على طريقة فيلم إيرين بروكوفيتش.. هذا الرجل تحدى شركة ضخمة وربح، لكن قد لا يعيش ليتمتع بتعويض يبلغ 78 مليون دولار!

عربي بوست
تم النشر: 2018/11/23 الساعة 21:46 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/11/24 الساعة 15:41 بتوقيت غرينتش

عاش دواين أنتوني لي جونسون، المعروف باسم "لي"، حياة متواضعة لمدة 42 سنة، إلى أن شُخّص بالسرطان عام 2014. يبلغ من العمر الآن 46 سنة، وفي خضم صراعه مع مرضه الذي بلغ مراحل متقدمة، وجد جونسون نفسه مشهوراً فجأة عبر الانتصار في أول دعوى ضد شركة مونسانتو ، واحدة من أقوى وأكثر الشركات إثارة للجدل في  العالم.

ومونسانتو  أو Monsanto شركة أميركية ضخمة تتخصص بالزراعة والبذور المعدلة جينياً كالذرة والصويا والخضروات. اشترتها شركة Bayer هذا العام مقابل  66 مليار دولار.

جونسون رفع أول دعوى ضد شركة مونسانتو

رفع جونسون أول دعوى قضائية ضد شركة مونسانتو  بعدما طور جسمه نوعاً قاتلاً من  "اللمفوما اللاهودجكينيّة" بعد استعماله مبيدات أعشاب الشركة، التي كان يرشها كجزء من وظيفته كبستاني في مدرسة.

في أغسطس/آب 2018، توصلت هيئة محلفين في سان فرانسيسكو بالإجماع إلى أن شركة مونسانتو فشلت في التحذير من المخاطر المسببة للسرطان التي تنتج عن مبيداتها الشهيرة والمنتجات المتصلة بها.
بالإضافة لجونسون، يقاضي نحو 9300 من ضحايا السرطان الآخرين شركة مونسانتو وينتظرون دورهم في المحكمة.

لكن جونسون كان أول من رفع دعوى على الشركة في المحكمة.
تذكر قصته إلى حد كبير بقصة فيلم إيرين بروكوفيتش من بطولة النجمة جوليا روبرتس المقتبس عن قصة حقيقية.
تتولى إيرين مع محامٍ عادي قضية مئات سكان بلدة أميركية أصيبوا بالسرطان نتيجة المياه الملوثة من احد المصانع، لتربح الدعوى في انتصار تاريخي.

 

فأقرت المحكمة منحه 78 مليون دولار كتعويض

منحت هيئة المحلفين جونسون 288 مليون دولار، خفضها القاضي لتصل إلى 78 مليون دولار في 22 من أكتوبر/تشرين الأول.
شملت الأدلة التي تم الكشف عنها في المحاكمة سجلات مونسانتو الداخلية التي تضمنت مناقشات حول أوراق علمية مجهولة المصدر بشأن المكونات.
الشركة أكدت سلامة منتجاتها وخططها، لتشكك في وكالة دولية أعلنت أن المكون الرئيسي، مادة كيميائية تدعى الجليفوسات، قد تكون مادة مسرطنة.
تقول شركة مونسانتو، وهي الآن وحدة تابعة لشركة Bayer AG، إن منتجاتها لا تسبب السرطان.
تقدمت الشركة في 20 نوفمبر/تشرين الثاني بطلب استئناف، ساعية إلى إلغاء تعويض جونسون المخفّض.
لكن قاضي المحكمة رفض طلب مونسانتو بإجراء محاكمة جديدة.
وضع الحكم الأولي حياة جونسون في مسار مختلف تماماً، إذ وجد نفسه محط انتباه دولي وقلب محطم.

