كيف يكون شعوركِ حينما تصبحين ضحيةً بسبب ملابسك؟.. المنتقبات يشعرن بالخوف بعد تصريحات جونسون: «أنتن لصوص البنوك»

عربي بوست
تم النشر: 2018/08/16 الساعة 12:54 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/08/16 الساعة 19:32 بتوقيت غرينتش

منذ أن شبَّه وزير الخارجية البريطاني السابق النساء اللاتي يرتدين النقاب بـ"صناديق البريد" و"لصوص البنوك"، ارتفعت أعداد التقارير حول حالات الإساءة التي يتعرض لها المسلمون. وهذا ما يجعلنا نطرح السؤال الآتي: كيف يكون شعورك عندما تصبح ضحية بسبب لباسك؟

خلال الأسبوع الماضي، عندما كانت سيدرا سجاد تتسوق في مانشستر حيث تقيم، سمعت رجلاً أبيض البشرة في متوسط العمر يقول لصديقتها التي كانت تسير خلفها: "ها هو صندوق البريد". فالتفتت إليه وقالت: "عفواً"، ومن ثم غادرت هي وصديقتها المكان حسب صحيفة The Guardian البريطانية.

سلوك متكرر بشكل يومي

لقد كانت في ذلك اليوم على عجلة من أمرها، لكنها في العادة لا تخشى مواجهة مثل هذه التصرفات؛ نظراً لأن هذا النوع من سوء المعاملة يحدث بشكل متكرر إلى حد ما.

أفادت سجاد: "أنا من الأشخاص الذين يفضلون مشاركة آرائهم، وإذا كان هناك من يقول مثل هذه التعليقات السلبية فإنني أود أن أتواصل معه وأمنحه فرصة التحدث معي، وأسأله: "لماذا تقول شيئاً كهذا؟". وأضافت سجاد متنهدة: "كيف سيكون شعورها؟ أتعلم، هذا يسمى جهلاً، إنه شخص غير متعلم. في الحقيقة، يقوم جزء من القيم البريطانية على احترام وقبول أعراف جميع الديانات. حتى لو لم نكن نفهمها، فإننا نحترم الأرضية المشتركة التي تجمعنا. فلكل فرد حرية اختيار عيش حياته بالطريقة التي يريدها، ويجب علينا احترام ذلك".

لقد مضى أكثر من أسبوع منذ أن نعت وزير الخارجية السابق بوريس جونسون النساء اللواتي يرتدين النقاب بـ"صناديق البريد" و"لصوص البنوك"، في مقال له نُشر على صحيفة Daily Telegraph. لقد أشار جونسون إلى معارضته فكرة فرض حظر على ارتداء البرقع، لكن تعليقاته سواء كانت مسقطة أو مدروسة جيداً التي ذكر فيها أن البرقع والنقاب لباس "غريب" و"قمعي"، كانت لها عواقب سيئة على حياة العديد من المسلمين البريطانيين. وقد تطرقت النساء إلى شعورهن بالضعف وتعرض بعضهن إلى سوء المعاملة.

ارتفاع ملحوظ في الظاهرة

سجلت جمعية "Tell Mama" لمراقبة جرائم الكراهية ضد المسلمين، ارتفاع حالات سوء معاملة النساء المسلمات منذ نشر مقال جونسون. وخلال الأسبوع الذي سبق نشر المقال، أبلغت 5 نساء عن تعرضهن لسوء المعاملة، وكُن جميعهن يرتدين الحجاب، ولم تكن أي منهن ترتدي النقاب. أما خلال الأسبوع الذي أعقب نشر المقال، أبلغت 14 امرأة محجبة، و7 منهن يرتدين النقاب، هذه المنظمة عن تعرضهن لسوء المعاملة.

من المرجح أن تكون هذه الأرقام أقل بكثير من العدد الحقيقي. وحيال هذا الشأن، قال المتحدث باسم جمعية Tell Mama: "يجب علينا الأخذ بعين الاعتبار أن النساء اللاتي يرتدين النقاب نادراً ما يبلغن عن مسألة تعرضهن لحالات كراهية. لكن خلال الحديث معهن ذكرن لنا أنهن يواجهن سوء المعاملة بصفة متكررة، ولا يكلفن أنفسهم عناء الإبلاغ، وهذا يعني أن ارتفاع حالات سوء المعاملة ضد المسلمين بات قابلاً للقياس ويدق ناقوس الخطر".

