لا ندعوك لترك عملك.. ولكن عليك بهذه الخطوات لتجنب “متلازمة الاحتراق النفسي” التي تعرّض مهنتك وصحتك للخطر

هل تساءلت عن صحة اختيارك لمهنتك، هذا التفكير ينتاب الكثيرين ولكن أحياناً يكون إنذاراً لمتلازمة تهدد مستقبلك المهني وصحتك: متلازمة الاحتراق النفسي المهني.

عربي بوست
تم النشر: 2018/08/16 الساعة 08:46 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/08/16 الساعة 08:46 بتوقيت غرينتش
متلازمة الاحتراق النفسي

هل تساءلت عن صحة اختيارك لمهنتك، هذا التفكير ينتاب الكثيرين منا، وهو أمر طبيعي بسبب ضغوط الحياة، ولكن أحياناً يكون إنذاراً لمتلازمة تهدد مستقبلك المهني، والأسوأ أنها قد تهدد صحتك: هي متلازمة الاحتراق النفسي المهني.

التوتر ليس دائماً شعوراً سيئاً؛ إذ يمكن أن يكون القليل منه سبباً للحفاظ على التركيز والحيوية والقدرة على مواجهة التحديات في مكان العمل، لكن ضغوط العمل قد تجعلك تشعر وكأنك تدور في طاحونة تسحق حياتك: ساعات طويلة ومواعيد لا نهائية، ومطالب متزايدة تتجاوز قدراتك النفسية والبدنية.

إذا زاد هذا الشعور، فقد تكون مهدداً بالإصابة بـ "متلازمة الاحتراق النفسي" أو المهني، فما هذه المتلازمة ومدى تأثيرها على مستقبل المهني؟

متلازمة الاحتراق النفسي هي نوع من الإجهاد الذي قد تشعر خلاله بالإرهاق الجسدي والعقلي والعاطفي؛ ما قد يدفعك للتساؤل عن صحة اختيارك لمهنتك وقيمة مساهمتك في العمل.

ربما تكون قد عانيت من ذلك سابقاً أو تشعر بأنك تتعرض له في الوقت الحالي، لذلك سيكون من المفيد أن تتعرف على أعراض الاحتراق الوظيفي وكيفية التعامل معه، والوصول إلى شعور أفضل يخلصك من هواجس فقدان وظيفتك.

الأسوأ أن هذه المتلازمة إذا لم تتخلص منها يمكن أن تتسبب في نهايات بائسة أخطر من مجرد فقدان الوظيفة، مثل الاكتئاب والأرق وأمراض القلب والسكري.

 لذا نحاول في هذا التقرير مساعدتك على كيفية تتحرر من هذا الكابوس عبر خطوات بسيطة.

إنذار لبداية احتراقك الوظيفي.. عندما تذهب هذه الأعراض معك إلى المنزل

ربما تعتقد أن أعراض متلازمة الاحتراق النفسي تختفي بعد رجوعك إلى المنزل، لكن لسوء الحظ فإن استمرار الضغط النفسي والبدني قد يجعل الأعراض تستمر بعد انتهاء الدواء وتذهب معك للمنزل.

فالأشخاص الذين يعانون من إجهاد مفرط غالباً ما يتعاملون معه بطرق غير صحية؛ مثل: الإفراط في تناول الطعام كنوع من التعويض النفسي، خاصة الأطعمة غير الصحية، أو تدخين السجائر، أو تعاطي المخدرات والكحول.

متلازمة الاحتراق النفسي
متلازمة الاحتراق النفسي

ونتيجة لذلك يمكن لتلك السلوكيات التي تسببت فيها بيئة العمل المجهدة أن تجعلك تعاني من عدة أعراض مزعجة على المدى القصير، والتي تستمر بعد نهاية الدوام منها:

الصداع، أو آلام المعدة، أو الأرق واضطرابات النوم، أو المزاج المتعكر، أو صعوبة التركيز.

وعلى المدى الطويل قد تتطور هذه الأعراض؛ كتالي:

الأرق الناتج عن التفكير في الضغوط وإساءات الموظفين الآخرين يمكن أن يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم وضعف جهاز المناعة والاكتئاب، كما يمكن أن يتسبب التدخين والأكل بشراهة وعشوائية في المعاناة من ظروف صحية أخطر، كالسمنة وأمراض القلب والسكري.

أسبابها: توقعات مديرك الغامضة ونفاد راتبك مبكراً.. أشياء عدة تسهم في احتراقك وظيفياً!

حتى لو كنت تحب وظيفتك، لابد أنك  تواجه أحياناً ضغوطاً للوفاء بموعد نهائي أو القيام بالتزام صعب، ولكن عندما يصبح إجهاد العمل مزمناً فلابد أن يتطلب ذلك منك الوقوف على أسباب ذلك.

