تفريش الأسنان يومياً ينهي المشكلة، وتفاقمها قد يتسبب في فقدان الأسنان.. تعرف على جيوب اللثة وكيفية علاجها والوقاية منها

عربي بوست
تم النشر: 2019/03/07 الساعة 16:06 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/03/07 الساعة 16:06 بتوقيت غرينتش
Portrait of a young couple brushing their teeth together in the bathroom at home

حينما يقول أحدهم نكتة أمامك، تسرع بوضع يدك على فمك، لتتجنب إظهار ابتسامتك؟ ولا تريد لأحد أن يرى أسنانك، فأنت تعلم أن شكل اللثة المنتفخ يسبب لك الإحراج.

ولكن هل تعلم أن هذا الانتفاخ قد يتسبب في فقدان أسنانك واحدةً تلو الأخرى؟

نعم، فهذه الانتفاخات قد تتطور إلى ما يسمى جيوب اللثة، وهنا نتعرف معاً على جيوب اللثة، وأعراضها، وكيفية علاجها.

التشريح الطبيعي لا تلتصق فيه الأسنان واللثة

في اللثة السليمة، لا يعلق الجزء العلوي من نسيج اللثة على السن، ولكن تبقى هناك مسافة صغيرة بين الأسنان واللثة تسمى sulcus.

عند قياس عمق هذه المسافة، فإن كانت تتراوح بين 1 و3 مليمترات، فهذا يعني أن الأمر طبيعي وصحي لأنسجة اللثة حول الأسنان.

قد تتجمع البكتيريا وجزيئات الغذاء في هذا الجزء، ولكن عند تنظيف الأسنان بالفرشاة والخيط، تصبح هذه الأجزاء نظيفة.

أما إن زاد العمق على 3 مليمترات فقد تشير إلى أمراض اللثة، خاصة إذا نزفت اللثة.

وتكشف الأعداد الكبيرة (التي تتراوح عادة بين 5  و12 مليمتراً) وجود الجيوب اللثوية، وحينها تصعب السيطرة عليها بطرق التنظيف المنزلية، ويجب التوجه إلى طبيب الأسنان.

فوجود الجيوب العميقة في اللثة، لا يسمح لفرشاة الأسنان بالوصول إليها أو تنظيفها، وتتراكم بداخلها البكتيريا، ويحدث التورم والالتهاب.

ويبدأ حينئذ نسيج اللثة بالفصل أو الانسحاب من الأسنان، ويترك مساحة أكبر بين الأسنان واللثة، حيث يمكن أن تزدهر البكتيريا الضارة.

إذا استمرت البكتيريا في البقاء دون إزالتها، فسوف تستمر في التراكم؛ وهو ما يتسبب في مزيد من الالتهاب، وفقدان نسيج اللثة والعظام، ويؤدي إلى تآكل الهياكل التي تمسك الأسنان في مكانها.

مراحل تطور أمراض اللثة

تسمى المرحلة المبكرة من مرض اللثة التهاب اللثة، وفيه تشكل البكتيريا الموجودة في الفم طبقة لزجة من البلاك حول خط اللثة.

وإذا لم يتم تنظيفها وإزالتها فإنها تتحول إلى طبقة من الجير الصلب، وتصبح اللثة ملتهبة، وقد تبدأ بالانتفاخ. في هذه المرحلة لا يحدث فقدان للعظام.

ويمكن التخلص من الالتهاب بالمواظبة على غسل الأسنان بالفرشاة والتأكد الدائم من نظافة الفم.

أما إذا تركت التهابات اللثة دون علاج، فيمكن أن تتطور إلى مرحلة أكثر خطورة من مرض اللثة تسمى التهاب دواعم السن Periodontitis.

أو ما نطلق عليه جيوب اللثة. تسبب جيوب اللثة تلف الأنسجة المحيطة بالأسنان، وضمن ذلك العظام وأربطة اللثة وأنسجة اللثة، وهو ما يسهل فقدان الأسنان.

أعراض وتشخيص مرض اللثة

هناك بعض العلامات التي قد تخبرك بأنك مصاب بمرض اللثة مثل: رائحة الفم الكريهة، والنزيف، واللثة الحمراء والمتورمة، أو ابتعاد اللثة عن الأسنان.

