إذا أردت أن يطول عمرك، فالطعام الصحي وممارسة الرياضة ليسا كافيين.. خذ إجازة!

عربي بوست
تم النشر: 2018/11/20 الساعة 07:31 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/11/20 الساعة 07:51 بتوقيت غرينتش
Resting woman using laptop on a beach

على مدار 40 عاماً، أُجريت دراسةٌ علميةٌ خرجت بنتيجة مدهشة: أخذ إجازة سنوية من العمل لأكثر من 3 أسابيع يطيل العمر!

نتائج الدراسة أثبتت أن أخذ إجازة سنوية بعيداً عن العمل يمكن أن يزيد من متوسط العمر المتوقع، حسبما نقل تقرير لصحيفة Daily Mail البريطانية.

وتبين أن الرجال الذين أخذوا إجازة سنوية مدتها 3 أسابيع أو أقل هم أكثر عرضة للموت بنسبة 37%، مقارنةً بأولئك الذين أخذوا عطلة سنوية تمتد لأكثر من 3 أسابيع.

ضغوط العمل تمنع الاستفادة من التمارين والطعام الصحي

الاستسلام للضغط اليومي في المكتب، قد يقلل أيضاً من فوائد تناول الطعام الصحي وممارسة التمارين الرياضية، حسبما قال العلماء.

ووفقاً لآخر نتائج هذه الدراسة، فإن أولئك الذين لا يأخذون إجازات منتظمة يميلون كذلك إلى العمل ساعات أطول والنوم مدة أقصر، ما يترك أثراً سلبياً كبيراً على صحتهم.

وتسلط الدراسة الضوء على أهمية استغلال الإجازة السنوية على مدار السنة.

فعلى سبيل المثال، في المملكة المتحدة، يجب على الأشخاص الذين يعملون 5 أيام في الأسبوع الحصول على إجازة سنوية مدفوعة الأجر مدتها 28 يوماً على الأقل.

هذه أكثر دولة تمنح عطلات عن العمل!

فرنسا تعد أكثر الدول المانحة للعطل في أوروبا، حيث يحق للموظفين الذين يعملون بدوام كامل الحصول على إجازة مدتها 30 يوماً مدفوعة الأجر كل سنة، بالإضافة إلى أن ساعات العمل لا تتجاوز 35 ساعة في الأسبوع، وهو أقل عدد من ساعات العمل في أسبوع بالاتحاد الأوروبي.

أما بالنسبة للولايات المتحدة، فهي تمثل الاقتصاد المتقدم الوحيد في العالم، الذي لا يضمن للعاملين لديها أي إجازة سنوية مدفوعة الأجر.

ومع ذلك، غالباً ما تقدم معظم الشركات للموظفين بدوام كامل 10 أيام إجازة مدفوعة الأجر.

أمراض تهدد أولئك الذين ينالون إجازات أقل!

وتمثل البحث الذي قامت به جامعة هلسنكي الفنلندية، في مراقبة حياة ألف و222 مديراً تنفيذياً من الذكور في منتصف العمر وُلدوا بين عامي 1919 و1934.

وقد تم اختيارهم لإجراء بحث علمي بين عامي 1974 و1975، حيث تمت مراقبتهم على مدى 40 سنة.

وقد تبين أن المشاركين كانوا يواجهون خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية بسبب التدخين، وارتفاع ضغط الدم، وارتفاع الكوليسترول، بالإضافة إلى ارتفاع التريغليسيريد أو اختلال تحمُّل الغلوكوز.

وقد طُلب من نصف المشاركين اتباع برنامج صحي، في حين لم يتم إعطاء النصف الآخر أي تعليمات صارمة للحصول على مستويات لياقة بدنية جيدة.

وقد تلقى الأشخاص الذين طُلب منهم اتباع برنامج صحي نصائح شفهية وكتابية كل 4 أشهر للقيام بتمارين الأيروبيك، وتناول وجبات صحية، والوصول إلى وزن مثالي والتوقف عن التدخين.

وعندما كانت المشورة الصحية وحدها غير فعالة، قُدم للمشاركين في ذلك الوقت أدوية موصى بها لخفض ضغط الدم والدهون.

أما الرجال الذين كانوا في المجموعة المرجعية (تستخدم للمقارنة مع المجموعة الأساسية)، فقد تلقوا الرعاية الصحية نفسها التي يتلقاها الموظف العادي، علماً أنه لم يتم تعقب لياقتهم من قبل العلماء الذين كانوا قائمين على هذا الاختبار.

