الكل استغرب الطفح الغريب على ذراعها، والتشخيص فاجأها.. أكثر المواد الغذائية صحيةً يسبب مرضاً!

عربي بوست
تم النشر: 2018/09/12 الساعة 12:15 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/09/12 الساعة 12:26 بتوقيت غرينتش
Asian women who are itching from insect bites against gray wall background. / Health care and medicine. / People with skin problem concept.

قالت الراقصة الشابة وعلامات الدهشة بادية على وجهها، "واو! ما هذا الذي على ذراعك؟" فنظرت زميلتها ومصممة الرقصات، البالغة من العمر 41 عاماً، إلى الجزء الذي أشارت إليه زميلتها، فرأت خطاً أحمر ساطع اللون على ساعدها يمتد بين المعصم والكوع.

لم تعره الراقصة أي اهتمام لأنه لم يكن يؤلمها ولم يصبها بحكة.

لقد أجروا تدريباتهم خلال الأيام القليلة الماضية في حظيرة قديمة في جزيرة مارثا فينيارد الواقعة قبالة سواحل ولاية ماساشوستس الأميركية، بعد أن تم تحويلها إلى موقع عرض، هناك ربما خدشت يدها عندما احتكت بشيء ما.

وقد أخبرت صديقتها أنه على أي حال لم يكن لديها وقت لتهتم بهذه المسألة، خاصة أنه لم يكن أمامهم سوى أربعة أيام فقط ليقدموا هذا العرض.

ولكن الطفح لم يختف وبدا أنه عليها أن تخوض رحلة طويلة لتعرف سببه، حسب تقرير لصحيفة The New York Times الأميركية.

لم تهتم بالأمر، لكن الكثيرين أثاروا قلقها!

لقد قدم هؤلاء الراقصون إلى هذا الشاطئ الشاعري للإقامة لمدة شهر في منتجع للفنانين. وقد تراوحت نشاطاتهم اليومية بين تأدية الأعمال الإبداعية في الحظيرة والتنزه على الشاطئ الرملي في الجزيرة.

ولأن الخط الأحمر الغريب لم يؤذهاِ كثيراً، باستثناء بعض الإزعاج، ولأنها شعرت بأنها بصحة عامة جيدة، نسيته ولم تكن تتذكر وجوده على ذراعها إلا عندما يسألها البعض عنه.

ولكن يبدو أن كل شخص لديه ما يقول بشأن هذا الموضوع. كان البعض متأكداً من أنه طفح لبلاب سام، فأجابتهم مصممة الرقصات أنه ربما كان كذلك بيد أنه لا يثير حكة.

في المقابل، قال لها آخرون إنها تبدو كلدغة قنديل البحر أو عدوى من نوع ما، فأكدت لهم أنه ربما كان مظهره كذلك غير أن هذه الأمور تسبب أذى أكبر. وفي يوم العرض الفني، عرضت عليها إحدى موظفات المرفق اصطحابها إلى مركز الرعاية الطارئة في صباح اليوم التالي، ونصحتها بإجراء فحص طبي في أقرب وقت.

الممرضة ذهبت بها بسرعة إلى الطوارئ

أصبحت مصممة الرقصات في حيرة من أمرها. فمن جهة، كانت العلامة الموجودة على ذراعها غريبة وغامضة، ومن جهة أخرى، لم تكن تزعجها. وكان اليوم التالي يومها الأخير على الجزيرة وفرصتها الأخيرة للاستمتاع بالشاطئ والأمواج دون مقابل مادي.

ومع ذلك، غلبها الفضول. كانت متأكدة من أن أحد الأطباء المحليين سيكون قادراً على كشف الغموض. ثم في وقت متأخر من صباح اليوم التالي، أوصلها أحدهم إلى مركز الرعاية الطارئة في الجزيرة. وعندما وصلت كان الأطباء منشغلين، ولكن تطوعت إحدى الممرضات لفحص الطفح الجلدي لإخبار المريضة ما إذا كان الأمر يستحق الاهتمام.

 لحقت مصممة الرقصات الممرضة إلى غرفة الفحص ثم رفعت كُمّ قميصها لتكشف عن الطفح الأحمر، الذي نما الآن وأصبح أكثر إزعاجاً. ثم ما لبثت أن سمعت الممرضة وهي تستنشق بحدة وتقول لها بأن عليها الذهاب إلى غرفة الطوارئ. وعلى الرغم من أنها لم تكن متأكدة من حقيقة ذلك الطفح إلا أنها كانت قلقة حياله.