 

كان يستخدم مبيداتها لرش نباتات المدرسة

في لقاء مع مجلة Time قال جونسن: "قبل إصابتي بالمرض كانت الحياة جيدة. كان لديّ عمل جيد، كنا نستأجر هذا المنزل الجميل الذي وجدناه عن طريق بعض الأصدقاء".
وأضاف: "كان مرهوناً على الأرجح لذلك استطعنا استئجاره بسعر جيد. ثلاث غرف نوم وفناء خلفي كبير جميل. لم أكن أملك سيارة، لذا كانت زوجتي أراكيلي توصلني للعمل أو كنت أركب دراجتي إلى محطة الباص ثم أستقل الباص إلى العمل".
كان عمله في ساحة المدرسة عبارة عن إدارة متكاملة لمحاربة الآفات؛ القبض على الظرابين والفئران والراكون.
كما كان يرمم الثقوب الموجودة في الجدران، ويهتم بشؤون الري، ويرش المبيدات الحشرية.
كان يصل للعمل مع شروق الشمس حرصاً على أن يكون لديه وقتاً كافياً لرش المبيدات قبل وصول الأطفال إلى المدرسة.
لم يكن أحد الأشخاص الذين عمل معهم يرغب في ارتداء ملابس واقية، لكنه أخبرهم بضرورة ذلك.
في الأيام العادية، كان يملأ حاويته الصغيرة بسائل المبيدات الخام ثم يمزج قدراً من المادة قبل مغادرة الساحة.
يضعها جميعاً في خزان على مؤخرة شاحنته ومن ثم يبدأ الرش. لم يحب استخدام المواد الكيميائية، لكنه أحب عملي.
ويقول: "لكنت أجني الآن 80 ألف دولار في العام لو أني ما زلت أعمل".

إلى أن انكسر الوعاء ولامس السائل جلده

يكمل جونسون قصته ويقول: في يوم الحادثة، في اليوم الذي انكسر فيه البخاخ وتناثر السائل بداخله عليّ، لم أفكر كثيراً في الأمر. غسلت جلدي بأفضل ما يمكنني وغيرت ملابسي. لاحقاً ذهبت إلى المنزل واغتسلت جيداً لوقت طويل لكن لم يدر بخلدي حينها "يا إلهي، سأموت بسبب هذا الشيء".

ثم أصابني طفح جلدي خفيف. ثم ساء الأمر أكثر فأكثر فأكثر. في مرحلة ما انتشرت الآفة في وجهي وشفتي وفي كل أرجاء ذراعي وقدمي.

عندما زرت طبيباً للمرة الأولى كان مرتبكاً تماماً ولم يدر ما الذي أصاب جلدي.

أرسلني لرؤية طبيب مختص بالأمراض الجلدية، والذي بدورة حلل نسيج جزء من الآفة على ركبتي.

ومن ثم أرسلوني إلى جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو وبعدها إلى ستانفورد. جاءني عدد من الأطباء وفحصوني.

ثم في يوم من الأيام تلقيت اتصالاً. أخبروني بأن الأمر مستعجل، وعليّ الذهاب إلى هناك لمناقشة نتائج الفحوصات.

عندما أخبرني الطبيب بأنني مصاب بالسرطان، كانت زوجتي جالسة معي. بدأَت بالبكاء. لم أستوعب الأمر للوهلة الأولى. ولا أعتقد أني أستوعبه حتى الآن.

"أنا مجرد رجل عادي صادف أنه وجد إجابات أثناء سعيه لاكتشاف الحقيقة"

يستطرد جونسون عن مواجهته الشركة ويقول: يرغب الناس في تحويلها إلى معركة جونسون ضد شركة مونسانتو. ويريدون مني التحدث عن الشركة. لكنني لا أريد ذلك.

ولا أريد أن أنطق باسم الشركة حتى. فأنا لا أستخدم سوى عبارة "الشركة الكبيرة". لأنني لا أريد أن أشهِّر بهم.

وقرأت تقارير تقول إنني أتطلع إلى الحصول على اعتذار منهم، لكن ذلك غير صحيح.

