اتركي طفلك يشتم ويسب ولا تمنعيه من ذلك أبدًا.. بحث نفسي ينسف مفاهيم التربية التقليدية

عربي بوست
تم النشر: 2018/08/08 الساعة 10:59 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/08/08 الساعة 11:04 بتوقيت غرينتش
لا تمنعي طفل من الشتائم

لا ينبغي عليكِ منع أطفالك من قول الشتائم، تقول إحدى المتخصصات في علم النفس وهي خبيرة في علم الأعصاب، وتؤكد إيما بيرن وهي صاحبة كتاب "Swearing is Good for You: The Amazing Science of Bad Language"، ضرورة تعليم الأطفال معاني هذه الكلمات، وتأثيرها السلبي على الأشخاص، عوضاً عن تعلمها من بعض الأصدقاء في ساحة اللعب، حسب صحيفة Daily Mail البريطانية.

وخلال حديثها في برنامج "صباح الخير بريطانيا" على قناة ITV، أوضحت بيرن أنه من المهم تعليم الأطفال استخدام هذه الكلمات السيئة في الوقت المناسب. وأوضحت بيرن قائلة: "أريد أن أجهز الأولياء للتعامل مع تلك اللحظة المخجلة والمحرجة عندما يتفوه طفلهم بكلمة بذيئة في مكان غير مناسب، وعوضاً عن قول "سننهي هذه المحادثة الآن"، يجب أن تخبره لماذا تعتبر هذه الكلمة غير لائقة".

مع ذلك، بدا المشاهدون الذي كانوا يتابعون بيرن في المنزل غير مقتنعين بحجتها، حيث كتب أحدهم على تويتر: "إنها تقول بوضوح إنه لم يعد هناك وجود للأخلاق والانضباط داخل المنزل". وقد اختلف الكثيرون مع الاقتراح الذي يدعو الأولياء إلى تعليم أطفالهم استخدام كلمات غير لائقة. وقد أفاد أحد الأولياء الغاضبين بأنه "أمر لا يصدق كيف أننا أصبحنا نناقش ما إذا كان يجب على الأطفال قول الشتائم في المنزل، إنه حقاً أمر مروع للغاية".

في حين أورد شخص آخر أن "قول هذه المرأة إنه يجب أن نسمح للأطفال أن يتفوهوا بكلمات سيئة يفسر السبب وراء كون الأطفال هذه الأيام غير مؤدبين. إنها تقول بوضوح إنه لم يعد هناك مكان للأخلاق والانضباط داخل المنزل".

وأوضح آخر: "لا ينبغي تشجيع الأطفال على السب والشتم، لكنهم إن رأوا شخصاً يشتم فسيقلدونه". وأضاف: "يمكنك حماية الأطفال من العديد من الأشياء، لكن لا يمكنك حمايتهم مما قد يعترضهم في الحياة".

هدم لقواعد التربية

وبعد هذا التصريح، أجرى أحد المراسلين مقابلات مع عدد من العائلات حول مواقفهم من موضوع الشتائم. وفي هذا الصدد، صرح أحد الآباء قائلاً: "لا أعتقد أن من قواعد التربية السليمة السماح لأطفالك بإلقاء الشتائم". وقد أضافت ابنته أن "الشتائم يمكن أن تؤثر سلباً على مشاعر الآخرين، ولهذا السبب أنا لا أشتم".

كما قال أحد الأطفال إن إلقاء الشتائم لا يستحق تعريض نفسه لعقوبة، حيث إنه سيُمنع من اللعب بألعاب الفيديو خاصته. كما بيّن أب آخر كان يحمل ابنته الصغيرة أنه "إذا كانت ابنتي تشتم، فلا أعتقد أن ذلك سيكون له تأثير إيجابي على علاقاتها الاجتماعية".

عليك التفكير في مشاعر الناس

وأشارت الدكتورة بيرن إلى أنها صُدمت بمدى قلق الأهل من التأثير السلبي للشتائم، لكنها قالت إنه من المهم أن يفهم الأطفال تأثير هذه الكلمات. وفي هذا الإطار، أفادت بيرن بأن "الأمر الوحيد الجيد الذي ترتّب عن هذه المقابلات، هو تصريح الطفلة التي قالت إن عليك التفكير في مشاعر الناس".

وأضافت بيرن أنه "إذا لم نتحدث عن موضوع الشتائم مع أطفالنا، فإنهم في كل الحالات سيتعلمونها من زملائهم في ساحة اللعب. وهكذا، لن يكون لديهم وعي بمدى تأثير الشتائم على مشاعر الناس، وكيف أنه ليس لها علاقة مباشرة بكونك سيئاً في تعاملك معهم، مع العلم أن هناك طرقاً أخرى عديدة تجعلك سيئاً في تصرفاتك مع الناس دون استخدام الشتائم".

وتختلف مقدمة البرامج ومدربة الحياة، آنا ويليامسون، مع الاقتراح الذي يدعو إلى تعليم الأطفال متى يشتمون؛ لأنها تعتقد أنه لا توجد ضمانات بشأن مدى نجاحها. وقد أوضحت ويليامسون قائلة إن "الناس يشعرون بالإهانة، إذ إن إلقاء الشتائم يعد أمراً غير مقبول اجتماعياً، وهناك سبب وجيه يمنعنا من الشتم خلال البث التلفزيوني المباشر، باعتبار أنه يعد إهانة. وهذا هو المفتاح فيما يتعلق بإنشاء هذه الحدود، خاصة لدى أطفالنا".

وصرّحت ويليامسون قائلة: "أنا أتفهم النقطة المتعلقة بالتربية، لكنني لا أعتقد أن استخدام الكلمات غير اللائقة بحرية يعني أنه لا بأس باستخدامها في كل الأوقات؛ لذلك أعتقد أن هذا الأمر يصيب الأطفال بالحيرة".


اقرأ أيضاً

إليسا ليست وحدها، نجمات أصبن بالسرطان في عمر مبكر وصدمن الجمهور

علامات:
تحميل المزيد