النوم في عطلة نهاية الأسبوع ليس كافياً لتعويض السهر في أيام العمل.. سيصيبك بأمراض لن تستطيع معالجتها

عربي بوست
تم النشر: 2019/03/02 الساعة 07:51 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/03/02 الساعة 07:51 بتوقيت غرينتش
النوم في عطلة نهاية الأسبوع

ترجح دراسة جديدة أن النوم في عطلة نهاية الأسبوع قد لا يعوّض نقص النوم خلال أيام العمل.

فقد توصل العلماء سابقاً إلى أن نقص النوم يزيد من خطر الإصابة بالسمنة والسكري. إلا أنه لم يكن من الواضح ما إذا كانت زيادة النوم خلال إجازة نهاية الأسبوع لديها القدرة على موازنة الأمر ومنع مثل هذا التراكم.

هل يؤثر عدد ساعات النوم الصحية؟

يقول الباحثون الآن إن المؤشرات توضح أن الاستلقاء في إجازة نهاية الأسبوع غير مجدي، وحتى إذا استلقى الإنسان خلال الإجازة بعد أسبوع مزدحم، فسيجد أن فائدة ذلك وقتية

وأنه مع وصوله إلى منتصف أسبوع العمل الجديد، يصبح التمثيل الغذائي للجسم مضطرباً -بل وقد يرتفع- كما لو لم ينم خلالها حتى لو كان عدد ساعات النوم الصحية في مساره الصحيح.

يقول كينيث رايت، الأستاذ بجامعة كولورادو بولدر والذي ساعد في إعداد الدراسة: "ما لم يزدد الوضع سوءاً كما يحدث في بعض الحالات، فهو يبقى سيئاً أيضاً".

وأضاف أنه من غير الواضح ما إذا كان هذا السلوك يقدم بعض الفوائد لو استُخدم فقط بين الحين والآخر أو في تعويض النقص البسيط في النوم، فهذه مجرد رسالة تحذيرية.

وتابع: "إنها كلعبة يويو تتحرك ذهاباً وإياباً بين إنهاك النفس في العمل طيلة اليوم، وإدراك ما فات (من الراحة). وهذا التردد (بين العمل والراحة) قد يُحدث بعض الأضرار على المدى الطويل".

وبحسب ما كتب رايت وزملاؤه في دورية Current Biology، فقد وصفوا كيف درسوا 36 شخصاً على مدى 13 ليلة قضوها في المعمل، من بينها 3 ليالٍ نالوا خلالها 8 ساعات من النوم.

وفيما سُمح لثمانية أشخاص بمتابعة هذا النمط خلال ما تبقى من الدراسة، فقد حُرمت مجموعتان من 14 شخصاً من النوم، عن طريق منحهم 5 ساعات من النوم فقط خلال الليل.

لكن سُمح لإحداهما بالاستلقاء وتحديد مواعيد النوم لأنفسهم بعد مرور 4 ليالٍ، أما المجموعة الأخرى فلم يسمح لها بذلك.

لكن بعد إجازة نهاية الأسبوع، حرمت كلا المجموعتين لمدة ليلتين إضافيتين من النوم، قبل أن يسمح لهم بتعويض ما فاتهم من النوم.

عدد ساعات النوم الكافية

وقد كشفت النتائج أن من سُمح لهم بالاستلقاء انتهزوا هذه الفرصة، حيث تفوق الرجال على النساء في عدد ساعات النوم، ولم يغادر المشاركون السرير يوم السبت إلا مع اقتراب الظهيرة.

لكن الفريق قال إنه -حتى في هذه الحالة- لم يعوّض إجمالي عدد ساعات النوم، عدد الساعات الناقصة خلال الأسبوع.

علاوةً على ذلك، فمن خلال مراقبة مستويات هرمون الميلاتونين، وجد الفريق أن الساعة البيولوجية لدى المشاركين تغيرت عندما ترافق الحرمان من النوم مع الاستلقاء بشكل أكبر مما لو كان نمط النوم ثابتاً.

وقد استبدل جميع المشاركين نظامهم الغذائي المحدد بتناول ما يرغبون فيه أياً كان بعد الثلاث ليال الأولى، مع إظهارهم جميعاً ارتفاعاً في عدد السعرات الحرارية المستهلكة.

وفي حين أن أولئك الذين حظوا بثماني ساعات من النوم في الليلة بشكل ثابت لم يظهر عليهم أي تغير في الوزن حتى نهاية الدراسة،

ازدادت أوزان المشاركين في المجموعتين الأخريين بنسب متماثلة.

حيث اكتسبوا في المتوسط ما يقرب من 1.5 كغم، وطوروا استجابة متناقصة للأنسولين،

وهو الهرمون الرئيسي في عملية تنظيم مستوى السكر في الدم.

وأظهر المزيد من التحليل أن مثل هذه الآثار قد تفسر -على الأقل جزئياً- تناول المشاركين في كلا المجموعتين للمزيد من الوجبات الخفيفة بعد العشاء في أيام الحرمان من النوم،

والتي يقول الباحثون إنها قد تحدث اضطراباً في عملية التمثيل الغذائي بأشكال عديد.

قلة النوم تسبب الموت

وقد أشارت دراسة سابقة إلى أن عدم الاكتفاء من النوم بشكل مستمر قد يزيد من خطر الموت المبكر، وأن الاستلقاء قد يُحدث أثراً عكسياً.

لكن رايت يقول إن الأمر لا يتعلق بمعدل الوفيات وحسب؛ ولكن المهم هو الحفاظ على صحة جيدة.

ويشير آخرون إلى أنه في حين أن هذه دراسة صغيرة، فهي ترجح أن الاستلقاء قد لا يكون كافياً في النهاية لتعويض قلة النوم خلال أسبوع العمل.

وقال خبير النوم والساعات البيولوجية ستيوارت بيرسون بجامعة أكسفورد، الذي لم يشارك في هذه الدراسة: "قد تعيش لعمر طويل؛ لكن هذه البيانات تشير بالتأكيد على المدى القصير إلى إمكانية وجود عواقب على التمثيل الغذائي".

لكن بيرسون يشير إلى أن الدراسة لم تأخذ في الحسبان المهارات الإدراكية، التي قال إنها قد تكون قد استفادت من بعض الغفوات خلال فترات الحرمان من النوم.

علامات:
تحميل المزيد