فأنا لست من أولئك الذين يعتقدون أن الاعتذار قد يشعرني بتحسن، ومن المؤكد أن الاعتذار لن يعالجني من السرطان.

الأمر لا يتعلق بمعركة تدور بيني وبين الشركة الكبيرة. من المهم أن يعرف الناس هذا الأمر، وأن يعرفوا ما هم معرضون له.

إذا امتلك الناس المعلومات بإمكانهم أن يتخذوا قرارات، وأن يصبحوا مطلعين على الأمر ويحموا أنفسهم.

أنا مجرد رجل عادي من مدينة صغيرة تدعى فاليغو تقع في منطقة خليج سان فرانسيسكو، صادف أنه وجد إجابات أثناء سعيه لاكتشاف الحقيقة وراء تدهور صحته.

اكتشف أنهم يعلمون خطورة المواد المستخدمة وأخفوا حقيقتها

يضيف جونسون: هذا لا يعني أنني لم أستشط غضباً. فقد ساءتني الكثير من الأشياء عندما ظهرت الأدلة في المحكمة.

تواصلت مع الشركة الكبيرة في بداية مرضي محاولاً أن أحصل على بعض الإجابات، وفي ذلك الوقت كانت المرأة التي تحدثت معها على الهاتف في غاية اللطف.

لكننا نرى في الرسائل الإلكترونية التي عرضت على العلن أنهم لم يكونوا مهتمين بي حقاً.

فهم لم يعاودوا الاتصال بي أبداً، وقد أغضبني ذلك. وأعتقد أن عدم معاودة الاتصال هو ما دفعني إلى رفع أول دعوى ضد شركة مونسانتو .

وبعد ذلك، عندما كنت في المحكمة وعلمت بأمر تلك التقارير العلمية المكتوبة من قبل أشخاص آخرين، وعندما رأيت في رسائل البريد الإلكتروني أن الجميع ليسوا أكثر من مطبقين لتوصية طبية، فهم يرتبون الأمر ليصير كل شيء مرتبطاً بهذه التوصية حول أمان المنتج، حتى لو كان للعلم رأي مخالف.

والآن أصبحت قصته قضية نضال ضد شركة عتية

شعر جونسون كما لو أن العالم بأكمله كان يراقبه عندما كان القاضي يقرأ قرار المحكمة ذاك، سطراً بسطر، ومن ثم أعلنوا عن تسوية بقيمة ربع مليار دولار، 289 مليون دولار تحديداً.

وقال: أعتقد أن شعوراً بالشك انتابني في تلك اللحظة، فقد سألت المأمور الشاب عما إذا كان بإمكانه أن يصحبني خارج المحكمة لأنني عرفت أن الأنظار سوف تلتفت إليّ، وأنا لم أكن يوماً طالباً للاهتمام أو محباً للاستعراض.

ويبدو الآن أن هذه القصة تسيطر على حياتي. فقد تلقيت طلبات لإجراء لقاءات مع وسائل إعلام من جميع أنحاء العالم.

وطلب مني الناس أن أحضر فعالياتهم وألقي خطابات، كما أخبرني أناس بأنهم يرغبون في شراء "حقوق الملكية الفكرية لقصة حياتي" من أجل الحصول على صفقات لصناعة أفلام تدور حولي.

وحاول أشخاص غرباء فجأة أن يصبحوا أعز أصدقائي على فيسبوك، ثم حصلت كاهنة مشعوذة بطريقة ما على رقم هاتفي، واتصلت مراراً وتكراراً، وبعثت رسائل نصية دون توقف، واعدة إياي بأنها تستطيع علاجي.

وعندما رفضت عروضها، قالت إنني سأتذكرها وأنا على فراش الموت، متمنياً لو أنني تركتها تساعدني.

الأمر جنوني. يتعايش أبنائي مع الأمر جيداً لكنهم لا يبحثون عن الاهتمام، نحن عائلة صغيرة وكل ما نحاول القيام به هو التعايش مع أننا أصبحنا مشهورين عالمياً.