يتعرض الموظفون للاحتراق المهني أثناء العمل عندما يضطرون للتعامل مع مواقف عصيبة بشكل مستمر ولفترة طويلة من الزمن، وبالطبع يكون لذلك تأثير على صحتهم البدنية والعقلية وأدائهم الوظيفي والإنتاجي.

وربما تكون توقعات مديرك غير الواضحة سبباً في تبرُّمه الدائم من مستواك، وبالتالي إحساسك بالفشل وعدم الإنجاز والغيرة من زملائك.

وأحياناً يكون عدم قدرتك على التأثير في القرارات التي تخص وظيفتك سبب إحباطك، وتتمنى لو تستطيع المساهمة برأيك في وضع الخطط وجداول الأعمال والتعبير عن المقابل المادي الذي تتوقعه.

عدم توافق القيم أيضاً من العوامل التي تؤدي إلى الاحتراق الوظيفي، فإذا كانت قيمك الأخلاقية تختلف عن الطريقة التي يتعامل بها صاحب العمل مع العمل أو الموظفين، فحتماً قد يؤدي هذا النوع من عدم التوافق في النهاية إلى خسائر.

أضف إلى ذلك اختلال التوازن بين عملك وحياتك الاجتماعية، فإذا كان عملك يستغرق الكثير من وقتك، وجهدك إلى درجة عدم استطاعتك  قضاء بعض الوقت مع عائلتك وأصدقائك؛ فقد تحترق بسرعة، وحينها لابد من اتخاذ خطوات عملية لاستعادة السيطرة على نمط حياتك.

ولكي تتجنبها عليك بتتبع الضغوط مبكراً، والقيام بهذه الخطوات منها التحدث إلى مديرك!

قبل أن يطغى عليك الإجهاد وتشعر بأنك غير قادر على الاستيقاظ صباحاً للذهاب إلى العمل، لابد أن تفكر في كيفية مواجهة هذا الاستنزاف النفسي والجسدي الذي تتعرض له؛ هذه بعض الخطوات التي ستساعدك على الحد من المشكلات التي تواجهها على اختلاف أسبابها، حدد ما يُناسبك منها وجرب ممارستها بشكل منتظم وثق بأنك ستشعر بالتحسن:

–  تتبع الضغوط الخاصة بك، راقب نفسك وقم بتدوين المواقف التي تتسبب في خلق التوتر والانزعاج بداخلك، وسجل استجابتك لها واستمر في ذلك لمدة أسبوعين؛ سجل كل أفكارك ومشاعرك ناحية الأشخاص والأماكن وحالتك المادية لأنك لو لم تستطع تحديد المشكلة؛ فلن تستطيع إيجاد الحل.

–  تحدث إلى المدير أو صاحب العمل عن ضغوط العمل، فالموظفون الأصحاء والسعداء أكثر إنتاجية، لذا فمن المفترض أن يكون لدى صاحب العمل حافز كبير لمعالجة المشاكل في مكان العمل كلما أمكن ذلك؛ أخبره عن الظروف المحددة التي تؤثر على أداء عملك دون إثارة قائمة من الشكاوى.

متلازمة الاحتراق النفسي
متلازمة الاحتراق النفسي

–  عليك أن تعرف مهامك بوضوح، اطلب من مديرك أو مشرفك الحصول على وصف محدَّث لواجباتك ومسؤولياتك الوظيفية، وكن قادراً على التصريح بأن بعض الأشياء التي يتوقع منك القيام بها، وهي ليست جزءاً من الوصف الوظيفي الخاص بك، أو أن المقابل المادي لا يفي بكل هذه المسؤوليات.

–  اطلب الدعم، سواء كنت تتواصل مع زملائك في العمل أو أصدقائك أو أسرتك، قد يساعدك الدعم وتفهم معاناتك في التعامل مع الإجهاد الوظيفي ومشاعر الإرهاق.

–  حدد الأولويات، تعامل مع المهام ذات الأولوية العالية أولاً، فإذا كان لديك مهمة صعبة حاول إنجازها مبكراً، وستشعر بأن بقية اليوم أكثر متعة نتيجة لذلك.

–  قم بتفويض بعض المسؤوليات، تخلَّ عن الرغبة في السيطرة على كل المسؤوليات، إذ ليس عليك أن تفعل كل شيء بنفسك، إن هذه الرغبة ستدفعك لتحمل مسؤوليات الآخرين وزيادة الضغوط عليك.

–  قاوم التفكير السلبي، إذا ركزت على الجانب السلبي في كل ما يحدث، ستستنزف طاقتك وتشعر بالتحفز طوال الوقت؛ حاول دائماً أن تفكر بإيجابية في عملك، وتجنب زملاء العمل أصحاب التفكير السلبي، واستخدم الفكاهة للتخفيف من التوتر.