في غرفة الطوارئ، فُحصت الراقصة على يد ممرضة ثم مساعد طبيب، وقد أصابت الحيرة كليهما.

مساعد الطبيب لم يصل إلى تشخيص

أخبرت الممرضة الراقصة أنها عاشت في مارثا فينيارد لأكثر من عقد ولم ترَ شيئاً مماثلاً من قبل، في حين أن مساعد الطبيب لم يتمكن من معرفة حقيقة الطفح، لتغادر الراقصة غرفة الطوارئ دون إجابات بعد أن وُصف لها كريم الستيرويد وقيل لها بأن تعود للعيادة إن ساء الوضع.

بالعودة إلى حظيرة العرض، اقترب منها موظف آخر كان قد أرسل صورة للطفح البادي على ذراعها إلى والدته الأخصائية في الأمراض المعدية في ولاية واشنطن غرب الولايات المتحدة.

وقد شاركت والدته بدورها الصورة مع زملائها في المكتب. وبينما لم يكن أي من الأطباء على يقين من طبيعة ذلك الطفح، أجمعوا على أنه قد يكون عرَضاً شاذاً للحمامى المهاجرة، وهو الطفح المصاحب لداء لايم. لقد كانت تلك الأخصائية تعيش في مارثا فينيارد، حيث كان مرض لايم شائعاً بشكل عملي، لذلك اقترحت الطبيبة أن تتعالج الراقصة بمستحضر الدوكسيسيكلين.

بدا ذلك منطقياً بالنسبة للراقصة، فقد سمعت العديد من التحذيرات التي تنصحها بإجراء فحص حول القرادة، لأن خطر الإصابة بمرض لايم كان مرتفعاً في الجزيرة. ولكن صادف ذلك يوم الأحد والصيدلية المحلية مغلقة، فيما كان الفريق يستعد للعودة إلى مدينة نيويورك في اليوم التالي.

وعندما أرسلت صورته لطبيبها اتصل بها مبدياً القلق

ويوم الإثنين، أرسلت الراقصة ملاحظة إلى طبيب الرعاية الأولية الخاص بها، عبر بوابة المرضى على الإنترنت، تطلب وصفاً للمضاد الحيوي الموصى به. كما أرسلت صورة للطفح الذي ألم بها، فأعطاها موظف المكتب الوصفة الطبية، وبدأت في استخدام في العلاج.

في صباح اليوم التالي، تلقت مكالمة من طبيبها. كان الطبيب قلقاً بشأن الخط الأحمر المتواجد في ذراعها مما أثار لديه شكوكاً حول إصابتها بداء لايم، لكنه لم يكن يشبه الطفح الجلدي الذي يصاحب عادة داء لايم. في هذه الحالة، تحتاج الراقصة لرؤية طبيب الأمراض الجلدية أو طبيب مختص في الأمراض المعدية للحصول على تشخيص حقيقي.

الطبيب المتخصص تخوف من عدوى فطرية

حتى الآن، كانت الراقصة تشعر بالقلق كثيراً. لقد اتصلت بمكتب د. ديفيد بيخر، الأخصائي في الأمراض المعدية الذي أوصاها به طبيبها ليعاين حالتها ذلك الأسبوع. كان بيخر رجلاً طويل القامة وحسن المظهر وفي نفس سنها.

لقد حدثته عن قصتها باختصار. كان أول ما خطر بباله، عندما كان يستمع إليها، أن ما تعاني منه الراقصة هو داء الشعريات المبوغة، وهو عدوى فطرية تعرف غالباً باسم مرض بستاني الورد لأنه يعيش في النباتات ويمكن أن ينتقل عبر الجروح مثل تلك التي تسببها الأشواك. ويمكن أن ينتقل من موقع التلقيح المتواجد في أغلب الأحيان على اليد، ومن خلال الجهاز اللمفاوي ليشكل خطاً أحمر متورماً ينتشر على كامل الذراع.

عندما عرضت عليه ذراعها، رفض هذه الفكرة على الفور. بدأ الخط الأحمر، الذي يتراوح عرضه بين سنتيمتر واحد وسنتيمترين، بالظهور مباشرة من معصمها على جانب الخنصر من الساعد، ثم شق الذراع ليصل إلى كوعها.