وحاجة للتوعية بشأن التوقف عن استخدام هذه المنتجات

يصبح الأمر غير محتمل أحياناً عندما تتوارد العديد من الاتصالات أو طلبات إجراء المقابلات أو فعاليات التحدث إلى الجمهور.

ولكنني في الوقت نفسه أعتبر نفسي مشاركاً مهماً في محادثة ظلت تختمر لسنوات، لكن مع صدور قرار المحكمة، صار صوت هذه المحادثة أعلى.

أحاول أن أهتم بجميع الطلبات لكنني لا أتمكن من ذلك بسبب حالتي الصحية، ومحاولتي الاعتناء بأطفالي.

غير أنني أحاول أن أجعل الطلبات أولوية لدي. أريد أن أرى جميع هذه المدارس تتوقف عن استخدام الغليفوسات، في كاليفورنيا أولاً ثم البلاد بأكملها.

هذه مهتمي الصغيرة. وبالرغم من صعوبة هذا كله، فإن العديد من الأشخاص الذين تواصلت معهم يشعرونني بالكثير من الدعم ويبثون فيَّ طاقة إيجابية.

شعرت بحب الناس ودعمهم من جميع أنحاء العالم، وزوَّدني ذلك بفهم مختلف تماماً لمفهومي الدافع والمسؤولية.

يرسل بعض الناس هدايا صغيرة، حُليّاً بسيطة. ويكتبون إليّ متحدثين عن السرطان الذي أصيبوا به.

وكتبت إحدى النساء مرة عن زوجها وتحدثت عن الطريقة التي مات بها. يمكنني القول إنني تلقيت آلاف الرسائل. ويمثل ذلك عوناً كبيراً بالنسبة لي.

يحلم جونسون بالرسم والكتابة والسفر..

عن مشاريعه المستقبلية، يقول جونسون: يسألني كثير من الناس عما أود فعله في حياتي حالياً. لا أظن أنني رجل خارق.

أمر بتلك اللحظات القصيرة حين أجلس مُطأطئاً رأسي وواضعاً مرفقيّ على ركبتيّ؛ وأبدأ في سؤال نفسي ماذا علي أن أفعل؟

ولكن لو كان بإمكاني استرداد صحتي وعافيتي، وألا استسلم لما يقول أطبائي عن أنه وضع نهائي لا يمكن تغييره، لو كان بإمكاني الحصول على علاج وأن اقترب أكثر من الشفاء، حينها أرى نفسي أقوم بأمورٍ جيدة.

أود أن أنشئ مؤسسة. وما زال لديّ المزيد لأُحققه فيما يتعلق بموسيقاي وفني.

أرسم باستخدام الألوان الزيتية أو الإكريليك كما أرسم بعض اللوحات بالفحم.

أحب أن أكتب أيضاً، فقد نشرتُ كتابين بجهودٍ ذاتية، هما كتاب "رأيي My Opinion" وكتاب "الجبهة المثالية The Perfect Front".

ولكن قد لا يرى فلساً بسبب الطعون.. وحتى هذه اللحظة هو رجل مفلس

وعن التعويض المليوني، يوضح: يظن بعض الناس أنني رجل ثري، ويتحدثون إليَّ كما لو أنني حصلت على التعويض والمال بالفعل، وهذا أمر أبعد ما يكون عن الواقع.

الحقيقة هي أن الطعون يمكن أن تستمر لفترة تتجاوز متوسط عمري المتوقع.
لا يمكننا حقاً الاحتفال أو وضع خطط أو الذهاب في رحلة لأننا لا نملك ذلك المال.

