تستطيع أن تكون مفيداً وبطلاً حتى بعد موتك.. 5 خطوات لتخليد اسمك بعد رحيلك

أن نترك إرثاً يخلِّد ذكرانا أمر يشغل الكثيرين منا، لكنه أحياناً يمثل مشكلة. فليس بالضرورة أن ينجب الإنسان ابناً أو بنتاً ليترك إرثاً أو يخلِّد اسمه

عربي بوست
تم النشر: 2018/08/10 الساعة 07:11 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/08/10 الساعة 07:11 بتوقيت غرينتش
Smiling senior man with long white hair looking at the camera

تظل مسألة الإرث محيرة جداً، خاصة بالنسبة لبعض الأشخاص الذين لم يُرزقوا بأطفال عن اختيار أو بحكم الظروف. أن نترك إرثاً يخلِّد ذكرانا أمر يشغل الكثيرين منا، لكنه أحياناً يمثل مشكلة. فليس بالضرورة أن ينجب الإنسان ابناً أو بنتاً ليترك إرثاً أو يخلِّد اسمه، حسب ما ورد في تقرير لصحيفة The New York Times الأميركية.

حتى لو كان هناك طفل فالإرث قد يخرج عن المسار الذي يريده الأب

لم يكن بمقدورها أبداً أن تتجاهل الشعور بكونها آخر فرد في عائلتها، هذا حال كارين مالون رايت، البالغة من العمر 62 عاماً.

وتدرك كارين بصفتها مؤسِّسة موقع TheNotMom.com، وهو موقع إلكتروني للنساء اللاتي لم يرزقن بأطفال والوحيدات في العائلة، الآثار الوجودية لعدم امتلاك نسل.

بل لاحظت السيدة مالون رايت، التي تعيش في مدينة كليفلاند الأميركية، أنه حتى لو كان لديك طفل فلا يمكنك التحكم في مصير ميراثك في دولة مثل بلدها الولايات المتحدة؛ لأن الأمور يمكن أن تتخذ منحى معاكساً لما تريده.

يحاول البعض المساهمة في المصلحة العامة، عن طريق العمل كمدربين أو مرشدين أو في جمعيات خيرية، بينما يختار آخرون تقديم مساهمات دائمة في حياتهم المهنية.

ولكن يظل الأمر محيراً بالنسبة لما بعد الموت، حينما يصبح السؤال: كيف تحدد مصير إرثك بعد انتهاء قدرتك على التحكم به؟

يمكن أن يصبح الإرث خالداً دون حاجة إلى عبقرية

إذا كنت شخصاً من دون أبناء مثل سيسل إتش غرين، مؤسس شركة Texas  Instruments العملاقة، فبإمكانك ترك مبالغ مالية طائلة للمؤسسات الطبية والتعليمية البارزة في العالم.

أما إذا كنت مثل بيتهوفن، أو لوثر فاندروس، أو جوي رامون، فستترك خلفك قائمة لأجمل القطع الموسيقية والأغاني الأبرز.

وإذا كنت مثل جوليا تشايلد، أو فريدا كاهلو، فيمكنك إلهام الأجيال القادمة من خلال شغفك.

ومع ذلك، ليس من الضروري أن تكون ثرياً أو عبقرياً أو شخصاً بارزاً عالمياً للتأثير في حياة الأشخاص في الأجيال القادمة.

إليك بعض الطرق لترك إرث دائم، حتى وإن لم يكن لديك ورثة:

1- تسجيل أهم توصيات الميراث كتابياً

بغضّ النظر عمَّا تقرر القيام به بشأن إرثك، خاصة إذا كان الأمر يتعلق بترك مال أو أصول إلى أشخاص مقربين أو مؤسسات أو جمعيات خيرية، فإن العقبة الأكبر تتمثل في التغلب على المماطلة وكتابة وصية.

قالت أيلين دويرتي، وهي متخصصة في تخطيط العقارات ورئيسة جمعية National Association of Estate Planners and Councils: "فكِّروا جدياً في الأمور التي تهمكم أكثر في الحياة، وافعلوا ذلك لأنفسكم، لتحقيق راحة بالكم".

كما توصي أيلين الأفراد بالحصول على ثلاث وثائق أساسية: وهي وصية سارية تفي بمتطلبات دولة/ ولاية الإقامة القانونية، وتوكيل رسمي، وتوكيل رعاية صحية. ومن المهم أيضاً وضع قائمة بأسماء الأشخاص الاحتياطيين للقيام بهذه المهمة.

وأضافت أيلين: "إذا لم تحدد كيفية التصرف في العقار الخاص بك، فإن الحكومة ستقرر ذلك، وستضع خطة للتصرف فيه. فلماذا لا تأخذ الوقت الكافي لكتابة مسوَّدة الوصية، ثم إخراجها مرة واحدة في العام لقراءتها ومعرفة ما إذا كانت تعكس ما تريده".

2- هكذا يمكن تخليد سيرة العائلة

قد لا تجلب حاجياتك الشخصية الكثير من المال، مثل خطابات مارلين مونرو، لكن كتابة رسائل بخط اليد هي وسيلة رائعة لتدوين حياتك الشخصية.

شارك الجميع في هذه الرسائل وصفاتك المفضلة، واكتب عن تجاربك ونجاحاتك، واعرض أفضل نصائحك الحياتية في كتاباتك. وبطبيعة الحال، كي تكون مراسلاتك بمثابة إرث دائم، يجب أن يكون المتلقي على استعداد لتلقيها والاحتفاظ بها.

