هناك، بسواحل موغلا التركية حيث ينفق السياح البريطانيون أموالهم كالسلاطين.. أدهشهم صرف الليرة، وأعدادهم تتضاعف

عربي بوست
تم النشر: 2018/08/19 الساعة 12:23 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/08/20 الساعة 08:08 بتوقيت غرينتش

امتدت طوابير الانتظار، على طول الطريق أمام مطعم Delboy. وقام رجل يرتدي سروالاً قصيراً على شكل عَلم المملكة المتحدة، بإشعال النار في مشروبٍ كحولي بكوبٍ زجاجي صغير، على سبيل إبهار السياح. بينما لاعب كمال أجسام يرتدي زي قراصنةٍ يرقص على منصة في مكان قريب من المطعم

تتضاعف أعداد الزائرين كل ليلةٍ في موغلا، بمنتجع هيسارونو، وهو منتجع سياحي على الساحل الجنوبي الغربي لتركيا، منذ تراجع الليرة التركية بنسبة الثلث، وفق صحيفة The Times البريطانية.

يبدو أنَّ مصائب تركيا عند بريطانيا فوائدُ. في هذا الملاذ المُتشبِّع بالشمس وفي جميع أنحاء الساحل الجنوبي الغربي للبلاد، ينفق السيُّاح البريطانيون أموالهم مثل السلاطين.

قال ستان والاس، من بلدة أشينغتون في مقاطعة نورثامبرلاند الإنكليزية، والذي كان يزور تركيا مدة أسبوعين مع 7 من أصدقائه: "منذ أيام، دفعنا مبلغ 59 جنيهاً إسترلينياً (75 دولاراً أميركياً) لتناول عشاء لـ8 أشخاص مكوَّن من طعامٍ جيدٍ للغاية ومشاوٍ مُشكَّلة ومشروبات وكل شيء".

وأضاف: "عندما ذهبت إلى اليونان قبل ذلك، أنفقت نحو 1000 يورو، أي ما يعادل 880 جنيهاً إسترلينياً (1118 دولاراً) خلال أسبوع. لكن يُكلفنا الأسبوع هنا في تركيا نحو 200 جنيه إسترليني (254 دولاراً). هذا مدهشٌ للغاية!".

عندما حجز العديد من السياح بمنتجع هيسارونو رحلاتهم في يناير/كانون الثاني 2018، كان سعر صرف الجنيه الإسترليني يعادل نحو 5.1 ليرة. لكن في يوم الإثنين 13 أغسطس/آب 2018 من الأسبوع الماضي، انخفضت الليرة إلى مستوى قياسي، حيث سجَّلَت 8.87 مقابل الجنيه الإسترليني.

يُكلِّف احتساء نصف لتر من جعة "Efes"، التي تنتجها شركة Efes التركية لصناعة المشروبات، ما يعادل 1.80 جنيه إسترليني (2.29 دولار). وفي ملهى Legends، شرب زبائن بريطانيون كمياتٍ كبيرة من مشروب الكوكتيل الكحولي Gin مقابل 3.20 جنيه إسترليني. لكن وسط  هذا الاحتفال، كان بعض المسافرين البريطانيين أكثر حذراً.

"حتى إننا ندفع بقشيشاً أعلى بكثير"

قال جيل لايل، أحد رفاق والاس: "الأمر جيدٌ بالنسبة لنا، لكنه سيئ بالنسبة للأتراك، أليس كذلك؟". وأضاف: "في الواقع، لقد صُدِمت من أنَّ بعض السائحين الإنكليز يفعلون فقط الحد الأدنى. نحن ندفع بقشيشاً أعلى بكثير، في حين لا يفعل بعض الأشخاص الآخرين ذلك".

وقالت جانيت كاولي، وهي جليسة أطفال وضابطة شرطة سابقة: "كنت أدفع بالجنيه الإسترليني مقابل شراء أي شيء، فقط حتى يحصل الناس هنا على بعض المال. الوضع رهيب بالنسبة لهم على الرغم من كونه جيداً بالنسبة للسياح".

