حلم العودة من الشيخوخة يتحقق.. ممارسة التمارين ترد القلب المسن إلى شبابه

لتحافظ على صحة قلبك مدى الحياة، ابدأ بممارسة التمارين الرياضية في وقتٍ مُبكِّر من حياتك، واستمر في ممارستها بشكلٍ منتظم، نحو 4 مراتٍ في الأسبوع على الأقل، وذلك وفقاً لنصائح سلسةٍ مذهلة من الدراسات الحديثة شملت المئات من الأشخاص وحالة قلوبهم.

عربي بوست
تم النشر: 2018/08/04 الساعة 17:30 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/08/04 الساعة 20:19 بتوقيت غرينتش
Senior woman doing exercises in green beautiful park. Healthy lifestyle

لتحافظ على صحة قلبك مدى الحياة، ابدأ بممارسة التمارين الرياضية في وقتٍ مُبكِّر من حياتك، واستمر في ممارستها بشكلٍ منتظم، نحو 4 مراتٍ في الأسبوع على الأقل، وذلك وفقاً لنصائح سلسةٍ مذهلة من الدراسات الحديثة شملت المئات من الأشخاص وحالة قلوبهم.

إعادة تشكيل قلبك ممكنة

لكن حتى لو كنتَ قد أهملت ممارسة التمارين الرياضية في السنوات الأخيرة وبلغتَ منتصف عمرك، فلم يفت الأوان بعد. إذ أظهر البحث نفسه أنَّه لا يزال بإمكانك إعادة تشكيل قلبك بدرجةٍ كبيرة وجعله أكثر شباباً، من خلال البدء في ممارسة التمارين في مرحلة منتصف العمر، شريطة أن تُمارسها بالقدر الكافي، حسب صحيفة The New York Times الأميركية.

وفي الوقت الذي يصل فيه الكثير منَّا إلى مرحلة ما بين منتصف إلى أواخر الخمسينيات، تبدأ أجزاء من عضلة القلب في الضمور والضعف، وتتصلَّب شرايين القلب الرئيسية، أي الأوعية الدموية التي تنقل الدم من القلب وإلى بقية أجزاء الجسم.

تزيد هذه التغييرات من احتمالية الإصابة بضغط الدم، وتجعل قلوبنا تعمل بصعوبةٍ وبكفاءةٍ أقل، ما يزيد مخاطر الإصابة بمشكلاتٍ صحية لاحقة، منها قصور القلب.

لكنَّ بنجامين ليفين، طبيب أمراض القلب وأستاذ الطب في جامعة جنوب غرب تكساس الطبية ومدير معهد ممارسة التمارين والطب البيئي بمدينة دالاس الأميركية، لم يكن مُقتنعاً بأنَّ تلك التأثيرات أمرٌ حتمي.

وتساءل هو وزملاؤه الباحثون حول ما إذا كانت تلك التأثيرات شائعة فقط بين الأشخاص المتقدمين في العمر قليلي الحركة، على عكس من يمارسون نشاطاً بدنياً، حسب الصحيفة الأمريكية.

لذا شرعوا في إجراء سلسلةٍ من الفحوصات للأشخاص وأنظمة قلبهم.

كيف تمت التجربة؟

وفي أول تلك الفحوصات، حسبما نُشر في عام 2014 في مجلة الكلية الأميركية لأمراض القلب، اعتمدوا على 102 من الرجال والنساء المُسنين الذين كانوا جزءاً من دراسةٍ مُستمرة وممتدة حول صحة القلب. وقدَّم كلٌ منهم معلوماتٍ مُفصَّلة حول ما مارسوه من أنشطةٍ بدنية خلال الأعوام العشرين الماضية على الأقل.

وبعدها صنَّف العلماء هؤلاء الرجال والنساء استناداً إلى ممارستهم التمارين الرياضية.

كان بعضهم من الأشخاص قليلي الحركة "الذين لم يمارسوا تمارين رياضية" طيلة فترة البلوغ. أمَّا الآخرون، ممن أفادوا ممارستهم التمارين مرتين أو ثلاث مراتٍ أسبوعياً لمدة 30 دقيقة على الأقل، فصنفوا بين من مارسوا الرياضة "دون انتظام" على المدى الطويل.

بالإضافة إلى مجموعة ثالثة من الأشخاص صُنفوا على أنَّهم متمرسون في ممارسة الرياضة، وهؤلاء كانوا من مارسوا التمارين لأربع وخمس مرات أسبوعياً على مدى سنوات.

وفي الأخير تأتي المجموعة الرابعة، التي تضم أشخاصاً مارسوا التمارين بمُعدل ست أو سبع مرات أسبوعياً ونافسوا في الألعاب الرياضية، ووصفوا بالرياضيين.

وبعدها فحَصَ الباحثون قلوب كافة المشاركين وأخضعوها للاختبار.

ووجدوا أنَّ مجموعة الأشخاص قليلي الحركة ظهرت عليهم التأثيرات الزمنية المعتادة؛ إذ تقلَّصت أجزاءٌ من عضلات قلبهم، وبالأخص البطين الأيسر أو التجاويف، وأصبحت تعمل بصورةٍ أقل كفاءة من الأشخاص الأصغر سناً، حسب الصحيفة الأمريكية.

كانت التغيُّرات نفسها جليةً وظاهرة في حالة الأشخاص ممن مارسوا التمارين دون انتظام لسنوات.

