للتخصيب. وبغض النظر عن أي مجموعة من الباحثين تحقق هذا الهدف أولاً، فإن وصول عصر جديد من الاستراتيجيات الإنجابية يبدو وشيكاً لتتحقق فعليا عبارة وداعا للعقم.

علامات:
تحميل المزيد