هل تصدق أن الحرائق تندلع في قلب الثلوج؟ نعم، هناك محطة إطفاء في قلب القطب الجنوبي يعمل بها ألف رجل!

قد يبدو منع الحرائق في واحد من أبرد الأماكن على الأرض وكأنه عمل غير ضروري، ولكن في كل عام يقوم برنامج الولايات المتحدة لأنتاركتيكا بتجنيد فريق من رجال الإطفاء يتوجهون إلى القطب الجنوبي.

عربي بوست
تم النشر: 2018/08/26 الساعة 11:52 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/08/27 الساعة 17:26 بتوقيت غرينتش

قد يبدو منع الحرائق في واحد من أبرد الأماكن على الأرض وكأنه عمل غير ضروري، ولكن في كل عام يقوم برنامج الولايات المتحدة لأنتاركتيكا بتجنيد فريق من رجال الإطفاء يتوجهون إلى القطب الجنوبي.

بالفعل توجد حرائق في القارة القطبية

تقول ميغان برانسون لموقع BBC Mundo الإسباني، بعد أن أمضت أكثر من 24 شهراً على الجليد كإطفائية ومسعفة، بين عامَي 2007 و2010: "هل توجد حرائق في أنتاركتيكا؟.. دائماً ما يُطرح عليّ هذا السؤال".

والإجابة: "نعم، على الرغم من أن ذلك نادر الحدوث".

وإليك السبب

تعتبر أنتاركتيكا المكان الأكثر رياحاً على وجه الأرض ، لذلك غالباً ما تكون الرياح كافية لإشعال أي ألسنة اللهب بسرعة ومع زيادة الاحتباس الحراري وموجات الحر الجديدة ودرجات الحرارة المنخفضة، تشتعل الحرائق وغالباً ما يكون من الصعب الحصول على الماء السائل بكميات كبيرة.

أكبر مستوطنة في القارة القطبية هي محطة الإطفاء

في موسم الصيف الحار، من أكتوبر/تشرين الأول إلى مارس/آذار، هناك أكثر من 1000 عامل في محطة McMurdo التابعة لبرنامج أنتاركتيكا الأميركي، مما يجعله أكبر مستوطنة في المنطقة.

يجب على الرحلات الجوية الموجودة في القاعدة، بموجب القانون، أن يكون لديها قسم للإطفاء، لكن McMurdo هي أيضاً مدينة تعمل بكامل طاقتها.

كما هو الحال في أي مدينة، تعد السلامة من الحرائق أمراً أساسياً.. ولا يُستثنى من ذلك مكان تكون فيه درجات الحرارة في الهواء الطلق في الصيف بالكاد فوق درجة التجمد.

تقول برانسون: "هناك الكثير من الآلات الثقيلة، والكثير من المواد الكيميائية والمواد السامة، والكثير من الناس… والبشر معرضون لارتكاب الأخطاء".

ولكن كيف يمكن الحصول على عمل في أنتاركتيكا؟

بعد التدريب كمسعفة وعاملة إطفاء، تحدى برانسون أحد أصدقائها مازحاً للتقدم بطلب للالتحاق ببرنامج أنتاركتيكا.

تفول برانسون: "تخرجت في الجامعة، وكنت أبحث عن مغامرة، والأهم من ذلك، وظيفة.. بما أن لديّ عادة غريبة في ملاحقة الأشياء التي تخيفني، فقد قبلت التحدي".

وتابعت في الوقت الذي بدأت فيه المقابلات، حصل صديقها على وظيفة أخرى؛ لذلك تابعت برانسون طريقها وحدها.. وبعد بضعة أشهر فقط، كانت على متن رحلة إلى أنتاركتيكا.

ولكن، كيف تتم مكافحة الحرائق؟

تقول برانسون: "كنت أعمل 24 ساعة، وبعد ذلك يكون لديّ 24 ساعة راحة، ومن وقت لآخر كان يوم راحة إضافي".

"كل الجميع في المدينة يعملون من الإثنين إلى السبت ويأخذون عطلتهم يوم الأحد؛ لذا كان جدول رجال الإطفاء بمثابة شذوذ عن القاعدة"، كما تقول برانسون.

تراوحت مهامها المعتادة بين تنظيف المحطة والتفتيش عن الحرائق في ماكموردو، التي تقع في جزيرة روس، قبالة سواحل أنتاركتيكا.

لكن مكافحة الحرائق في درجات الحرارة شديدة الانخفاض تتطلب أيضاً بعض المعدات المتخصصة.

من المثير للدهشة أن الماء في تلك الظروف لا يزال خياراً، ويحتوي محرك الإطفاء في McMurdo على مضخة تعمل على تحريك الماء باستمرار لمنعه من التجمد.

تقول برانسون: "تذكُّر أنه علينا تنشيط المضخة هو درس تعلمناه سريعاً"، وأضافت: "أنت لا تريد أن تكون الشخص الذي ترك الماء في شاحنة الإطفاء يتجمد ويتحول إلى كتلة من الثلج.. لن يكون انعكاس ذلك جيداً على أي شخص في القاعدة".

على الرغم من أن درجات الحرارة تحت الصفر، لا يستطيع رجال الإطفاء إضافة ملابس إضافية لملابس العمل الخاصة بهم.

تقول برانسون: "عند إطفاء الحرائق، يمكن للبوليستر والمواد المماثلة أن تذوب في الجلد.. لذا نعم، لقد كنت أتجمد طوال الوقت".

الحياة في الجزء السفلي من العالم

تقول برانسون إن وقت الفراغ في القارة القطبية الجنوبية كان لمشاهدة الأفلام أو لعب الورق أو الذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية.

خلال المرحلة الأخيرة من فترة عملها في القارة المتجمدة، أمضت برانسون 14 شهراً متتالياً في أنتاركتيكا؛ صيفاً في القاعدة الأميركية أموندسن سكوت في القطب الجنوبي، وشتاء طويل مظلم في ماكموردو.

ولكن عندما تخرق حالات الطوارئ رتابة وهدوء المنطقة، يمكن أن يكون الوضع أكثر تعقيداً من الأماكن الأقل عزلة على الكوكب.

تتذكر برانسون عندما واجهت سيارة محترقة متوقفة عن العمل حيث يلتقي الجليد البحري مع روس آيلاند، وبالطبع، إذا ذاب الجليد، كانت السيارة معرضة لخطر السقوط في البحر؛ لذلك اضطر الطاقم لإطفاء الحريق برمي الثلج عليه.

ليلة رأس السنة

قضت برانسون يوم رأس السنة الجديدة في القطب الجنوبي بشكل مختلف قليلاً، وذلك عندما تلقت خلال استراحتها مكالمة لمساعدة سائح يعاني من مشاكل في القلب.

عندما وصلت لرؤيته، كانت حالته قد تدهورت لدرجة أن برانسون كانت تعلم أنه ليس لديها سوى خيار واحد.

تتذكر قائلة: "كان علينا أن نعرضه لصدمة كهربائية، لم يكن واعياً، لكنه كان يشعر بالصدمة؛ لأنها كانت مؤلمة".

نجحت فكرة برانسون، تقول: "ذهبت لرؤيته في اليوم التالي، وقال: (شكراً لكن كان ذلك مؤلماً)".

في النهاية تقول: "يمكنني تلخيص تجربة مكافحة الحرائق في أنتاركتيكا في أنها ليست مثالية، ولكنها ضرورية للغاية".


وإقرأ أيضاً..

نعم، يجب أن تهتم بالتغير المناخي! فاستمراره سيدفعك لإيذاء نفسك، ويشعل حروباً بين البشر