نجح الشم في معرفة الإصابة بالأمراض، فهل يستطيع البشر تمييز رائحة السرطان؟

هناك رائحة للأمراض يمكن تمييزها، وهنا نطرح سؤالآً كبيراً: ماذا لو تمكنا من الإجابة على سؤال: ماذا تشبه رائحة السرطان؟ هل هي نفس رائحة أنواع السرطانات الأخرى أم أنها روائح مختلفة. هل تتغير رائحة السرطان عندما ينتقل إلى أجزاء أخرى من الجسم؟

عربي بوست
تم النشر: 2018/10/02 الساعة 09:29 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/10/02 الساعة 14:01 بتوقيت غرينتش
An ethnic woman wearing a headscarf and fighting cancer sits on the couch with her mother. She is in the foreground and her mom is behind her, with her arm wrapped around in an embrace, and they're both looking out the window in a quiet moment of contemplation.

هناك رائحة للأمراض يمكن تمييزها، وهنا نطرح سؤالآً كبيراً: ماذا لو تمكنا من الإجابة على سؤال: ماذا تشبه رائحة السرطان؟ هل هي نفس رائحة أنواع السرطانات الأخرى أم أنها روائح مختلفة. هل تتغير رائحة السرطان عندما ينتقل إلى أجزاء أخرى من الجسم؟

هل تناولتِ صلصة توباسكو الحمراء مع وجبتك الأخيرة؟ سألتني جوي عندما أوصلتها أنا وزوجي من سان فرانسيسكو إلى تشيكو، كاليفورنيا.

تفاجأت بسؤالها. فلقد تناولت صلصة توباسكو الحمراء في الليلة السابقة، ولكن ليس أكثر من أربع قطرات. كيف استطاعت جوي أن تميز رائحتها؟ قلت "نعم، لكنني تناولت قدراً ضئيلاً للغاية".

وعلقت ضاحكة "أستطيع تمييز رائحتها".

إن رحلة السيارة التي استغرقت ثلاث ساعات من سان فرانسيسكو إلى تشيكو، كاليفورنيا، جاءت بمثابة انطلاقة ناجحة. كانت جوي بالقطع خارقة في تمييز الروائح بشكل مثير للإعجاب.

أصابني الذهول أنا وزوجي من قصة جوي ميلن منذ عام 2015 عندما طرحت سؤالاً في محاضرة بحثية حول مرض باركنسون "لماذا لا نستخدم حاسة الشم للكشف عن مرض باركنسون في وقت مبكر؟" فلقد اكتشفت جوي تغييراً في رائحة جلد زوجها قبل 12 عاماً من تشخيصه بمرض باركنسون كما اكتشفت نفس الرائحة لدى غيره من المرضى المصابين بمرض باركنسون. وفي عام 2016، بدأت جوي الخضوع للاختبار بشكل رسمي في التجارب السريرية التي تكشف قدرتها على اكتشاف الجزيئات التي توجد في المادة الدهنية التي تنتج عن الإصابة بمرض باركنسون.

 

في يناير/كانون الثاني عام 2018، سافرت أنا وزوجي إلى إسكتلندا لإجراء مقابلة مع جوي. في ذلك الوقت، باغتتنا فكرة أنه: بما أن جوي تتمتع بحاسة شم خارقة، فهل تتمتع أيضاً بالقدرة على اكتشاف السرطان عن طريق الرائحة فقط؟

نعلم أنه كانت هناك دراسات منشورة استشهدت بأن كلاب دينا زافيريس (منشأة إنسيتو In Situ Foundation) من تشيكو، كاليفورنيا، ووصفت كيف أن كلاب دينا المُدرّبة يمكن أن تكتشف السرطان في عينات التنفس والبول الخاصة بمرضى السرطان. كما جرى نشر العديد من الدراسات الأخرى لكن لم تُجر أي دراسة لاستكشاف قُدْرة البشر على شمّ رائحة السرطان، لأسباب مفهومة: إِذْ لا يمكن لأي إنسان أن يمتلك أنفاً حساساً مثل الكلاب.

ومع ذلك، ذكرت جوي أنه خلال السنوات التي عملت فيها كممرضة، لاحظت أن الأشخاص المصابين بالسرطان لديهم رائحة خاصة.

