في العشرينات وتعانين من ظهور الشعر الأبيض.. الأمر محرج أليس كذلك؟ قد تغيرين رأيك بعد قراءة تجربة هذه الشابة العربية الجريئة

ظهور الشعر الأبيض عند صغيرات السن يمثل هاجساً كبيراً يشعرهن بالقلق من مظهرن تجنباً للإحراج، لكن هناك من قرر التمرد والاستمتاع بهذا الشيب المبكر.

عربي بوست
تم النشر: 2018/08/25 الساعة 10:52 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/08/25 الساعة 10:53 بتوقيت غرينتش
شعرات بيضاء

ظهور الشعر الأبيض عند صغيرات السن يمثل هاجساً كبيراً، ويشعرهن بالقلق الدائم من مظهرن تجنباً للإحراج، لكن يبدو أن هناك من قرر التمرد على هذه الفكرة والاستمتاع بهذا الشيب المبكر.

في الماضي كان عليها صبغ شعرها كل 3 أسابيع كي تتجنب ظهور الشعرات البيضاوات العنيدات التي امتنعت عن الاختباء لمدة تزيد عن شهر، ولأنها حرصت دائماً أن تكون أنيقة في نظر الآخرين، ومهتمّة بمظهرها، قرَّرت الإصرار على هذا الطقس شبه الشهري.

لكن الأمر تغيَّر منذ بداية العام، حينما قرَّرت أن تقول وداعاً للصبغات وملونات الشعر، وأن تطلق العنان للشيب كي يأخذ راحته في شعرها الأسود، وليصنع تناغماً هو خليط من اللونين الأسود والأبيض.

ليس مجرد تغيير "اللوك"

هي زينة شهلا (35 عاماً) تعمل صحافية مستقلة منذ عدة سنوات، عانت لأكثر من عشر سنوات من مشكلة ضرورة صبغ الشعر، التي تحوَّلت من مجرد رغبة في تغيير "اللوك"، إلى ضرورة ملحة لإرضاء المجتمع.

توضح الشابة السورية في حديثها لـ "عربي بوست" أن قرارها الجديد كان تحدياً كبيراً، ففي الماضي عند بدء ظهور الشيب كانت تسمع الكثير من الانتقادات من نمط: "ليش هيك تاركة حالك"، الأمر الذي كان يُشعرها بأنها مهملة لنفسها، فتسرع لصبغ شعرها من جديد.

تقول إن الأمر بات أصعب حينما اتَّخذت قرارها بعدم صبغ شعرها، مضيفة أنها في المرحلة الانتقالية بدا الأمر صعباً للغاية وربما كان الأصعب، وتعترف بأن شكلها كان لافتاً للنظر حينها بعض الشيء، وتعرَّضت لأسئلة كثيرة من المحيطين، حول امتناعها عن صبغ شعرها، وحينما تخبرهم بأن الأمر أصبح قراراً يُصدمون.

"ولكن مع الأيام اعتدتُ على نفسي، وأحببت شكلي الحالي، وكذلك المقربون مني".

تقول إنها احتاجت لوقت طويل كي تتقبل شكلها الجديد، والتأقلم مع كون الشعرات البيض جزءاً منها، وأنها ليست مضطرة لإخفائها "طبعاً هذه المرحلة كانت متعبة بالرد دائماً على نفس الأسئلة بنفس الأجوبة، وشرح فكرتي ونقاش كل أنواع التعليقات الممكنة".

دعوة لتقبل الذات

زينة لم تكتف بتصرفها الشخصي، ولكنها رغبت في تعميم تجربتها وتبادل التجارب مع الأخريات، لهذا أنشأت "إيفنت" على فيسبوك تحت عنوان "الشيب مو عيب"، وتحدثت فيه عن قصتها مع الشيب وخطوتها الحالية، مرفقة صورة لها تظهر شعرها المختلط.

حينما سألناها لأي درجة يمكن للسيدات أو الشابات في سوريا أن يكنّ جريئات، ويمتنعن عن صبغ شعرهن الأبيض، أوضحت شهلا أنه في مجتمعنا الشرقي قد تبدو هذه الخطوة صعبة نوعاً ما، وموضوع الشيب بالذات ما زال حوله جدل في بلادنا، فهو "هيبة بالنسبة للرجل وعيب بالنسبة للمرأة"، على حد تعبيرها.

وأضافت أن الشعر الأبيض عند المرأة دليل على عدم اهتمامها بمظهرها، "وحتى في العامية لطالما اعتدنا القول: يا الله شوفي شيباتو شو حلوين بيجنن.. ليش هي تاركة حالها هيك ما تروح تصبغ؟".

