!أجسامهم أقوى وأزكى رائحةً، وأكثر نشاطاً في العلاقات.. ليس سهلاً أن تكون ذا شعر أحمر، واسأل الأمير هاري

يلفت أصحاب الشعر الأحمر النظر إليهم فهم أقلية نادرة في كل الشعوب والثقافات ويشكلون 2% فقط من عدد سكان الأرض ولكن تميزهم الجيني صاحبه اضطهاد وسخرية

عربي بوست
تم النشر: 2018/08/21 الساعة 06:35 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/08/21 الساعة 10:00 بتوقيت غرينتش

يلفت أصحاب الشعر الأحمر النظر إليهم؛ أقلية نادرة في كل الشعوب والثقافات. يشكلون 2% فقط من عدد سكان الأرض ولكن تميزهم الجيني صاحبه اضطهاد وسخرية عبر الأزمان وصلت إلى ولي العهد البريطاني الأمير هاري نفسه.

إذ اعترف الأمير هاري نفسه بأنه كان يتعرض لمداعبة زملائه في الجيش بسبب لون شعره الأحمر، فقد كانوا يطلقون عليه لقب "الطلقة الحمراء" ويقولون أيضاً إنه كان سيصبح من السهل للغاية على أعدائه التعرف عليه بسبب لون شعره الأحمر لو كان سافر لمهمة في العراق مثلاً. كان الأمر يسبب له ضيقاً لدرجة فكر معها أن يعرض نفسه على طبيب نفسي.

لكن في عالم الفن، تم تقديم ذوات الشعر الأحمر على أنهن أكثر جاذبية وإغراء، نذكر منهن إيما ستون ونيكول كيدمان وجوليان مور.

حتى الممثلة التركية الشهيرة آلتشين سانغو بطلة مسلسل "حب للإيجار"، أحبها الجمهور العربي والتركي وأطلق عليها لقب "الفتاة ذات الشعر الأحمر". وعندما صبغت شعرها باللون الأشقر أعرب معجبوها عن انزعاجهم، ومن بين التعليقات التي تلقتها (كان الشعر الأحمر أجمل بكثير.. لقد ذهب جمالك!).

لهذه الأسباب يولد البعض بشعر أحمر

يعود سبب ظهور الشعر الأحمر إلى الجينات، أو بشكل أدق إلى المركب الجيني المعروف "إم سي 1 آر" أو MC1R، حيث أدت طفرة ظهرت قبل أكثر من 50 ألف عام إلى تشكل مادة الفيوميلانين الصبغية في الشعر والجلد والعيون، بالإضافة لمادة الميلانين.

إذا كان كلا الوالدين يحمل جين "إم سي 1 آر" المسؤول عن لون الشعر الأحمر، فإن فرص ولادة الطفل بهذا الشعر الطفل تكون بنسبة 25%، حتى إن لم يكن لأي من والديه شعر أحمر.

وهناك فقط قرابة 1-2٪ من سكان العالم يملكون شعراً أحمر وفي سائر الشعوب والثقافات، وتعد إسكتلندا من أكبر الدول التي يوجد بها أصحاب الشعر الحمراء.  ومن بين كل 100 شخص في هذه البلد يوجد 13 شخصاً لديهم شعر أحمر طبيعي، تليها آيرلندا وويلز.

ولم يعرف بعد سبب ارتفاع نسبة احمرار الشعر بين أفراد هذه الشعوب، غير أن إحدى النظريات تقول إن المناخ في تلك الدول الباردة مناسب لنمو الشعر الأحمر الذي لديه حساسية ضد الشمس.

من حسنات الأمر أنهم لا يشيبون إطلاقاً

أصحاب الشعر الأحمر لا يشيبون مع التقدم في السن، بل يتحول لون شعرهم إلى درجة أكثر بهتاناً كاللون الرملي (بيج) أو إلى اللون الأبيض الفضي. جدير بالذكر أن قوة الخلايا الصبغية للون الأحمر تجعل من الصعب جداً أن يتم صبغه بلون آخر، ولذلك يجب أن يتم تبييضه مسبقاً بمستحضرات كيمائية قبل أن يتم صبغه باللون الجديد.

لكنهم حساسون أكثر للألم والبرد

ردة فعل أولئك الأشخاص أكثر حساسية تجاه الحرارة والبرودة، إذ كشفت دراسة أجريت في العام 2005 فى جامعة لويزفيل أن الجين المسؤول عن احمرار الشعر، يضخم نشاط الجينات التي تكتشف وتستجيب للتغيرات في درجات الحرارة، وهذا يعني أن "حُمُر الشعر" يتأثرون بالتغير المناخي أكثر من غيرهم.

ومن المعروف أن أصحاب الشعر الأحمر يملكون جلداً حساساً، وهذا يعني أن الأعصاب والأوعية الدموية هي أقرب إلى الطبقة الأبعد من الجلد، وهذا هو السبب في  تأثير التلوث والطقس وتغير الحرارة عليهم بشكل كبير.