ماذا لو تمكنت جوي من التعرف على رائحة السرطان؟

وماذا لو تمكنت من الإجابة على العديد من التساؤلات مثل: ماذا تشبه رائحة السرطان؟ هل هي نفس رائحة أنواع السرطانات الأخرى أم أنها روائح مختلفة. هل تتغير رائحة السرطان عندما ينتقل إلى أجزاء أخرى من الجسم؟

للرد على هذه التساؤلات، وأكثر من ذلك، سافرت أنا وزوجي من إسكتلندا إلى سان فرانسيسكو في أغسطس/آب عام 2018، ثم نقلناها بالسيارة إلى منشأة إنسيتو In Situ Foundation في تشيكو لتشم كلاً من السرطان وعينات التنفس لدى إنسان يتمتع بصحة جيدة.

وبمجرد أن وصلنا إلى تشيكو، ارتجفت من الحماسة. كنا على وشك البدء في النطاق التجريبي.

لدى وصولنا إلى منشأة إنسيتو In Situ Foundation لتدريب الكلاب، طلبت جوي أن تشم الكمامات غير المستخدمة حتى تتمكن من التعرف على رائحة النسيج الأساسي للكمامة واستثنائها في الجلسات المستقبلية. وجرى تلبية طلبها.

بعد تناول غداء سريع، جلست جوي على طاولة فارغة ووضعت كيساً من حبوب القهوة على يسارها (إنها تستعمل رائحة حبوب القهوة الطازجة، ثم رائحة سواعدها لتعيد حاسة الشم لديها إلى الوضع المحايد) ووعاءً من مياه الينابيع وفوطة وجه على يمينها.

وأصبحت مستعدة للجلسة الأولى.

جلسة استكشافية:

قدّمت دينا لجوي نوعين من الكمامات: "كمامات السرطان" (تلك الكمامات التي استخدمها الأشخاص المصابون بالسرطان) والكمامات التي لم يستخدمها أحد. ووضعناها على طاولة جوي، وخلطناها، ثم طلبنا منها القدوم إلى الطاولة لتشم كل كمامة لنرى ما إذا كانت قادرة على تمييز رائحة "كمامات السرطان" عن رائحة الكمامات غير المُستخدمة.

عندما قمنا بمراجعة الكمامات المُستخدمة في التجربة، رأينا أن كل الكمامات التي اختارتها جوي كانت كمامات مرضى السرطان. لقد كانت دقيقة بنسبة 100 %. وأشار ذلك إلى أن جوي يمكنها أن تميز الفارق بين رائحة الكمامات التي لم تُستخدم والكمامات التي استخدمها أشخاص في التنفس. ولكن هل استطاعت أن تشم رائحة السرطان أم أنها اعتمدت فقط على حقيقة أن شخصاً ما قد تنفس في الكمامة؟

إن الطريقة الوحيدة لاختبار قدرة جوي على تمييز رائحة السرطان تتمثل في مزج "كمامات السرطان" (الكمامات التي استخدمها أشخاص مصابون بالسرطان) مع "الكمامات الصحية" (وهي الكمامات التي استخدمها أشخاص أصحاء).

تجربة اليوم الثاني:

كان الوقت قد حان لاختبار قدرة جوي على اكتشاف السرطان في عينات تنفس عشوائية.

قمنا باختيار خمس "كمامات صحية" وخمساً من "كمامات السرطان" وخلطناها سوياً، ثم سألنا جوي عن الرائحة التي تستطيع أن تشمها.

بعد أن أخذت وقتها في شمّ الجانب الداخلي والخارجي من كل كمامة، قالت جوي في النهاية إن 3 كمامات من أصل 10 كمامات كانت تشمها بدت رائحتها مثل السرطان. في الواقع، بالنسبة للكمامات الثلاث، ظهر على جسمها ردّة فعل فورية عند فتح الكيس المُغلق الذي يحتوي على الكمامات. وقالت جوي "إن تلك الكمامات الثلاث بها رائحة خميرة دسمة ولكن بمجرد دخول المركبات المتطايرة في الهواء وبمجرد أن تصبح أخف، تظهر المزيد من الطبقات رائحة مخاطية وملحية. ولم تكن العينات الأخرى لها تلك الرائحة".

عندما نظرنا إلى مَنْ تنتمي إليهم هذه العينات، أدركنا أن الكمامات الثلاث التي أبدت جوي تجاهها ردة فعل قوية، كانت ثلاث كمامات سرطان. ولم تكن قادرة على تحديد الكمامة الرابعة والخامسة. وكانت هناك عينة أخرى غير محددة. وجرى تحديد العينات الأربع الأخرى على أنها كمامات صحية.

