بعد انتشارها لعقود.. العلم يثبت فشل أسطورة يهودية مغلوطة حول تجنب تقديم الحليب للأطفال المصابين بالزكام

عربي بوست
تم النشر: 2018/09/09 الساعة 11:58 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/09/09 الساعة 19:07 بتوقيت غرينتش
Mother with her daughter enjoying in bed together. Little girl drinking milk.

يبدو أن الاعتقاد السائد لدى معظم الآباء حول تقديم كأس من الحليب إلى الأطفال المصابين بالزكام سيجعل حالتهم أسوأ، لا يتخطى كونه مجرد وهم.

فبحسب صحيفة Daily Mail البريطانية، تشير دراسات حديثة إلى أن هذا الاعتقاد غير صحيح؛ لأن الكالسيوم ضروري لصحة عظام الأطفال.

الحليب مصدر هام للطاقة وخاصة عند الأطفال

ذكر العديد من الأطباء أن الآباء يخبرونهم بأنهم يمتنعون عن تقديم الحليب لأطفالهم؛ لاعتقادهم أنه سيزيد من إفراز المخاط، ما يجعل سعالهم أكثر حدّة.

وقد أكد الأطباء ضرورة عدم تأجيل تقديم الحليب للأطفال؛ لأنه يعتبر مصدراً هاماً للطاقة، ولما يحتويه من فيتامينات ومعادن.

في هذا السياق، قال الدكتور إيان بلفور-لين، من مستشفى رويال برومبتون في لندن: "إن حرمان الأطفال من تناول الحليب يعتبر حالة خاصة للذين يعانون من حالات مرتبطة بالمخاط الزائد".

وأضاف الدكتور لين أن "ذلك يشمل المصابين بالتليف الكيسي وخلل الحركة الهدبي الأولي، فضلاً عن الأطفال الذين يعانون أزيز الرُّضَّع أو الربو".

أسطورة روحية وراء هذه المعلومة الخاطئة!

نشأت هذه الأسطورة على يد زعيم روحي سنة 1204، وتكرر تداولها مئات السنين دون دليل علمي.

الطبيب لين أوردَ أن الأسطورة التي تقول إن حليب الأطفال قد يولّد المخاط الزائد وأنه يجب التخلص من حساء الدجاج، ظهرت في سنة 1204 من قِبل موسى ميمونيدس، وهو زعيم روحي يهودي وطبيب في بلاط ملكي.

وقد ذكر هذا الأمر عند مراسلته لأحد أقاربه بخصوص مرض الربو.

وقد تكرر ذكر هذه المعلومة على يد دكتور الأطفال بنجامين سبوك، في كتابه الأكثر مبيعاً خلال سنة 1946، تحت عنوان "The Common Sense Book of Baby and Child Care".

وقد حقق الكتاب مبيعات وصلت إلى 50 مليون نسخة، قبل أن يتوفى الكاتب سنة 1998.

الأسطورة مستمرة على الرغم من الأبحاث العلمية الكثيرة!

بدأت الأبحاث العلمية منذ سنة 1948، لتظهر أن الأسطورة الآنف ذكرها ليست صحيحة، إلا أن ذلك لم يحل دون استمرارية انتشارها.

ويعود ذلك إلى أن إحدى النظريات غير المثبتة آنذاك كانت تحيل إلى أن بروتيناً ناتجاً عن تحلل أنواع معينة من الحليب في الجسم، يطلق جيناً معيناً يزيد من إفراز المخاط.

وأوضح الدكتور بلفور لين أن كل هذا يحدث بالأمعاء، في حين أن إمكانية تأثير الحليب على الجهاز التنفسي فقط لن تحدث إلا في حال ضعفت سلامة الأمعاء عن طريق عدوى سمحت لبروتين الحليب بالتغلغل إلى مكان آخر في الجسم.

ويمكن دحض هذه الأسطورة، فيما يتعلق بكيفية تحسس قوام الحليب في الفم، بالقول إن الحليب يعتبر سائلاً مستحلباً.

بالإضافة إلى ذلك، يحتوي اللعاب على مركبات فيزيائية تجعله أكثر لزوجة، وتتفاعل بسرعة مع مكون مستحلب لجعله أكثر كثافة.

وأضاف لين أن العديد من مرضى الربو يتجنبون منتجات الألبان؛ لأنهم يعتقدون أن شرب الحليب يزيد من مرضهم سوءاً.

في حين أن المشكلة تعود للحساسية أو عدم تحمل اللاكتوز.

الاستغناء عن الحليب عند الأطفال يؤدي إلى عواقب!

الدكتور بلفور لين استشهد بأبحاث أظهرت أن الأطفال الذين يتجنبون تناول الحليب يكونون عادة أقصر قامة، ويشكون من تدني كثافة المعادن في عظامهم، ما يجعلهم  أكثر عرضة لخطر الإصابة بكسور.

وأشار الدكتور إلى أن الاستغناء عن السعرات الحرارية المتأتية من الحليب مُضر بصحة الأطفال المصابين بالتليف الكيسي؛ نظراً إلى احتياجاتهم المتزايدة  للطاقة.

وأقر بلفور لين بأنه "يمكن أن تجعل تركيبة الحليب بعض الناس يشعرون بأن مخاطهم ولعابهم قد أصبحا أكثر سمكاً وصعب الابتلاع. إلا أنه لا يوجد دليل على أن الحليب يؤدي إلى إفراز مفرط للمخاط".

كما يجب دحض أسطورة "الحليب المخاطي" بشدة من قِبل العاملين في مجال الرعاية الصحية.

Infomercial Fail GIF - Find & Share on GIPHY


إقرأ أيضاً..

قصة البقرة التي أصبحت المسؤولة عن إنتاج 80% من الحليب في البرازيل

شركة الحليب في المغرب تقرر خفض الأسعار.. انتصار حملة المقاطعة أم "تحايل" لحين مرور العاصفة؟