–  اجعل جدول حياتك متوازناً، قضاء كل الوقت مشغولاً في العمل أو بالتفكير فيه هو أسرع وسيلة للاحتراق، حاول إيجاد توازن بين العمل والحياة الأسرية والأنشطة الاجتماعية والهوايات الفردية والمسؤوليات اليومية.

هؤلاء يعانون الاحتراق النفسي المهني أكثر من غيرهم ويؤثر على كفاءتهم.. من بينهم الأطباء وضباط الشرطة!

في الوقت الذي يمكن فيه لأي شخص أن يعاني من الاحتراق الوظيفي، هناك بعض المهن التي يعاني أصحابها من الاحتراق بمعدل أعلى من غيرها.

إليك أبرز مهن تعاني من هذه المتلازمة:

–  الأطباء: تشير تقديرات الجمعية الطبية الأميركية إلى أن ما يقرب من 50% من الأطباء يعانون من أعراض الإرهاق الشديد بسبب وظيفتهم، ويعزى ذلك إلى طلبات المرضى، وساعات العمل الطويلة، وزيادة الأعباء الإدارية المرتبطة بممارسة الطب، ويكون الإرهاق أكثر شيوعاً في تخصصات طب الطوارئ وأطباء الأسرة والأطباء الداخليين.

–  الممرضون: إن الإرهاق هو أمر شائع أيضاً في مهنة التمريض، وتشير مجلة الجمعية الطبية الأميركية إلى أن وصول الاحتراق إلى نسب عالية بين الممرضين والممرضات، ربما يؤدي إلى تغيير سلوكياتهم تجاه المرضى على المدى الطويل.

–  الأخصائيون الاجتماعيون: الواقع المؤلم الذي يواجهه الاخصائيون الاجتماعيون بشكل يومي نتيجة للعمل مع عملاء يتحدثون عن مشاكل حياتهم الشخصية يمكن أن يؤدي إلى الإرهاق المرتبط باضطرابات الشخصية، وهي حالة تسميها مناهج الصحة بمتلازمة الصدمة الثانوية STS.

–  المعلمون: يُصنف التدريس بأنه وظيفة معدل احتراقها أعلى من أي وظيفة خدمة عامة، ويرجع ذلك إلى مشكلات في ظروف العمل، والتعامل مع الطلاب وكيفية توصيل المعلومات إليهم، وينتشر حدوث الإرهاق بشكل أسوأ بين المعلمين الأصغر سناً، إذ يختار المعلمين الذين تقل أعمارهم عن 30 سنة مغادرة المهنة بمعدل أعلى بنسبة 51% من كبار السن.

–  مديرو المدارس: تشير الرابطة الوطنية لمديري المدارس الابتدائية في الولايات المتحدة إلى أن الاحتراق الوظيفي في ازدياد لدى أبناء هذه المهنة؛ إذ يعاني ما يصل إلى 75% من مديري المدارس الابتدائية من أعراض خطيرة مرتبطة بالضغوط المستمرة في وظائفهم.

–  ضباط الشرطة: الإرهاق هو شيء مألوف بين ضباط الشرطة، إذ يتطلب العمل في هذا المجال التعامل مع أحداث عالية الخطورة وشديدة الإجهاد، بالإضافة إلى أن تعاملهم المستمر مع أشخاص يتسمون بأسوأ الطباع البشرية غالباً ما يؤثر على حالتهم النفسية.

–  العاملون في تقديم الوجبات السريعة: الأجور المنخفضة والمهام الرتيبة المرتبطة بالعمل في صناعة الوجبات السريعة تؤدي إلى إصابة عدد كبير من العاملين في هذا المجال بالاكتئاب، ويشير الاكتئاب المرتبط بالوظيفة إلى نوع من الاحتراق.

وفي دراسة بحثية حديثة أجرتها أليشيا غراندي وزملاؤها في جامعة ولاية بنسلفانيا الأميركية عن الوظائف المسببة للاكتئاب، قالت غراندي إن الابتسامة الزائفة التي يُظهرها العاملين في مجال الوجبات السريعة تدل على سعادة مصطنعة، تزيد من شعورهم بالضغط واستنزاف الطاقة.


اقرأ أيضاً..

هل أنت مقبل على وظيفة جديدة وترغب في التفاوض بنجاح حول راتبك؟ إليك هذه الحيلة العقلية

متلازمة عبد الحليم حافظ "صبيّ مصر الأسمر"

وظيفة لأربع ساعات فقط.. "نوتيلا" تطلب موظفين لتذوق الشوكولاتة لكن بشرط واحد

تحميل المزيد