تتمثل الأسئلة التي تستحق أن تطرح: هل ترتبط رائحة الخميرة الدسمة مباشرة بالسرطان أم أنها قد تكون مرتبطة بشيء آخر؟ وهل ما تصفه جوي له نفس الرائحة التي تتعرف عليها الكلاب التي تشم رائحة السرطان؟

 

ما الذي يمكننا التوصل إليه من خلال هذه التجربة؟

كل ما يمكننا قوله هو أن النتائج مبشرة وأنه من الممكن أن تتمكن جوي من اكتشاف رائحة السرطان عن طريق شمّ الكمامات التي استخدمها الأشخاص المصابون إلا أن الدراسات مزدوجة التعمية التي تُجرى على عدد كبير من العينات لها ما يبررها بوضوح.

لنستعرض الدراسات التي نُشِرت حتى الآن.

الأبحاث السابقة المتعلقة باكتشاف السرطان عن طريق الرائحة فقط:

هناك العديد من المقالات المنشورة عن قدرة الكلاب على اكتشاف السرطان من خلال استخدام عينات النفس والبول والدم وعينات من الجلد.

من بين هؤلاء:

في فلوريدا، نشر الطبيب دي بيكل وآخرون في جريدة العلوم السلوكية التطبيقية الحيوانية Applied Animal Behaviour Science عام 2004 مقالاً يصفون فيه القدرة الدقيقة لكلبين على الكشف عن سرطان الجلد باستخدام عينات من الجلد.

وفي كاليفورنيا، كشف ماكولوك وزملاؤه في جريدة علاج السرطان التكاملي الطبية  Integrative Cancer Therapies عام 2006، عن قدرة 5 كلاب (دُربت من قبل مدربة الكلاب الشهيرة دينا زافيريس) على التمييز بدقة شديدة من خلال الرائحة وحدها، عن طريق زفير عينات النفس التي تخص مرضى السرطان مقارنة بأشخاص أصحاء (55 عينة لمرضى سرطان الرئة و31 مريضاً بسرطان الثدي مقابل 83 شخصاً سليماً). وجد ماكولوك لدى الكلاب حساسية وقدرة عالية على التحديد حتى في حالات السرطان المبكرة.

نشرت عبده بورتنياك وزملاؤها في عدد من مجلة علم الأورام السريري the Journal of Clinical Oncology عام 2009، أنه من خلال استخدام الاستشراب الغازي (وسيلة في الكيمياء التحليلية لفصل وتحليل تركيبة المواد التي لها خاصية التطاير) المرتبط بمطياف الكتلة (تقنية تحليلية لتحديد العناصر المكونة لمادة أو جزيء ما) والأنف الإلكتروني لتحليل عينات النفس، يمكن التفرقة بين النفس الصحي والسرطاني مع حساسية تزيد على 92 %، كما يمكن التفرقة أيضاً بين تنفس المرضى الذين يعانون من أنواع مختلفة من السرطان (40 شخصاً لا يعانون من أي أمراض، و30 شخصاً مصاباً بسرطان الرئة، و15 مصاباً بسرطان الثدي، و2 مصابَين بسرطان القولون، و5 مصابين بسرطان البروستاتا، و4 أشخاص يعانون من سرطان الرأس والرقبة).

في اليابان عام 2011، درس هيديتو سونودا Hideto Sonoda وزملاؤه قدرة الكلاب على اكتشاف سرطان القولون والمستقيم من الزفير وعينات البراز لمرضى يعانون من سرطان القولون والمستقيم وكذلك لمرضى لا يعانون من نفس المرض. وتوصل لمثل ما توصل إليه ماكولوك في كاليفورنيا، فقد وجد  سونودا أن الكلاب لديها حساسية وقدرة للتحديد عالية حتى في وقت مبكر من السرطان.

في فرنسا أيضاً في عام 2011، نشرت جين نيكولاس كورنو وآخرون في مجلة المسالك البولية الأوروبية  European Urology Journal دراسة عن القدرة العالية لكلب واحد في الكشف عن سرطان البروستاتا من رائحة البول.

وفي السويد نشر جيورجي هورفاث وزملاؤه سنة 2013 دراسة حول قدرة كلبين على اكتشاف سرطان المبيض عن طريق رائحة قطرة واحدة من بلازما الدم. إذ أجرى الباحثون هذه الدراسة على 42 مريضاً بسرطان المبيض و210 شخصاً لا يعاني من المرض. اكتشف الكلبان السرطان بحساسية تصل نسبتها إلى 97%  وقدرة على التحديد بنسبة 99%. وفي الجزء الثاني من الدراسة، تمكنت الكلاب من التنبؤ بشكل دقيق بعودة سرطان المبيض لثلاثة من المرضى.

