لدى "ناسا" خطة جديدة كلياً، تريد من خلالها إرسال البشر إلى القمر خلال 10 سنوات وإلى المريخ خلال 20 سنة، وقد تزيد المدة عن ذلك أو تقل، حسب موقع Science Alert الأميركي.
أعلنت وكالة الفضاء، يوم الأربعاء 26 سبتمبر/أيلول 2018، عن خطة وطنية مفصلة لاستكشاف الفضاء؛ سعياً لتحقيق أهداف الرئيس ترمب الطموحة التي أقرها في الأمر التنفيذي رقم 1 لسياسة الفضاء، في ديسمبر/كانون الأول 2017.
تضم هذه الخطط الجريئة الآتي، التخطيط لإنزالٍ جديدٍ على القمر، وانتشارٍ طويل الأمد للبشر حول القمر، إعادة تأكيد الريادة الأميركية في الفضاء، وتعزيز دور شركات الفضاء الخاصة، وإيجاد طريقة لإرسال رواد الفضاء الأميركيين إلى المريخ.
هناك العديد من النقاط المجهولة في الخطة
من أهم هذه النقاط مدى قدرة العلماء على إيجاد طريقة تحفظ رواد الفضاء من مخاطر الفضاء العديدة.
أخذ العلماء في "ناسا" هذه الاعتبارات في حسبانهم عند سردهم تفاصيل الجداول الزمنية المتوقعة لتحقيق كل هدف، وذلك في التقرير البالغ طوله 21 صفحة، ابتداءً من المدار المنخفض للأرض (LEO)، وصولاً إلى المدارات القمرية (المساحة الفاصلة بين الأرض والقمر)، ثم الهبوط على المريخ.
بالفعل، يضم الإطار الزمني الذي تتوقع "ناسا" إنجاز أهدافها المرحلية الأساسية فيه، للوصول إلى أهدافها النهائية، التواريخ التي تتوقع فيها "ناسا" التوصل إلى الطريقة التي ستنفذ بها مراحل معينة من الخطة.
هذه نقطة مهمة؛ لأنها تعني أن "ناسا" سيكون بإمكانها دمج المعرفة التي ستكتسبها على طول الطريق في خططها.
أي مزاعم، كتلك الواردة في التقرير الجديد لـ"ناسا"، والتي تتوقع تجوُّل رواد الفضاء على المريخ في ثلاثينيات القرن الحالي، تنطوي على المرونة في ذاتها، وقد تتغير إذا واجه باحثو "ناسا" عقبة أو اثنتان في العملية.
على سبيل المثال، تخطط "ناسا" للانتظار حتى تبيِّن نتائج بعثة المريخ 2020، التي سيجمع خلالها مسبار فضائي عينات من سطح الكوكب الأحمر، ويحللها قبل أن تبدأ في تحديد ميزانية للبعثة المأهولة، التي من المقرر لها أن تتم في وقت ما من ثلاثينيات القرن الحالي.
لكن قبل حتى أن تفكر "ناسا" في إرسال رواد فضاء إلى المريخ، هناك ألغاز أساسية يجب عليها حلها
على سبيل المثال، ستطلق "ناسا" 13 قمراً اصطناعياً مكعباً صغيراً، تسمى CubeSats، إلى مدار الأرض المنخفض في 2020؛ لتتعلم كيف تجهز حمولات أفضل للسفر في الفضاء، سواءً إلى القمر أو المريخ أو ما هو أبعد من ذلك.
ما إن تصل تلك الأقمار الاصطناعية إلى المدار، تأمل "ناسا" استخدام ما تعلَّمته منها لإرسال رواد فضاء إلى مدار القمر بحلول يونيو/حزيران عام 2022.
هذه الفجوات في خطة "ناسا" المقترحة ليست من قبيل المصادفة؛ بل تمثل فجوات أساسية في فهمنا للفضاء والسفر بين الكواكب. بعبارة أخرى، تمثل هذه الفجوات الأشياء التي يود علماء "ناسا" تعلُّمها.
وإذا التزمت "ناسا" بخططها الزمنية، فستتمكن من تحقيق هذه الأهداف، التي ستمضي بنا قدماً في مساعينا لاكتشاف الفضاء.