طريقان لا ثالث لهما.. هكذا يحصل طلاب مصريون على منح من جامعات دولية

عربي بوست
تم النشر: 2018/12/03 الساعة 06:49 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/12/03 الساعة 06:56 بتوقيت غرينتش
Young muslim women cooperating preparing a school exam.

كليات القمة التقليدية لم تعد حلم صفاء، التي أصبحت من أوائل الثانوية العامة في محافظة البحيرة المصرية، فقد قررت كغيرها من كثير من الطلاب المصريين البحث عن منح تعليمية مجانية بدلاً من التعليم الحكومي.

فقبل عدة سنوات، كانت كليات القمة الحكومية مثل الطب والهندسة بجامعات مثل القاهرة والأسكندرية هي حلم الطلاب المصريين على مدار عقود.

ولكن صفاء التي حصلت على نسبة بلغت 99.15% في الثانوية العامة، تخلت عن هذا الحلم كغيرها من أبناء جيلها، فتجربة من سبقوها إلى الكليات الحكومية لم تعد مبشرة على الإطلاق.

إذ كان التفوق في التعليم وسيلة أغلب المصريين في الترقي اجتماعياً، وكان الطريق معروفاً بالنسبة لهم؛ كليات القمة الحكومية.

أما التعليم الخاص فكان للأغنياء غير المتفوقين، الذين لا يحصلون على المجموع المناسب للكليات الحكومية.

ولكن هذا الوضع تغير.

جامعة النيل إحدى الجامعات الخاصة في مصر التي تقدم منحاً مجانية/مواقع التواصل الاجتماعي
جامعة النيل إحدى الجامعات الخاصة في مصر التي تقدم منحاً مجانية/مواقع التواصل الاجتماعي

إذ إن تدهور التعليم الجامعي الحكومي، أصبح يقلل فرص خريجيه في الالتحاق بوظيفة مرموقة في شركات ومؤسسات دولية داخل مصر أو خارجها.

وبات قطاع كبير من ميسوري الحال يعمدون إلى إلحاق أبنائهم بالمدارس والجامعات الدولية داخل مصر، أو تسفيرهم إلى خارج مصر للالتحاق بالجامعات الغربية.

ولم يعد أمام أبناء الطبقة المتوسطة والفقيرة إلا الحصول على منح تعليمية مجانية

هناك طريقتان من أجل الحصول على منح تعليمية مجانية.

الأولى هي الحصول على منحة للالتحاق بجامعة دولية مقرها في مصر بعد التفوق في الثانوية العامة.

أما الطريق الثاني فهو البحث عن منحة للسفر إلى الخارج بعد الحصول على الشهادة الجامعية.

ولكن ماذا فعلت صفاء؟

لقد لجأت للطريق الأول أي البحث على منح تعليمية مجانية.

الطريق الأول لنيل تعليم مرموق.. المنح الداخلية

اختار مكتب التنسيق كلية مرموقة وعريقة لطالبة الثانوية العامة صفاء.

لو أن هذا الأمر وقع لصفاء منذ عشرة أعوام لطارت من الفرح، ولكن هذا الجيل مختلف.

إذ إن صفاء كانت تطمح إلى الحصول على تعليم أفضل يؤهلها للعمل في أرقى المؤسسات سواء داخل مصر أو خارجها.

ولذا تخلَّت صفاء صلاح (18 عاماً) الحاصلة على الثانوية العامة المصرية لعام 2018 من مدينة دمنهور (180 كيلومتراً شمال القاهرة) عن كلية الهندسة في جامعة الإسكندرية العريقة، القريبة من مدينتها، من أجل الحصول على منحة تعليمية مجانية حتى لو كانت في مكان أبعد.

وهكذا سعت إلى دراسة الهندسة في الجامعة الألمانية في القاهرة.

وبالفعل تمكنت صفاء من الحصول على منحة تعليمية مجانية كاملة للدراسة في الجامعة الألمانية، بفضل تفوقها وترتيبها المتقدم في الثانوية العامة.

لم يكن قراراً مفاجئاً بل إنها تخطط له منذ زمن

كانت صفاء تخطط للحصول على هذه المنحة منذ أن كانت في عامها الأول بالمرحلة الثانوية.

تقول صفاء: "الاجتهاد والمذاكرة للحصول على ترتيب على مستوى الجمهورية أو المحافظة كان هدفي الذي أسعى إليه منذ سنوات".

وتضيف الفتاة المحجبة، ذات الجسد الضئيل، بوجه فرح: "بعد ظهور النتيجة ومعرفة ترتيبي على المحافظة، توجهت إلى مقر الجامعة الألمانية بالقاهرة وقدمت الأوراق للحصول على المنحة".

وفي منتصف شهر أغسطس/آب، تلقت صفاء اتصالاً هاتفياً من إدارة الجامعة الألمانية، يخبرها بحصولها على منحة كاملة (full scholarship) لدراسة الهندسة.

