كتب الصحافية في The Guardian هادلي فريمان أن إحداهن -وتدعى شارلوت- أرسلت إليها رسالة إلكترونية، وسألتها: "هل أنا التي أتقدم في العمر أم أن المشاهير من الرجال صغار السن يرتدون ملابس بشعة المظهر هذه الأيام؟".
كتبت هادلي هذا المقال، وقالت إن هناك حقيقة تشير إلى أن عيون البشر لا تبصر بشكل صحيح قبل سن الـ25، ولعل هذا ما يفسر إعجاب الكثير من الشباب بأزياء جاستن بيبر ولا يسخرون منه، خاصة عندما يظهر مرتدياً سروال جينز ممزقاً بطريقة غريبة وحذاء رعاة البقر، بالإضافة إلى سترة بها فرو ذو شكل مضحك، وقبعة على رأسه مضحكة أيضاً، حتى إن هؤلاء الشباب يستخدمون محرك بحث جوجل مباشرة بحثاً عن سترة بيبر ذات الفرو المضحك من علامة "Asos". ومما لا شك فيه أن الحياة تبدو ممتعة أكثر عندما تكون يافعاً.
ولذلك، تعد ملاحظة مدى بشاعة أزياء المشاهير بمثابة لحظة مثيرة للقلق في حياة الأشخاص البالغين. وعندها تسأل نفسك بخوف، وأنت تمسك بقميصك ذي الأزرار من ماركة "Blue Harbour": ماذا بعد؟ هل سأعلق بعد هذا على السعر غير المعقول للقهوة الجاهزة؟ أم على المعاناة التي يعيشها رجال الشرطة في شبابهم؟
مع ذلك، أحب أن أطمئنك يا شارلوت بكل سرور؛ إن عمرك ليس له علاقة بتعليقك على أزياء المشاهير. وبالفعل، المشاهير من الرجال يرتدون ملابس بشعة، وهم يتعمدون ذلك أيضاً. ومن ثم، أرحب بكم -سيداتي وسادتي- في أحدث موضة رجالية في سنة 2018، موضة "scumbro".
ملابس غريبة بأسعار باهظة
بالطبع، ستسأل نفسك، متحسراً على جهلك بالأمر: "Scumbro؟ ما هي موضة Scumbro؟". دعوني أوضح لكم؛ غالباً ما يرتدي أصحاب هذه الموضة ملابس فضفاضة أسعارها باهظة، ويظهر ذلك من خلال الملصق الموجود على تلك الملابس، على غرار Palace أو Supreme، فضلاً عن القمصان قصيرة الأكمام، التي تحمل صوراً مبهمة، وأحذية مضحكة الشكل، وكذلك، قبعات تثير السخرية.
علاوة على ذلك، فهم يرتدون أزياء لشركات عالمية، مثل Gucci وVersace وPrada، ولكنهم يجعلون تلك الأزياء تبدو في حالة مزرية. ويعتبر الممثل الأميركي المعروف، شيا لابوف، ممن يُقْبلون على موضة Scumbro، بيد أن جاستن بيبر وجاستن ثيرو يبالغان في ارتدائها. ولذلك، يعتبر ما كتبه أحد المتابعين على موقع تويتر صحيحاً، حين قال: "لقد أصبح ديبلو، الـDG الأميركي المعروف، يبدو كبائع دخان على ممشى شاطئ فينيس".
وكان ديبلو قد نشر صورة له على حسابه بموقع إنستغرام وهو في مظهر ريفي، وكتب أسفل الصورة: "حققت أهدافي"، وقد بدا أنه اعتنق الموضة الجديدة Scumbro. ووفقاً لمجلة "Vanity Fair" الأميركية، يعد الممثل جونا هيل "ملك موضة Scumbro". وقد كتب أحد خبراء أزياء الرجال تحت صورة لجونا هيل، أن "له ذوقاً رائعاً جداً". وكان هيل يرتدي في الصورة قميصاً قصير الأكمام، وكأن قوس قزح تقيّأت عليه، وسروالاً فضفاضاً، وحذاءً أبيض دون رباط، من النوع الذي قد يرتديه جدي. ويؤكد ذلك أن فيلم Zoolander لم يكن ساخراً؛ بل كان فيلماً وثائقياً.