 والنساء أكثر نشاطاً في العلاقات الجنسية

وجد باحث في الشؤون الجنسية في جامعة هامبورغ أن النساء ذوات الشعر الأحمر يشاركن في نشاط جنسي بنسبة أكبر بكثير من النساء الأخريات.

وتابع البروفيسور فيرنر هابرميهل في دراسته النشاط الجنسي لمئات السيدات الألمانيات. ثم قارن النتائج وفق لون الشعر، وأوضح النتائج التي توصل إليها قائلاً، "كان من الواضح أن الحياة الجنسية لصاحبات الشعر الأحمر أكثر نشاطاً من صاحبات ألوان الشعر الأخرى، وأن ممارسة الجنس لديهن في كثير من الأحيان تكون أعلى من المتوسط".

دراسة بريطانية أخرى كشفت أن صاحبات الشعر الأحمر يمارسن الجنس بمعدل ثلاث مرات في الأسبوع، في حين تمارس بقية السيدات ما معدله مرتين فقط في الأسبوع.

الشعر الأحمر هو الأكثر سمكاً

يمتلك أصحاب الشعر الأحمر كميات أقل من شعر الرأس مقارنة مع غيرهم من الأشخاص، حيث يبلغ عدد خصل الشعر عندهم 90 ألفاً، في حين يمتلك أصحاب الشعر الأشقر 100 ألف خصلة، ويقدر العدد بـ 120 ألف عند أصحاب الشعر البني.

وبصفة عامة يمتلك أصحاب الشعر الأحمر كميات أقل من شعر الرأس مقارنة مع غيرهم من الأشخاص، ولكن بحكم أن الشعر الأحمر أكثر سماكة، يظهر أصحابه وكأنهم يمتلكون كمية أكبر من الشعر.

فمثلاً نجد أن الشعر الأشقر يحتوي على تصبغ أقل (عدد أقل من جزيئات الميلانين)، ولذلك تميل خصلات الشعر إلى أن تكون أقل حجماً وتتطلب المزيد من الشعر لتغطية فروة الرأس بشكل كاف.

على العكس، يميل الشعر الأحمر لأن يكون قطره أكبر وبالتالي يأخذ عدداً أقل من الشعر لتغطية فروة الرأس.

وأصحابه يحتاجون لنسبة تخدير أعلى

الجين المسؤول عن الصبغة الحمراء هو نفسه المسؤول عن الشعور بالألم، وقال أطباء أميركيون إن ذوي الشعر الأحمر أكثر إحساساً بالألم من غيرهم، الأمر الذي يجعلهم يحتاجون إلى تخدير أكبر من أصحاب الألوان الأخرى للشعر بحوالي 20%.

وقال الطبيب بجامعة لويسفيل في ولاية كنتاكي الأميركية أدوين لايم في بيان إن "الشعر الأحمر هو أول سمة بشرية واضحة ذات صلة بمقدار الحاجة للتخدير". وأضاف "أن أصحاب الشعر الأحمر على الأرجح يشعرون بألم أكثر جراء مؤثر بعينه ومن ثم يحتاجون إلى جرعة أكبر من المخدر لتخفيف حدة هذا الألم".

وأوضحت الجمعية العامة الأميركية أن الحمض النووي المسبب لاحمرار الجين يزيد من النشاط العصبي في المحيطية الرمادية الموجودة في الدماغ، والتي تسيطر على الإحساس بالألم.

رائحة أجسامهم أفضل وأقوى

بفضل مستويات الحموضة الأعلى في سطح الجلد، فإن رائحتهم تكون طيبة وتتبخر لأعلى بشكل أكثر قوة عن غيرهم.

وأشار الفيلسوف الفرنسي والمؤلف أوغسطين غالوبين في كتابه "لي بارفوم دي لا فيم" عام 1886، إلى أن المرأة ذات الشعر الأحمر تنضح بعطر طبيعي مختلف عن النساء الشقراوات والسمراوات. ووصفه بمزيج عطري من العنبر والبنفسج، ليتضح بعد ذلك أنه ليس خيال أدباء هاموا بالحب، ولكنه حقيقة علمية لأن الحموضة في سطح الجلد، عند حُمُر الشعر تتبخر لرائحة عطرة قوية ونفاذة.

وأجسامهم تمتص فيتامين "د" أسرع فتقل أمراضهم

في كتابها "أصحاب الرؤوس الحمراء"، جمعت إيرين لاروزا بعض الدراسات التي تشير إلى أن هؤلاء الأشخاص يولدون بصفات جينية وراثية تجعل أجسامهم تفرز فيتامين "د" بشكل طبيعي دون غيرهم.