وفي إيطاليا درس جيانلويجي تافيرنا سنة 2014 قدرة كلبين من نوع الراعي الألماني أو الجيرمان شيبرد على التعرف على سرطان البروستاتا عن طريق عينات البول. فحص الدكتور 362 مريضاً بسرطان البروستاتا و540 شخصاً سليماً. تمتع كلا الكلبين بحساسية وقدرة عالية جداً على التحديد (بنسبة تصل إلى أكثر من 97%). ونُشرت النتائج في جريدة جراحة المسالك البولية Journal of Urology عام 2014.  وقد أجريت دراسات مماثلة في الولايات المتحدة.

يعكف البروفيسور يوكو جوكو فيسبالاينن من جامعة شرق فنلندا في الوقت الراهن على دراسة رائحة السرطان، ويعتقد أن الإجابة على ما يتعلق بمسألة الرائحة تكمن في المركبات العضوية متعددة الأمينا.

نشرت الدكتورة جوانا ريكا وفريقها (بمستشفى جامعة تامبيري في فنلندا) في عدد شهر سبتمبر/أيلول لعام 2017 من المجلة الدولية للسرطانات النسائية (International Journal of Gynecological Cancer)، أنه من خلال استخدام الاستشراب اللوني السائل -الكروماتوغرافيا- على التوازي مع استخدام الطيف الكتلي في تحليل بول المرضى، اكتشفوا نوعاً من المركبات متعددة الأمينا تُعرف باسم N1 N12 diacetylspermine، كانت قادرة على التمييز بين الأورام المبيضية الحميدة والخبيثة. فقد كانت مستويات مركبات N1 N12 diacetylspermine أكثر ارتفاعاً في المرحلتين الثالثة والرابعة مقارنةً بالمرحلتين الأولى والثانية، وكانت أيضاً أكثر ارتفاعاً في احتمالات الأورام الأكثر خبثاً مقارنةً باحتمالات الأورام الأقل خبثاً.

أظهر لورينزو راميرز وزملاؤه في عدد عام 2018 من مجلة علم الأورام السريرية (Journal of Clinical Oncology) أدلة قوية على أن استخدام مجموعة متنوعة من الكلاب المدربة مع الاستشراب الغازي، بالتوازي مع قياس الطيف الكتلي؛ يستطيع الكشف عن سرطان المبيض من دم المرضى.

استعانت جميع هذه الدراسات إما بالكلاب أو الأنف الاصطناعية، إلا أن أياً منها لم تتضمن كيفية التعرف على السرطان من خلال حاسة الشم عند البشر.

ماذا نستفيد من كل ما سبق؟

من الواضح أن هناك رائحة مميزة للسرطان، حتى في مراحله المبكرة، حسب ما تبين من ردود أفعال الكلاب، والأنف الاصطناعية، والاستشراب الغازي، وقياس الطيف الكتلي.

يُعتبر هذا الاكتشاف ذا أهمية بالغة، نظراً لأن الرائحة يمكن أن تكون مؤشراً مبكراً على الإصابة بمرض السرطان دون الحاجة إلى التدخل الجراحي، الأمر الذي من شأنه أن يسمح للأطباء بمعالجة السرطان في وقت مبكر قبل انتشاره والذي يمنح معظم مرضى السرطان فرصة الشفاء التام بفضل العلاج المبكر.

كتب غوردون شيبرد في مقالة نُشرت عام 2004 في مجلة "علم الأحياء بلوسPLOS/ "Biology- وهي مجلة تابعة لمشروع المكتبة العامة للعلوم، الذي يهدف إلى إنشاء مكتبة للمجلات المفتوحة الوصول والمؤلفات العلمية الأخرى بموجب ترخيص المحتوى المفتوح- أن البشر ليسوا من الكائنات التي تمتلك حاسة شم سيئة، بل على النقيض من ذلك، فهم يتمتعون بحاسة شم جيدة نسبياً، وربما تكون حاسة شم ممتازة. على الرغم من وجود عدد قليل من المستقبلات الشمية في الأنف البشرية (6 ملايين للبشر مقابل 300 مليون للكلاب) -والتي يتم من خلالها استقبال المؤثرات الكيميائية بوساطة عضوي الشم في سقف التجويف الأنفي والموجودين على جانبي الحاجز الأنفي للقناة الأنفية- فإنهم يستخدمون أيضاً الجزء الخلفي من الحلق وأجزاء كثيرة من الدماغ لتحديد العديد من الروائح المعقدة.