ديفيدسون الذي نشر موضة سكامبرو عُرف بأنه مغرور بغيض
وعندما نشرت صحيفة "Wall Street Journal" صوراً لعدد من المشاهير، الذين يرتدون موضة Scumbro، قدّرت أسعار هذه الأزياء بصورة جنونية فبلغت مئات؛ بل آلاف الدولارات، على الرغم من أنه يبدو أن الرجال الذين عرضت الصحيفة صورهم قد حصلوا على تلك الملابس من سلة غسيل عمرها 14 سنة.
كانت الشخصية الشهيرة التي جعلت من موضة Scumbro اتجاهاً سائداً، تحمل اسم "بيت ديفيدسون". وحتى وقت سابق من هذا العام (2018)، عُرف ديفيدسون بكونه الكوميدي البغيض والمغرور في برنامج Saturday Night Live، الذي كان يبدو كصديق شقيقكِ الصغير، والذي قد تعجبين به أحياناً وأنت ثمِلة، لتطردي تلك الفكرة صباح اليوم التالي، وتُقسمي على أن تُقلعي عن الكحول إلى الأبد.
ومنذ أن خطب ديفيدسون المغنية الأميركية أريانا غراندي، أصبح على قمة هرم المشاهير، وقد غزا العالم بمظهره المضحك الذي تطغى عليه موضة Scumbro، خاصة عندما يظهر مع خطيبته غراندي. ومع مرور الوقت، اضطرت جماهير غراندي، المعتادة على أزيائها الأنثوية المتألقة واللافتة، إلى اعتياد مظهر خطيبها البشع، عندما يرتدي الملابس الرياضية ذات اللون المموه، وقبعات البيسبول العديدة.
وتعد الصورة التي جمعت الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون، وأريانا غراندي وخطيبها ديفيدسون، أشهر صورة نُشرت من جنازة المغنية الأميركية أريثا فرانكلين، الأسبوع الماضي. وبطبيعة الحال، حضر الجنازة المغنيان الشهيران سموكي روبنسون وستيفي وندر، بالإضافة إلى السياسي جيسي جاكسون. ولكن الصورة الأشهر لجنازة إحدى أعظم المغنيات في التاريخ، كانت لفتى يبلغ من العمر 24 عاماً، ذي شعر معالَج بالبروكسيد، لا يستطيع أن يؤدي أغنية لأريثا في ليلة كاريوكي.
عندما يتعلق الأمر بالرجال.. يكون الاختيار أصعب
عندما يتعلق الأمر بالموضة عند الرجال، يبدو أن عدم إيلاء مظهرك اهتماماً كبيراً يتحول إلى سمة عامة.
وإن لم تبذل جهداً فسينتهي بك المطاف وأنت تشتري أول قطعة ملابس تعترضك من ماركة John Lewis.
فطلَّة الممثل جوني ديب، الذي يرتدي أزياء تشبه ما يرتديه عازف موسيقى الـRock and roll، كيث ريتشاردز، وتلك الخاصة بالممثل أوين ويلسون، تتطلب مجهوداً كبيراً. وأنا أحيي تلك الجهود!
وكما قال صديقي مصمم الأزياء تان فرانس، في البرنامج التلفزيوني Queer Eye، إنه من غير المخجل بالنسبة للرجل أن يبذل مجهوداً كي يكون مظهره أنيقاً. وما يثير الاهتمام بشأن أزياء Scumbro هو أنها من المفترض أن تبدو كأنها لا تتطلب أي مجهود، إلا أن الحقيقة ليست كذلك.
قد تعتقد أن سترة ماركة "Puffa" أو قبعة سائق الشاحنة التي يرتديها هؤلاء المشاهير قد أحضروها من سلة المهملات، ولكنها في الحقيقة تمثل منتجات لعلامات تجارية لا يقدر أغلب الناس على شرائها. وعلى الأرجح، هذه الملابس القبيحة التي تبدو كأنها خاصة بالمتسكّعين، هي أحدث اتجاه للمشاهير من الرجال الشباب في عالم الموضة.
ولتقليد أحدث طلّات دوللي بارتون، التي لا علاقة لها بموضة Scumbro، فالأمر يتطلب أموالاً طائلة لتظهر بهذا المظهر الرديء.
اقرأ أيضاً..
الموناليزا كانت مُصابة بهذا المرض.. طبيب يكشف سبب تورُّم وجه الجميلة التي صورها دافنشي