أكثر فئات المجتمع تهميشاً

صرحت مديرة جمعية Tell Mama، إيمان عطا، بأن "التعليقات والبيانات السياسية لها تأثيرات هامة، خاصة أن بوريس جونسون رجل ذو بشرة بيضاء ويتمتع بامتيازات ولديه السلطة والنفوذ اللذين لا تستطيع الكثير من الأقليات العرقية وذوي البشرة السمراء الحلم بالوصول إليها. ففي هذا المنصب المتميز، لم يتردد جونسون في تشبيه المرأة المسلمة التي ترتدي النقاب بـ"صندوق البريد" و"لصوص البنوك".

وأضافت عطا: "تمثل هؤلاء النسوة أكثر فئات المجتمع تهميشاً، فهن لا يستطعن العثور على عمل وفي بعض الحالات ليس لديهن سوى خيارات قليلة. لكن بالنسبة لجونسون، فإن نعتهن بمصطلحات تجردهن من إنسانيتهن طريقة لتحقيق طموحاته السياسية. وهذا ما يدفع الجناة إلى الشعور بالجرأة الكافية لاستهداف هؤلاء النساء بدافع الكراهية ضد المسلمين".

أجندة سياسية وراء تصريحات جونسون

أشارت سيدرا سجاد، التي تعمل مرشدة تربوية، إلى أن "الأشخاص الآن يسخرون من النساء المسلمات ويقومون بمهاجمتهن بسبب الملاحظات التي أدلى بها جونسون. ومن المرجح أن يكون لديه أجندة سياسية، وهو ما يفسّر عدم تقديمه أي اعتذار. لقد جعل النساء المسلمات يشعرن بالتوتر عند خروجهن إلى الشارع، إنه أمر خطير للغاية أن تخرج ولا تعرف ما الذي ينتظرك. وبشكل عام، يتعرض المسلمون للاعتداءات، ناهيك عن جرائم الكراهية التي ترتكب بحقهم".

كما أوردت سجاد: "يجب أن تكوني حذرة ولا تخرجي في الليل. لقد جعلني ذلك أشعر بالقلق طبعاً، وأنا أفكر باستمرار في ذلك. إذا كان بإمكاني تغيير تصور أي شخص أو سوء فهم حول حقيقتنا، فسأبذل قصارى جهدي لفعل ذلك. حتى عندما أذهب للتسوق، أحاول أن أكون ودودة جداً ودائماً ما ألقي التحية وأبدأ بالحديث".

خلال عطلة نهاية الأسبوع، كانت ابنة كلثوم حقي في الخارج بصحبة صديقتها، وكانتا ترتديان النقاب، وإذا بأحدهم ينعتهما بـ"صندوق البريد". وبشأن هذه الحادثة قالت حقي: "في الكثير من الأحيان أطلب منهن عدم الرد على مثل هذه التصرفات لأنه سبق أن تعرضن في الماضي إلى سوء المعاملة، وكان كل خوفي من أن يتعرضن للأذى. وغالباً ما يعملن على تجاهل مثل هذه الإساءات، لكنها تؤثر عليهن". ترتدي حقي النقاب أيضاً وتعمل متطوعة في مدرسة محلية في مدينة بولتون. وتعمل إحدى بناتها معلمة في مدرسة ابتدائية أما الأخرى فممرضة.

المنتقبات لسن جاهلات

قالت حقي إنه "لأمر محزن حقاً أننا في الوقت الذي نحاول فيه العمل داخل هذا المجتمع، يظهر لنا شخص مثل جونسون. نحن لسنا أشخاصاً غير متعلمين، فجميعنا نعمل". وأضافت حقي أنه "بسبب تعليقاته أصبحنا نشعر بعدم الأمان. فقد حذرنا أفراد عائلاتنا بضرورة توخي الحذر قبل مغادرة المنزل، كما أن الشوارع أصبحت غير آمنة بالنسبة لنا، التي لم تكن آمنة في كل الأحوال".

