لا شيء ألذ من طماطم زرعتها بنفسك.. . إليك أساسيات زراعة الحدائق المنزلية لغير المزارعين

إذا أردتَ تنمية مواردك الغذائية، فمن الضروري لك أولاً أن تتعلم المتطلبات الأساسية لزراعة الحدائق المنزلية. فلا شيء ألذ من طماطم زرعتها بيديك.

عربي بوست
تم النشر: 2018/09/21 الساعة 17:54 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/09/21 الساعة 17:54 بتوقيت غرينتش
Granddaughter is picking up carrot with her grandfather in the garden.

من فوائد العيش البسيط في منزلٍ صغير تعلُّم المرء أن يعيش على خير الأرض عبر زراعة الحدائق المنزلية. لو أردتَ تنمية مواردك الغذائية، فمن الضروري لك أولاً أن تتعلم المتطلبات الأساسية لزراعة الحدائق المنزلية.

تعلَّم زراعة حديقة صغيرة في أول موسم أو عام، ثم في العام التالي قد تودُّ التعامل مع مشروعٍ أكبر.

لا تتوقع أن تعيش معتمداً على خير حديقتك مباشرةً، لا سيما إن كنت مبتدئاً، فحتى إن المزارعين أصحاب الخبرة يمرون بسنواتٍ سيئة.  

تعلّم أساسيات تخطيط الحديقة، وتجهيز قطعة أرضك وزراعة خضرواتٍ قليلة. ابحث عن أفضل النباتات المناسبة لمنطقتك، وافهم التربة التي تتعامل معها وأي نباتاتٍ يكمل بعضها بعضاً (كما سوف نشرح هنا).

لذا، لو كنتَ مهتماً بالبدء بزراعة طعامك هذا العام (2018)، فإليك أساسيات الزراعة المنزلية للمبتدئين، وفق ما نشره موقع The Tiny Life المتخصص بإدارة موارد وشؤون المنازل:

ابحث أولاً عن متطلبات الحدائق المنزلية

ثمة عوامل عدة ينبغي التفكير فيها عندما تخطط لتجهيز حديقتك، وهذه العوامل تتجاوز نوع الخضراوات التي تحب أكلها. معظمنا يعرف أنَّ النباتات تتطلب أساسياتٍ هي المياه والأكسجين وضوء الشمس والمواد المغذية.

يبدو الأمر بديهياً، لكنَّ الكثير من المزارعين المبتدئين يرتكبون أخطاءً عندما ينسون هذه المتطلبات الأربعة البسيطة. يزرع بعض المزارعين الجدد نباتاتٍ في المناخ الخطأ أو ببقعةٍ ليس بها ما يكفي من الشمس؛ وقد لا يعرفون أنَّ النباتات تتطلب تربةً جيدة، مفترضين أنَّ بإمكانهم الزراعة في أي قطعةٍ من التراب.

وزرع البذور قريبة للغاية بعضها من بعض قد يجعل النباتات تكافح للحصول على كفايتها من الشمس. وثمة نباتات أيضاً ذات متطلباتٍ غذائية متشابهة، فتسرق الغذاء بعضها من بعض لو زُرِعَت معاً في مساحة صغيرة أو حوض.

 

تذكر: زراعة الحدائق المنزلية رحلة، لا وِجهةً تحاول الوصول إليها

تخطيط الحدائق يستغرق ساعات، والحصول على ما يكفي من الطعام لاحتياجات شخصٍ واحد حتى، يتطلب الكثير من البصيرة والجهد. وعادةً ما يزرع البستانيون محاصيلهم المفضلة للاستمتاع ولمتعة الزراعة نفسها، لا من أجل الاعتماد عليها كغذاء.

أما الحدائق المنزلية التي تعمل بغرض توفير الغذاء فتتطلب الكثير من التعلم والجهد. ومرةً أخرى، ابدأ صغيراً وتذكر: هذه رحلة، لا وِجهةً تحاول الوصول إليها. وينبغي لك البدء بتخطيط حديقة يمكنك الحفاظ عليها والاستمرار في رعايتها.