تُشجّع كاثلين دبليو. هينكلي، عالمة النسب والمديرة التنفيذية لجمعية Association of Professional Genealogists، أولئك الذين ليس لديهم أبناء على تجميع التذكارات العائلية المهمة، "فقد يحب أبناء عمومتك، أو أبناء إخوتك، تلقي أي تذكار أو إرث عائلي وجب عليك أن تمرره".

تقترح العالمة أن يحرر الشخص سيرته الذاتية، حيث قالت: "اكتب قصة أو كتيّباً، أو كتاباً، كيفما أردته أن يكون متقدماً". وعلى عكس خزانة الملفات المليئة بالرسائل والوثائق المتعددة، سيتم الاحتفاظ بتلك النصوص.

كما توصي برقمنة الصور العائلية وتسمية الأشخاص الذين يظهرون فيها والاحتفاظ بالصور الأصلية في صناديق خالية من الأحماض.

إذا كان أفراد العائلة جزءاً من تاريخ المنطقة، فقم بالتبرع بالصور لجمعية تاريخية أو الأرشيف. ويمكن أن تكون الصور التي تتضمن شارعاً رئيسياً أو منازل لم تعد موجودة بعد، ذات أهمية.

وأوضحت كاثلين: "يعتمد الأمر على الصورة، وسيكون لكل جمعية تاريخية مبادئ توجيهية مختلفة. في بعض الأحيان، تقبل المكتبة المحلية الصور العائلية والأوراق إذا كانت العائلة تقيم هناك لأجيال".

3- دعم مؤسسات يعتبرها المجتمع ذات مغزى

"يمثل منح المال للمدارس طريقة أخرى يعتمدها من لا يملكون أبناء لترسيخ إرثهم"، حسب أودرا إم لوتون، مديرة تخطيط توزيع الهبات والتأجير في كلية Barnard College بمدينة نيويورك الأميركية.

ولكنها تقول: قبل كتابة شيك بمبلغ مالي ضخم، أو تعيين جزء من الملكية لمدرسة معينة، ناقش نواياك مع المؤسسة التي تفكر في التبرع لها.

وبيَّنت أودرا إم لوتون: "اتصل أو تواصل مع شخص من العاملين في المؤسسة المعنية. ربما يوجد في الكلية أو الجامعة مكتب مختص فيه موظفون مسؤولون عن هذا النوع من المسائل، وهذه طريقة متميزة للبدء. تعرّف على ما هو ممكن قبل الشعور بالضغط عند سلوك الطريق بمفردك".

إذا اخترت وضع منحة دراسية أكاديمية باسمك، فمن المهم الحفاظ على مرونة خطط المنحة.

استحضرت أودرا قصة السيدة لوتون حالةً تم فيها وضع منحة دراسية في Barnard College في أوائل خمسينيات القرن الماضي، لدعم الطلاب الذين درسوا الستينوغرافي (الكتابة بالاختزال)، وهي عملية تدوين الملاحظات باليد. وذكرت السيدة لوتون "أن نوايا المانح واضحة"، فقد كان يحاول دعم المهارات التي قد تكون مفيدة في مكان العمل، ولكن كان قد مضى وقت طويل مذ بحث أصحاب العمل عن هذا النوع من الخبرة.

4- التأكد من أن الأموال تذهب فعلا إلى المكان الذي نريده

مهما كانت دوافعك، سواء كانت الجمعيات الخيرية للحيوانات الأليفة أو المبادرات الصحية والمجتمعية والبيئية، عليك التفكير في لعب دور أكثر فاعلية في قضية تهمك، أو ترك مالك أو أصولك لمؤسسة جديرة بدعمك تعكس قيمك، تستطيع أن تكون مفيداً وحتى بطلاً حتى بعد نهاية حياتك.

توصي جينجر ملاكار، كبيرة مستشارين مديرة علاقات المانحين في مؤسسة Cleveland Foundation، باستشارة مواقع ويب مثل Guidestar وCharity Navigator لضمان أن تكون المؤسسة الخيرية في وضع جيد. ويجب الأخذ بعين الاعتبار أن بعض المنظمات، لديها فروع وطنية ومحلية على حد سواء.

وأكدت السيدة ملاكار أنه على المانحين أن يجروا أبحاثهم "للتأكد من أن أموالهم ستذهب تحديداً إلى المكان الذي يريدونه".

5- من المهم وضع خطة عند كتابة الوصية

قالت السيدة ملاكار إن كلاً من الموسيقي برنس، وعازف موسيقى البلوز والروك جيمي هندريكس، والصناعي والطيار ومنتج الأفلام السينمائية الأميركية هوارد هيوز، يعتبرون أمثلة تحذيرية؛ لأنهم ماتوا دون ترك وصية.

وتابعت: "ما يحدث في معظم هذه الحالات، لاسيما إذا كان العقار من أي حجم، أنه يتم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة، دون مراعاة الجمعيات الخيرية".

ومن جهتها، قالت السيدة دويرتي: "يربط كثير من الأشخاص مسألة التخطيط للتصرف في العقار بالموت، ولكن ذلك في الحقيقة يساعد على ضمان حدوث ما تريده بالضبط في إرثك".


اقرأ أيضاً..

لماذا تركت الملكة إليزابيث الأم أموالاً أكثر في وصيتها للأمير هاري من أخيه الأكبر ويليام؟

علامات:
تحميل المزيد