في السابق، تعرضت حقي لتعليقات مسيئة عندما كانت تتسوق، حيث قالت: "نحن نتعرض لمثل هذه التعليقات من كبار السن، وأحياناً من الأولاد الصغار. وفي أغلب الأحيان، أرى أن كل هذه التعليقات تصدر عن جهل، لذلك أقوم بتجاهلها". وأضافت حقي أن "معظم هؤلاء الأشخاص يرددون هذه الجملة (هل يمكننا وضع رسالة؟). لقد كنا نواجه تعليقات جارحة من حين لآخر، لكن هذه الظاهرة أصبحت كثيرة الآن".

ولم تكتفِ حقي بذلك، حيث أوضحت أن "الأمر أصبح بمثابة مزحة بالنسبة للجميع، لكن فليقولوا ما يريدون. فحتى وإن كنتِ في السيارة فستواجهين تعليقات أو إيماءات تدل على الكراهية. وحتى في حال اضطررت للمشي، فإنني أحرص أن يكون هناك دائماً شخص برفقتي. ولم يكن من المفترض أن يصل الأمر لهذا الحد، إذ إن السياسيين وُجدوا كي يقوموا بحماية كامل أفراد المجتمع".

إن هناك عدداً قليلاً من النساء المسلمات في المملكة المتحدة يرتدين النقاب، وليس معلوماً كم هو عددهن، لكن هناك حوالي 5000 امرأة ترتديه، علماً بأن هذا الرقم يبدو مبالغاً فيه بعض الشيء. وتعد فكرة أن الثقافة البريطانية في خطر بسبب اختيارات ملابس بضعة آلاف من النساء أمر مثير للضحك، باعتبار أن هذه الأفكار هي التي تجعل أقلية داخل أقلية أكثر عرضة للخطر.

شعور بالإهانة

فضلاً عن ذلك، يوجد هناك عدد أقل من النساء اللاتي يرتدين البرقع، وهو حجاب يغطي الوجه والجسم بالكامل. لكن حتى النساء اللاتي يرتدين الحجاب العادي، الذي يعد أكثر شيوعاً، قد أفدن بأنهن شعرن بالإساءة بعد تصريح جونسون خلال الأسبوع الماضي.

وبعد مضي ثلاثة أيام على تصريح جونسون، كانت إحدى النساء تسير مع زوجها وطفلها البالغ من العمر ثلاثة أشهر في جنوب لندن، عندما سمعت شابة بريطانية في منتصف العمر تمر بجانبها وتسأل والدتها: "لا أفهم لماذا يتوجب عليهن وضع ذلك على رؤوسهن". وقد بدا أن والدتها توافقها الرأي، حيث تمتمت شيئاً بخصوص هذا البلد، لترد عليها المرأة قائلة: "عفواً، أتمنى بصدق أنك لا تتحدثين عني، فأنا ولدت وترعرعت في هذا البلد". وإثر ذلك استدارت المرأة المسنة ورفعت يديها وهي تقول: "أنا آسفة، أنا آسفة"، لكن الشابة الصغيرة لم تستدر على الإطلاق بل واصلت سيرها متظاهرة بأنها لم تسمع ذلك.

الأثر النفسي لا يقل عن الإيذاء الجسدي

قالت مريم خان، وهي محررة: "المسألة ليست مسألة ارتداء البرقع"، وهي عبارة عن مختارات من مقالات كتبتها نساء مسلمات سيتم إصدارها السنة المقبلة، إنه "حتى لو لم تكن المرأة قد تعرَّضت لإساءة مباشرة فإن الأثر النفسي عليها هذا الأسبوع كان حقيقياً". وترتدي مريم الحجاب أيضاً، حيث تقر بأن إلقاء الناس نظرة ثانية نحوي بعد أن أنزل من الحافلة وأنا لا أضع سماعات الأذن، يجعلني أدرك أن النساء المسلمات اللاتي يرتدين البرقع في منطقتي قلقات كثيراً من أن يتعرضن للأذى".