وبالتالي كان أصحاب الشعر الأحمر الأقل عرضة لتطور بعض الأمراض كالسكري والتهاب المفاصل. جدير بالذكر أن فيتامين د مهم لصحة العظام ويحمي من الاكتئاب ويكافح نزلات البرد.

التغير الحراري يهدد الجين الخاص بهم

قد تؤدي ظاهرة ارتفاع درجة حرارة الأرض إلى انقراض أصحاب الشعر الأحمر في إسكتلندا، وفقاً لما قاله فريق من الباحثين الإسكتلنديين الذين يعتقدون أن المناخ المعتم أدى إلى ظهور الشعر الأحمر كنوع من التكيف الجيني للمساعدة في استغلال الأيام المشمسة النادرة وتعزيز إنتاج فيتامين "د".

وبحسب ما ذكرته صحيفة Daily Mail البريطانية، قال الباحثون "نعتقد أن الشعر الأحمر في إسكتلندا وآيرلندا وشمال إنكلترا ظهر للتكيف مع المناخ. وإذا انتهت الفترات الطويلة من الطقس الغائم وأصبح هناك المزيد من الأيام المشمسة، سيقل عدد الأشخاص الذين يحملون الجين المسؤول عن الشعر الأحمر".

وهم أكثر عرضة للباركنسون "الشلل الرعاش"

كشفت دراسة علمية حديثة عن نتائج جديدة تخص الأشخاص ذوى الشعر الأحمر، حيث أفادت بأنهم أكثر عرضة لمرض باركنسون "الشلل الرعاش".

وقال الباحثون من مستشفى ماساتشوستس العام الأميركية، إن الذين يعانون من الشلل الرعاش لديهم فرصة أقل للإصابة بجميع السرطانات باستثناء سرطان الجلد، مشيرين إلى أن مرضى سرطان الجلد لديهم مخاطر عالية للإصابة بالشلل الرعاش.

شخصياتهم قوية وفذة

الباحثة من جامعة برينستون، ومؤلفة كتاب "الحمراوات" آن مارغريت دانيال قالت إن النساء ذوات الشعر الأحمر يتمتعن بشخصيات مميزة.

وأضافت "يعطي الشعر الأحمر المرأة قوة لا تضاهى. فالرسامون والشعراء مثلاً يستخدمون الشعر الأحمر إلى هذا الغرض كما فعلوا مع شخصية أسطورية مثل مريم المجدلية".

وظلت تتمتع  المرأة ذات الشعر الأحمر بقوة في شخصيتها عبر القرون؛ من كليوباترا مروراً بإليزابيث الأولى إلى مقدمة البرامج البريطانية الفذة آن روبنسون.

وجاذبيتهم تصل إلى النحل

حتى النحل ينجذب إلى حمر الشعر أكثر من أي لون آخر، ربما لأنه يبدو وكأنه زهور حمراء حلوة بسبب تاجه الأحمر للشعر.

اتهموا يوماً بالسحر والشعوذة ومص الدماء

وفقاً للأساطير اليونانية، يتحول أصحاب الشعر الأحمر بعد موتهم إلى مصاصي دماء، ويقال أن ما يصل لـ 45 ألف امرأة تم حرقهن في ألمانيا في القرن الخامس عشر خوفاً من كونهن ساحرات اشرار.

يشرح الباحث مونتاج سومرز في القرن التاسع عشر كيف كان اعتقاداً شائعاً في مصر القديمة بأن ذوي الشعر الأحمر هم مصاصو دماء بشكل لا شك فيه وذلك لأن مظهرهم الشاحب كان يعطي هذا الانطباع.

وأخيراً.. لهم يوم عالمي يحتفلون به

تعود بدايات هذا المهرجان إلى العام 2005، عندما استدعى الرسام الهولندي برت رونهورست  نماذج من الشخصيات بشعر أحمر، لأنه أراد رسم 15 شخصاً بشعر أحمر. وبعد إعلانه، قدم أكثر من 150 شخصاً للمشاركة، فتحول مع السنين إلى مهرجان حكومي تحت رعاية الحكومة الهولندية.

ويصادف هذا الاحتفال السنوي، أول أيام عطلة نهاية أسبوع من شهر سبتمبر من كل عام، ويتوافد عليه أصحاب الشعر الأحمر من 80 دولة أهمها بريطانيا وأميركا وأستراليا وألمانيا.

ويتخلل المهرجان العديد من الفعاليات كعروض لفرق موسيقية وعروض أزياء ومعارض فنية، وغيرها من الفنون. ويمنع منعاً باتاً دخول من لا يتمتع بمواصفاتهم وبتلك الخصل الحمراء الشهيرة.


اقرأ أيضاً..

لا تنجر وراء الدعايات، فرقائق الذرة ليست إفطاراً صحياً كما يروجون.. لن تصدق كمية السكر التي تحتويها!

6 علامات تحذيرية غير متوقعة يمكنها أن تشير إلى أن قلبك يواجه مشكلة

علامات:
تحميل المزيد