خبراء ينصحون بالسماح للأطفال باللعب في الخارج تجنباً لقصر النظر

عربي بوست
تم النشر: 2018/11/11 الساعة 11:20 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/11/12 الساعة 09:25 بتوقيت غرينتش
Smiling boy with long hair and the background of the city of FLORENCE in Italy

قال خبراء إن الأطفال ينبغي تشجيعهم على قضاء بعض الأوقات خارج المنزل لتقليل خطر الإصابة بقصر النظر.

تزيد نسبة الإصابة بقصر النظر حول العالم

فيُقال إن الحالة وصلت إلى معدلاتٍ وبائيةٍ في شرق آسيا: إذ تشير التقديرات إلى أن حوالي 90% من المراهقين والشباب الصغار في الصين يعانون من هذه الحالة، حسب صحيفة The Guardian البريطانية.

بالرغم من أن الجينات يُعتقد أنها تسهم بدورٍ كبيرٍ في احتمالية إصابة الشخص بقصر النظر -وهي حالة تحدث نتيجة لوجود طولٍ مفرطٍ في محور مقلة العين- تشير الأبحاث كذلك إلى أن العوامل البيئية لها دورٌ مهمٌ.

الأطفال الذين يخرجون أقل تعرضاً للإصابة بقصر النظر

توصلت كثيرٌ من الأبحاث إلى أن الأطفال الذين يقضون وقتاً أطول خارج المنزل يقل لديهم خطر الإصابة بقصر النظر. وبينما يقول البعض إن النظر إلى المدى البعيد قد يكون مهماً، يقول آخرون إن التعرض للضوء الطبيعي هو ما يحمل الأهمية.

ويقول الخبراء إنهم توصلوا إلى عوامل جديدة -وأكدوا على أخرى- يمكن أن تؤثر على خطورة إصابة الطفل بقصر النظر. تتضمن هذه العوامل ممارسة الألعاب الإلكترونية، وأن يكونوا ولدوا في الصيف، وأن تكون الأم حظيت بدرجات تعليمية عليا.

التوازن الصحي

قالت كاتي وليامز، الباحثة في كلية كينجز بلندن ومؤلفة الدراسة: "ليس هناك ما يمكن فعله فيما يتعلق بموعد ميلاد طفلكم، لكن قضاء أوقات داخل المنزل والقيام بأنشطة منزلية يزيد خطر الإصابة بقصر النظر، إذ إن التوازن الصحي للأوقات التي يقضونها خارج المنزل والتوازن خلال مرحلة التعليم المبكر، يعتبر أمراً مهماً".

كيف تمت الدراسة؟

وفي تقريرها المنشور في British Journal of Ophthalmology (المجلة البريطانية لطب العيون)، أوضحت كاتي وزملاؤها كيفية استخدامهم للبيانات التي حصلوا عليها من دراسة مرحلة النمو المبكر للتوائم، التي ركزت على الأطفال المولودين في إنكلترا وويلز بين عامي 1994 و1996. تعقب المشروع نمو هؤلاء الأطفال وسلوكهم وتعلمهم من خلال الاستبيانات والاختبارات، إضافة إلى دراسة جيناتهم.

من خلال استخدام بيانات واردة من 1077 شخصاً، أُتيحت جميع المعلومات الضرورية عنهم -والأخذ في الحسبان عوامل على شاكلة السن والجنس وقرابة العائلة- توصل الفريق إلى أن الأطفال الذين وُلدوا عن طريق علاج الإخصاب انخفضت لديهم احتمالات الإصابة بقصر النظر بنسبة 37%، عند خضوعهم لاختبار النظر في منتصف سن المراهقة.

قالت كاتي: "لم يكن ذلك شيئاً نتوقعه". وأضافت أن أحد الأسباب يتعلق بأن مثل هؤلاء الأطفال يكون وزنهم أقل عند الولادة، وكذلك فترة الحمل، وهو ما يعني أنهم ربما يتأخر لديهم النمو العصبي قليلاً.

وموسم الميلاد يلعب دوراً

بالرغم من هذا، تضاعفت احتمالات الإصابة لدى الأطفال الذين ولدوا في فصل الصيف، وهو ما يقول عنه الباحثون إن السبب وراءه قد يكون أنهم بدأوا الذهاب إلى المدرسة في مرحلةٍ مبكرةٍ من حياتهم. إضافة إلى أن كل درجة علمية زائدة تحصل عليها الأم تزيد احتمالات إصابة المراهق بالحالة بنسبة 33%. قالت كاتي إن النتيجة الثانية قد تكون بسبب وجود علاقةٍ جينيةٍ بين الذكاء وقصر النظر، أو بسبب العوامل الجينية والاجتماعية التي تتضمن الدرجة الاجتماعية، والثروة، والتشجيع الذي يحصل عليه الأطفال.

كل ساعة يقضيها الطفل أمام الحاسوب تزيد الخطر

علم الفريق من دراساتٍ سابقةٍ أن كل ساعةٍ إضافيةٍ يقضيها الطفل أمام ألعاب الحاسوب أسبوعياً تزيد من فرص الإصابة بقصر النظر بنسبة 3%. ويحتمل أن يكون السبب في هذا القرب من الشاشة أو قضاء وقت أطول في المنزل. بالرغم من هذا، أُجري البحث قبل انتشار استخدام الهواتف الذكية.

ومع ذلك، ذكر الباحثون أن الاختلاف الإجمالي في معدلات الإصابة بقصر النظر كانت 4.4% فقط، في ظل وجود العوامل الأربعة معاً، وفي الوقت ذاته لم تراقب الدراسة أي عوامل جينية.

قالت كاتي: "نعلم من الدراسات الجينية السابقة أن الجينات تسهم بدورٍ بكبيرٍ في تباين المجتمع. لكن الجينات لا يمكنها تفسير (سبب انتشار قصر النظر) لأن الجينات لا تتغير بهذه السرعة على مدى جيلين، لذا لا بد أنها بسبب الضغوط التي تتعرض لها الطفولة المعاصرة، التي تسبب زيادة انتشاره".

والنزعات الجينية عامل حاسم

قال جيمس وولفسون، أستاذ البصريات بجامعة أستون، الذي لم يشترك في إعداد البحث، إن مستويات قصر النظر في آسيا قد تكون نتيجة للنزعة الجينية، لكنه اتفق مع الرأي القائل بأن العوامل البيئية مهمة.

قال وولفسون: "زيادة أوقات ألعاب الفيديو جيم وزيادة (أعداد) الأسر المجتهدة دراسياً قد تؤدي إلى الإصابة بقصر النظر من خلال آلية تتعلق بقلة أوقات المكوث خارج المنزل. لكن العلاقة بين علاج الإخصاب تبدو جديدةً، وسوف تساعد في الوصول إلى علاج للأفراد الأكثر عرضة للإصابة".

وأضاف: "بالرغم من أن قصر النظر يمكن تصحيحه بسهولة من خلال النظارات أو العدسات اللاصقة، فإن خطر الإصابة بالحالات التي تهدد البصر تزيد مع مستوى قصر النظر. لذا فإن أي شيء يمكن القيام به للحد من تطور الحالة سيكون مفيداً للشخص".