يقع القلب، الذي لا تستقيم بدونه الحياة، في قفصه الحامي في الصدر، ويمارس وظيفته دون أي تدخل خارجي من الإنسان.
في العالم الأول، حيث يموت شخص من كل أربعةٍ بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية، من الصعب التقليل من أهمية إبقاء القلب في أفضل حالة ممكنة.
للأسف، تكون العلامة الأولى للقلب المعتل بالنسبة لكثير من الناس، هي الاصابة بنوبة قلبية.
ورغم أنه لا يمكنك رؤية قلبك وهو ينبض في صدرك، دون تقنية أشعةٍ متخصصةٍ، هناك على الأقل علاماتٌ خارجيةٌ واضحةٌ يمكن أن تشير إلى خلل ما بقلبك، قبل أن تعاني من مرض قلبي سوف يغير، أو ينهي حياتك.
وفي تقرير نشره موقع Science Alert تعرض لـ 6 علامات تحذيرية لأمراض القلب.
تجاعيد شحمة الأذن
أحد هذه المؤشرات الخارجية هو التجاعيد المائلة على شحمة الأذن، المعروفة باسم "علامة فرانك"، والتي سميت باسم الطبيب الأميركي، ساندرز فرانك، أول من أشار إلى هذه العلامة.
أوضحت الدراسات أن هناك ارتباطاً بين التجويف الخارجي المرئي من شحمة الأذن، وزيادة خطر الإصابة بتصلب الشرايين، وهو مرض تتراكم فيه ترسبات الدهون والصفائح داخل الشرايين.
أظهرت أكثر من 40 دراسة وجود اقترانٍ بين تلك العلامة المميزة بالأذن، وزيادة خطر الإصابة بتصلب الشرايين.
ليس واضحاً سبب هذا الاقتران، لكن افترض البعض أنه يتعلق بمصدرٍ جنينيٍ مشتركٍ. وقد لوحظ في الآونة الأخيرة أن هذه التجاعيد متعلقةٌ بالأمراض الأوعية الدماغية، وهي أمراضٌ تصيب الأوعية الدموية في المخ.
النتوءات الدهنية "زيادة معدل الكوليسترول"
هناك مؤشرٌ خارجيٌ آخر لمشاكل القلب، وهو النتوءات الصفراء الدهنية، الشهيرة باسم "الأورام الصفراء"، التي يمكن أن تظهر على المرفقين والركبتين والأرداف أو جفون العين. لا تعدّ تلك النتوءات نفسها ضارة، لكن يمكنها أن تكون علامةً على مشاكل أكبر.
لوحظت هذه الأورام الصفراء عادةً في الأشخاص المصابين بمرضٍ جينيٍ يدعى ارتفاع الكوليستيرول في الدم الموّرث جينياً.
الأشخاص الذين يواجهون هذه الحالة لديهم مستوياتٌ عاليةٌ بشكلٍ استثنائيٍ من الكوليسترول الدهني منخفض الكثافة، يطلق عليه "الكوليسترول السيئ". وترتفع مستويات هذا الكوليسترول حتى تصبح مترسبةً في الجلد. ولسوء الحظ، تتراكم هذه الرواسب الدهنية أيضاً في الشرايين الموصلة بالقلب.
تلك الآلية التي تتسبب في هذه الترسبات الدهنية في الأنسجة معروف أسبابها، وتحتل مكانةً بارزةً في الطب، لأنها أّدت إلى تطوير مجموعةٍ من الأدوية الرائجة التي تقلل الكوليسترول وهي: الستاتينات.
تعجّر الأصابع
هناك ظاهرةٌ معروفةٌ باسم "تعجّر عقلات الأصابع" قد تكون علامةً على أن كل شيء ليس بخير فيما يتعلق بقلبك.
هذه الظاهرة تحدث حين تتغير الأظافر لتصبح أكثر سمكاً وعرضاً، وذلك بسبب إنتاج المزيد من الأنسجة. عادةً ما يكون هذا التغيير غير مؤلم ويحدث في كلتا اليدين.
هذا التغيير يشير إلى مشاكل في القلب، بسبب أن الدم المؤكسج -أو الدم الوريدي- لا يصل إلى الأصابع بشكلٍ صحيحٍ، لذا تنتج الخلايا "عاملاً" يعزز النمو في محاولة لتصحيح المشكلة.
يعدّ تعجّر الأصابع من أقدم الأعراض الطبية الشهيرة. ووصفه أبقراط لأول مرةٍ في القرن الخامس قبل الميلاد. وهذا هو السبب في أن الأصابع المتعجرة تعرف أحياناً بأصابع أبقراط.
حلقة حول الحدقة
يمكن أيضاً ظهور الرواسب الدهنية في العين، مثل حلقة رمادية في القشرة الخارجية للحدقة، الجزء الملون من العين.
هذه الظاهرة التي تسمى "القوس الشيخية"، تبدأ من أعلى وأسفل الحدقة، قبل أن تتمدد لتشكل حلقة كاملة، لكنها مع ذلك لا تؤثر على الرؤية.
نجد أن 45 % ممن تخطوا الـ 40 تقريباً، لديهم هذه الحلقة الدهنية حول حدقة العين، وتقفز النسبة إلى 70 % بين أولئك الذين تخطوا الـ 60. أثبت أن ظهور هذه الحلقة الدهنية، قد يرتبط ببعض العوامل الخطرة لأمراض شريان القلب التاجي.
اللثة الفاسدة والأسنان المخلخلة
صحة الفم والأسنان قد تكون مؤشراً جيداً عن الحالة الصحية للقلب والأوعية الدموية.
الفم مليء بالبكتيريا، النافع منها والضار. البكتيريا الضارة يمكن أن تتسلل إلى مجرى الدم من الفم، لتسبب التهاباً في الأوعية الدموية، والذي يمكن أن يؤدي إلى أمراض القلب.
أوضحت الدراسات أن فقدان الأسنان والتهاب اللثة، من علامات مرض القلب.
الشفاه الزرقاء
يُعد لون شفاهك ضمن المؤشرات الصحية الأخرى الناتجة عن الفم.
الشفاه عادة حمراء، إلا أنك قد تلاحظ ظهور زرقة عند الأشخاص الذين يعانون من مشاكل في القلب، نتيجة لفشل جهاز القلب والأوعية الدموية في إيصال الدم المؤكسج إلى الأنسجة.
كما يُصاب البعض بالطبع بزرقة في الشفاه، في حال شعورهم بالبرودة الشديدة أو تواجدهم في مكان مرتفع كثيراً عن سطح البحر. في هذه الحالة تكون الشفاه زرقاء نتيجة لنقصان الأوكسجين المؤقت، وتعود سريعاً إلى طبيعتها.
في الواقع، قد تكون هناك أسباب وجيهة لحدوث الأعراض الخمسة المذكورة بالأعلى. إلا أنك إن شعرت بالقلق أو الشك فيمكنك التواصل مع طبيبك الخاص، أو مع أي أخصائي آخر في مجال الصحة للحصول على رأي خبير.