في هذه الحالة، لا بد أن تتوجه لزيارة طبيب الأسنان، الذي يقيس عمق الجيب حول كل سن باستخدام مسبار اللثة، وهو ما يسمح له بتحديد وجود أمراض اللثة أو مدى تقدمها.

وحسب أطباء الأسنان، تشير قياسات 4 مليمترات أو أكثر إلى أن بعض أنسجة اللثة انفصلت عن السن، أو أن هناك بداية لفقدان العظام.

كيفية علاج الجيوب اللثوية

تختلف الجيوب اللثوية باختلاف عمقها، ولذا فإن توصيات العلاج المحددة تعتمد على عمق وشكل الجيب، وما إذا كان الالتهاب مقصوراً على أنسجة اللثة، أو إذا كان قد انتشر إلى العظم الموجود أسفله.

قد يلجأ طبيب الأسنان في التصوير بالأشعة إلى تحديد ما إذا كان هناك فقدان للعظام من حول الأسنان، وإلى أي درجة.

التخلص من بكتيريا البلاك والجير هو الخطوة الأولى في الحيلولة دون تفاقم أمراض اللثة. في حالة اللثة الملتهبة التي لا يوجد بها فقدان للعظام.

يمكن معالجة عمق جيب يبلغ 4 ملم أو 5 ملم بتنظيفات مهنية لإزالة أسباب الالتهاب، إلى جانب نظام رعاية الفم المعزز في المنزل.

من المحتمل أن يتضمن ذلك على الأقل؛ تنظيف الأسنان مرتين في اليوم باستخدام فرشاة أسنان ناعمة، ومعجون أسنان يحتوي على الفلورايد.

واستخدام الخيط يومياً لإزالة البلاك بين الأسنان، حيث لا يمكن أن تصل فرشاتك إليها، وكذلك استخدام غسول الأسنان إذا وصفه الطبيب.

في حالة وجود مزيد من أمراض دواعم السّن الشديدة، قد يُنصح بإجراء التحجيم وتخطيط الجذور.

هذا الإجراء الدقيق لا يزيل البلاك والجير فحسب، بل ينعم أيضاً سطح الجذر حتى يسمح بأن يعيد نسيج اللثة إلى السن، وينكمش الجيب.

في بعض الأحيان، يمكن استخدام المضادات الحيوية لتقليل الالتهاب، وللمساعدة في السيطرة على البكتيريا تحت خط اللثة.

إذا كان الجيب شديد العمق بحيث لا يمكن علاجه بإجراءات غير جراحية، فقد يوصي أطباء الأسنان بإجراء جراحة لتقليل حجم الجيب. ويمكن إجراؤها بأدوات جراحية قياسية أو باستخدام الليزر.

كيفية الوقاية من أمراض اللثة

على الرغم من أن أمراض اللثة تعد واحدة من أكثر المشكلات الصحية شيوعاً في جميع أنحاء العالم، فإنه يمكن الوقاية منها بشكل كبير من خلال النظافة الجيدة للفم. فيمكن منع حدوث التهاب جيوب اللثة من الأساس بالتخلص من بقايا الطعام في الفم.

استخدم فرشاة أسنان ذات شعيرات ناعمة لتنظيف أسنانك مرتين في اليوم، وتنظيفها بعناية حول خط اللثة الخاص بك حيث تتراكم البلاك.

استبدل فرشاة الأسنان كل ثلاثة إلى أربعة أشهر، أو عندما ترى الشعيرات تبدأ في الانثناء.

ويجب استمرار غسل الاسنان 3 دقائق على الأقل، لأنه يعد مساجاً للفم. كما يحبَّذ استخدام خيط الأسنان للتخلص من البقايا الموجودة في الثنايا بين الأسنان.

كذلك، احرص على زيارة طبيب الأسنان بصفة دورية، فتشخيص وعلاج أمراض اللثة في مراحله المبكرة يمكن أن يزيل الجيوب اللثوية غير الصحية ويحد من التأثير قبل أن يتطور إلى فقدان شديد للعظام يتبعه فقدان الأسنان.

علامات:
تحميل المزيد