هل قرأتم عن التاريخ الغريب للأمراض؟ تخيّلوا أن هناك 5 منها تشخصيها خاطئ تماماً !

عربي بوست
تم النشر: 2018/10/02 الساعة 16:06 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/10/02 الساعة 16:07 بتوقيت غرينتش
صورة لشابة مدمنة

هل سمعت من قبل بـ "التاريخ الغريب للأمراض" التي اتضح أن تشخصيها كان خاطئاً تماماً؟

نشرت مجلة Science Alert في هذا الإطار موضوعاً تحدثت فيه عن تشخيص الأمراض.

التاريخ الغريب للأمراض

وقالت في مقالتها العلمية التي صدرت بداية أكتوبر/تشرين الأول 2018: "في إطار سعينا اللامتناهي لتخفيف المعاناة، نجمع الأعراض والخلل التشريحي في تعريفٍ واحد مطلقين عليه اسم مرض".

وصحيحٌ أنَّ هذه الطريقة أثبتت فاعليةً بالنسبة للجزء الأكبر من الأمراض، لكن تبيَّن لنا بعد فوات الأوان أننا كثيراً ما نخطئ، تاركين وراءنا مقبرةً من الأمراض التي لم يعد من الممكن اعتبارها حميدة.

ولا يقتصر الأمر على جعلنا نتساءل عمَّا كنا نظنه، بل يجعلنا نتساءل عمَّا قد يصنعه الأطباء في المستقبل لمجابهة بعض الأمراض الحالية.

نستعرض هنا حفنةً من التشخيصات الطبية المهجورة منذ فترة طويلة، التي لا يكتبها الأطباء على الشهادات الطبية.

1- الوهن العصبي

هل تعمل فوق طاقتك؟ هل تشعر بالإجهاد؟ بتعكر المزاج؟ أو بالأحرى العجز؟

منذ نحو قرن، كان الطبيب سيشخص حالتك على أنَّها وهنٌ عصبي وينصحك بالذهاب للتخييم أو الاختباء في غرفة مظلمة، اعتماداً على نوع جنسك.

إذ طلب الأطباء من الرئيس السادس والعشرين للولايات المتحدة، ثيودور روزفلت، الذهاب في جولة على الحدود لعلاج حالته العصبية.

أمَّا بالنسبة للنساء، يعني هذا التشخيص الشعور بمللٍ لا يُطاق بدون القدرة حتى على قراءة كتاب.

كانت هذه الحالة تُعزى إلى نفاد الطاقة من الجهاز العصبي بسبب أسلوب الحياة الحديث المزدحم للغاية بالأعمال، ما ألهم البعض لتسميته بالداء الأميركي.

وبصفته مرضاً راقياً إلى حدٍّ ما، فقد أعطى الذين يفتخرون بالعمل فوق طاقتهم سبباً جيداً للهروب من الحياة لفترة من الوقت.

ولكن منذ منتصف القرن العشرين، حلَّت بعض الاضطرابات العصبية الأخرى محل مرض الوهن العصبي. تلاشى هذا المرض واختفى من الكتب الطبية.

لذا ستحتاجون الآن إلى عذرٍ آخر للذهاب إلى التخييم واعتزال الحياة.

2- النوستاليغا

إذا سبق لك الاشتياق إلى طعام والدتك المطهو في المنزل أو كنت تفتقد دفء سريرك وأنت بعيد عن المنزل، فكِّر في الجنود السويسريين في القرن السابع عشر، الذين كان حنينهم إلى الوطن شديداً للغاية، لدرجة أنَّ الأطباء أقسموا أنه قد يقتلهم.

إذ وصف الطبيب يوهانس هوفر هذه الحالة بأنها "مرض عصبي ذو أصل شيطاني"، وأطلق عليها نوستاليغا، وهو المصطلح الذي مازلنا نستخدمه إلى يومنا الحالي.