أحصل شهرياً الآن على شيك من الضمان الاجتماعي. ولا يغطي هذا المال تكلفة نفقات الإيجار حتى.
يحاول الناس مساعدتي، لكنني ببساطة مفلس. من المثير في بعض الأحيان التفكير في أننا قد نحصل على ملايين الدولارات؛ لكن في الوقت الحالي نعرف أننا لا نملك أيّ شيءٍ منها. نعيش حياة مرهونة بالكامل على ذاك المال الذي لم نحصل عليه بعد.

الرقم كبير جداً وسيخصص جزء منه للمساعدة لو بقي حياً

يضيف جونسون:

لست حتى متأكداً من أنني سأعرف كيف أكون رجلاً غنياً. أود شراء منزل، منزل يكون قريباً من مدارس أطفالي، منزل من شأنه أن يمنحهم الأمان.
لكن لا يوجد سوى أشياء معدودة يمكنك شراؤها. ولا أظن أن هناك الكثير الذي يمكنك أو يجب عليك فعله بملايين الدولارات؛ باستثناء محاولة مساعدة الناس.
وكذلك الأمر عندما خفض القاضي مبلغ 289 مليون دولار إلى 78 مليون دولار، فأنا لم أفكر مطلقاً أن تلك 289 مليون دولار يمكن أن تستقر في جيبي بأي حالٍ من الأحوال.
كنت أعلم أنه حتماً سيكون هناك حدود قانونية من شأنها أن تقلص المبلغ، لذا لم أعتقد أبداً أنها ملكي حقاً.

لا أعرف ما إذا كنت سأشهد قرار هيئة المحلفين التعويضي يرى النور يوماً ما خلال حياتي. لكن آمل أن يتمكن أولادي من ذلك.

وكل ما يريده حياة كريمة لأولاده

"أكثر ما أريده في الحياة أريده من أجل أبنائي -ثلاثتهم- في الحقيقة، أريد أن يشعروا بأن لديهم ما يمنحهم شعوراً راسخاً بالأمان، وأن يعرفوا أنهم يحظون بالرعاية" كما يقول.

ويضيف: أريد أن أُبين وأُمهد لهم الطريق الخيِّر، وأن أمنحهم حياة كريمة تتيح لهم الحصول على التعليم والثقافة، لفهم الحياة والثقافات المتنوعة والناس.

آمل أنهم سينظرون إلى الماضي يوماً ما ويقولون: "لقد صنع والدنا التاريخ؛ ودافع عن نفسه وعنا".
توقف علاجي الكيميائي لأنه من المفترض أن أُجري عملية جراحية أخرى لهذا الشيء الذي أخذوا عينة منه من على ذراعي. على ما يبدو، إنه ورم ميلاني جديد في الجلد.
كما أعاني من هذا الألم الذي أسميه "البقع الساخنة" في قدمي وعلى طول ذراعي، والذي يحرق رسغي. أسميها أحياناً "المواقد". لكن ما حدث قد حدث على أي حال.

وماضٍ في تحدي السرطان وعدم الاستسلام له

يختم جونسون المقابلة بقوله: كنت رجلاً وسيماً لامعاً ومهندماً؛ أما الآن فأنا في حالة مزرية تماماً. وأظن أنه إذا كنت مريضاً، فلا يجب عليك إخفاء المرض. شاركه مع العالم وربما يمكنك مساعدة شخص ما.
يحدث الكثير في حياتي، لكن أهم شيء بالنسبة لي هم أولادي. أنا فخورٌ للغاية بأولادي. وأكره التفكير في الموت.
حتى عندما أشعر بأنني أحتضر، أجبر نفسي على الصمود والمضي قدماً.

أعتقد أنه لا يجب عليك الاستسلام لذلك -التشخيص ومن ثم المرض نفسه- لأنك حينها ستكون قد حكمت حقاً على نفسك بالموت.

أنا لا أحيا عبثاً مع سحابة الموت التي تحلق فوقي، والأفكار السوداوية، والخوف الذي يأكلني. بل أُخطط لحياة مرهفة طيبة.

تحميل المزيد