هل تنتظر عطلة نهاية الأسبوع لتعويض ما فاتك من النوم! لكن مهلاً.. ينبغي أن تعرف إن كان هذا نافعاً أم ضاراً

عربي بوست
تم النشر: 2018/08/17 الساعة 13:04 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/08/17 الساعة 13:04 بتوقيت غرينتش

ينتظر الناس أيام العُطل والإجازات بفارغ الصبر من أجل تعويض ما فقدوه من ساعات نوم طوال الأسبوع، والحصول على الراحة بعد أيام العمل.

في المقابل، لا تزال مسألة قدرتنا على تعويض ما فاتنا من النوم موضع نقاش، حيث يُعتبر النوم عملية ضرورية للحفاظ على أداء مثالي لعقل وجسم الإنسان على حد سواء.

هل يمكنك حقاً تعويض ساعات النوم خلال عطلة نهاية الأسبوع؟

لحُسن الحظ، ووفقاً للباحثين في مجال النوم وعلماء النفس الذين ناقشوا هذا الموضوع على موقع The Conversation، فإنه يمكن تعويض ساعات النوم الضائعة خلال أيام العطل.

وعلى الرغم من ذلك، لا يحصل المواطن البريطاني العادي إلا على 6 ساعات و19 دقيقة من النوم كل ليلة.

ووفقاً لصحيفة "The Independent" أكّدت الباحثة في مجال النوم، شين موي تشاو، أنه يمكن تعويض ما فاتنا من النوم خلال الأسبوع، مضيفة أنه ليس من الضروري أن نصل إلى "تعويض جلّ عدد الساعات التي أضعناها".

تعويض ساعات النوم ليس سهلاً ويسبب الضرر!

في المقابل، أكّدت كل من الباحثة في مجال النوم، جيما بايتش، والإخصائية النفسية ميلندا جاكسون، أن تعويض ساعات النوم الضائعة لا يعد أمراً سهلاً.

كما أكدت بايتش أن النوم خلال العطلات يمكن أن يسبب مزيداً من الضرر؛ نظراً لإمكانية تأثيره على النظام اليوماوي، أي الساعة البيولوجية الداخلية للجسم.

الأمر الذي يمكن أن يؤدي إلى اضطرابات في النوم مشابهة للاضطرابات الفسيولوجية التي تحدث نتيجة الرحلات الجوية الطويلة.

وقد أقرت جاكسون أيضاً التأثيرات السلبية التي يمكن أن تلحقها محاولتنا لتعويض نقص النوم بساعتنا البيولوجية.

قلّة النوم خلال الأسبوع تُعرّض ذكرياتك للخطر!

ولسوء الحظ، يعني ذلك أن الذكريات التي تشكّلت أثناء الأيام التي لم تتمتع خلالها بالنوم جيداً قد تُصاب بالضرر، حيث يتم تحويل الذكريات غير المستقرة إلى ذكريات مستقرة أثناء النوم العميق.

في المقابل، لن يكون ذلك ممكناً في حال فقدت فرصة تمتّعك بنوم عميق خلال تلك الليلة.

وحيال هذا الشأن، أكّدت عالمة الأعصاب، ليوني كيرزنبلات، أيضاً أننا قادرون على تعويض ساعات النوم التي أضعناها؛ حيث يعود ذلك إلى ما يعرف بـ "استتباب النوم".

ووفقا لكيرزنبلات، يعمل استتباب النوم على إبلاغ الدماغ بأنك لم تحصل على قدر كافٍ من النوم ما من شأنه أن يتسبب في حدوث تغيّرات فسيولوجية.

لكن، على غرار تشاو، تطرقت كيرزنبلات إلى موضوع تأثير قلّة النوم على قدرتك على التذكر.

الأمر الذي لا يمكن علاجه من خلال ساعات إضافية من النوم الخفيف خلال عطلة نهاية الأسبوع.

لماذا يجب أن ننام جيداً؟

في المتوسّط ينام الإنسان تقريباً ثلث حياته، ولكن ما يجب إدراكه أن الجسد في الحقيقة يعمل أيضاً أثناء وجوده في الأحلام.

فخلال النوم العميق يعمل جسمنا كجهاز كمبيوتر، حيث يستدعي المعلومات من الذاكرة.

كما تنتج أجسادنا هرمونات النمو لتجديد وتنشيط الجهاز المناعي، بحيث يمكن للخلايا الدفاعية محاربة الفيروسات والبكتيريا.

وحين يصل نومنا إلى مرحلة العين السريعة " rapid eye movement"، يقوم دماغنا باستعادة ومراجعة ما مررنا به خلال يومنا.

حاجتنا للنوم تعتمد على أعمارنا؟

صحيفة "20 مينوت" الفرنسية نشرت في وقت سابق تقريراً، قالت فيه إن حاجة الإنسان للنوم تتغير بتغيّر مراحل الحياة.

فقد يميل البعض إلى النوم لمدة 10 ساعات يومياً، في حين يحتاج البعض الآخر إلى 5 ساعات فقط.

وأضافت أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يحتاج ما بين 3 و4 ساعات من النوم يومياً فقط.

مؤسسة النوم الوطنية الأميركية أوصت الأشخاص بالنوم بحسب أعمارهم، حيث يحتاج الأطفال حديثو الولادة من 14 إلى 17 ساعة نوم، بينما الأطفال في المدارس الابتدائية، يجب أن يناموا بين 9 و11 ساعة.

فيما ينبغي على البالغين أن يناموا من 7 إلى 9 ساعات في الليل.

احذر.. فالنوم طويلاً يسبب الموت!

ومن المثير للاهتمام أن دراسة حديثة، أجراها باحثون في أحد معاهد بحوث الإجهاد في جامعة ستوكهولم، بيّنت أن ارتفاع معدلات الوفيات مرتبط بقلة ساعات النوم.

كما بينت الدراسة أيضاً أن النوم لساعات طويلة أو لأكثر من ثماني ساعات خلال الليل، يمكن أن يكون سبباً في ارتفاع معدل الوفيات.

وبحسب بيانات وزارة الصحة والخدمات البشرية الأميركية فإن اضطرابات النوم تؤثر على ما بين 15 و20% من بالغي الولايات المتحدة الأميركية.

ويعد هؤلاء أكثر عُرضة للإصابة بمشاكل صحيّة مزمنة، مثل الاكتئاب وارتفاع ضغط الدم والسكري والسرطان والسكتات الدماغية، وحتى التوجه لتعاطي المخدرات.

كما توصل باحثون في جامعة كامبريدج إلى أن النوم لأكثر من 8 ساعات يومياً يزيد من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية.


إقرأ أيضاً.. 

هل تعتاد ضغط زر الغفوة "snooze" أثناء نومك؟ احذره فإنه ضار بالدماغ والجسم

النوم بلا مروحة في الصيف شبه مستحيل، لكن قد يعرِّضك للمرض.. فكيف تتجنب خطرها؟

علامات:
تحميل المزيد