سيطروا على غازات الأرض تحمِكم طبقات السماء.. ثقب الأوزون يلتئم لكنه بحاجة لمساعدة الأغنياء

عربي بوست
تم النشر: 2018/11/14 الساعة 04:46 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/11/14 الساعة 04:46 بتوقيت غرينتش
Earth with a nasal cannula helps breathing. Concept the sick Earth. Isolated on black background. With copy space text. Studio Shot.

فيما يبدو أنه نجاح مبدئي يشجع على المضي قدماً، انخفضت المواد المستنفدة للأوزون معلنة أن الثقب في طريقه للالتئام.

هذا التقدم إن يدل على شيء، فعلى ضرورة التأكيد على استكمال السياسات المعتمدة حالياً في العقود المقبلة.

ووفقاً لأحدث تقرير صادر بدعم من الأمم المتحدة، تبيَّن أن المواد المستنفدة للأوزون تستمر في الانخفاض منذ أكثر من ثلاثة عقود، أي منذ أن دعت اتفاقية دولية رئيسية (بروتوكول مونتريال) إلى التخلص من إنتاجها.

لكن يبدو أن الأمر يحتاج بضعة عقود قبل رفع شعار "المهمة أنجزت".

المسؤولية البيئية على الكبار والأغنياء أولاً، ثم الصغار والفقراء، وليس العكس

يشير التقرير إلى أن المسؤولية الكبرى على وجه التحديد تقع على كبرى دول العالم، لتحقيق هدف آخر خاص بالبيئة، وهو تخفيض حدة الاحترار العالمي.

لا يمكن إلقاء تبعة التغييرات على بلدان العالم الصغيرة والفقيرة، بل يجب أن تقود الدول الغنية والكبرى المسيرة بجدية نحو تغييرات حقيقية.

مطلوب منها أن تعالج كل ما يتسبب في تلك المشكلة العالمية من أنماط إنتاج اقتصادي ومعيشة اجتماعية.

الكبار والأغنياء أولاً، ثم الصغار والفقراء، وليس العكس.

بروتوكول مونتريال وضع حجر الأساس لحماية الأوزون

التقرير يوفر بصيص أمل لأولئك الذين يظنون أن البيئة لا يمكن إصلاحها.

وهو دليل على أن البشرية تسير على مسار عمود الأوزون الستراتوسفيري، للعودة إلى مستويات الثمانينيات بحلول النصف الثاني من هذا القرن.

ووضع بروتوكول مونتريال بشأن المواد المستنفدة لطبقة الأوزون حيز التنفيذ في عام 1989.

تشكل معه حجر الأساس لحماية البيئة عن طريق التخلص التدريجي من المواد الكيميائية المسؤولة عن تدهور طبقة الأوزون.

فالأوزون طبقة أساسية لحماية كل ما هو على سطح الأرض

لا يعد اقتراب طبقة الأوزون من الأرض أمراً مرحباً به، ولكنها طبقة ضرورية لامتصاص الأشعة فوق البنفسجية، التي من شأنها أن تصل إلى سطح الأرض.

وعند ارتفاع 20 إلى 30 كيلومتراً (12 إلى 19 ميلاً) فوق سطح الأرض، فإن ارتفاع كثافة الأوزون يؤدي وظيفة مرضية تتمثل في امتصاص نسبة صحية من الأشعة فوق البنفسجية دون أن يسبب لنا أذى.

أضرت بها انبعاثات الغاز السامة من المصانع والمعامل

في الثمانينيات من القرن العشرين أدرك الباحثون أن العديد من المواد الكيميائية المستخدمة في العمليات الصناعية والمنزلية -بما في ذلك مركبات الكربون الكلوروفلورية الشائنة الآن- تسببت في ضآلة كثافة الأوزون.

وفي حين أن هذا التدهور يعد ظاهرة عالمية، فإن مشاهدات التقلبات الموسمية على القطب الجنوبي أدت إلى إدراك وجود "ثقب" في طبقة الأوزون، مما يعرض النظم الإيكولوجية الحساسة للخطر.

وكان بروتوكول مونتريال بمثابة رد على هذا التهديد.

