بَدَت دوقة "ساسيكس" مستمتعة وهي تخضع لحصة نقش الحناء على الطريقة التقليدية، خلال زيارتها منظمة "التعليم للجميع"، غير حكومية، والتي تعنى بتعليم اليافعات ما بين 12 و18 سنة، بمنطقة آسني نواحي مراكش.
واكتفت ميغان ماركل بوضع الحناء على ظهر يدها اليسرى، إذ عكفت تلميذة مغربية تدعى سميرة على وضع زهرات بسيطة تمتد من السبابة نحو المعصم، فيما كان الأمير هاري جالساً إلى جانبها وحولهما مجموعة من السيدات.
وجلس الزوجان على مكان عالٍ عن الأرض، مغطى بمُلاءة بيضاء مُطرَّزة، مرفوقة على الجانبين بوسادتين من نفس الخامة، فيما وُضع فوقها غطاء الرأس الحريري الخاص بالنساء الأمازيغيات المميز بلونيه الأحمر والأصفر والذي يطلق عليه " القْتيب" أو "إحْبيران" أو "تَسبْنيت".
وبدا واضحاً أن المكان أُعدَّ خصيصاً للدوقة الحامل في شهرها السابع، احتفاء بمولودها، إذ من عادة المغربيات في عدد من مناطق المغرب الاحتفال بالمرأة الحامل عند بلوغها شهرها السابع عبر طقوس عريقة وتقاليد راسخة.
Meghan Markle en mode henna ❣
Gepostet von Marocaines am Sonntag, 24. Februar 2019
"بيبي شاور" على الطريقة المغربية
عادة جميلة وأصيلة، لا زالت المغربيات متمسكات بها إلى اليوم، بل عملن على تطويرها وإضفاء لمسات من العصرنة عليها.
وتحرص أم الشابة الحامل وصديقاتها على تنظيم احتفال "حِناء الشهر السابع من الحمل"، إذ تُستقدم "النَقاشة" أو "الحنَّاية" وهي السيدة التي تقوم بتخضيب يدي ورجلي الحامل بالحناء عبر نقوش بديعة وجميلة.
"حَنِّي يا الحاملة باشْ ربِّي يحَن عليك" (ضعي الحناء حتى ييسر الله أمورك وتمر الفترة الباقية من الحمل بكل سهولة)، هذا ما تؤمن به المغربيات خاصة أن الحناء وفق معتقداتهن "شجرة من الجنة".
ويقام الاحتفال لرفع معنويات المرأة الحامل والاحتفاء بها وبمولودها القادم، وإبداء مزيد من الاهتمام بها، كما تعتبر الحفلة مناسبة لإهدائها هدايا خاصة أو بالطفل المرتقب وكل ما يحتاج إليه من ملابس وتجهيزات.
أم مدللة.. في انتظار المولود
"أخضر في السوق، أحمر في اليد"، هكذا توصف الحناء التي تربطها علاقة وجدانية بالمغربيات على الخصوص، إذ ترمز للمحبة والجود والجمال، ولا تُفوِّت المغربيات مناسبة سعيدة دون تزيين أيديهن وأرجلهن ولو بالقدر اليسير منها.
وتحرص "النقاشة" يوم احتفال "سبع شهور" على تزيين يدي الحامل بأجمل الزخارف وأبهاها، ولا يجوز أن تبدأ طقوس الحناء دون الصلاة والسلام على الرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم) على الطريقة المغربية متبوعة بزغاريد حماسية، فيما تصدح الموسيقى الشعبية في أرجاء البيت.
وتستعد السيدة الحامل لهذا اليوم عبر الاستفادة من حمام ساخن تدلَّل أثناءه بدَلك بشرتها وتقشيرها مع استعمال مواد طبيعية مغربية من قبيل الحناء المعطرة بالأعشاب والريحان وغسل الشعر بـ "الغاسول" (طين مغربي تجميلي) الممزوج بماء الورد المقطر وغيرها.
وتعمل الأم على ارتداء أجمل وأرقى ملابسها التقليدية (القفطان)، وأن تكون في أبهى زينتها واضعة مساحيق التجميل والحلي الجميلة.
في نظر المجتمع المغربي من اللازم الاحتفاء بالحوامل خلال المرحلة الثالثة من الحمل، إيذاناً باستقبال المولود أولاً؛ ولأنهم يعتبرون أن الحمل تجاوز مرحلة الخطر، وأنه من الواجب تدليل الأم ومنحها هدايا تتنوع ما بين الرمزية والقيمة.
ولأن الحفلات المغربية لا تحلو دون أطباق مميزة، تعكف نساء العائلة والصديقات المقربات على إعداد وجبات خاصة، وعلى رأسها "الثريد" أو "الرفيسة"، بالإضافة إلى مختلف أنواع الحلويات والمملحات المرفوقة بأقداح الشاي المنعنع.
"بيبي شاور" طفل ميغان.. ذكريات لن تغيب
قد تكون المرة الأولى التي تضع فيها دوقة ساسيكس الحناء على يدها، ولا شك أن هذه الذكرى ستبقى راسخة في ذاكرتها، خصوصاً أنها متعلقة بمولودها الأول.
وقادت زيارة للمملكة المغربية الأمير هاري وزوجته الأمريكية أياماً قليلة فقط عقب عودة ميغان من الولايات المتحدة الأمريكية، حيث احتفلت رفقة أصدقائها وصديقاتها بـ "بيبي شاو" مولودها القادم في أحد أفخم الفنادق.
وزار الثنائي الملكي مقر منظمة "Education for All" (التعليم للجميع)، بالإضافة إلى ثانوية "الأطلس الكبير" التأهيلية، حيث أقيم لهما استقبال حميمي.
حفل فخم على شرف دوق ودوقة ساسيكس
وسيحضر ضيفا المغرب حفل استقبال فخماً، عشية 24 فبراير/شباط 2019، سيقيمه السفير البريطاني في المغرب رايلي على شرفهما في مقر إقامته. ومن المقرر أن تحضره شخصيات من عوالم السياسة والاقتصاد والرياضة.
في حين سيقوم الأمير هاري وزوجته ميغان ماركل بزيارة الجامعة الملكية لرياضة الفروسية وحضور جلسة لتربية الخيول، صباح الإثنين، كما سيلتقيان مجموعة من الأطفال الذين يعيشون في وضعيات صعبة.
المطبخ المغربي سيكون له نصيب من جولة ماركل
المطبخ المغربي سيكون له نصيب من وقت دوقة ساسيكس التي عليها حضور حصة لتعلم طهي الأطباق المغربية برفقة الأطفال بإشراف واحد من أهم الطهاة في المغرب.
وفي ختام زيارتهما، سيزور الثنائي الملكي الحدائق الأندلسية، وسيشاهد الزوجان الفنون والحِرف التقليدية المغربية المعروضة في الحديقة العامة. ومن هناك سيعودان إلى إنجلترا في 25 من فبراير/شباط الجاري.