كل ما يجب أن تعرفه عن تبييض الأسنان قبل أن تقوم به في المنزل

عربي بوست
تم النشر: 2018/09/12 الساعة 12:04 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/09/12 الساعة 12:04 بتوقيت غرينتش
Before and after

كانت الصدفة البحتة هي ما أدت لاكتشاف تبييض الأسنان.

كان أطباء الأسنان في الماضي يُحاولون علاج أمراض اللثة عن طريق غسولٍ للفم يحوي مركب بيروكسيد الهيدروجين، ثم لاحظوا أن الأسنان تُصبح أكثر بياضاً مع الوقت بعد استخدام تلك المستحضرات.

واليوم أصبح هناك العديد من مستحضرات تبييض الأسنان متاحةٌ للبيع للاستخدام المنزلي وفق ما ذكر موقع Business Insider الأميركي.

لكن السؤال هو: أي هذه المنتجات أفضل وأكثر أماناً؟ وكيف تعمل تلك المستحضرات؟

بيروكسيد الهيدروجين (أو المواد التي تُطلِق بيروكسيد الهيدروجين عند تفاعلها مع الماء أو مع الهواء) هو المادة الفعالة في أغلب تلك المستحضرات.

وتُعتبر مستحضرات تبييض الأسنان مثيرةً للجدل بطريقةٍ ما، فلكل بلدٍ قوانينه في ما يتعلق بالحدود المسموح بها من تركيزات بيروكسيد الهيدروجين في تلك المنتجات، وبمَن يوفرها.

في أستراليا مثلاً لا يحق إلا لممارسي مهنة طب الأسنان توفير منتجاتٍ تُطلِق أكثر من 6% من بيروكسيد الهيدروجين.

بينما في نيوزيلندا يحق لغير العاملين بطب الأسنان توفير منتجاتٍ يصل تركيز المادة فيها لنحو 12% بغرض تبييض الأسنان.

أما في بريطانيا، فمن غير القانوني لكل مَن ليس طبيب أسنانٍ أن يستخدم مادةً تحوي أكثر من 0.1% منها.

وفيما يُعتبر بيروكسيد الهيدروجين المادة الفعّالة في أغلب منتجات التبييض، تحتوي بعض المنتجات الأخرى على بيروكسيد الكارباميد أو بربورات الصوديوم، وكلاهما ينحلّ ليُطلق بيروكسيد الهيدروجين.

ما الفرق إذاً بين تبييض الأسنان لدى الطبيب بتجهيزاتٍ تجميلية، وبين أن تفعل ذلك بنفسك بتجهيزاتٍ منزلية؟

مؤخراً بات الفارق بين هذين الخيارين غير واضحٍ نوعاً ما.

كثيرٌ من الأطباء يعرضون الآن علاجات تبييض أسنان يأخذها المستهلك معه لبيته ويطبقها بنفسه كما في لبنان ومصر وتركيا.

ويعرض غير الأطباء علاجاتٍ "عيادية" لتبييض الأسنان، مستخدمين عادةً منتجاتٍ تستلزم تنشيطاً ضوئياً.

وكلتا الطريقتين تعمل بتحرير مادة بيروكسيد الهيدروجين، غير أنَّ العلاجات العيادية تميل لاستخدام منتجاتٍ تُنتج مستوياتٍ أعلى من المادة، خاصةً تلك التي يُنفذها أطباء أسنان.

وتُشير الأبحاث المعملية إلى أنَّ العلاجات العيادية التي يقوم بها أطباء أسنانٍ تزيد من صلابة مينا الأسنان؛ ما يجعلها مقاومةً أكثر للتآكل بسبب الأحماض.

على العكس من ذلك، فإنَّ العلاجات المنزلية بدا أنَّها تتسبب في فقدٍ للمحتوى المعدني للمينا، ما يسبب ضعفاً مع مرور الوقت.

ويُشير البحث إلى أنَّ العلاجات المنزلية يجب أن تحدث تحت إشراف طبيب أسنان.

أو يمكن أن يؤدي الاستخدام المفرط لمنتجات تبييض الأسنان المُعدة للاستخدام المنزلي لضررٍ بالأسنان مع الوقت.

ويكمن الفرق الرئيسي في أنَّ طبيب الأسنان سيأخذ قالباً لأسنانك ويصنع منه طبقاً للتبييض.