لكنَّها لم تظهر بالقدر نفسه في حالة الرجال والنساء ممن مارسوا التمارين بمُعدل 4 مراتٍ أسبوعياً لسنواتٍ على الأقل، أو في حالة أولئك ممن كانوا رياضيين محترفين؛ إذ كان يبدو البطين الأيسر في كلتا المجموعتين جيداً ويعمل بكفاءةٍ تُقارب الأشخاص اليافعين إلى حدٍ كبير.

Heartbeat and heart shape on chalk board

وكرروا التجربة للتأكد

ولتوسيع نطاق هذه النتائج، ذهبَ الباحثون بعدها إلى شرايين القلب، التي عادةً ما تصبح أضعف مع تقدم العمر، تماماً مثل عضلة القلب.

وفي دراسةٍ نُشرت في الشهر المُنصرم يوليو/تموز في مجلة علم وظائف الأعضاء، قدَّر العلماء مقدار التصلب والعمر النسبي للشرايين القلبية الرئيسية لنحو 100 شخص بالغ، معظمهم في السبعينيات من عمرهم، وأرفقوا تقارير منتظمة حول عاداتهم الرياضية على مدى عقدين على الأقل، مثلما هو الحال في التجربة الأولى.

قسَّم الباحثون المشاركينَ مُجدداً ضمن الفئات الأربع، استناداً إلى عدد مرات ممارستهم التمارين الرياضية أسبوعياً.

ومُجدداً، لاحظَ العلماء وجود اختلافاتٍ بالغة أخرى فيما يخص صحة القلب، استناداً إلى حالة النشاط البدني لهؤلاء الرجال والنساء في أثناء مرحلة البلوغ. وإجمالاً، كانت الشرايين القلبية لمجموعتي الأشخاص الذين لم يمارسوا التمارين، أو مارسوها بشكلٍ مُتقطِّع، بمُعدل مرتين أو 3 مرات أسبوعياً، أكثر تصلباً مقارنةً بالأشخاص الأصغر سناً.

 

كانت الشرايين أكثر مرونة لدى الرياضيين

ولكن من بين الأشخاص ممارسي التمارين بانتظام أو الرياضيين على المدى الطويل، وجدَ الباحثون أنَّ الشرايين القلبية الرئيسية كانت مرنة نسبياً، ومن الناحية الوظيفية، كانت أكثر شباباً وصحةً مقارنةً بالأوعية الدموية للأشخاص من المجموعات الأخرى.

كان من الممكن اعتبار هذه أخباراً سارة، إلاَّ أنَّ تلك الدراسات نظرت إلى الأشخاص الذين كانوا يُمارسون التمارين لعقود. إذ لا يمكن لتلك النتائج أن تُخبرنا ما إذا كان الأشخاص ممن بلغوا منتصف العمر بدون ممارسة التمرينات الرياضية بإمكانهم البدء انطلاقاً من تلك المرحلة وتغيير بنية قلوبهم وتحسين وظائفها.

لذا، وفي واحدةٍ من أهم الدراسات الحديثة التي نُشرت في أبريل/نيسان الماضي في مجلة Circulation، أجرى الطبيب ليفين وزملاؤه دراسةً على مجموعةٍ من الرجال والنساء في منتصف العمر ممن بدأوا ممارسة التمارين 4 و5 مرات أسبوعياً بعد حالةٍ من الخمول البدني لسنوات، بينما بدأت مجموعةٌ أخرى تمارين التمدد والتوازن كعينة اختبار مرجعية.

أكمل المتدربون جلسةً تدريبية واحدة على الأقل أسبوعياً على فتراتٍ قصيرة لكن شاقة، بينما كانت تدريباتهم الأخرى مُعتدلة، مثل المشي السريع أو الركض، واستمرت لمدة 30 دقيقة أو يزيد.

واصلت المجموعات روتينها في ممارسة الرياضة لمدة عامين، وبحلول نهاية الدراسة كانت اللياقة البدنية للمتدربين قد أصبحت أفضل مما كانت عليه، بينما لم يكن الأشخاص في عينة الاختبار المرجعية في حالةٍ أفضل بدنياً.

والأكثر لفتاً للنظر، أنَّ البطين الأيسر في عضلات قلوب المتدربين كانت أقوى وأقل تصلباً مما كانت عليه حين بدأت الدراسة. كانت قلوبهم أكثر شباباً في الحقيقة.

وبالفعل يمكن لقلبك أن يحتفظ بمرونته

تُشير تلك النتائج إلى أنَّ القلب بإمكانه أن "يحتفظ بالمرونة" حتى منتصف العمر، حسبما يقول ليفين، ما يعني أنَّ بإمكانه التغيُّر إلى الأفضل في حالة كنا نمارس التمرينات الرياضية، حسب الصحيفة الأمريكية.

لكنَّ تجب ممارسة التمرينات الرياضية بالضرورة بمُعدل 4 أو 5 مرات أسبوعياً على أقل تقدير، وأن تستمر لسنواتٍ، على حد قوله.

ويضيف ليفين: "إنَّه التزامٌ. لكنَّني أقول للناس أنَّ عليهم التفكير في ممارسة الرياضة باعتبارها جزءاً من النظافة الصحية الشخصية، مثل تنظيف أسنانهم. ينبغي أن يكون أمراً نفعله بشكلٍ اعتيادي وبديهي للحفاظ على صحتنا".


واقرأ أيضاً..

للحفاظ على سرعة نبضات القلب وتنشيط الدورة الدموية فوراً.. عليك بكوب من هذا العصير!

النوم المضطرب يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب لدى المراهقين: دراسة