هل جلوسنا أمام الشاشات الذكية يصيبنا بالعمى أو يضر بساعاتنا البيولوجية.. ماذا نفعل لتجنب ذلك؟

وفقاً لدراسة نُشرت في دورية التقارير العلمية Scientific Reports، وُجد أن الضوء الأزرق المنبعث من الأجهزة الإلكترونية الحديثة قد يزيد من فرصة الإصابة بالعمى

عربي بوست
تم النشر: 2018/11/22 الساعة 09:15 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/11/22 الساعة 09:30 بتوقيت غرينتش

تجلس كثيراً أمام الشاشات الذكية سواء لحاسوبك المحمول أو هاتفك الشخصي؟ إذاً يجب عليك الانتباه.

فوفقاً لدراسة نُشرت في دورية التقارير العلمية Scientific Reports، وُجد أن الضوء الأزرق المنبعث من الأجهزة الإلكترونية الحديثة قد يزيد من فرصة الإصابة بالعمى.

أجرى الدراسة أربعة باحثين من جامعة توليدو بولاية أوهايو الأميركية، ووجدوا أن تسليط الضوء الأزرق على خلايا العين يحول الجزيئات الحيوية إلى سموم لقتل الخلايا، مما يؤدي إلى حدوث التنكس البقعي المرتبط بالعمر، وهو "مرض تنكسي مرتبط بشبكية العين، وله تأثير على الرؤية المركزية".

كيف يؤثر الضوء الأزرق على العين؟

يوجد في شبكية العين مركّب يسمى سيس- ريتينال يتحول عند تعرضه للضوء إلى مركّب آخر يساعد في إرسال إشارات عصبية إلى المخ لترجمة الرؤية.

يمكن للشبكية أن تمتص الضوء الأزرق وتثير الرؤية، ولكن تتكون أيضا صبغات دهنية سامة غير قابلة للتحلل تعرف باسم الليفوفوسينات، والتي تعتبر أحد أخطر العوامل التي تتسبب في حدوث الضمور البقعي وضمور العين.

باستخدام تصوير الخلايا الحية والتحكم في الإشارات، لاحظ فريق البحث ازدياد الكالسيوم العصاري الخلوي، وتغير شكل الخلية، وكذلك موت الخلايا.

قال أجيث كاروناراثني، الأستاذ المساعد في قسم الكيمياء والكيمياء الحيوية وأحد مؤلفي الدراسة، في بيان صحافي: "نحن نتعرض للضوء الأزرق باستمرار، ولا يمكن للقرنية أو العدسة إعاقته أو عكسه". كما أوضح أنه من المعروف أن الضوء الأزرق يسبب أضراراً لشبكية العين مثلما تبين من الدراسات السابقة، وأعرب عن أمله في إيجاد علاج جديد يبطئ ظهور أعراض مرض التنكس البقعي.

كما أضاف كاسون راتناياكي أحد مؤلفي الدراسة أن موت الخلايا المستقبِلة للضوء في شبكية العين يؤدي إلى حدوث التنكس البقعي لأن هذه الخلايا لا تتجدد.

ووجد الباحثون أيضاً أنه يوجد بأعيننا وأجسامنا بصورة طبيعية جزيء مضاد للأكسدة يدعى ألفا توكوفيرول، وهو شكل من أشكال فيتامين E، ويقلل هذا الجزيء من الضرر الناجم عن الضوء الأزرق والشبكية، ويمنع الخلايا من الموت.

ولكن مع تقدمنا ​​في العمر، تتناقص مستويات فيتامين E، ونفقد هذه الحماية. ويشير الباحثون إلى أن التدمير التدريجي للخلايا التي تكتشف الضوء في العين بسبب التعرض الطويل للضوء الأزرق يمكن أن يسهم في التنكس البقعي المرتبط بالعمر، وهو السبب الرئيسي للعمى.

كيف يضر الضوء الأزرق بالساعة البيولوجية؟

في فترات النهار، قد يكون الضوء الأزرق مفيداً في ضبط الإيقاع اليومي، ونتعرض له بصورة طبيعية من ضوء الشمس الأبيض الذي يشمل الأطياف السبعة ومنها الأزرق.

ولكن في فترات الليل ومع اختفاء الضوء الأزرق طبيعياً، يظل تعرضنا له قائماً بفعل شاشات الحواسب والهواتف المحمولة.