وأضافت خان أنه "قد لا يعد أمراً جديداً أن الكثيرين يشعرون بالقلق تجاه أفراد عائلاتهم، ممن يرتدين البرقع، ويرغبون بشدة في إيجاد طريقة للحفاظ على سلامتهن. لقد كانت تعليقات جونسون متعمَّدة ومسيئة، فقد وضعت النساء المسلمات، خاصة العاملات منهن، في خطر أكبر مقارنة بالسابق. وفي أغلب الأحيان لا يتم الإبلاغ عن الكثير من حالات الإسلاموفوبيا، فأنا أخشى حتى التفكير فيما مرّت به النساء المسلمات، وعن الحالات التي لم يبلغن عنها، وعمّا لا يعرفنه في حالة كان بوسعهن الإبلاغ".

وتقول صوفي، وهي مترجمة تعمل لحسابها الخاص وتعيش في لندن، إنها حاولت عدم الخروج للشارع أبداً خلال الأسبوع الماضي، حيث قالت: "في الحقيقة لم أتعرض لموقف من أي شخص وجه لي تعليقاً، مشيرة لـ(صندوق الرسائل)، لكنني كنت أتجنب وضع نفسي في موقف كهذا". وأضافت صوفي: "لقد كنت أتجنب الركوب في وسائل النقل العمومي، كما أنني لا أخرج بمفردي. لقد تلقيت منذ أواخر الأسبوع الماضي رسائل غبية على حسابي على تويتر، وشعرت بأنني تحت دائرة الضوء مع كل امرأة أخرى في هذا البلد، حيث جاء في الرسائل: لماذا أنتِ هكذا؟ لماذا ترتدين ذلك؟ لقد كانوا يريدون مني تبرير وجودي".

عداوة واضحة

اعتنقت مريم الإسلام قبل 11 سنة، وارتدت النقاب لمدة خمس سنوات. وفي كل مرة يَنتقد فيها شخص ما الحجاب على وسائل الإعلام، تشعر مريم بأن العداوة واضحة جداً. وقالت مريم: "غالباً ما يحدق بك الناس ويدفعونك ويصدمونك بعربات التسوق ويتجاوزونك. لقد أصبح الأمر متعباً ومزعجاً للغاية. وفي السابق شتمني البعض قائلين أشياء من قبيل 'أنتِ إرهابية، عودي إلى بلدك'، وهو أمر مرعب لأن هذا هو بلدي".

وأوردت مريم أن "الناس كانوا يقولون لي "لماذا ترتدين هذا الشيء؟ انزعيه، أنتِ الآن في إنكلترا'. ولكني أجد من الغريب جداً أن جزءاً من الملابس يمكن أن يجذب الكثير من العداء والإساءة. وفي معظم الأحيان كنت أخرج للتنزه رفقة واحد أو اثنين من أبنائي الثلاثة، وكم كان مؤسفاً أن ابنتي الكبرى التي تبلغ من العمر 10 سنوات قد شهدت الكثير من الإساءة وهي في هذه السن".

ثقافات متعددة

 أوضحت الكاتبة والباحثة فاطمة بركات الله، التي تقيم في لندن، أنه إذا كانت هناك أية وجهة نظر إيجابية هذا الأسبوع، فهي تتجسد في "رؤية أعداد البريطانيين الذين ساندوا بصدق النساء المسلمات. لقد شعرت بالفخر بهذه الفئة في مجتمعنا، حيث لم تمر تعليقات جونسون مرور الكرام. وفي بعض الدول الأوروبية لا أحد سيُبالي بهذه التعليقات، وهو ما يُبرز لك أن بريطانيا بها جوهر الخير الذي يريد من المجتمعات أن تكون متحدة. إن من المزعج جداً أن بعض العناصر في المجتمع، من الذين يشعرون بأنهم محرومون من حقوقهم أو هم عنصريون في الأساس، قد مُنحوا بعضاً من الدعم".

هل شعرت بركات الله، التي ترتدي النقاب غالباً، بأنها أكثر ضعفاً هذا الأسبوع؟ في هذا الصدد أجابت الباحثة أن "الأمر يعتمد على المكان الذي سأذهب إليه، إن منطقتي تتمتع بتعدد الثقافات، لذا لم أشعر بالضعف هنا، ولكن إذا كنت سأذهب إلى مناطق معينة فبالتأكيد سأشعر بذلك، لقد كنت حذرة، لكنني أشعر أن معظم الأشخاص من حولي في مجتمعي قد شاهدوا سلبية ما فعله".