عندما توقّفتُ عن صبغ شعرييصعب عليّ اليوم تذكّر كم كان عمري عندما رأيت أول شعرة بيضاء في رأسي. أعتقد أنني كنت في عامي…

Geplaatst door Zeina Shahla op Dinsdag 31 juli 2018

الموضوع يعتمد على جرأة النساء

وتؤكد شهلا أن الموضوع بالتأكيد يحتاج لجرأة وأيضاً لشيء من التشجيع من المجتمع المحيط باعتبار أنه ذو تأثير كبير على الفتاة.

وتتابع أنها بناء على ذلك لا يمكن إعطاء رأي حالياً بقدرة السيدات على القيام بهذه الخطوة، لأن المسألة هي شخصية بالدرجة الأولى، تعتمد على القدرة على تقبل الذات واعتبار الشعر الأبيض جزءاً من الشخص مثل أي جزء ثان من الجسد، كما أنها تخضع لاعتبارات المجتمع المحيط به بالدرجة الثانية.

وبالنسبة لهوس الفتيات بتلوين شعرهن واختيار ألوان مختلفة في كل مرة، توضح شهلا بأنها في الماضي جربت ألواناً أخرى غير اللون الأسود، بهدف التغيير، ولكنها اليوم تعتبر شكلها الجديد، الذي هو مزيج بين الأبيض والأسود، هو الإطلالة الجديدة التي أحبَّتها كثيراً، حتى إنها تفكر أحياناً في صبغ خصلة أو أكثر بلون مختلف من "باب التغيير"، مع المحافظة على اللون الأبيض.

"أشعر أنني مميزة بهذا اللون، ففي محيطها القريب لا توجد فتاة لا تصبغ شعرها إلا هي".

دعوة للأخريات

وبخصوص الصفحة التي أطلقتها على الفيسبوك توضح شهلا أن السبب يرجع أولاً لكمية التعليقات التي سمعتها في البداية، والتي أعطتها إحساساً بالإحباط، وتطلَّبت منها شجاعة وتشجيعاً من المحيطين كي تستمر بهذا القرار، لذلك شعرت أنها يمكن أن تشجع غيرها من الفتيات كي يتخذن هذه الخطوة، وفي الوقت ذاته تشارك تجربتها مع المجتمع المحيط.

أما ثاني الأسباب فكان وجود صفحات غربية مخصصة لدعم النساء اللواتي قررن ترك شعرهن كما هو، ولكنها لم تجد أي صفحة عربية تدعم مثل هذا الأمر، لهذا فكّرت أن تبدأ هي، وأن تعمل على تغيير الصورة النمطية في المجتمعات العربية.

وبالنسبة للتجاوب، تؤكد أنه كان جميلاً، رغم وجود الكثير من النقد، ولكنها تلقت تعليقات إيجابية عديدة، حتى إنها التقت في الأيام الفائتة أشخاصاً لا تعرفهم تحدثوا عن الحملة، وتقول: "شعرت بالسعادة لأني قمت بشيء صحيح، ويجب أن أستمرَّ حتى لو كان أثره غير ملموس في الوقت الحالي".

زينة كتبت مقال بيطرح سؤال ليش منخاف نكبر ومنحارب علاماتو بالصبغة والبوتكس ؟ من زمان قررت ما حط حنة ع شعري بعدما ما…

Geplaatst door Dima Nachawi op Dinsdag 31 juli 2018

برأيها لو نجحت في التأثير بسيدة واحدة فسيكون الأمر إيجابياً بالنسبة لها.

وتأمل شهلا أن يزداد عدد الفتيات المتصالحات مع أنفسهن، وأن يشاركن بقصصهن وحتى صورهن عبر الصفحة.

وتختم: "نشر صورة لي وأنا بالشعر الأبيض كان جرأة كبيرة مني، وتعمَّدت إظهار أكبر كمية ممكنة من الشعر، كي أُثبت لنفسي أني كسرت هذا الحاجز بشكل تام".


اقرأ أيضاً

قصة خادم الأميرة ديانا الذي أوقفت الملكة إليزابيث محاكمتَه خشية الفضيحة.. سرق المئات من مقتنياتها الخاصة التي تكشف أسرار حياتها

دمَّره "لورانس العرب" بعدما تبرعت دول إسلامية لتشييده، ولم يستفد منه سوى إسرائيل!.. "قطار الحجاز" لايزال أسير الخلافات السياسية

علامات:
تحميل المزيد