يمنع الضوء الأزرق انخفاض درجة حرارة الجسم أثناء الليل، حيث يعتبر انخفاض الحرارة ليلاً أحد العناصر الأساسية التي تحفز الجسم للنوم، ويُبقي الضوء الأزرق حرارة الجسم في نفس مستويات النهار، مما يعطل إيقاع الساعة البيولوجية.

كما أن التعرض المتزايد للضوء الأزرق في فترات الليل يمكن أن يوقف إفراز مادة الميلاتونين المسؤولة عن تنظيم الإيقاع الحيوي لدى الإنسان.

دراسات سابقة تؤكد أضرار الضوء الأزرق

هذه ليست الدراسة الأولى حول تأثير الضوء الأزرق على جسم الإنسان، فقد أظهرت دراسة علمية في جامعة هارفارد 2012 أن الضوء الأزرق قد يساهم في الإصابة بمرض السكري، وربما السمنة. كما يؤثر الضوء الأزرق على إيقاعات الساعة البيولوجية خاصة لمن يجلسون أمام الشاشات لساعات متأخرة من الليل، وذلك لأن الضوء الأزرق يحد من إفراز هرمون الميلاتونين المسؤول "عن تنظيم الإيقاع الحيوي للكائنات الحية".

كما خلصت دراسة نُشرت في عام 2016، إلى أن التعرض للضوء الأزرق يمكن أن يؤثر على العديد من الوظائف الفسيولوجية، وقد يسبب تلفاً في مستقبِلات الضوء مما يؤثر على صحة العين. الدراسة أجراها ثلاثة باحثين من كلية مورهاوس للطب في أتلانتا بولاية جورجيا، وجامعة جامعة ميسوري للعلوم والتكنولوجيا، ومدرسة كيو للطب في طوكيو باليابان.

وفي أغسطس/آب 2017، نُشرت دراسة أخرى مفادها أن الضوء الأزرق المنبعث من الشاشات يؤثر على مدة وجودة النوم، كما توصلت الدراسة إلى أن التعرض للشاشات التي ينبعث منها الضوء الأحمر ليس لها تأثير مضر.

تطبيقات لترشيح الضوء الأزرق ضمن الحلول التي يمكن اللجوء إليها

اقترح كاروناراثني استخدام النظارات الشمسية الخاصة التي ترشح الأشعة فوق البنفسجية والضوء الأزرق لمحاولة مكافحة الآثار، ولكن الخبراء غير متأكدين من مدى فاعلية هذه الطريقة.

يمكننا أيضاً محاولة تجنب الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر المحمولة في فترات الليل إذا كنا نرغب في الحصول على نوم هانئ.

كما أشارت الأبحاث إلى أن تناول المكملات الكاروتينية تساعد على تقوية قدرة العين الطبيعية على إعاقة اللون الأزرق. فالكاروتينات تدخل ضمن مكونات الخلايا القريبة من الشبكية، والتي تعمل كمرشح للضوء الأزرق، كما أن لها نشاطاً مضاداً للأكسدة. وتوجد الكاروتينات في صفار البيض، وبعض الخضراوات والفواكه مثل الجزر والأناناس، بينما المصدر الأساسي هي الزهور المخملية Marigold flowers.

من الممكن اللجوء لبعض البرامج والتطبيقات التي تلغي انبعاث الضوء الأزرق من الشاشات الحديثة ومن أمثلتها برنامج f.lux الذي يغير من إضاءة الشاشة وفقاً لساعات الليل والنهار، ويمكن استخدامه على أجهزة PC وMAC وIOS وAndroid. وهناك عشرات البرامج والتطبيقات التي يمكنها القيام بهذه المهمة مثل تطبيق Twilight.  

هناك العديد من الأجهزة الحديثة التي يوجد ضمن إعداداتها الخاصة بالشاشة خيار وضع حماية البصر الذي يعمل على فلترة الضوء الأزرق، ويمكن ضبطه بوقت معين أو تشغيله طوال اليوم.

أدخلت جوجل الوضع الليلي عبر تطبيقاتها والعديد من خدماتها ليتحول الجهاز إلى الوضع المظلم دون الاستعانة بتطبيقات إضافية. ولكن كان هدف جوجل من وراء ذلك تقليل استهلاك البطارية، خاصة للهواتف ذات شاشات OLED.

من بين تطبيقات جوجل التي أضيف إليها الوضع المظلم تطبيق يوتيوب و Google Contacts وAndroid Messages وخرائط جوجل. أما بالنسبة لتطبيق

علامات:
تحميل المزيد