قم باختبار الدم الجديد لمعرفة نظام الساعة البيولوجية في جسمك ومعرفة أوقات النشاط والنوم وتناول الأدوية

سواء كنت من الأشخاص الذين يذهبون إلى فراشهم باكراً أو الذين يظلون مستيقظين إلى ساعات متأخرة من الليل أو الذين يقدمون أفضل ما لديهم في الصباح، تأكد أن ذلك يرتبط بالاختلافات الطفيفة في نظام ساعتك البيولوجية. ولكن إذا لم تكن تعرف ما هي طبيعة نظام ساعتك البيولوجية، فقد يساعد اختبار الدم في يوم من الأيام على معرفة ذلك.

عربي بوست
تم النشر: 2018/09/11 الساعة 12:22 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/09/11 الساعة 17:03 بتوقيت غرينتش
A doctor is 24 hours a day concept design.

سواء كنت من الأشخاص الذين يذهبون إلى فراشهم باكراً أو الذين يظلون مستيقظين إلى ساعات متأخرة من الليل أو الذين يقدمون أفضل ما لديهم في الصباح، تأكد أن ذلك يرتبط بالاختلافات الطفيفة في نظام ساعتك البيولوجية. ولكن إذا لم تكن تعرف ما هي طبيعة نظام ساعتك البيولوجية، فقد يساعد اختبار الدم في يوم من الأيام على معرفة ذلك.

تزامن إيقاع ساعة جسمك والوقت الفعلي

قد يكون ذلك أمراً مهماً، نظراً لأن الاختلال بين ساعة جسمك والوقت الفعلي قد يكون ضاراً، (ومن بين الأمثلة على هذا الاختلال، قد تشير الساعة الذرية الأكثر دقة إلى الساعة 8 مساءً، بينما تقول الخلايا داخل جسم الإنسان، لا، إنها الساعة 6 مساءً). وقال الباحثون إن هذا الاختبار يمكن أن يساعد الأطباء أيضاً على تقديم جرعات الأدوية في أوقات محددة. في الأثناء، لا بد من إجراء المزيد من الأبحاث قبل القيام بالاختبارات السريرية.

اختبار الدم الجديد، أو توقيع الزمن

وتجدر الإشارة إلى أن اختبار الدم الجديد الذي يطلق عليه اسم Time Signature، يعمل وفقاً لآلة تستند بالأساس على الخوارزميات، مبرمجة لكي تقوم بالبحث عن أنماط التعبير الجيني في أوقات مختلفة من اليوم. وقد قدم الباحثون مؤخراً براءة اختراع لاختبار الدم كما نشروا نتائج دراستهم يوم 10 سبتمبر/أيلول في مجلة PNAS.

كيف يمكن للجينات أن تحدد أوقات النوم والنشاط؟

فحص الفريق 20 ألف جين موجود في الجسم، حيث وجدوا أن هناك حوالي 40 جيناً أظهرت إشارات جينية قوية مرتبطة بأوقات مختلفة من اليوم. بعبارة أخرى، كانت هذه الجينات الأربعون الأكثر عرضة لأن تنشط في أوقات معينة من اليوم، وذلك بناءً على الساعة الداخلية للشخص.

على سبيل المثال، إذا كان جسم الشخص يعتقد أن الساعة الآن هي 6 صباحاً، فسينشط الجين "أ" أكثر من الجين "ب"، في حين أنه إذا كان الجسم يعتقد أن الساعة هي 8 صباحاً، فربما سيعمل الجين "ج" أكثر من البقية كما ستشتغل بعض من الجينات "أ"  "وب". في الأثناء، يمكن لاختبار Time Signature الكشف عن هذه الأنماط وتحديد طبيعة ساعة جسمك.

اختبر الباحثون خوارزمية Time Signature على البيانات الوراثية وذلك في إطار ثلاث دراسات منفصلة ركزت أساساً على الدم، كما حاولوا أيضاً اختبار عينات دم من 11 مريضاً. ووجد الباحثون أنهم بإمكانهم التنبؤ بموعد سحب الدم، تقريباً في غضون ساعتين من الزمن. إضافة إلى ذلك، أفاد الباحثون بأنه بمجرد أن يقع ربط هذه الاختبارات بمستوى نشاط الجينات المتوقع، فإنه يمكن تطبيق هذا الاختبار عالمياً على بيانات العديد من المرضى.

وفقاً للدراسة، فإنه لكي يكون الاختبار دقيقاً، لا بد من سحب عينتين من الدم على الأقل من المريض، ومن الأفضل أن تكون عمليات سحب الدم متباعدة. وفي المقابل، قال الباحثون إن الاختبارات السابقة التي تهدف إلى تحديد وقت الساعة البيولوجية تتطلب سحب الدم كل ساعة على مدار ساعات متعددة.

وسيفيد في تحديد موعد تناول الأدوية المناسب

قد يكون هذا الاختبار قادراً على مساعدة الأطباء في تحديد الوقت الذي يجب فيه إعطاء الأدوية لكل مريض على حدة. وفي بيان له، قال الطبيب فيليس زي، وهو أخصائي أعصاب ورئيس قسم طب الأعصاب في جامعة نورث وسترن في كلية الطب، الذي شارك أيضاً في هذا البحث، إن "هناك وقتاً مناسباً لتناول الجرعات الضرورية بالنسبة لكل نوع من الأدوية". وأضاف زي، أن "الوقت المناسب لتناول دواء ضغط الدم أو أخذ جرعة العلاج الكيميائي أو الإشعاعي قد يختلف من شخص إلى آخر".

كل خلية بجسمك تحتوي على ساعتك البيولوجية

فضلاً عن ذلك، يمكن لكل خلية في الجسم تقريباً معرفة ساعتك الداخلية. في الوقت ذاته، تتبع العديد من هذه الخلايا الإشارات في الجسم استناداً لساعتك البيولوجية، (على سبيل المثال، إذا حان وقت نومك، فقد تطلق الخلايا هرمون الميلاتونين الذي من شأنه أن يساعدك على النوم).

والإيقاع اليومي يفيد في تشخيص الأمراض

ووفقاً لما جاء في البيان، ترتبط الاضطرابات في الإيقاع اليومي بمجموعة متنوعة من الحالات المرضية مثل السكري والسمنة وأمراض القلب والربو. وقد يكون هذا الاختبار قادراً على تحسين عملية تشخيص مثل هذه الأمراض ومعرفة الأفراد المعرضين للإصابة بها في المستقبل.

وفي بيان له، صرح الباحث المشارك في الدراسة رافي ألادا، وهو أستاذ في البيولوجيا العصبية في جامعة نورث وسترن، قائلا: "نحن نعلم ما إذا كان لديك اضطرابات في ساعتك البيولوجية، الأمر الذي يمكن أن يعرضك للإصابة بالكثير من الأمراض. وتقريباً كل الأنسجة والأنظمة الأحيائية داخل الجسم تعمل وفقاً لإيقاع الساعة البيولوجية، وبالتالي، فإن الوقت مهم للغاية".