طبعاً، من الممكن بالتأكيد أن تخطط لحديقةٍ كبيرة تعطيك الكثير من الخضراوات لتستمتع بها. ابدأ بالخضراوات الموصى بها لمنطقتك. خذ بعين الاعتبار أيام النضج وقارِنها بموسم النمو. ثمة الكثير من مخططات النمو، مثل هذا الذي أعدَّته جامعة Iowa State University، لتبين لك الوقت المطلوب لكل نبتة.

من الصعب تحديد عدد النباتات التي ينبغي أن تخطط لزراعتها. وبشكلٍ عام، ربما ينبغي للبستانيين المبتدئين تجربة تشكيلة من البذور والشتلات ليعرفوا ما الذي يثمر وما الذي يعاني في أرضهم.

وفي حين تتعرف على أي النباتات التي تبلي بلاءً حسناً، ركِّز على زراعة هذه النباتات في المستقبل (مع أنَّ الأمر قد يختلف من عامٍ لآخر).

تجنَّب الزراعة في الأحواض (إن كان ذلك ممكناً)

يبدو أنَّ زراعة الأحواض تناسب المساحات الصغيرة، لكنَّها صعبة؛ لأنَّ النباتات ينتهي بها الحال مقيَّدة بالأصيص ويصير نموها محدوداً. طبعاً، لو كانت الزراعة في الأحواض خيارك الوحيد، فهي أفضل من لا شيء. لكنَّ توصية الخبراء هي أن تزرع في الأرض أو أحواض الزراعة المرتفعة عن الأرض، متى كان ذلك ممكناً.

ثمة الكثير من البدائل لزراعة الأحواض مثل البساتين الرأسية والزراعة المائية التي تناسب المساحات الصغيرة، أو إذا لم يكن لديك الكثير من مساحة الزراعة في أرضك، لكنَّها متعبة.

في الزراعة الأولى.. من الأفضل ألا تبدأ من الصفر

وربما يكون من الأفضل للمزارعين الجدد البدء بالشتلات لا البذور. ففي النهاية، لو كنتَ تفضل استخدام بذور متوارثة من نباتات أقدم، فيمكنك البدء بادخار بذورك الخاصة، لكن عند البدء، من الأفضل ألا تبدأ من الصفر.

الشتلات سهلة النقل من الإصيص إلى الأرض (أو إلى حوض أكبر حجماً). لو كنتَ تريد البدء ببذورك في الأماكن المغلقة، فأنت بحاجة إلى أن تجعل البراعم تعتاد أولاً على الجو الخارجي قبل زراعتها.

يعطي هذا البراعم فرصةً للتعود على الحياة في الهواء الطلق، بصرف النظر عن نوع الأوعية (أو الأرض) التي ستزرعها فيها. وأقترح أن تنتظر على الأقل عدداً قليلاً من السنوات قبل أن تحاول بدء زراعة نباتاتٍ داخل المنزل وإنتاج شتلات؛ ذلك أنَّ الزراعة من البذور نوع من أنواع الفن. لذا اجعل الأمر بسيطاً في البداية واشترِ شتلاتٍ وابدأ بزراعتها.

جهِّز تربتك.. ولا تبخل عليها بالسماد

يجب إضافة سماد عضوي من بقايا طعامك

التربة هي أحد العوامل المهمة لنجاح حديقتك المنزلية. بصرف النظر عن حجم حوض الزراعة، أو قطعة الأرض، فإنَّ خليط التربة محوري لنباتاتك. باختصار، ينبغي أن تشتمل تربتك على 3 عناصر: الفيرميكيولايت، والسماد العضوي، والبيتموس. هذه العناصر يمكن شراؤها بسهولة من المحلات الكبيرة، أو بكمياتٍ كبيرة من موردٍ محلي.

بالإضافة إلى ذلك، ربما تريد إضافة سماد عضوي من بقايا طعامك. إذا كنتَ تملك جهازاً للتدوير، فقد تندهش من سرعة انحلال المواد العضوية إلى سمادٍ عضوي. يطعم هذا المُركَّب الغني بالنيتروجين والفوسفور والبوتاسيوم نباتاتك ويساعدها على النمو. ويمكن أن تضع سماداً مثل وجبة عظام.

