تأرجح الأرض في الفضاء يعود مرة ثانية خلال أعوام.. والسبب نحن البشر

عربي بوست
تم النشر: 2018/09/26 الساعة 12:02 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/09/26 الساعة 19:25 بتوقيت غرينتش
orange Sunrise over earth as seen from space. With moon and stars background. Elements of this image furnished by NASA. https://visibleearth.nasa.gov/view_cat.php?categoryID=1484

وجدت دراسة جديدة قام بها باحثون في مختبر الدفع النفاث، التابع لوكالة ناسا، وعدّة جامعات ومراكز علمية عودة حالة تأرجح الأرض في الفضاء، بسبب الاحتباس الحراري الذي يساهم البشر بتفاقمه، وتسمى هذه الحالة "الحركة القطبية".

عندما تنظر إلى الأرض من بعيد تبدو لك وكأنها كرة مثاليّة، لكنَّ هذا غير صحيح في الواقع، ولأنها ليست متساوية الجوانب، بسبب كتل اليابسة التي تتحرك وتتغير بمرور الوقت، فكوكبنا يدور بشكل غير منتظم.

3 عوامل أحدها بسبب البشر!

وبحسب موقع BGR الأميركي، استخدم الباحثون ثروةً من البيانات التي تم جمعها على مدار أكثر من 100 عام، لبناء نماذج رياضية لتتبُّع أسباب التأرجح، ووجدوا أن هناك 3 عوامل تلعب دوراً، وأن البشر مسؤولون عن أحدها.

ووفقاً لما قاله العلماء، فهما الارتداد الجليدي والحمل الحراري.

إذ يحدث الارتداد الجليدي عندما تدفع الأغطية الجليدية السميكة كتل اليابسة إلى الأسفل، مما يشكل ضغطاً عليها، ثم يزول هذا الضغط عند الذوبان.

وترتفع طبقات الأرض مرةً أخرى مع مرور الوقت، مما يتسبَّب في تمايل الكرة الأرضية في دورانها حول المحور.

وإلى يومنا هذا، لا نزال نشعر بآثار العصر الجليدي الأخير في شكل ارتداد جليدي، وهو العصر الذي كان يشكل فيه الجليد ضغطاً كبيراً على الأراضي عبر العديد من القارات.

أمّا الحمل الحراري، وهو العامل الآخر الذي لا يمكن التحكم فيه في تمايل الأرض، فيتعلق بما يحدث داخل كوكبنا، إذ تتسبب حركة الصخور السائلة الموجودة أسفل القشرة الأرضية في تحرك طبقات القشرة الأرضية باستمرار.

ويعتقد الباحثون أن هذه التيارات تساهم أيضاً في عدم انتظام دوران الكوكب حول محوره.

الاحتباس الحراري: Photo: Tom Wang/Shutterstock

 

كيف تسبَّب البشر بتأرجح الأرض!

العامل الثالث والأخير الذي حدَّده العلماء هو فقدان الجليد على نطاق واسع في منطقة غرينلاند بالدنمارك، ومناطق أخرى في القطب الشمالي. وهي النتيجة المباشرة للاحتباس الحراري بسبب الأنشطة البشرية، ويقدر الباحثون أن غرينلاند فقدت ما يقرب من 7,500 غيغا طن، أي 7,500,000,000,000 طن متري من الجليد بسبب الاحتباس الحراري.

نعم لقد فقد كل هذا الجليد في القرن العشرين، وقد تم الاستشهاد بإنتاج الغازات المسببة للاحتباس الحراري كمسبب رئيسي. لقد تسبب فقدان كل هذه الكتلة في حدوث تحول كبير على هذا الكوكب، وساهم في التذبذب كذلك.

وتقول ناسا، إنه "مع تحديد هذه العوامل الثلاثة، يمكن للعلماء التمييز بين تغيرات الكتلة والحركة القطبية الناجمة عن عمليات الأرض طويلة المدى، التي لا نملك إلا القليل من التحكم فيها، وبين تلك الناجمة عن تغير المناخ".

إنهم يعلمون الآن أنه إذا تسارعت خسارة الجليد في غرينلاند، فمن المرجح أن الحركة القطبية سوف تتسارع أيضاً.

وفي 2005 قال باحثون استراليون إن الارض أصبحت تتأرجح مثل الجرس بعد أن ضرب زلزال عنيف  قاع المحيط الهندي قبالة أندونيسيا، وسبب أمواج مد عاتية.

أكثر من 8 كوارث طبيعيّة لحقت بالأرض خلال عام 2018، وأدت لمقتل الآلاف، وأكد الباحثون أن أغلب هذه الكوارث كان بسبب تغير المناخ على الأرض، والنمو السكاني، والتنمية الاقتصادية والصناعية، أي بمعنى آخر، بسبب البشر.

ولكن السؤال الذي يطرح نفسه حالياً، ما الكارثة التي ستقع إذا بقيت الأرض في حالة التأرجح هذه؟.

 

الاحتباس الحراري:Håkan Jansson/Alamy

تحميل المزيد