قد يكشف تحليل دم مدى إصابتك بالاكتئاب ويحدد طرق علاجك (دراسة)

عربي بوست
تم النشر: 2018/08/31 الساعة 11:37 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/08/31 الساعة 11:37 بتوقيت غرينتش
Young man laying on the bed with his dog.

توصّلت دراسة حديثة إلى أن الأشخاص المصابين بمرض الاكتئاب الحاد قد يعانون من انخفاضٍ شديدٍ في مستويات الأحماض الأمينية في الدم، والتي تُشارك بدورها في بعض وظائف المخ.

وبحسب ما ذكر موقع Health24، فإنه يتم إنتاج مادة تُدعى "أسيتيل إل كارنيتين – "LAC بشكل طبيعي في الجسم. وتُساعد في عملية الأيض، وتُشير أبحاث أُجريت على الحيوانات إلى أنها تمنع عملية "الحرق المفرط" للخلايا في أجزاء معيّنة من الدماغ.

نتائج متباينة!

يتم تداول مادة "LAC" كإحدى المكمّلات الغذائية، ويسوّق لها بأنها تفيد في الحالات المرضية؛ كفقدان الذاكرة المرتبط بالتقدّم بالعمر، وتلف الأعصاب الناتج عن السكّري.

وتقول الطبيبة ناتالي راسغون، كبيرة الباحثين في الدراسة الجديدة، إنه تم اختبار فعالية هذه المادة في معالجة الاكتئاب خلال عدد من التجارب، إلا أن النتائج كانت متباينة.

وفي الدراسة التي نُشرت على الإنترنت في 30 يوليو/تموز 2018، في مجلّة الأكاديمية الوطنية للعلوم، أجرت ناتالي والفريق البحثي تجربتهم من زاوية مُختلفة؛ حيث نظروا في ما إذا كان الأشخاص الذين يعانون من مرض الاكتئاب يُعانون كذلك نقصاً نسبيّاً في مادة  LAC المُشار إليها.

لذا قاموا بقياس مستويات الأحماض الأمينية في الدم لدى 28 مريضاً بالاكتئاب من الدرجة المتوسّطة، و43 مريضاً بالاكتئاب الشديد، وقارنوا النتائج بنظيرتها لدى 45 شخصاً بالغاً ممن لا يعانون من مرض الاكتئاب في نفس الظروف الديموغرافية.

ليس دواءً شافياً.. ولكن!

بشكل عام، تبيّن للباحثين أن الأشخاص المصابين بالاكتئاب لديهم مُستويات أقل من مادة LAC، وكانت المستويات أدنى بشكل خاص لدى المرضى الذين يعانون من الاكتئاب الحاد، وينطبق الأمر نفسه على الأشخاص الذين لم تستجب حالاتهم المرضية للعلاج، وأولئك الذين ظهر لديهم المرض في مراحل مبكّرة من الحياة.

ومع ذلك توضّح ناتالي، أستاذة الطب النفسي في كلية الطب بجامعة ستانفورد في كاليفورنيا، قائلة: "نحن لا نجزم بأن هذا هو السبب في اكتئابهم، لكن ثمة علاقة".

وأضافت الطبيبة: "نحن لا نريد أن يُسرع الناس لشراء هذا المُكمّل الغذائي، مُعتقدين أنه العلاج الشافي والحل لحالاتهم المَرَضيِة".

وبدلاً من ذلك؛ أوضحت ناتالي أن مستويات مادة LAC المُنخفضة في الدم قد تكون "علامة" على الاكتئاب الأكثر حدّة والأصعب في العلاج. وإذا اتضح أن الأمر هكذا، فبإمكان الأطباء استخدام مستويات مادة LAC في تشخيص مرض الاكتئاب".

وفي وقت سابق، أجرى الدكتور برايان برينان، وهو طبيب نفسي في مستشفى ماكلين في بلدة بلمونت بولاية ماساشوستس الأميركية، وأستاذٌ مساعد في كلية الطب بجامعة هارفارد، تجربةً صغيرةً لاختبار فعالية مادة  LAC في تخفيف أعراض الاكتئاب الثنائي القطب، وتبيّن أن المكمّل الغذائي لم يكن له أي أثر يفوق كبسولات الدواء الوهمي غير النشط (وهي مواد تبدو كالدواء لكنها لا تحتوي على مواد فعالة ذات تأثير على صحة المريض).

دلائل متباينة أيضاً

يقول برايان إن الأمرَ "المثير" في النتائج هو أنها تُرجّح أن مادة LAC قد تُشخِّص حالات الأفراد الذين يعانون من مرض الاكتئاب الحاد.

وأوضح ذلك قائلاً: "في الطب النفسي، نفتقر إلى المواد التي قد تساعد على التشخيص".

وشدد الطبيب، الذي لم يُشارك في الدراسة، على أن النتائج الجديدة لا تُعد دليلاً على أن تلك المكملات الغذائية قد تساعد في علاج حالات الاكتئاب الحاد.

وقال "الأدلّة الحالية متباينة؛ فربما تكون تلك المادة هدفاً يُستخدم في العلاج، إلا أن هذا أمرٌ بعيد المنال".

ويشار إلى أن مضادات الاكتئاب الأكثر شيوعاً هي مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية (SSRIs)، وتتركز مهمّتها على مادة السيروتونين- وهي ناقل عصبي كيميائي وتلعب دوراً مهماً في تنظيم مزاج الإنسان ولذا تُسمّى أيضاً بهرمون السعادة-  إلا أن العقاقير الدوائية ليست فعّالة لجميع من يعانون من مرض الاكتئاب.


اقرأ أيضاً..

مصائب ترمب لا تأتيهم فرادى.. 5 ملايين لاجئ فلسطيني أمام مصير مجهول: حق عودتهم إلى ضياع.. و"الأونروا" مهددة بالزوال

تحميل المزيد