شعر أصحاب الأعمال أيضاً بقلقٍ مماثل؛ إذ تدنَّى مراد كوجار، مالك متجر Wags Bags، أمام مجموعةٍ معروضة من حقائب اليد المصنوعة من العلامة التجارية الفرنسية الشهيرة Louis Vuitton بعد أن فاوضته أمٌّ بريطانية من مقاطعة لانكشاير على السعر باحترافيةٍ بالغة.

وقال مراد، وهو يمسح العَرق من على جبينه: "نحن نشتري الحقائب بالليرة، لكنَّنا اعتدنا تحديد السعر بالجنيه الإسترليني". وأضاف أنَّ "السياح البريطانيين يتوقَّعون الآن أسعاراً أقل؛ نظراً إلى ارتفاع سعر الجنية الإسترليني مقابل الليرة"، وفق صحيفة The Times البريطانية.

وتعاني الشركات التي تعتمد أعمالها على الواردات التي تُشتَرَى بالعملات الأجنبية أو التي تحصل على قروض بالدولار أو باليورو، أكثر من غيرها.

وقالت مالكة مطعم بريطاني، وهي تقطّع التفاح لإعداد فطيرة التفاح والكسترد: "غيَّرنا الأسعار أمس إلى الجنيه الإسترليني لإنقاذ مصدر عيشنا".

نقوم بتسعير كل شيء بالجنيه الإسترليني؛ حتى يكون الأمر أكثر استقراراً. لا نستطيع مواصلة طباعة قوائم الطعام. آمل أن يكون هذا أمراً مُؤقَّتاً فقط".

سعر الصرف يتغير بشكل يومي

خارج الحانات في الشارع الرئيسي بمنتجع هيسارونو، يظهر سعر الصرف اليومي مكتوباً على لوحاتٍ سوداء. يمكن للعملاء اختيار الدفع بالليرة أو الجنيه الإسترليني في معظم الأماكن التجارية، وضمن ذلك سلسلة متاجر Azda.

وقال رجل مهندم خارج صالون تجميل حقَّق مبيعاتٍ كبيرة في الساعة الحادية عشرة مساء يوم الجمعة 17 أغسطس/آب 2018: "يبقى السعر بالجنيه الإسترليني على حاله، لكنَّنا قمنا بتغيير السعر بالليرة قليلاً".

تتصاعد المخاوف من أن الأسوأ في أزمة العملة ربما لا يزال قادماً.

انضم الخلاف بين تركيا والولايات المتحدة بشأن احتجاز القس الأميركي أندرو برونسون -الذي أدى هذا الشهر (أغسطس/آب) إلى الإعلان عن إجراءات أميركية عقابية- إلى المشكلات القائمة بالفعل في مواجهة الاقتصاد التركي، ليدفع بالليرة التركية نحو تسجيل أسوأ أداء مقابل الدولار هذا العام (2018).

يقول منتقدون إنَّ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان فاقم الأزمة من خلال الإصرار على احتجاز القس برانسون ورفض اتخاذ خطوات لتهدئة مخاوف المستثمرين.

وقال أردوغان هذا الشهر (أغسطس/آب 2018)، لحشدٍ من المؤيدين بالقرب من منطقة البحر الأسود: "إذا كان لديهم دولاراتهم، فنحن لدينا الله والشعب".

ـــــــــــــــــــــ

اقرأ أيضاً

تصريح غريب من أميركا: نُدين فرض تركيا رسوماً على صادراتنا.. أما فرضنا رسوماً عليها فهو أمن قومي

لا ملابس بحمام السونا ولا ضوضاء يوم الأحد وانتبه أثناء حساب الماركات.. 10 أشياء غريبة عن الألمان لا يعرفها إلا مَن عاش بينهم

تحميل المزيد