متى تكون الثقة بالنفس في أعلى مستوياتها؟ دراسة تكشف نتيجة صادمة للغاية عن العمر الذهبي للاستقرار والخبرة وازدهار العلاقات

من الصعب أحياناً تحديد اللحظة التي يصل فيها تقديرنا لذواتنا إلى أقصى مداه، لكننا سنقدم لك في هذا الموضوع إجابة صادمة عن السؤال!

عربي بوست
تم النشر: 2018/08/25 الساعة 13:51 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/08/25 الساعة 13:51 بتوقيت غرينتش
Handsome senior man standing on couch, dancing, having fun. Studio shot against white wall.

من الصعب أحياناً تحديد اللحظة التي يصل فيها تقديرنا لذواتنا إلى أقصى مداه.

ويبدو أن كل جيل يخوض معركة وجودية، سواء كان ذلك قلق المراهقين أو "أزمة ربع العمر" أو فزع عيد الميلاد الثلاثين أو أزمة منتصف العمر أو "وباء الوحدة" المرتبط عادة بالشيخوخة. لكن دراسة أجرتها جامعة برن في سويسرا حددت متى يكون الناس أكثر سعادة، وكانت النتيجة صادمة:  في سن الستين، تقول الدراسة التي نشرتها عن Daily Mail البريطانية.

نمط عام لدى كل الناس

يقول الباحثون إن تحليل نتائج الدراسات السابقة الذي أجرَوه هو الأول من نوعه الذي يظهر أن تقدير الذات يتبع نمطاً عاماً لدى كل الناس، حتى وإن انطوى في حقيقته على معركة شخصية للغاية، وهي نظرية بدأت تكتسب مصداقية في العقدين الأخيرين. إن تقدير الذات، كما يقرون، "ليس سمة ثابتة يختص بها الأفراد".

فهو يتغير تغيراً ملحوظاً لدى كل شخص، يزيد وينقص لأسباب متعددة، من التفاعلات والعلاقات إلى الإنجازات والخسائر، وزيادة الوزن، وفقدان الوزن والمشاكل الصحية، على سبيل المثال لا الحصر.

حتى الثمانينات من القرن الماضي، كان علماء النفس متفقين بشكل عام على أن البالغين لا يعانون من أي تغيرات كبيرة في تقدير ذاتهم، حسب الصحيفة البريطانية.

لكن في السنوات الأربعين الماضية، تعرضت هذه الفكرة للنقد المتزايد.

إنه مرور الوقت!

في ذلك الوقت لاقت الفكرة القائلة إنه بمرور الوقت يتزايد إحساسنا بالسيطرة، الجسدية والعاطفية على حد سواء، حتى يبلغ ذروته في سن الستين تقريباً ثم يضعف، لاقت قبولاً واسعاً.

وقد وجد علماء النفس الذين درسوا السمات الشخصية الخمسة الكبرى الشيء نفسه: إن انفتاحنا على الخبرة والوعي والانفتاح على الآخر يقوى مع مرور الوقت، ثم يتضاءل، بينما يحدث العكس مع حالاتنا العصبية.  

في حين قد تبدو هذه الأشياء مرتبطة ارتباطاً واضحاً بالثقة بالنفس، فإن الدراسات التي تؤكد ذلك كانت قليلة ومتباعدة.

القوس والذروة

على وجه الخصوص: بدأت الدراسات تظهر نموذجاً شبيهاً بالقوس لتقدير الذات، ولكنها لم تدرس أعداداً كبيرة من السكان لتحديد "نقطة الذروة" العامة.

لوضع خريطة لنمط تقدير الذات، حلل الباحثون بيانات من نحو 200 مقالة بحثية سابقة، شملت 165 ألف شخص تتراوح أعمارهم بين 4 و94 عاماً.

وماذا عن العشرينات؟

خلصت الدراسة إلى أننا قد نشعر بلحظات من الأزمات في جميع السنوات التي تسبق عمر الستين، إلا أن تقديرنا لذاتنا نادراً ما يعاني من انخفاض كارثي. وهو دائماً ما يزداد مع الوقت، على الرغم من أنه في بعض الفترات يبقى ثابتاً أو لا تكون الزيادة فيه حادة.
من عمر أربعة أعوام إلى 11 عاماً، تحدث زيادة كبيرة ومستمرة. 

في العشرينيات من العمر نشهد زيادة حادة في تقدير ذاتنا أكثر من أي فترة أخرى من حياتنا حيث نحصل على استقلاليتنا، وهو الصعود الذي يتوقف فجأة عند سن الثلاثين.

لا يزال هذا غير كافٍ لكي نصل إلى ذروة الثقة بالنفس، ويستغرق الأمر ثلاثة عقود أخرى من التقدم البطيء لنسترخي تدريجياً، ويقوى شعورنا بقيمة ذاتنا، حتى نصل إلى ذروته في سن الستين.

أسعد من أي وقت مضى

في هذه السن وجد الباحثون أن معظم الناس يكونون أسعد من أي وقت مضى، ويظلون كذلك حتى سن السبعين، ثم تبدأ ثقتنا بأنفسنا في الانخفاض قليلاً. في التسعين، نعاني من الانخفاض الحاد في تقدير ذاتنا.

قال أستاذ علم النفس أولريتش أورث، الذي شارك في إجراء الدراسة، لمجلة TIME: "إن الحياة في منتصف العمر، بالنسبة للكثيرين من البالغين، هي فترة حياة مستقرة للغاية في مجالات مثل العلاقات والعمل".

ويزداد تقدير الذات

علاوةً على ذلك، خلال فترة منتصف العمر، يزيد معظم الأفراد من استثمارهم في الأدوار الاجتماعية التي يقومون بها، ما قد يعزز من تقديرهم لذواتهم.

"على سبيل المثال، يتولى الأشخاص أدواراً إدارية في العمل، ويحافظون على علاقة مرضية مع أزواجهم أو شركائهم، ويساعدون أطفالهم على أن يصبحوا بالغين مسؤولين ومستقلين".


وإقرأ أيضأً..