لو بدأت بتربة جيدة، فليس اختبار التربة ضرورياً دائماً، لكنَّه دائماً ما يكون الممارسة الأفضل. بعد أول عام أو عامين، لو كنت تشعر بأنَّ نباتاتك صغيرة الحجم أو لا تزدهر في خليط التربة الذي اخترته، فأَجْرِ اختباراً لتربتك. يمكنك أن تشتري عدة اختبار التربة من أي متجر لأدوات تطوير المنزل.

استفِد من زراعة النباتات المناسبة بعضها إلى جانب البعض

هذه ممارسة قديمة قدم الزمان، تقضي بزراعة خضراواتٍ معينة معاً لتدعم ويكمل بعضها بعضاً. ربما توفر النباتات الكبيرة ظلاً للنباتات الأقصر، التي تفضل قدراً أقل من أشعة الشمس.

يمكن استخدام النباتات الطويلة تعريشةً للنباتات التي تنمو كالكَرم. والنباتات التي تنمو على ارتفاعاتٍ منخفضة سوف تمنع الحشائش من الانتشار.

بل إنَّ بعض النباتات تسحب العناصر الغذائية من أعماق التربة؛ لجعلها متاحةً للنباتات الأخرى ذات الجذور القريبة من السطح. وهناك نباتات قد تجذب حشراتٍ مفيدة، وتضيف النيتروجين للتربة؛ بل وحتى تُصدر روائح لإبعاد الحشرات الضارة.

لا تجمع الطماطم مع القنبيط والملفوف إلا في السَّلطة!

فالطماطم، على سبيل المثال، لا تناسب خضراوات الكرنب مثل القنبيط والملفوف والبروكلي. وهي أيضاً تجتذب الآفات التي تحب الباذنجان والفلفل؛ لذا تجنب هذه النباتات معاً.

لو أحطتَ نباتات الطماطم الخاصة بك بزهرة القطيفة أو الثوم أو الريحان، فإنَّ ذلك يصد طفيليات الديدان الخيطية والقرنية.

هذه الممارسة أمر دقيق إلى حدٍ ما، لكن هناك الكثير من النقاشات والدلائل حولها متاحة، لمساعدتك على معرفة مجموعات المحاصيل المناسبة وتعلُّم أي النباتات يكمل بعضها بعضاً.

اختر نباتات كثيفة المحصول

اختر نباتات تعطي محصولاً عالي الإنتاجية. الأعشاب والخس من النباتات التي تُحصَد باستمرار في جميع الفصول وتوفر الكثير من الأموال. ومن ناحيةٍ أخرى، لو كانت لديك مساحة صغيرة، فإنَّ نبتة بازلاء واحدة لن تعطيك -على الأرجح- أكثر من طبق بازلاء واحد.

القرع الصيفي والكوسة اثنان من المحاصيل المشهورة بالإنتاجية العالية، وهي جيدة للزراعة المنزلية للمبتدئين الذين يريدون ما يكفي من الخضراوات للحصاد والتمتع بالموسم. الخس والخضر الورقية عظيمة أيضاً للمبتدئين. ونباتات الطماطم والفلفل قد ينتج عنها محاصيل عالية هي الأخرى، حسب منطقتك.

بعض النباتات الأخرى المُسمَّاة النباتات المعمّرة تأتي عاماً بعد عام، مثل شجيرات التوت والهليون، وهي تحتاج وقتاً لتترسخ في التربة، وربما لا تُنتج الكثير من المحصول لو أنتجت محصولاً من الأساس في السنوات القليلة الأولى.

لو كنتَ تريد هذه النباتات جزءاً من حديقتك على المدى الطويل، فخطِّط مقدماً وازرع القليل منها كل عام، لكن أعطِ نفسك الكثير من النباتات المثمرة لتُحفِّز نفسك. واعرف النباتات التي تزدهر فعلاً في منطقتك وركِّز جهودك عليها.

خطِّط لنظام الري.. واقتصِد في استخدام المياه

الري يمثل مصدر قلق كبيراً في بعض المناطق؛ لذا فإنَّ امتلاك نظام للري يعمل بمؤقتات يحافظ على النباتات حيةً ويجعل الزراعة أسهل. حتى حدائق الأحواض الصغيرة تجف سريعاً خلال فترات الجفاف. ولحسن الحظ، فإنَّ النباتات ستزدهر جيداً في حالة ريها بالمياه الرمادية المُعاد تدويرها (طالما لا تحتوي على صابون).