وتقول صفاء: "وقتها كدت أن أفقد وعيي من الفرحة الشديدة، فحلم الثلاث سنوات تحقق أخيراً".

وتضيف: "هدفي من الدراسة في الجامعة الألمانية هو الحصول على تعليم جيد يساعدني للحصول على أفضل فرص للعمل في كبريات الشركات، سواء في مصر أو خارجها، حتى لا أضطر إلى الحصول على دورات تدريبية إضافية إذا التحقت بجامعة حكومية".

وترى صفاء أنها إذا كانت التحقت بكلية الهندسة بجامعة الإسكندرية، ستصبح مثل الآلاف من خريجي الهندسة في مصر، وستلتحق بـ "طابور طويل من الخريجين الذي يبحثون عن وظيفة معقولة".

لم تواجه الفتاة الصغيرة اعتراضاً من جانب أهلها، بشأن الانتقال والإقامة في القاهرة بعيداً عن الأسرة للدراسة.

إذ تقول: "على العكس والدي كان من أكثر المشجعين".

وقبل بدء الدراسة، حاولت صفاء زيادة حصيلتها اللغوية من الكلمات الإنكليزية، والبحث عن قنوات على موقع يوتيوب تساعدها في الدراسة مثل (how to study better)، بالإضافة إلى الاطلاع على تجارب سابقة مشابهة.

وهاهي تقيم وحدها في القاهرة وتتأهب للسفر إلى ألمانيا

تقيم الآن صفاء، ابنة محافظة البحيرة، في سكن جامعي في منطقة الرحاب الراقية (شرقي القاهرة)، إلى جوار الجامعة، وتشعر بالاستقلال والمسؤولية في آن واحد.

وتوضح "الاستقلال في الإقامة بعيداً عن أسرتي يساعدني في اكتساب مهارات جديدة، والمسؤولية في المحافظة على الثقة التي منحتها لي أسرتي".

وتختتم صفاء "أنتظر بفارغ الصبر الزيارة التي ستُنظمها الجامعة إلى ألمانيا، للاحتكاك بثقافات جديدة، وزيارة الشركات الكبرى والمصانع هناك".

والجامعة الأميركية تطرح منحاً بدورها

وبالإضافة إلى الجامعة الألمانية في القاهرة، خصصت الجامعة الأميركية في القاهرة 20 منحة دراسية مجانية للطلاب المصريين، للدراسة بها للعام الدراسي 2018-2019.

وأعلنت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني عبر موقعها الرسمي، أن أهم شروط المنحة أنّ يكون الطالب مصري الجنسية ومن أبوين مصريين.

وتخصص هذه المنح للطلبة الحاصلين على الثانوية العامة من المدارس الحكومية والرسمية التجريبية، وتستثنى منها المدارس الخاصة.

الطريق الثاني: كيف يمكنك الحصول على منحة تعليمية مجانية في الخارج؟

سنقدم لك أشهر الجهات التي يمكن أن توفر منحاً للمصريين في الخارج، علماً أن هذه الجهات توفر في الأغلب منحاً لدول أخرى منها الدول العربية.

كما توجد جهات تعطي الأولوية للدول النامية، والدول التي بها نزاعات.

ولكن أغلب هذه المؤسسات تركز على تقديم منح تعليمية مجانية للخريجين، وتتوجه على الأغلب لطلبة الدراسات العليا من الماجستير والدكتوراه .

تشيفينج: منحة بريطانية مدفوعة بالكامل إضافة لراتب شهري

أبرز المنح المقدمة إلى المصريين هي "منحة تشيفينج" (chevening) أو برنامج المنح الدولية للحكومة البريطانية، بتمويل من مكتب وزارة الخارجية والكومنولث والمنظمات الشريكة.

ومن أهم مميزات المنحة أنها مدفوعة بالكامل، بداية من سفر الطالب إلى بريطانيا ومصروفات الجامعة، فضلاً عن راتب شهري لتغطية نفقاته المعيشية أثناء فترة دراسته.

وتشترط بريطانيا للحصول على المنحة أن يجتاز الطالب اختبار التويفل (TOEFL ‏) أو الأيلتس (IELTS).

وعادة ما تكون الدرجة المطلوبة في التويفل 550 (iTP) أو 80 (iBT)، والأيلتس عادة ما تكون الدرجة المطلوبة 6 وإن كانت قد تتغير من عام لآخر.

كما تشترط حصول الطالب على شهادة جامعية من بلده، بالإضافة إلى خبرة عامين على الأقل في مجال عمله أو التخصص الذي يريد الدراسة فيه، وأن يعود الطالب إلى بلده لمدة لا تقل عن عامين من انتهاء الدراسة.

ولمعرفة المزيد عن المنحة يمكن زيارة هذا الرابط.

