قد نحصل قريباً على لقاح شامل للأنفلونزا المميتة بفضل الجِمال وحيوان اللاما

عربي بوست
تم النشر: 2018/11/04 الساعة 10:57 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/11/05 الساعة 19:49 بتوقيت غرينتش
Cartoon character vector illustration.Funny smiling animals.

قد تحصل البشرية قريباً على لقاح لقاحٍ شامل للأنفلونزا طويل الأجل يحمي الناس من عدواها الموسمية، بعد إنتاج نوعٍ جديد من الأجسام المضادة استناداً إلى سلالةٍ من الفيروس عُثِرَ عليها في حيوانات اللاما، والجِمال، وغيرها من الفصائل المشابهة، حسب موقع sciencealert الأسترالي.

نجحت التجربة مع الفئران، فهل تنجح مع البشر؟

حمَت الأجسام المضادة الفئران المستخدمة في التجربة بنجاح، من الإصابة بالأنفلونزا من النوعين "أ" و"ب" عند حقنها بها مباشرةً، وكذلك عند حقنها بفيروس مُصمَّم هندسياً لتلك التجربة.

الإنفلونزا المميتة التي تقتل البشر

إذا أثبتت الاختبارات السريرية المستقبلية فاعليةً مماثلة، غقد يعطينا هذا أفضلية على مسببات الأنفلونزا المميتة التي تقتل عشرات الآلاف كل عام.

صَمم فريق بحث دولي نوعاً من الأجسام المضادة صغيرة الحجم تتعامل مع عددٍ مختلف من الفيروسات، وتبحث عن مجموعةٍ من العلامات المميزة لفيروسات الأنفلونزا.

الجمال واللاما والألبكة، حيوانات تساعد البشر لمقاومة الإنفلونزا

حققوا هذا بمساعدة سلالة استثنائية من الأجسام المضادة تُنتجها الحيوانات من فصيلة الجمليات، وهي الحيوانات التي نعرفها باسم الجَمل والألبكة واللاما.

وقال اختصاصي المناعة أنطونيو لانزافينتشيا، من معهد بحوث الطب الحيوي في سويسرا، لمجلة science: "هذه قصة رائعة وتُظهر قوة هندسة الأجسام المضادة".

يحتوي النوعان الرئيسيان المسبِّبان للأنفلونزا في البشر، والمعروفان ببساطة باسم "أ" و"ب"، على مجموعة مختلطة من السلالات التي تتطور بشكل مستمر بفضل احتواء الممراض (أي مسبب المرض) على جينوم ذي قدرة عالية على التجزئة.

يساعد خليط جينات الأنفلونزا على التغيير المستمر لنوع العلامات البيولوجية التي يحملها الفيروس على سطحه والتي تسمى راصة دموية، ما يعني أنَّ الأجسام المضادة التي تعلَق على سلالة واحدة قد لا تكون مفيدة بالشكل نفسه في توسيم السلالات المنحدرة.

لقاحات تلاحق الفايروس

وفي الوقت الراهن، يخوض علماء المناعة لعبة الملاحقة للأبد، مطوِّرين لقاحات بالاعتماد على ما يقدّرونه أنَّه سيكون "صيحة" الموسم في البرد بحالة ظهورها. ويفسح هذا، المجالَ أمام العديد من الأخطاء، فضلاً عن الكثير من المصابين.

إحدى الطرق لإنتاج لقاح أكثر فاعلية قد تكون استخدام الأجسام المضادة التي يمكن أن تعلَق على أكثر من نوع واحد من الراصات الدموية المتغيرة. وعلى الرغم من وجود هذه الأجسام المضادة المحيدة على نطاق واسع، فإننا لا نزال نحتاج مجموعة متنوعة منها في كل لقاح، لتغطية ما يكفي من سلالات الأنفلونزا.

يزيد هذا من التحديات في عملية التنفيذ، وقد يعني أيضاً المزيد من اللقاحات.

سلاح متعدد أو جسم مضاد واحد متعدد الأغراض

يضع هذا النهج الجديد هياكل عدةِ أجسامٍ مضادةٍ في جسم مضاد واحد متعدد الأغراض. والأفضل أنَّه يقوم بذلك في حين يختزل الأجسام المضادة إلى بروتين متناهي الصغر، يصل لأماكن أعمق في غلالة الواقية للفيروس.

وهنا يأتي دور اللامات.

أتى هذا الإلهام من نوع مشابه لأجسام مضادة ضئيلة الحجم وذات غرض واحد تنتجها حيوانات مثل الجمليات، وتفتقر إلى الجزء الإضافي الكبير من السلاسل الداعمة للأحماض الأمينية، التي تنتجها حيوانات مثل الجمليات.

باستخدام الأجسام المضادة المأخوذة من اللامات كمرصاف، صمم الفريق جيناً لجسم مضاد مضغوط، ذا 4 أغراض، قادر على الالتصاق بأنواع مختلفة من الراصات الدموية.

بدت الأجسام المضادة في الظروف المثالية قادرة على منع الإصابة بـ60 نوعاً مختلفاً من سلالة فيروس الأنفلونزا.

لكن لسوء الحظ، نوع مماثل من الأجسام المضادة المفصلة متعدد العناصر ليس شيئاً يمكن أخذه ببساطة من مجموعة لامات ملقحة.

لذا ابتكر الباحثون حلاً بارعاً.

إذ وضعوا الجينات في فيروسات غدانية -وهي فيروسات متعددة السطوح- بحيث يمكنها بعد ذلك ضخ البروتين بمساعدة الخلايا في غشائنا المخاطي الأنفي.

رشة قليلة من هذه الأجسام المضادة المصنَّعة، في كل فتحة أنفية، يمكن نظرياً أن تعطي مناعة ضد هذه الفيروسات متعددة السلالة.

حتى الآن، تبدو العملية ناجحة على عينات الفئران، إذ نقل الباحثون الأجسام المضادة في كل من الحقن المباشر، ومن خلال الفيروسات الغدانية، وأصابوها بسلالات تتكيف مع طبيعة أجسام الفئران من أنفلونزا H1N1، وH2N2، وأنفلونزا "ب". ووفر كلاهما مناعة عند استخدام جرعات منخفضة نسبياً.

بدت الأجسام المضادة أيضاً نشطة وقتاً طويلاً كفاية لتقوم بمهمتها، إذ استمرت أكثر من 9 أشهر في الفأر، و4 أشهر حين حقنت بقرود الريص الهندي (تُعرف أيضاً باسم المكاك).

لكن أمامنا وقت

ليكون الأمر واضحاً، قد يكون أمامنا بعض الوقت إلى أن نملك رذاذاً أنفياً موسمياً يمكن أن يتعامل مع معظم سلالات البرد، إذ تأخذ الاختبارات السريرية على البشر سنوات، وهناك عدد من الأشياء التي يمكن أن تنهي حتى أكثر أساليب العلاج الواعدة.

لكن الإشارات تبدو جيدة. كل عام، يموت عشرات الآلاف من الأشخاص في أميركا وحدها من فيروس البرد أو من مضاعفاته، ومعظم هؤلاء الضحايا من كبار السن أو حديثي الولادة. وأي أثر يمكن أن نقوم به في وباء الأنفلونزا السنوي قد يُحدث فرقاً بين الحياة والموت بالنسبة لأحبائنا.