مع مرور الزمن ظهر الأثر الإيجابي للإجازات الأطول

وجد العلماء من جامعة هلسنكي، أن خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية انخفض بنسبة 46% لدى الرجال المشاركين في برنامج الرعاية الصحية، مقارنة بمن هم في المجموعة المرجعية التي تُستخدم للمقارنة.

ولكن بعد مرور 4 عقود من بدء الدراسة، قارن الباحثون هذه البيانات بسجلات الوفيات الوطنية، وفحصوا معلومات لم يتم الإبلاغ عنها مسبقاً تتعلق بعدد ساعات العمل، والنوم والإجازات.

وأظهرت هذه المقارنة أن معدل الوفيات بالمجموعة التي تشارك في برنامج الرعاية الصحية كان أعلى باستمرار حتى سنة 2004. وبعد هذا التاريخ، انخفض معدل الوفيات في المجموعتين إلى النسبة نفسها من سنة 2004 إلى سنة 2014. وقد اكتشف العلماء أن التمتع بإجازات أقصر هو السبب الذي يقف وراء هذه النتائج المدهشة.

والأهم تبين أن نمط الحياة الصحي لا يعوض عن العطلات

"لا يجب الاعتقاد بأن عيش نمط حياة صحي سيعوضك عن إرهاق العمل وعدم التمتع بعطلات"، حسبما أفاد الأستاذ تيمو ستراندبرغ من جامعة هلسنكي بفنلندا.

ويضيف قائلاً، "يمكن أن تكون الإجازات وسيلة جيدة للتخفيف من حدة التوتر".

وقد نظر العلماء في الفوائد الصحية الناجمة عن أخذ الموظفين فترة استراحة من العمل بالمكتب فقط، وليس لتلك التي تقترن بسفرهم لقضاء عطلاتهم.

ووجد الباحثون أن التمتع بإجازات أقصر كان مرتبطاً بنسبة الوفيات المرتفعة في مجموعة التدخل، التي اتبعت النصائح المتعلقة بالنظام الغذائي، واللياقة البدنية، وأسلوب العيش.

وفي هذه المجموعة، كان الرجال الذين تمتعوا بإجازة سنوية مدة 3 أسابيع أو أقل لديهم فرصة أكبر بنسبة 3% للموت بين عامي 1974 و2004، مقارنة بأولئك الذين حصلوا على عطلة تجاوزت مدتها 3 أسابيع. في المقابل، لم يكن لفترة العطلة المقضاة أي تأثير على احتمال الوفاة في المجموعة المرجعية.

وقد أوضح الأستاذ ستراندبرغ أن "الضرر الناجم عن نظام العيش المكثف كان يتركز في مجموعة فرعية من الرجال الذين يقضون عطلات سنوية أقصر.

ففي الدراسة، عمل الرجال الذين حصلوا على إجازات أقصر، بشكل أكبر وناموا أقل من أولئك الذين أخذوا إجازات أطول. ولذلك، من المحتمل أن يكون أسلوب الحياة المجهد هذا قد أبطل أي فائدة للتدخل الصحي".

ويقول: "نعتقد أن التدخل نفسه ربما كان له أيضاً تأثير نفسي سلبي على هؤلاء الرجال من خلال زيادة الضغط على حياتهم".

وإدارة الإجهاد مهمة لصحة الموظفين

وأشار الأستاذ ستراندبرغ إلى أن إدارة الإجهاد لم تكن جزءاً من الطب الوقائي خلال فترة السبعينيات.

ولكن بات يُنصح بها، حالياً، للأفراد الذين يعانون أمراض القلب والأوعية الدموية أو المعرضين لخطر الإصابة بها. كما تتوافر، في الوقت الراهن، أدوية أكثر فاعلية لتقليل الدهون (أدوية تخفيض الكوليسترول)، وضغط الدم، على غرار مضادات مستقبلات الأنغيوتينسن وحاصرات قنوات الكالسيوم.

وأضاف ستراندبرغ أن "النتائج التي تم التوصل إليها لا تشير إلى أن التوعية الصحية ضارة. وبدلاً من ذلك، تؤكد النتائج أن الحد من الإجهاد يعد جزءاً أساسياً من البرامج التي تهدف إلى الحد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. وينبغي أن يجمع الأفراد المعرضون لخطر الإصابة بالأمراض القلبية الوعائية بين النصائح التي تهم أسلوب الحياة والعلاجات الحديثة المخصصة للوقاية من هذه الأمراض".