كما أفادت سحر الفيفي، وهي أخصائية وراثة وناشطة مجتمعية تعيش في كارديف: "لقد اختار بوريس جونسون التوقيت بعناية بالغة جداً، لقد أراد أن يدور الجدل حوله خلال هذا الموسم السخيف، أي عندما يغادر معظم النواب مواقعهم ويتوجه الصحافيون لرصد الأخبار. لقد حدَّد التوقيت المناسب ليكسب التصويت الشعبوي على حساب سلامة النساء المحجبات، سيكون لهذا التصريح تأثير على حياتنا اليومية؛ لأنه جعل ممارسة المزيد من التغريب والعنصرية ضد النساء المسلمات أمراً طبيعياً الآن".

عودي إلى بلدك إن لم تلتزمي بالقوانين

صرَّحت الفيفي، التي ترتدي بدورها النقاب: "لقد كانت الأخبار المتداولة على شبكات التواصل الاجتماعي، خلال الأسبوع الماضي، مرعبة. لقد وصلت إلى درجة اضطررت فيها إلى وضع هاتفي في وضع الطيران، بعد أن وردتني تعليقات من قبيل: عودي إلى بلدك إذا لم تكوني سعيدة بالالتزام بقوانيننا، لقد كانت لغة مسيئة جداً، لقد كان هناك الكثير من المضايقات، بدَوْت غريبة وأحسست بأنني لن أُقبل في هذا المجتمع ما لم أتخلص من كل ما يحيل على هويتي كمسلمة".

وخلافاً للإساءة التي تعرَّضتْ لها عبر شبكات التواصل الاجتماعي، لم تشهد سحر الفيفي أي اعتداءات حقيقية في الشارع، وإن كانت الاعتداءات تحدث كل أسبوعين أو نحو ذلك. وقالت سحر: "لا أسلك الطريق نفسه أثناء توجهي للعمل كل يوم، وهناك أشياء صغيرة قد لا يلحظها الكثير من الناس، فعندما أنتظر مترو الأنفاق في لندن أقف بجانب الجدار، وليس على الخط الأصفر على حافة الرصيف، لأنني أشعر بالخوف من أن يدفعني أحدهم نحو القطار، كما يجب أن أبلغ عائلتي طوال الوقت بالمكان الذي سأذهب إليه، والوقت الذي سأعود فيه؛ لأنهم سيشعرون بالقلق على سلامتي".

محاولات طويلة لثنيها عن النقاب.. باءت بالفشل

 لقد حاول والداها جاهدين إقناعها بعدم ارتداء النقاب، ولكنها قالت: "سأواصل تعنُّتي، لا، هذا ما أنا عليه، هكذا أريد أن أُعبّر عن إيماني، ولكن سيكون لمثل هذا القرار تأثير مضاعف على بقية أفراد العائلة، فأختي لا ترتدي الحجاب، ولكنها تشعر بالقلق من أن تؤدي هذه التصريحات إلى تعرضنا إلى المزيد من جرائم الكراهية".

فهل تعتقد هذه الشابة أن الصراع حول النقاب سيهدأ أم سيدوم؟ أجابت: "أصبحت الإسلاموفوبيا جزءاً من حياتي، وبات الأمر يتعلق بتقبل هذه الظاهرة والتعايش معها، ولكن في الوقت نفسه لا أريد أن يكون لهذه المشاعر السلبية تأثير على حياتي. إنه صراع حقيقي لأنني أريد أن أقوم بمهامي اليومية، وأن أكون ناشطة في المجتمع دون أن أشعر بالخوف، وسأواصل القيام بذلك. أنا أعترف بأنني ضحية، ولكنني لا أحمل عقلية الضحية. أنا هنا لخوض التحدي، لرؤية بريطانيا وهي تصبح أكثر شمولاً وترحيباً".


اقرأ أيضاً 

فرصتك الأمثل للشراء.. الذهب يهبط إلى أدنى سعر له منذ عام

علامات:
تحميل المزيد