مع بدء عام دراسي جديد..انضمَّ مع طفلك إلى أنشطة «التعليم المدرسي الصالح للأكل»

يرسخ هذا النوع من التعليم الثقة بالنفس ومهارات العمل ضمن فريق وفن الحوار بين المجتمعات وثقافة التنمية المستدامة ومفهوم النظام الغذائي الصحي الخالي من الأسمدة الضارة وما إليها

عربي بوست
تم النشر: 2018/09/22 الساعة 09:20 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/09/22 الساعة 09:20 بتوقيت غرينتش

هل تلقيت يوماً دعوة للمشاركة في درس طبخ مسائي بمدرسة طفلك؟ وفي حالة حدوث ذلك، ماذا تتصور عن طبيعة هذا الدرس؟

وماذا إن فوجئت بطفلك وهو يشرح لك ما سيتضمنه الدرس من أهمية التعرف على المجتمعات والثقافات الغذائية المختلفة وأهمية الانتباه لنوعية الطعام الذي نتناوله وصحة الخضر التي تدخل في تكوينه، وعن أهمية العمل الجماعي والتنمية المستدامة؟

يحدث هذا بالفعل فيما يسمى "الفناء المدرسي للتعليم الصالح للأكل"، وهي حركة عالمية أسستها أليس ووترز، التي تشتهر بكونها مؤلفة وناشطة في مجال الطعام والزراعة المستدامة، وطاهية موهوبة ورائدة أعمال، حيث تمتلك مطعماً ذا شهرة عالمية في بيركلي بالولايات المتحدة.

تؤمن ووترز بحق كل طفل في الغذاء الصحي وضرورة تمييزه الطعم الأصيل؛ ولهذا بلورت نموذجاً عن فكرتها بمدرسة حكومية في بيركلي لطلاب المرحلة الإعدادية. ومع تأسيس المشروع على الأرض، تحمس الأهالي والناشطون والطلبة والخبراء والطهاة والمعلمون إلى المشاركة في تجربة ووترز، والإصرار على إنجاحها. وبالفعل، نالت فكرة ووترز شهرة ورواجاً كبيرين، وتحولت إلى حركة عالمية بعنوان "الفناء المدرسي للتعليم الصالح للأكل".

الحدائق والمطابخ والمطاعم المدرسية كفصول تعليمية

تتوجه ووترز في عملها إلى التلاميذ، وتركز على إشراكهم في زراعة ما يأكلون، من خلال العمل في حديقة بفناء المدرسة تعتمد على أسس "الزراعة المستدامة"، حيث يقوم الطلاب بالزراعة بأنفسهم ويهتمون بالمزروعات، ثم بعد جني المحصول، يطهون طعامهم مما زرعوه، ثم يتناولون الطعام معاً في صالات الطعام بالمدرسة، ويتخلل ذلك جلسات حوارية للتعرف على الثقافات الغذائية المختلفة والجنسيات والمجتمعات المختلفة التي ينحدر منها الطلبة.

يرسخ هذا النوع من التعليم الثقة بالنفس لدى الطلبة المتدربين ومهارات العمل ضمن فريق وفن الحوار بين المجتمعات وثقافة التنمية المستدامة ومفهوم النظام الغذائي الصحي الخالي من الأسمدة الضارة وما إليها.

تهتم مؤسسة "الفناء المدرسي للتعليم الصالح للأكل" بالسعي لأن تكون مرنة وقابلة للتكيف وإمكانية التطبيق في مجتمعات وثقافات مختلفة من خلال تقديم مناهج وفعاليات وأنشطة وتدريب مدربين من جميع أنحاء العالم، لتمكنهم من قولبة الحركة بما يتناسب مع مجتمعاتهم؛ وذلك لضمان تطبيقها في مجتمعاتهم بسهولة ونجاح. حيث يتم توثيق أعمال المؤسسة كافة ورفعها مجاناً على الإنترنت، وبهذا فهي تقدم للمجتمع مكتبة من المصادر التعليمية والمراجع من الدروس والكورسات التدريبية التي تساعد الباحثين والمهتمين بإنشاء برامج تعليمية صالحة للأكل بما يتناسب مع ظروف منطقتهم.  فمنذ عام 2009، قامت المؤسسة بتدريب 897 من المعلمين والإداريين وموظفي الخدمات الغذائية، وأخصائيي التغذية، وقادة المجتمع، والآباء من أكثر من 367 مدرسة حول العالم، ويمثل هذا العدد ما يقارب أكثر من مليون طالب في 42 ولاية أميركية. وقد افتتحت المؤسسة أكاديمية التعليم الصالح للأكل لتقدم الكورسات التدريبية المأجورة للشركات والأفراد.

