هل تريد أن تكون أكثر سعادة؟ هناك شيء واحد بسيط تحتاج إلى التوقف عن القيام به

عربي بوست
تم النشر: 2018/08/02 الساعة 12:33 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/08/02 الساعة 12:33 بتوقيت غرينتش
خطوات إلى السعادة

لكي تكون أكثر سعادة عليك بتجنُّب شيء واحد بسيط، فعندما تخطط للقيام بنشاط ترفيهي ولا يكون الأمر عفوياً، يفقدك ذلك كثيراً من الاستمتاع.

وفقاً لورقة بحثية شاركت في كتابتها أستاذة جامعية تدرس إدارة الوقت، تبيَّن أن أجندتك الاجتماعية يمكن أن تجعل الأنشطة التي من المفترض أنها ممتعة أو مريحة أقل مرحاً، حسب موقع sciencealert الأميركي.لأننا نميل إلى جمع كل أنشطتنا المجدولة عقلياً في الحزمة نفسها، سواء كنا سنذهب لموعد لطبيب الأسنان، أو نخرج لتناول القهوة مع صديق، وهو ما يجعل الأنشطة الممتعة أشبه بعمل روتيني.

 كتبت المؤلفة المشاركة في الدراسة، سيلين مالكوك، في رسالة بريد إلكتروني إلى صحيفة The Washington Post، أن "النشاط الترفيهي بات يشكل جزءاً من قائمة المهام اليومية الروتينية، ونتيجة لذلك يصبح أقل إمتاعاً".
وتبيّن هذه الورقة البحثية، التي شارك في تأليفها كل من الأستاذة المساعدة في التسويق في جامعة أوهايو، سيلين مالكوك، والأستاذة المساعدة في كلية روتجرز لإدارة الأعمال، غابرييلا تونيتو، أننا نخطط للقيام بالعديد من الأشياء خلال وقت فراغنا.

تخلص من الروتين

وفي الواقع، عادة ما يعمد أغلب الأشخاص إلى جدولة مختلف أنشطتهم، خشية عدم القيام بها جميعها. وتربط مالكوك، بين جدولة وقت الفراغ والقيمة التي نضعها على الإنجاز ومدى اقتناعنا به، ويُعتبر التركيز على كمية الإنجاز سلوكاً شائعاً بين الناس، لدرجة أن البعض "يصارع" من أجل جعل وقت الفراغ مثمراً "ويتفاخرون" بكونهم دائمي الانشغال.

وأوضحت مالكوك في رسالتها الإلكترونية، أنه "عند التخطيط لنشاط ترفيهي سنشعر وكأنه بات من الواجبات المفروضة علينا، وهذا يسلبه فائدته ومتعته". وتعتمد الورقة جزئياً على بحث نُشر في مجلة Marketing Research سنة 2016، تضمَّن 13 دراسة لمالكوك وتونيتو، حول مدى التمتع بالأنشطة الترفيهية. وقد خلصا إلى أن جدولة الأنشطة، التي تضمَّنت أموراً مثل غسل السيارة واختبار قيادة السيارة ومشاهدة فيديو ممتع، كان لها "تأثير سلبي كبير".

وفي إحدى الدراسات، أعطي 163 طالباً جامعياً جداول افتراضية للدروس والأنشطة، وطُلب من بعضهم تحديد موعد للخروج لتناول الزبادي المجمد مع صديق قبل يومين، وإضافته إلى الجداول الخاصة بهم. في المقابل، طلب من البقية الالتقاء بصديق فحسب. وقد انتهى الأمر بالمجموعة الأولى بالذهاب لتناول الزبادي المثلج بصفة تلقائية. وعندما سئلوا عن شعورهم حيال ذلك، أجابوا بأن "الذهاب إلى تناول الزبادي المجمد كان أشبه بالعمل الروتيني".

حدِّد موعداً تقريبياً

ولكن السؤال المطروح: إذا لم نقم بجدولة أوقات فراغنا، فكيف نلتقي بأصدقائنا أو نقوم بأي نشاط آخر؟ حسب مالكوك، تكمن الإجابة في "تحديد موعد تقريبي، وهذا يعني تجنب تحديد وقت معين لتناول طعام الغداء أو مشروب بعد العمل". وقد أشارت مالكوك في رسالة البريد الإلكتروني ذاتها إلى أن "هذا التغيير قد يبدو للوهلة الأولى تافهاً، لكن له تأثير مهم على النفسية، لأنه يذكرنا بأن نكون مرنين عند التخطيط للقيام بنشاط ترفيهي".

وأضافت مالكوك أنه "حتى إذا أدى وضع خطة غير محكمة إلى عدم حصول هذا اللقاء مع أصدقائك، فقد يكون ذلك أفضل في بعض الحالات. وإذا لم تسر الأمور كما هو مخطط له، فأغلب الظن أن أحد الأطراف على الأقل قد أجبر نفسه على المجيء لذلك الموعد، وبالتالي سوف يكون ذلك اللقاء أقل إمتاعاً بالنسبة له. وربما سارت الأمور نحو الخيار الأفضل، أليس كذلك؟".

أما في حياتها الاجتماعية الخاصة، فإنه عندما يحاول أصدقاء مالكوك أن يربطوها بوقت محدد تتعلَّل بأبحاثها، وقد وجدت أن أصدقاءها كانوا متعاونين معها. وقد تطرَّقت إحدى الدراسات التي كتبت عنها مالكوك وتونيتو إلى كيفية تحديد موعد تقريبي ناجح.

شارك في الدراسة 148 طالباً جامعياً خلال فترة الامتحانات النهائية، وافقوا على أخذ استراحة لتناول القهوة والكعك. وقد تم تحديد وقت محدد لتناول وجبة خفيفة للنصف الأول، بينما مُنح النصف الآخر راحة لمدة ساعتين. وقد أفاد الطلاب الذين تم منحهم وقتاً معيناً، بأنهم لم يستمتعوا كثيراً في استراحة القهوة، مقارنة بالذين تم منحهم وقت راحة مفتوحاً.

إلى جانب تحديد موعد تقريبي، قدمت مالكوك نصيحة أخرى تتمثل في التوقف عن محاولة التوفيق بين جميع مهام حياتنا، ونتوقف عن التفكير في أن مدى استمتاعنا بالأنشطة التي نقوم بها مرتبط بكمية الإنجاز. كما بيَّنت مالكوك في رسالتها الإلكترونية أنه "يجب أن نكون انتقائيين أكثر فيما نختار القيام به… ونترك الأمور تسير على طبيعتها وبحرية. وهذا لا يعني أننا يجب ألا نخطط أبداً. لكن يمكننا تحديد الأولويات بشكل أفضل، ونتخلص من خوفنا من أن نفوت على أنفسنا بعض اللقاءات".

 


اقرأ أيضاً 

مبلغ خيالي نظير كل منشور تضعه على صفحتها.. كيف يدر إنستغرام على كايلي جينر ثروة حقيقية؟