وبصرف النظر عن أي شيء، كن مقتصداً في استخدامك المياه. تساعدك خراطيم النقع أو أشرطة التنقيط على استهداف النباتات فحسب (لا التراب المحيط بها). وتذكَّر أنَّك بحاجة فقط إلى ري جذور نباتاتك؛ بل إنَّ ري أوراق النباتات سوف يضر بالنباتات الأصغر ويتسبب في جعلها أكثر عرضةً للفطريات والعفن. أبقِ المياه للجذور.

الأعشاب ورعاية حديقتك.. الحشرات النافعة صديقتك بامتياز

حصاد ثمرات تعبك متعة لا توصف

تتطلب الحدائق المنزلية الكثير من الرعاية، تماماً مثل أي نوع آخر من الحدائق. وإزالة الأعشاب بانتظام أمرٌ مهم؛ إذ إنَّ الأعشاب تسرق المواد المغذية من خضراواتك، وتعيق نموها وتخلق ظلاً فوقها. لذا وفي حين قد تشعر بأنَّه ليست هناك حاجة تجميلية لإزالة الأعشاب، فإنَّه أمر لا بد منه.

لو اخترت الزراعة العضوية، فذلك يعني تجنب المبيدات الحشرية والكيماويات الأخرى. استخدِم أدويةً طبيعية والإزالة اليدوية للرخويات والحشرات والآفات. قطف هذه الأشياء وقتلها بالماء والصابون إحدى الطرق لفعل ذلك. قشور البيض تعمل بشكلٍ جيد أيضاً مع الرخويات والديدان.

طبعاً، يختار بعض هواة الزراعة العضوية الاعتماد على مفترساتٍ أكبر للتحكم في الآفات الأصغر. فالدجاج والبط؛ بل وحتى الثعابين غير السامة، تساعدك على التحكم في أعداد البزاقات والديدان.

ويساعد اجتذاب الحشرات النافعة مثل السيرفيديا والدعسوقات وفرس النبي على التحكم في أعداد المَنّ والحشرات. ويمكن أيضاً طلب بعض الحشرات المفيدة أو الحصول عليها من خلال مورّدي الحدائق.

أما بالنسبة للآفات الكبيرة، فإنَّ التسييج سوف يحافظ على الحفر والتنقيب والسرقة في أدنى مستوى ممكن. حافِظ على الفرشاة والحجر وأكوام الخشب نظيفةً؛ حتى لا تجد تلك الآفات موطناً طبيعياً. والأرانب وفئران الحقل تنفر من الثوم والفلفل الحار؛ لذا فإنَّ رش النباتات بهذه الروادع العضوية قد يساعد.

لاحِظ ما نما وما لم ينمُ وتمتَّع بثمرات تعبك

عندما ينتهي الموسم، فمن المهم ملاحظة ما الذي نما وما الذي لم ينمُ. تتطلب الزراعة المنزلية تخطيطاً حريصاً على مدار عددٍ من السنوات. وهناك مجال كبير للتجربة والخطأ؛ لذا فإنَّ أخذ ملاحظاتٍ سوف يساعدك على تذكُّر ما الذي يجب عليك تغييره من عامٍ لآخر.

ما إن تكن ذا خبرةٍ مدة عامٍ أو عامين في الزراعة، فسوف تشعر بالمزيد والمزيد من الثقة لزراعة نباتاتٍ جديدة وتوسيع حديقتك. لو كان هناك محصول بعينه تحب زراعته، أو محصول يؤدي أداءً جيداً في أرضك، فربما تصبح هذه الخضراوات حتى مصدراً لدخلٍ جانبي أو تجارة.

تصبح الزراعة إدماناً بمرور الوقت. وما إن تختبر النجاح مع محصولك الأول فسوف تصبح في طريقك لمزرعةٍ كاملة. اتخِذ خطواتٍ اليوم لبدء حديقتك المنزلية وتمتَّع بثمرات تعبك!