حتى التطبيقات التعليمية على الحاسب اللوحي قد تؤثر سلباً في نمو طفلك المعرفي وهذا ما يحذّر منه الخبراء

عربي بوست
تم النشر: 2019/01/09 الساعة 21:33 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/01/10 الساعة 17:14 بتوقيت غرينتش
computer addiction- father taking touch pad from angry child, technology and problems

مشهد شائع: طفل يحمل جهازاً إلكترونياً، جالس في مكانه لا يتحرك، وإن كلّمه أحد قد لا يردُّ أو يتفاعل. واليوم، يُسوَّق عدد كبير من التطبيقات التعليمية الموجهة إلى الأطفال باعتبارها أداة للتربية الذكية. لكن خبراء يسارعون للتحذير من أننا نتعرض للتضليل.

بطريقةٍ أو بأخرى، أثرت التطورات الحديثة بالتكنولوجيا في كل وجه من أوجه حياتنا، وغدت شاشات التلفاز أكبر حجماً، وأصبحت تكنولوجيا "المنازل الذكية" شائعة بشكلٍ متزايد.

أما الهواتف الذكية، فأصبحت أجهزة كمبيوتر صغيرة قادرة على القيام بما لم يكن يصدق أسلافنا أنه أمرٌ ممكن.

أثرت هذه التقنيات في نظامنا التعليمي وفي الطريقة التي يمارَس بها الطب الحديث، وصارت الفوائد المترتبة على تلك التقنيات لا حصر لها. فكيف أثرت في الأطفال؟

التطبيقات التعليمية الموجهة إلى الأطفال ساعدت في تعليم القراءة

تُعد تربية الأطفال أحد المجالات الهامة في حياتنا، والذي أثر فييه هذا التقدم التكنولوجي مباشرةً.

فقد صُمِّمت برامج وتطبيقات على الحاسب للمساعدة في تعليم الأطفال كيفية القراءة والعد والتعرف على الأنماط المختلفة.

وبهذه الطريقة، يُمكن استخدام هذه التطبيقات باعتبارها أداة هامة تساعد على نمو الأطفال وتطوُّرهم.

ومع ذلك، ثمة حقيقة في مقولة "الاستخدام المفرط لشيء ما جيدٍ يُمكن أن يكون ضاراً".

لكن الاستخدام المفرط يضر مَن هُم دون الثالثة

يقضي أطفال هذا الجيل مزيداً من وقتهم بالتحديق في الشاشة، وهذا يؤثر بشكلٍ خطير في تطورهم المعرفي.

وبالتأكيد، من المنطقي أن نعتقد أن الطفل الذي يمضي جُل وقته في مشاهدة العروض التلفزيونية "المُسلية" وألعاب الفيديو، يفتقر إلى المكوِّن التعليمي والتربوي والتثقيفي في حياته، إلا أن الخبراء يحذرون الآن  من أن الاستخدام المفرط للتقنيات "التعليمية" قد يكون له أثر ضار أيضاً، وفق ما نشره موقع Awareness Act الأمريكي.

تُعتبر فترة ما بعد الولادة إلى سن الثالثة أكثر الفترات أهمية في مرحلة نمو الطفل.

وينبغي في هذه الفترة أن نكون حذرين ومدركين لما يتعرضون له.

إذ إنه خلال هذه الفترة، تبدأ القدرة على ممارسة الأنشطة الحركية في التطور لديهم، ويبدؤون في عملية التعبير شفهياً عن أفكارهم، ويتوصلون إلى فهم كيفية ملاءمة العالم من حولهم.

بيد أن الاستخدام المفرط للأجهزة اللوحية يحرم الأطفال من كثير من المحفزات اللازمة لتحقيق هذه المستوى من التطور.

لا يستخدمون أيديهم ويجلسون فترة طويلة

وعلى سبيل المثال، قد يستخدم الطفل تطبيقاً يقدم لغزاً أو عملية بناء شيءٍ ما، وهو الأمر الذي قد يراه البعض مفيداً للغاية لتنمية مهارات التفكير وحلّ المشكلات.

ومع ذلك، فإن عدم قدرة الطفل على التقاط مواد البناء بيديه يحرمه من الخبرة اللازمة لتطوير مهاراته الحركية، وتعلُّم كيفية استخدام يديه بفاعلية، وإدراك الحيّز المكاني حوله والكثير غيرها.

ومما يزيد الأمر سوءاً حقيقةُ جلوسهم بلا حراك، محدقين في الشاشة بدلاً من التحرك والتركيز على تعلّم الزحف ثم المشي بغرض استكشاف العالم من حولهم.

يستخدم كثير من الآباء التطبيقات التي تقرأ الكتب للأطفال أو تحكي لهم القصص، والتي حلّت محل "وقت قراءة القصة" الذي كان يقضيه الأطفال مع آبائهم في الماضي.

بالتأكيد، يمكن أن تساعد هذه التطبيقات في تنمية مهارات القراءة، ولكن بأي ثمن؟

إنهم يفقدون الاتصال البشري الضروري الذي ينتج عن الجلوس مع آبائهم والتفاعل معهم، وهو الأمر الذي يؤثر في علاقتهم.

كما أن نقص الاتصال البشري يعوق تطور مفرداتهم، إذ لا يوجد أحد يتحدثون معه، فما الذي يدفعهم للتحدث؟

إن ما قد يساعدهم على النمو والتطور حقاً هو التحدث مع أفراد عائلاتهم، ومع أصدقائهم كلما تقدموا في العمر.

الحل في الاعتدال وليس منعها كلياً

كل هذه الحقائق ولم نتطرق بعدُ إلى الدراسات العلمية التي نُشِرت والتي تبين أن الوقت الذي يقضيه الأطفال بالتحديق في شاشة الحاسوب، يمكن أن يتسبب في شعورهم بالإثارة المفرطة.

وهذا بدوره يجعلهم يواجهون صعوبات في التركيز، بل حتى يطور نوعاً من إدمان تلك المؤثرات؛ وهو ما يؤدي بدوره إلى إصابتهم باضطرابٍ عاطفي ناجمٍ عن "أعراض الانسحاب" عندما لا يتمكنون من الوصول إليها.

لا يعني هذا أن استخدام الأجهزة الإلكترونية، مثل الأجهزة اللوحية والتلفاز والهواتف الذكية، في جوهره أمراً سيئاً لأطفالك، لذا لا تشرع في بيعها أو إلقائها بعيداً بعد.  

يتعلق الأمر برمته بالاعتدال، لذا يجب تشجيع الآباء على الحد من الوقت الذي يقضيه أطفالهم أمام الشاشة من أجل تحقيق التوازن الصحي.

علامات:
تحميل المزيد