انخفضت المواد المستنفدة للأوزون لكنها بحاجة لمزيد من السياسات على الأرض

ولو كنت قد سألت الأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي عنان عن أحد أكثر الاتفاقيات الدولية نجاحاً على الإطلاق لقال: بروتوكول مونتريال.

وبعد عدة عقود، من الصعب الاختلاف حول ذلك.

إذ يأتي التقييم العلمي لاستنفاد الأوزون لعام 2018 بعد 4 سنوات من التقرير الأخير، مما يدل على استمرار اتجاهات السير في الاتجاه الصحيح.

حيث تراجعت تركيزات كل من الكلور التروبوسفيري الإجمالي، والبروم التروبوسفيري الإجمالي منذ تقييم عام 2014.

هذا الثقب الهائل الذي نشعر بالقلق بشأنه يستمر في التعافي والتكاثف.

وخارج المناطق القطبية، ارتفع مستوى الأوزون الستراتوسفيري بنسبة تتراوح بين 1 و 3% لكل عقد منذ عام 2000.

وما يعنيه هذا هو أننا نتوقع أن طبقة الأوزون التي تغطي نصف الكرة الأرضية الشمالي ستعود إلى مستويات الثمانينات في وقت ما من عام 2030.

أما ثقب القطب الجنوبي فسيتلاشى إلى حد كبير بحلول ستينات القرن الحادي والعشرين.

هذا لا يعني أن نبدأ في التخطيط للألعاب النارية من الآن.

العام المقبل موعد جديد وتعديل جديد على الاتفاقية

فلا تزال تلك الجهود تتطلب مراقبة دقيقة، لا سيما في مواجهة الإنتاج غير المشروع أحياناً للملوثات المهاجمة للأوزون.

لكن العلم يقول إننا حققنا منعطفاً مثيراً. فعلى مرّ السنين، تم تعديل البروتوكول على ضوء النتائج العلمية الجديدة.

في عام 2016، اجتمع المندوبون معاً في العاصمة الرواندية كيغالي، من أجل تعديل متطلباتهم مرة أخرى، مع أخذ خصائص الاحترار العالمي للهيدروفلوروكربون في الحسبان.

في العام القادم سيتم التصديق على تعديل كيغالي، وسيُطلب من الموقعين العودة إلى العمل، وتحديد كيفية خفضهم لإنتاج واستخدام غاز تلويث آخر.

وقد يصب تعافي الطبقة لصالح احتواء الاحتباس الحراري

وبفضل علامات التحسن في طبقة الأوزون، قد يكون هناك سبب وجيه للاعتقاد أنه قد يكون نعمة للاحترار العالمي.

وكما يقول رئيس منظمة الأمم المتحدة للبيئة، إريك سولهايم Erik Solheim "إن بروتوكول مونتريال هو أحد أنجح الاتفاقات متعددة الأطراف في التاريخ لسبب ما".

ويضيف: "إن المزيج الحذر من العلم الموثوق والعمل التعاوني الذي عرّف البروتوكول لأكثر من 30 سنة، كان من المقرر أن يشفي طبقة الأوزون. هو بالضبط السبب في أن التعديل في كيغالي يحمل هذا الوعد لعمل المناخ في المستقبل".

الاختبار الحقيقي قادم لا محالة، والفشل فيه ليس خياراً للبشرية

من ناحية أخرى، يشير تقرير جديد صادر عن الفريق الحكومي الدولي المعني بتغير المناخ (IPCC) إلى أنه إذا كان لدينا أي أمل في الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري إلى ارتفاع 1.5 درجة مئوية فقط، سيتعين علينا التصرف مثلما لم نتصرف من قبل.

 وقال جيم سكي Jim Skea، الرئيس المشارك لمجموعة العمل الثانية التابعة للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ: "من الممكن الحد من ارتفاع درجة الحرارة إلى 1.5 درجة مئوية، في إطار قوانين الكيمياء والفيزياء، لكن القيام بذلك يتطلب تغييرات غير مسبوقة".

إذا كان إغلاق ثقب الأوزون هو عملية الإحماء، فإن الاختبار الحقيقي لم يأت بعد، والفشل في الحقيقة ليس خياراً.

علامات:
تحميل المزيد