كان الجلد المصاب متورماً بعض الشيء ومقشراً قليلاً. لقد عرف بيخر على الفور أنه طفح جلدي، حيث  سألها: "هل شربت بعض من الكورونا وأنت على الشاطئ؟" انزعجت الراقصة من السؤال. ما هذا السؤال! طبعاً لا"، لأنها لم تكن تشرب أي نوع من الكحول على الشاطئ.

حاول الطبيب الاستفسار مرة أخرى حول ما إذا قامت بإضافة عصير الليمون في أي مشروب بينما كنت على الشاطئ؟ فأجابت: نعم، تقريباً. لقد كانت تضع عصير الليمون في الماء الذي تأخذه معها إلى الشاطئ. ونظراً لأنها كانت ترقص لساعات طويلة كل يوم، كانت تشرب الكثير من الماء. وغالباً ما تقوم بعصر بعض الليمون في الماء للحصول على النكهة.

إنه مرض الليمون الحامض!

لقد أكد الطبيب أن سبب الطفح الجلدي كان جراء الليمون، ولم تكن تعاني من مرض اللايم، إنه أمر غريب حقاً أن يكون الليمون الذي يعد واحداً من أكثر الحمضيات انتشاراً والمعروف بفوائده العديدة هو سبب لمشكلة صحية بهذا الحجم.

كان لديها ما يسمى بمرض الليمون الحامض، وفي الأوساط الطبية يسمى هذا المرض بالتهاب الجلد الضوئي النباتي.

ويحتوي عصير الليمون على مواد كيميائية تُعرف باسم الفوروكومارين التي تسبب تفاعلاً جلدياً عند تعرض الجلد لضوء الشمس.

في مرحلة ما، مع إضافة الليمون لشرابها، قد يكون بعض العصير قد انسكب على ذراعها. ومن المؤكد أنها قامت بغسل يديها وليس ذراعيها لذلك تفاعل ضوء الشمس مع العصير الذي جف على ذراعها مسبباً لها هذا النوع من الطفح.

لا يظهر الطفح الجلدي على الفور، ويستغرق الأمر نحو 24 ساعة حتى يبدأ بالظهور، وهذا ما يجعل رؤية الرابط بين السبب والنتيجة، العصير وعلامات الالتهاب، أكثر صعوبة. وأضاف الطبيب أن هذا لا يعد رد فعل تحسسياً (أي ليس ناتجاً من حساسية معينة)، وإنما يمكن أن يحدث لأي شخص يشرب عصير الليمون ومن ثم يتعرض لأشعة الشمس.

وهو أكثر انتشاراً في الصيف

يقول بيخر إنه يرى هذا النوع من حالات الطفح بضع مرات في السنة وعادة ما تكون في الصيف، ولكن هناك أيضاً من يتعرض لهذا الطفح في فصل الشتاء، خلال موسم الرحلات البحرية.

 دائماً ما يسأل إذا كان المريض يشرب الكورونا الكحولي على الشاطئ لأن مرتادي الشاطئ غالباً ما يشربون عصير الليمون حينها.

يقول: في معظم الأوقات، يتساءل الأشخاص مندهشين حول معرفتي بذلك.

ثم ضحك. لقد تم العثور على المادة الكيميائية المسببة لهذه الحالة في الأطعمة الأخرى أيضاً، مثل الزنباع والليمون والكرفس والجزر والبقدونس، ولكن في كثير من الأحيان يكون السبب الرئيسي في ظهور هذا الالتهاب هو عصير الليمون.

وقد تكون أعراضه أسوأ بكثير، ولكن هل له علاج؟

 يُعرف هذا النوع من ردود الفعل أحياناً باسم "التهاب الجلد مارغريتا". ويمكن أن يكون الطفح الذي يسببه هذا النوع من الالتهاب أسوأ بكثير، حيث يعاني من يصابون به من تقرحات وتورم قد تكون مؤلمة للغاية، لذلك تعتبر مصممة اللوحات الراقصة محظوظة. وأوضح الطبيب أنه لا يوجد شيء يمكن فعله الآن. وقد يستغرق الأمر بعض الوقت، وأحياناً عدة شهور، حتى يختفي الطفح الجلدي.

لقد مر شهران على حالة راقصة مارثا فينيارد وتعرضها لطفح جلدي على الشاطئ، ولكن الخط الأحمر لا يزال موجوداً على يدها. لقد خف قليلاً، وبهت لونه، لكنه لا يزال مرئياً. وفي المرة القادمة عندما تُسأل مصممة اللوحات الراقصة عن الخط الذي يشق ذراعها، سيكون لديها قصة لترويها.