بينما أثبتت جيس بورتر وزملاؤها، في بحث نُشر في مجلة نيتشر لعلم الأعصاب Nature Neuroscience Journal عام 2007، أن البشر يستطيعون أن يتتبعوا الرائحة مثلما تفعل الكلاب تماماً وأن هذه الحاسة تتحسن مع التدريب.

في الواقع، هناك عدد غير قليل من النوادر التي نشرها أشخاص عشوائيون عبر الإنترنت، يصفون فيها "رائحة السرطان" بأنها تشبه رائحة "الفاكهة الحلوة الفاسدة"، في حين يصفها آخرون بأنها تشبه رائحة "السمك الميت"، ولكن لم تُجر أية أبحاث لإثبات ذلك.

هل يمكن لرائحة "الفاكهة الحلوة" أن تكون ذات صلة برائحة "الخمائر الكريمية الدسمة مع طبقات تكشف عن وجود رائحة مخاطية ورائحة ملحية" كتلك التي وصفتها جوي؟ وهل يمكن لهذه الرائحة أن تكون رائحة مركبات الأمينا المتعددة التي يدرسها البروفيسور فيبسالاين والدكتور نيمي في فنلندا؟

في الواقع، سيكون من المثير للاهتمام أن نرى ما إذا كانت الكلاب التي تستطيع اكتشاف السرطان عن طريق الشم، وكذلك جوي، يُمكن أن يميزوا رائحة مركبات الأمينا المتعددة، وتحديداً مركب N1 N12 Diacetylspermine المذكور أعلاه.

 

هل يمكنني أنا أن أشم رائحة السرطان؟

لقد حاولت بالفعل.

 

عندما شممت الأقنعة التي تخص مرضى السرطان وقارنتها بتلك التي تعود إلى أشخاص أصحاء (فعلت ذلك بعد أن أنهت جوي تجربتها)، تمكنت من اكتشاف "رائحة الخميرة الدسمة" في "أقنعة مرضى السرطان" التي لم ألاحظها في "أقنعة الأشخاص الأصحاء".

ولكن مجدداً، هل كانت هذه رائحة السرطان أم لا؟

إذا كانت بالفعل تلك هي رائحة السرطان، فهل يُمكن لأي شخص حصل على التدريب المناسب أن يكتشف رائحة السرطان؟

ربما يُمكن ذلك.

ربما كل ما نحتاجه هو التدريب الذي يركز على ما نشمه.  إذ يعتمد معظمنا على المؤثرات البصرية للغاية، لدرجة أننا قد نتجاهل الروائح التي تكون حرفياً أمام أنوفنا.

ولذلك، إذا تدربنا على استنشاق الروائح المختلفة كل يوم، يُمكن لبعضنا أن يجد طريقة لاكتشاف مرض السرطان عن طريق الرائحة.

ما هي التدريبات البسيطة التي يمكننا البدء بها؟

تدريب بسيط يُمكن لكل منا القيام به اليوم لإنقاذ الأرواح:

كن على دراية برائحتك الخاصة (رائحة بشرتك، وأنفاسك، وبولك..).

كن على دراية برائحة أحبائك وأطفالك وشريكك في الحياة ووالديك وأصدقاؤك (أنفاسهم وبشرتهم).

إذا لاحظت حدوث أي تغيير جذري ومتسق (على مدار عدة أيام وأسابيع) في الطريقة التي تبدو عليها رائحة شخص عزيز عليك، أو إذا ما أخبرك شخص ما أن رائحتك قد تغيرت، فاتصل بطبيبك لإجراء فحص.

لا يمكنك فقط تمييز رائحة عشيق جديد من رائحة شريك حياتك (وهذا يعتبر أحد سلبيات حاسة الشم القوية)، بل قد يمكنك اكتشاف ما إذا كان شريك حياتك مصاباً بداء السكري، أو عرضة للإصابة بمرض باركنسون -الشلل الرعاش- أو مرض السرطان القاتل.

وبذلك، يمكنك إنقاذ حياة إنسان من خلال السماح له بمراجعة الطبيب وإجراء فحوصات مبكرة، مما يؤدي إلى التشخيص المبكِّر للمرض، وتلقي العلاج المبكِّر المُنقذ للحياة.

بإعادة صياغة عبارة يوغي بيرا الذي قال، "يمكنك أن تلاحظ الكثير من الأشياء فقط عن طريق المشاهدة"، عندما يتعلق الأمر بالروائح الهامة للصحة، يمكننا أن نقول "يمكنك أن تشم الكثير من الأشياء فقط عن طريق الاستنشاق".

لذا، لنبدأ في الاستنشاق..

علامات:
تحميل المزيد