خدمات مأجورة للشركات.. مجانية للمدارس

إن أردت حضور الدورات التدريبية مجاناً عبر الإنترنت، يمكنك متابعة فيديوهات الكورسات التدريبية التي تقدمها المؤسسة بكلية الأعمال هاس في بيركلي. إن الرسالة التي يقدمها كورس التعليم الصالح للأكل 101 تقوم على أن النظام الغذائي هو عبارة عن شبكة معقدة ومترابطة من العلاقات والتخصصات، حيث إن الطريقة التي يتم تذوق الطعام بها وطريقة إنتاجه وتوزيعه وتناوُله لها علاقة بصحة الكوكب واستدامته.

وبهذا  يكشف "التعليم الأكاديمي الصالح للأكل 101" عن الروابط المنهجية بين الزراعة الإيكولوجية والهندسة الزراعية والأنثروبولوجيا وعلم الأحياء والأعمال والاقتصاد والتغذية والفلسفة والسياسة وعلم الاجتماع والتكنولوجيا والفنون… وغيرها.

وتقدم مؤسسة "التعليم الصالح للأكل" عصارة خبراتها من الدروس وطرائق التدريس والتطبيقات الأساسية للبرامج التدريبية، في كتاب بعنوان "مبادئ الفناء المدرسي الصالح للأكل"، ويمكن تحميله مجاناً من الموقع. كما يمكن للمدرسة تحميل المناهج التدريبية مجاناً من الموقع للسنوات الدراسية في المرحلة المتوسطة، بالإضافة إلى إمكانية تحميل الدليل التوجيهي لتطوير هذه المناهج..

ما مدى تأثير الكورس التدريبي على شخصية التلميذ المتدرب؟

تهدف المؤسسة من خلال كورساتها التدريبية بالمدارس إلى ترسيخ المعتقدات التالية في شخصية الطلاب المتدربين:

  •      أستطيع أن أفعل ذلك.
  •      وجودي وإسهاماتي مهمة ومُقدّرة.
  •      أشعر بالأمان.
  •      جسدي ملكي أنا، ولدي صوت أستطيع أن أعبر به عما أريد.
  •      أعرف كيف يمكنني أن أكون ناجحاً في هذا العالم. المشاركون في البرنامج التدريبي من متدربين ومدربين ومتابعين يريدون مني أن أنجح وسوف يدعمونني في القيام بذلك.
  •      أشعر بالترحيب والرعاية والرعاية.
  •      أصبحت لدي الدراية والمشاهدة، وأنا أحس بالانتماء إلى هذا الفصل الدراسي.
  •      يمكنني أن أكون ذاتي.
  •      صوتي ورأيي مهمان ولهما قدر من الاحترام.
  •      لدي القدرة على النمو وتطوير مهاراتي ومعرفتي وقدراتي من خلال الجهد والممارسة.
  •      لا توجد مشكلة إن لم أعرف شيئاً.. يمكنني أن أتعلم.
  •      عندما أواجه مشكلة أو لا أعرف شيئاً ما، أو أشعر بعدم الثقة، فإنني أعرف كيف أحصل على الدعم الذي أحتاجه لمعرفة ذلك.

توجه مؤسسة "التعليم الصالح للأكل" كل أشكال الدعم الممكن والمجاني للمدارس، وتدعو كل مدرسة مهتمة بتطبيق هذا التوجه، إلى رفع برنامجها التدريبي على شبكة أعضاء المدرسة حول العالم كنوع من التشبيك وتبادل الخبرات والتواصل بين الأعضاء.

وعلى سبيل المثال، فقد انضمت إلى هذه الحركة مدارس من مصر وفلسطين والبحرين والإمارات العربية المتحدة والعراق وتونس والمغرب وموريتانيا.

علامات:
تحميل المزيد