اطلب من مديرك أن يشتريه لك.. مكتب يشعر بمزاجك فيعدّل الأجواء المحيطة من أجل رفع إنتاجيتك في العمل

مكتب يشعر بمزاج الموظف ويغير الأجواء طبقاً لها.. قد يبدو الأمر خيالياً، لكنه أصبح الآن حقيقياً. فقد طور باحثون مكتباً ذكياً يستشعر معدلات توتر الموظف

عربي بوست
تم النشر: 2018/08/31 الساعة 07:26 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/08/31 الساعة 07:26 بتوقيت غرينتش

مكتب يشعر بمزاج الموظف ويغير الأجواء طبقاً لها.. قد يبدو الأمر غريباً وخيالياً، لكنه أصبح الآن حقيقياً.

طور باحثون مكتباً ذكياً يستشعر معدلات توتر الموظف الجالس أمامه. وبمجرد التقاط الذبذبات يضبط الإضاءة ويعرض صوراً جميلة وموسيقى هادئة لتعديل مزاج الموظف. الهدف من كل هذا راحته النفسية، فإذا تحسنت تضاعفت إنتاجيته وتحققت أهداف الشركة.

المكتب الأول من نوعه ليس اختراع موظف ملول، إنما خلاصة دراسات نفسية وعلمية لتأطير الأجواء المحيطة بإنتاجية العمل.

وقال الباحث نان تشاو، الذي ترأس فريقاً من علماء معهد Massachusetts Institute of Technology MIT للتكنولوجيا الأميركي، إن المكتب هو مزيج من التكنولوجيا وعلم النفس والتصميم.

يراقب نبضات القلب وتعابير الوجه ومستوى الإجهاد

يراقب النموذج الأولي أكثر من 30 إشارة بيولوجية بما في ذلك معدل ضربات القلب، وتعبيرات الوجه، ووضعية الجسم، ويعمل بالتزامن مع برامج تعلم آلي لتحسين بيئات العمل الفردية.

وبالتالي تتكيف بيئة العمل مع ما تشير إليه أجهزة الاستشعار، فتعرض فيديو لمياه جارية إذا كان المستخدم متوتراً على شاشة بلا أطراف، كي لا تبدو وكأنها شاشة تلفاز.

كل ما يتطلبه الأمر هو كاميرا على شاشة الكومبيوتر وساعة ذكية تراقب الإشارات البيولوجية وسماعات.

فيبدأ بتغيير المحيط حول الموظف صوتاً وصورة

تسمى هذه التقنية "التعزيز المكاني"، وهي عملية تشكيل المحيط أو البيئة للتأثير على التجارب والسلوك البشري.

إذ أظهرت دراسات سابقة أن التلاعب السليم يؤثر على الأداء المعرفي والمزاج ووظائف الأعضاء في البشر؛ وبأن المزاج والسلوك والإبداع والنوم والصحة تتأثر جميعها بشكل مباشر من البيئة المحيطة.

الهدف منه رفع الإنتاجية وإنقاذ مليارات الدولارات

وكشفت الدراسات الحديثة انخفاضاً في الرضا عن مكان العمل – لا سيما في قطاع الاقتصاد، حيث يمكن أن يؤدي التشتيت وفك الارتباط إلى تكبد مليارات الدولارات في الإنتاجية المفقودة ودوران الموظفين بين مستقيل وبديل.

وأطلق المعهد على المكتب اسم "الجو الوسيط"  أو "Mediated Atmospher"، وهو يستخدم كاميرا وأجهزة استشعار حيوية أخرى لقياس مستوى الضغط للشخص الجالس على المكتب. واعتماداً على حالته، يشغّل تطبيق Mediated Atmosphere مقاطع الفيديو والأصوات من أجل تخفيف مستويات الإجهاد لدى العامل وتحسين الإنتاجية.

فالموطفون بحاجة إلى "مكان رائع"

لكن خلال هذا البحث، استمر تشاو في الوصول إلى نفس النتيجة وقال لموقع المعهد: "لا يوجد مقاس واحد يناسب الجميع. يحتاج الناس إلى مكان رائع، يمنحهم شعوراً بالابتعاد والغنى ولكن يمكن التنبؤ به. ومع ذلك، هذا المكان مختلف بالنسبة لأشخاص مختلفين. من خلال منهجنا، نريد إنشاء تجربة مخصصة" تناسب احتياجات كل فرد.

وأكد تشاو أن المرحلة التالية من الأبحاث في بيئات المكتب، ستكون حول تركيب جهاز أصغر نموذجي يمكن وضعه في أي مكتب، حتى في المنزل. ويقوم الفريق حالياً باستكشاف طريقة أكثر حسية، مثل التحكم بالحرارة وتدفق الهواء والرائحة.

لا يزال هذا المشروع قيد الدراسة، وقد ننتظر سنوات قبل أن نراه منتشراً في مكاتب الشركات، لكنه يعطي لمحة شبيهة بالخيال العلمي لما يمكن أن تبدو عليه المكاتب في المستقبل.. لو وافق المدير!


اقرأ أيضاً

ما يعرفه جوجل وفيسبوك عنك سيفقدك صوابك.. لكن هذا الرجل حارب عمالقة التكنولوجيا لحماية خصوصيتك، والنتيجة فاجأته شخصياً

بدلا من حرمانهم .. ماذا لو علمناهم كيفية استخدام تلك الأجهزة على نحو يثري عقولهم؟