وفي كتابٍ يرجع إلى القرن التاسع عشر كتبه الطبيب الفرنسي جان بابتيست فيليكس ديسكوريت، هناك دراسات حالة عن تسبُّب النوستالجيا في وفاة شخصين، أحدهما "اختنق من اليأس بسبب الاضطرار إلى مغادرة المسكن الذي كان يعتز به أكثر من اللازم".

ومع أنَّ هذه الحالة مؤلمة، لم تعتبر خطرة لأكثر من قرن من الزمان. ولكن ما زال من المفيد محادثة والدتك عبر الهاتف تحسُّباً، فربما تفتقدك.

3- الهستيريا

كان علم التشريح صعباً في العصور القديمة.

إذ لم تكن الأعضاء دائماً في الأماكن المتوقعة، لاسيما داخل أجساد حديثي الوفاة (وأيضاً من هم ليسوا حديثي الوفاة).

لذا يمكننا أن نغفر لهم التفكير في أن الرحم -أو على الأرجح معظم الأعضاء- كانت تميل إلى التحرك قليلاً.

فمنذ العصور الكلاسيكية في اليونان، ساد اعتقادٌ بأنَّ داء الرحم المهاجر يتسبب في جميع الأعراض التي كانت تظهر على المصابين به.

إذ قيل إنَّ تحرك بطانة الرحم هو السبب في نوبات الضحك أو البكاء اللاإرادية، والشعور بالاختناق، والعواطف الجياشة.

وكانت هذه الحالة تُعالَج عبر الحمل، أو التعرض للأعشاب ذات الرائحة اللطيفة.

لكننا الآن نفهم الكثير عن علم التشريح، وأصبحت الهستيريا جزءاً من الماضي.

وبدلاً من ذلك الاعتقاد القديم، أصبحنا ندرك الآن أن الهرمونات الشاردة هي السبب في عدم قدرة المرأة على تلبية التوقعات الاجتماعية.

4- الاخضرار

تماماً كالهستيريا، اهتمت دراسة حالة مرض الاخضرار بتوقعات أفعال المرأة، أكثر من اهتمامها بطبيعة المعاناة الشخصية.

للوهلة الأولى، تتلاءم الحالة مع وصفٍ قديم لفقر الدم.

إذ ذكر الطبيب البريطاني توماس سيدينهام في القرن السابع عشر أنَّ أعراض هذه الحالة تتضمَّن سوء لون الوجه، والصداع، وغياب الحيض.

كان علاجه هو شرب الماء المحتوي على الحديد.

لكنَّ العلاجات السابقة كلها تركَّزت حول إنجاب الأطفال. بمعنى آخر، قيل إنَّ عدم حمل الشابَّات بسرعةٍ كافية يتسبب في الإصابة بمرض الاخضرار.

نستشعر وجود تشابهاً هنا.

5- الدرابتومانيا

في منتصف القرن التاسع عشر، لم يستطع طبيبٌ أميركيٌ يدعى صامويل كارترايت معرفة سبب عدم رغبة بعض العبيد الأميركيين الأفارقة في البقاء عبيداً.

فابتكر مرضاً ليفسّر هذه الظاهرة. وأطلق عليه لفظ drapetomania، المشتق من كلمة drapetes اليونانية التي تعني الخادم الهارب.

واعترف أن هذا لم يكن معروفاً لدى الأطباء، ولكن مالكو المزارع فهموه جيداً.

كان علاج العبيد الهاربين بسبب هذا المرض العقلي هو جلدهم بالسوط وإصابتهم بالعرج.

ولا شكَّ أنَّ اعتبار هذه الحالة مرضاً خدم أغراضاً خفية، فبوصفه اضطراباً صحياً، تمكَّن مُنفِّذو العقوبة من إدعاء أنهم يفعلون عملاً خيرياً  في مصلحة الضحية.

وبطرقً عديدة، أصبح إدراكنا للمرض بعيداً للغاية عن تلك الاعتقادات.

ومع استمرار التطور، من المفيد إعادة التفكير في التاريخ والتساؤل عن كيفية وصولنا إلى هذه التفسيرات الخاطئة.

 

علامات:
تحميل المزيد