سيضمن هذا أن يصل العلاج لأسنانك فقط، وليس للثتك؛ إذ من المهم ألَّا يبقى بيروكسيد الهيدروجين على لثتك فترةً طويلةً؛ لأنَّ ذلك قد يُسبب حروقاً.

ويعرض كثيرٌ من المتاجر منتجاتٍ تزعم أنَّها خاليةٌ من بيروكسيد الهيدروجين.

لكن يجب على المستهلك في هذه الحالة أن يسأل ما الذي يحتويه المنتج فعلياً.

يمكن للمنتج ألَّا يحوي بيروكسيد الهيدروجين قبل استخدامه، لكنَّه يُطلق المادة بعد الاستخدام.

وعلى الأغلب المنتجات التي لا تحوي المادة ولا تُطلقها لا تكون فعالةً في تبييض الأسنان.

كيف تكون المستحضرات أكثر عرضة للأضرار؟

وتكون مينا الأسنان المُبيَّضة باستخدام المستحضرات المنزلية عرضةً أكثر للأضرار الناجمة عن استخدام معاجين الأسنان الكاشطة.

ويمكن أن يتسبب الاستخدام طويل الأجل لمنتجات التبييض في إضعاف سطح المينا، ما يجعلها عرضةً أكثر للاهتراء أو للأضرار الناجمة عن الأحماض.

لذا فبمجرد أن تُبيَّض الأسنان يجب ألَّا تستمر في تبييضها، لكنَّ التأثير سيقل تدريجياً مع الوقت.

تستمر تلك النتيجة عادةً بين 6 أشهر و12 شهراً، وفقاً لمعدلات تنظيف الأسنان والنظام الغذائي.

ولا يحتاج المرء للكثير من البحث ليصل إلى مجموعةٍ هائلةٍ من البدائل المنزلية لتبييض الأسنان، بدءاً من فرك الأسنان بقشر الموز، وصولاً لغسل الأسنان بخليطٍ من عصير الليمون وبيكربونات الصوديوم، فهناك الكثير من حلول تبييض الأسنان سريعة التحضير.

وفيما لا تنجح الكثير من تلك البدائل المنزلية، يحتوي بعضها على الأحماض والسكر ومواد كاشطة قد تتسبب في ضررٍ وتراجعٍ لصحة الأسنان حال استخدامها بانتظام.

ومؤخراً تزايدت شعبية معاجين الأسنان التي تحتوي على الفحم. ويروج البعض لتلك المنتجات على أنَّها مفيدةٌ لصحة الفم ولتبييض الأسنان.

غير أنَّ مراجعةً حديثة لمجلة  American Dental Association لم تجد أدلةً كافيةً لدعم تلك المزاعم.

نصائح أخيرة

  • قبل أن تخضع لأيٍ من علاجات تبييض الأسنان، يُستحسن أن تُجري فحصاً للتأكد من صحة فمك.
  • من الشائع أن تتسبب منتجات تبييض الأسنان في الحساسية. وعادةً ما يكون ذلك التأثير مؤقتاً.
  • لكنَّ تشخيص أي مشاكل في صحة الأسنان قبل أخذ تلك الخطوة سيُقلل من فرص حدوث الكثير من المفاجآت.
  • أمرٌ آخر يجب وضعه في الحسبان قبل أي نوعٍ من علاجات تبييض الأسنان، وهو أنَّ الترميمات مثل حشوات الأسنان المصبوغة والطرابيش والتيجان قد تحتفظ بلونها، فيما يؤثر مُبيِّض الأسنان على الأسنان الطبيعية فقط.

قد يؤدي هذا إلى عدم اتساقٍ بين الأسنان الطبيعية المُبيَّضة وتلك الترميمات.

وذلك عاملٌ يجب وضعه في الاعتبار حين تقوم بتبييض أسنانك على يد شخصٍ لم يتلقَ تدريباً طبياً؛ إذ ربما لن يكون قادراً على توقع أي الأسنان لن تخضع للتبييض.

  • وتُكلف العلاجات على يد طبيبٍ أكثر بطبيعة الحال، لكنَّها تكون أضمن للمريض.
  • ويمكن للأطباء استخدام مستحضراتٍ أقوى، وهم أدرى بما يمكن تحقيقه مع كل نوعٍ من العلاجات، ويمكنهم تقديم المساعدة الحقيقية حال حدوث أي مشكلةٍ.