فولبرايت: منحة أميركية شاملة النفقات والتأمين الصحي

ثاني أبرز المنح التي يمكن للمصريين التقدم إليها هي منحة فولبرايت المقدمة من حكومة الولايات المتحدة الأميركية لدرابرسة الماجستير والدكتوراه.

وبرنامج فولبرايت (Fulbright Program) هو من أهم برامج المنح الأميركية وتأسس عام 1946، وبدأ في مصر بناء على اتفاقية تعاون بين الولايات المتحدة الأميركية ومصر عام 1949.

وعلى مدى ما يقرب من 70 عاماً كرس البرنامج جهوده للتعاون بين البلدين عن طريق التبادل التعليمي والثقافي.

وتنقسم منح فولبرايت إلى نوعين

النوع الأول: منج بهدف نيل درجة الماجستير ومدة الدراسة عامين كحد أقصى للراغبين في استكمال الدراسات العليا في مجالات العلوم، التكنولوجيا، الهندسة، الرياضيات، الزراعة، الاقتصاد.

النوع الثاني: منح لا تهدف إلى الحصول على درجة علمية، وذلك للراغبين في إعداد الأبحاث العلمية ومدة المنحة من ستة إلى تسعة أشهر في الفنون الجميلة والفنون التطبيقية، وللراغبين في تنفيذ أبحاثهم أو حضور فصول الماجستير.

وتشمل المنحة المصاريف الدراسية والسفر وتأميناً صحياً.

لمعرفة المزيد عن المنح وطرق التقدم لها اضغط هنا.

هارفارد: تعلَّم في جامعة الرؤساء الأميركيين مجاناً

تقدم جامعة هارفارد الأميركية العريقة عدة منح كاملة لكل الطلاب المقبولين فيها، وليس لديهم قدرة مادية على دفع المصاريف الجامعية.

كل ما عليك هو التقديم لأي تخصص في الجامعة التي درس بها عدد كبير من رؤساء أميركا، وتعبئة طلب المساعدة المالية أثناء التقديم، وفي حالة قبولك بعد توافر الشروط لديك، سوف تغطي الجامعة كافة المصاريف.

الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما خريج جامعة هارفارد/RUTERS
الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما خريج جامعة هارفارد/RUTERS

فإن كنت تريد الدراسة في أقدم جامعة في الولايات المتحدة، عليك في البداية الذهاب إلى موقع الجامعة من هُنا.

ثم البحث عن البرنامج الدراسي الذي تريد الالتحاق به، ثم مطالعة المنح الدراسية المتاحة له.

منحة البنك الدولي: مخصصة للدول النامية وتعطي الأولوية لمناطق النزاعات

يمول البنك الدولي كل عام مجموعة كبيرة من الطلاب كي يحصلوا على درجات الماجستير في مجموعة مختلفة من التخصصات، ولكن يجب أن يكون الطلاب من الدول النامية.

المنحة تتحمل المصاريف بشكل كامل، مع إعطاء أولوية للدول التي تعاني من النزاعات.

لمزيد من المعلومات عن منح البنك الدولي اضغط هُنا.

وإليك نصائح ثمينة يقدمها شاب مصري نال منحة تشيفينج

هناك نصائح مهمة يجب أن ينتبه إليها الراغبون في الحصول على منح خارجية، يقدمها المدرس المساعد في قسم إدارة الأعمال بكلية التجارة بجامعة بنها، أحمد محمد، الذي يدرس الماجستير الآن في جامعة ليدز البريطانية، بعد أن حصل على منحة تشيفينج.

إذ يقول محمد، البالغ 25 عاماً لـ "عربي بوست" عبر الهاتف من ليدز:

  • يجب على المتقدم أن يجيد اللغة الإنكليزية إجادة تامة.
  • تحديد الهدف بدقة من الدراسة في الخارج للحصول على المنحة.
  • تقديم خطابات تزكية إن أمكن من أساتذة أو مديرين جديرين بالثقة تشرح مميزات الشخص المتقدم للمنحة.
  • الالتزام بالإجابة عن الأسئلة وتقديم كل الأوراق المطلوبة للمنحة.
  • الالتزام بالمواعيد المقررة للتقدم.

ويقول أحمد محمد "الأمر لا يحتاج إلى أي محسوبية، فقط قدراتك الشخصية هي التي تحدد اختيارك، وكلما كانت قدراتك أفضل زادت إمكانية قبولك، وهذا ما حدث لي بالضبط".

ويأمل محمد أن تفيده البعثة في الترقي في حياته المهنية، سواء داخل مصر أو خارجها.

واختتم كلامه قائلاً إنّ "هذه فرصة العمر لأي شخص يريد أن يتقدم في حياته المهنية. أنصح الجميع أن يستغلوها".    

تحميل المزيد